آراء

آراء

وزارة إسمان وإسكان.. هل يمكن للصيغة أن تنجح؟

السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

مقالتي اليوم ستكون استكمالاً لمقالة الأسبوع الماضي عن وزارة الإسكان وتحولاتها المقلقة، سأتحدث اليوم عن هذا الارتباك الذي تجد الوزارة الناشئة نفسها فيه إزاء واقع صعب وبلا أفق أو حلول، محاولاً الدخول في حوار مع هواجس الوزارة ورؤاها، التي يمكن التعرف عليها من خلال أحاديث مسؤولي الوزارة للإعلام أو في المنتديات والمؤتمرات. لكن قبل ذلك، دعوني أشير إلى حقيقة غريبة لاحظتها خلال بحثي عن مواد لمقالتي هذا الأسبوع والأسبوع الماضي. تتمثل هذه الحقيقة بطفرة هائلة في النقاش والجدل المجتمعي حول موضوع الإسكان في السنة الأخيرة. كنت كتبت ثلاث مقالات في هذه الجريدة قبل 15 شهراً حول نفس الموضوع. وأذكر حينذاك أن الكتابات حول القضية محدودة ويمكن التعامل معها. أما اليوم فإني أجد نفسي اليوم أغرق وسط كم هائل من الكتابات الثمينة والجيدة حول المشكلة. علام يدل هذا النمو الهائل في الإنتاج المعرفي حول المشكلة؟ أظن أنه أحد أوجه التعبير المجتمعي عن خطورة المشكلة والوعي بمخاطرها المتزايدة. وربما أيضاً أن إنشاء الوزارة ساهم في تسخين الجدل حول المشكلة. فمن جهة، الوزارة بالفعل قامت بدور كبير في تعظيم الوعي عبر الدراسات والاستشارات والمشاركة النشطة في المؤتمرات حول قضية الإسكان، وإن كانت في الآونة الأخيرة بدت تميل نحو لعب دور منظم هذا الوعي والتحكم في كيفيات بنائه. ومن جهة أخرى، إن ما تطرحه…

آراء

لماذا لا نُحسن الفرح؟

السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

تكتب شيئا مفرحاً في تويتر فيباغتك أحدهم بتغريدة عن الآخرة والموت، ولا يفتأ يذكّرك بالحساب والعقاب. تتابع مئات التغريدات يومياً فتجد أغلبها يدور حول الحروب والدماء والقتل. والخلافات الطائفية والعرقية، والصراعات الطبقية في عالمنا العربي، مما يدفعك للتساؤل: أين اختفى الفرح؟ وهل حالتنا الاقتصادية اليوم أسوأ من أجدادنا الذين عاشوا في الخيام وبيوت العريش قبل ستين عاماً حتى نكون، على ما يبدو، أتعس منهم؟ كانت جدتي رحمها الله مريضة، ومنذ أن أدركتُ الدنيا لم أرها ترفل بصحة جيدة. إلا أنها لم تكن تكثر من الحديث عن المرض، بل كانت امرأة بشوشة سعيدة، وعندما أخذتها مرة إلى المستشفى لعلاج التهاب أصاب عينيها، قال لها الطبيب إنها أتت في الوقت المناسب؛ ولو أنها تأخرت فلربما فقدت القدرة على الإبصار. ابتسمَت وقالت لي: "لو تأخرتُ لكنتُ دخلتُ الجنة" وكانت تتحدث عن الأجر العظيم الذي خصصه الله تعالى لمن فقد بصره. لم أدرك حينها من أين كانت تأتي بكل ذلك التفاؤل والإيمان، وعلى رغم أنها لم تكن متعلمة ولم تقرأ ستيفن كوفي أو أنتوني روبنز، فإنها لم تعان عقدا نفسية ولم تكن الكآبة قادرة على التمكن منها. أتساءل الآن: لماذا لا نستطيع، ونحن المتعلمون والمسؤولون ورجال الدين والتجار والدارسون والمتميزون، أن نحسن الفرح؟ ولماذا يبحث الناس اليوم عن الصراعات ويستمتعون بمختلف أنواع الحروب؛ الكلامية…

آراء

لا صوت يعلو فوق صوت «الوايت»

السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

*(تحتل المملكة المرتبة الثالثة عالمياً في مستوى استهلاك الفرد للمياه -بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا-، وهو ما يظهر أن الاستهلاك عال؛ قياساً بندرة المياه، ووقوع المملكة ضمن النطاق الجاف، إلى جانب الاعتماد على محطات التحلية كمصدر رئيس لتوفير المياه «تعد المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة عبر ثلاثين محطة حكومية، نصفها انتهى عمره الافتراضي»). *(وعلى الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن أسباب انقطاع المياه، وتحديداً في فصل الصيف راجع إلى غياب الإدارة المتكاملة للمياه، وإهمال الوزارة لمصادر أخرى، مثل مياه الأمطار التي لم تستغل عبر خزانات في أماكن تجمعها، إضافة إلى المياه المعالجة ثلاثياً، وغياب التخطيط للمواسم المقبلة، وافتقاد المدن للخزن الاستراتيجي، وغياب الصيانة المبكرة لمحطات التحلية). بعد أن كتبت «أزمة المياه في السعودية» في موقع محرك البحث قوقل تدفقت العناوين والتقارير والأخبار بغزارة تناقض تماما تثاقل قطرة الماء في الصنابير الشاحبة هذه الأيام، وقد اكتفيت بواحد منها في الصفحة الأولى للبحث، هو مضمون ندوة نشرتها صحيفة الرياض يوم الثلاثاء الأول من رجب 1433هـ، أي قبل عام إلا قليلا، عن أزمة المياه في المملكة، واخترت المقطعين السابقين من مقدمة الندوة لأني اعتقدت أن المعلومات المذكورة فيهما تمثل جانبا مهما من أساس المشكلة التي نعيشها باستمرار، وتشتد ضراوتها في فصل الصيف بشكل متكرر. في المقطع الأول ثلاث معلومات مهمة: ندرة المياه، واستهلاك…

آراء

العيش على الماء المالح

السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

البداية: يخبرني صديقي برغبته في القيام برحلة بحرية في محمية القرم الشرقي مع مجموعة من الأصدقاء، ومن هنا تبدأ القصة كانت رحلة عبر الزمن، يحملنا قارب، قصيرة بوقتها، عميقة بمعانيها، في محمية طبيعية، يقول لي صاحبي، إنها زيارة قصيرة، وقلت له لا بل هي سفر عبر الزمن. أن تسافر بين أشجار تبني جذورها في البحر، وتعيش على الماء المالح تجربة ثرية ومختلفة، يا إلهي كم يشبهنا الشجر وإلى الآن لا نعرف وجه الشبه! في الرحلة، كنت وحدي على الرغم من أني كنت معهم وحولي قبيلة من أشجار القرم، أشجار عقدت صداقات من ماء البحر، وتصالحت مع الطبيعة من حولها، وقبلت بالآخر، وهو أيضاً قبل بها، عندما تتناسق مع من حولك يتناسق معك ويعم السلام أرجاءك، إحدى مشكلاتنا عندما نظن أننا وحدنا ونقدر أن نعيش وحدنا، في رحلتنا كان الشجر وبكل تواضع يعلمنا كيف نتصالح مع ذواتنا. السفر يعني أن نقوم برحلة داخل نفسك.. دان كاي القارب شارف على الوصول الآن في رحلة تمنيت أن لا تنتهي، تمنيت لو توقف الوقت وصراحة كم تمنيت لو كنت وحدي، أحياناً بعض اللحظات العابرة في حياتنا نمر عليها مرور الكرام ولا نتوقف ولو لبعض الوقت لنتأمل كمية الجمال في الأشياء من حولنا، ونتفكر في معاني الصبر والقدرة على التكيف على الرغم من الصعوبة، في…

آراء

الجانب الآخر المظلم للربيع العربي

السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣

في واحد من أشهر وأوثق الأحاديث النبوية يروي الصحابي حذيفة بن اليمان حواراً بينه وبين رسول الله - عليه الصلاة والسلام - «كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، مخافةَ أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهليةٍ وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم)، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن)، قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر)، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، قلت: يا رسول الله، صفْهم لنا قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تَلزم جماعة المسلمين، وإمامهم)، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)». إذ نقتدي بفعل ذلك الصحابي الجليل، ونبحث، هل من شر في هذا الربيع العربي؟ كتبت كثيراً متفائلاً، أن هذا الربيع هو قوة التاريخ، وأنه نهضة العرب الثانية أو الثالثة التي لا بد من أن تنجح، متبعةً سنن الأمم التي تتحرك مع التاريخ نحو نهايته، أي الديموقراطية والمشاركة الشعبية والحريات السياسية والاقتصادية، لست المتفائل الوحيد على رغم…

آراء

الوليد بين موظفيه

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

ليس لدي أدنى شك في مهنية ومصداقية الزملاء الأعزاء الذين أجروا الحوار الفضائي مع الأمير الوليد بن طلال، فهم من خيرة الإعلاميين السعوديين وعرف كل واحد منهم بالجرأة في الطرح والغيرة على قضايا الوطن والناس، ولكن من وجهة نظري كانت لديهم مشكلة يصعب تجاوزها وهي أنهم جميعا موظفون لدى الوليد بن طلال في مؤسساته الإعلامية المتداخلة، لذلك فإن حوارهم معه – مهما بدا ساخنا – فإنه يظل (مباراة ودية) لا قيمة لنتيجتها ولا طعم للهجمات المثيرة التي تتخللها. نعم قال الوليد بن طلال ما يتحاشى الكثيرون قوله، ولكن أين ومتى وكيف قال ذلك؟. هذه الأسئلة هي التي شغلت بال المشاهدين الفضوليين أمثالي الذين شعروا أنهم حضروا هذه المباراة الودية الاستعراضية بالمجان ولم يستطيعوا إكمالها لأنهم واثقون بأن النتيجة لن تتغير مهما حاول اللاعبون استعراض مهاراتهم، بل إنني أظن أنه لو كان ثمة حكم لتلك المباراة فإنه سيضع صفارته في جيبه ويذهب لشرب الشاي في دكة الاحتياط، لأنه يدرك أن طرفي المباراة يحملان البطاقات الصفراء والحمراء في الذهن والقلب والروح. نعم قال الوليد ما يريد قوله، لأنه يود قوله وليس لأن هذا القول هو ما يجب أن يقال، وهذا الذي قاله الوليد هو ما نود أن نسمعه منذ زمن بعيد، ولكن لا أحد يريد أن يقوله لنا، فشعر هو بالارتياح وشعرنا…

آراء

عندما يزحف “النفط” أمامك على الأرض

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

لقد حظيت بشرف تأمل النفط يزحف من أمامي، بكل شموخ ووقار، عندما دعيت من قبل وزارة التعليم العالي ـ مشكورة ـ لحضور حفل تخريج وتكريم الدفعة الثالثة من خريجات وخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في بريطانيا وأيرلندا، والذي أقيم في قاعة الاحتفالات الملكية في لندن، في يوم الأحد الموافق 19/5/1434. وقد سبق حفل التخرج بيوم افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين في بريطانيا، يوم المهنة، والذي عقد بنفس صالة الاحتفالات الدولية في لندن، حيث تواجدت معظم القطاعات العامة والخاصة، من وزارات وجامعات وبنوك وشركات لاستقطاب الخريجات والخريجين للعمل فيها. وهذا تنافس محمود ومطلوب من قبل قطاعاتنا العامة والخاصة، في البحث عن الكفاءات الوطنية الشابة، وكذلك شهادة منها بجودة مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث تتسابق لقطف ثماره الطيبة اليانعة من منبعه. اليابان عندما خططت لخوض غمار التطور والرقي، أرسلت العديد من طالباتها وطلبتها لأوروبا والولايات المتحدة للدراسة فيهما؛ والذين بدورهم عادوا وأسسوا اليابان الصناعية المتطورة التي نعرفها الآن، وكذلك تجربة كوريا الجنوبية وماليزيا ودول ما يسمى بالنمور الآسيوية، فعلت نفس ما فعلته اليابان، حيث أرسلت أعدادا كبيرة من طالباتها وطلبتها للدراسة في الجامعات الغربية، ومن ثم العودة لقيادة زمام المبادرة في تطوير دولهم ونشلها من مستنقع العالم الثالث إلى…

آراء

هيئة الفساد.. «شاهد ما شافش حاجة»!

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

عندما أُعلن عن هيئة مكافحة الفساد قبل أكثر من عامين كان الجميع على أمل بأن الفساد المنتشر في البلاد سوف يتم تقليصه، وأن قصص الفساد ستصبح حالات نادرة كعمليات فصل التوأم السيامي، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك. قد يعذر البعض أن الهيئة قد لا تتدخل في فساد الكبار لأسباب مجهولة، ولكن السؤال الذي يجول في قلب وعقل كل مواطن (عادي) هو: لماذا هيئة مكافحة الفساد تقف حائرة أمام الفساد الكبير من الموظف الصغير الذي يسير دون أن يشق له غبار! هناك مَنْ يمرح ويلعب بالأموال في العلن دون أن يسأله سائل من أين لك هذا! موظفون كُثر كانوا قبل سنوات رواتبهم (تلهطها) البنوك كقروض ومديونيات وينتظرون تاريخ 25 كل شهر لشراء الرز والدجاج، وفجأة يسقط بين أيديهم مصباح علاء الدين وينفقون الملايين على قصور وسيارات وسفريات ومناسبات (الهياط)! هذه الفئة لماذا تغيب عن هيئة مكافحة الفساد التي اهتمت بنشر صورة المقابر وعليها الآية الكريمة «ما أغْنَى عنّي مَالِيَه هلك عني سُلْطَانِيَه» وهي تعلم أن الله فوق الجميع! لقد تعب الكتَّاب وملت الأقلام وذابت الأفكار، وانتحرت رؤية النقد من كثرة التطرق لمهام وآلية عمل هيئة مكافحة الفساد، التي يكاد ينحصر دورها حول التوعية والتحذير. أما الفساد الظاهر والفاضح وكأنها في مسرحية (شاهد ماشافش حاجة)! الهيئة بحاجة إلى مكاشفة وإدارة تنفيذية لا…

آراء

بعد 12 عاما أستذكر صورة التقطتها في أميركا!

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

لا أظن أن هناك موضوعا استحوذ على اهتمام المواطنين في السنوات الأخيرة مثلما لاقى موضوع حملة وزارة الداخلية على مخالفي نظام الإقامة في الأسابيع الماضية من اهتمام ومتابعة وتفاعل. ولا أظن أيضا أن موضوعا لاقى نفس الاهتمام والتفاعل من قبل الإعلام السعودي، خاصة من قبل كتاب الرأي في الصحف، مثلما لاقي موضوع الحملة على المخالفين لنظام الإقامة، وبالتالي لا أظن أنني سأطرح جديدا في هذا الموضوع، سوى أنني لاحظت أن معظم من تحدثوا وعلقوا وكتبوا كانوا يبحثون عن رقم رسمي ودقيق عن عدد المخالفين، وقد لاحظت أن بعض أعضاء الغرف التجارية الصناعية ورجال الأعمال ذكروا أن هناك 8 ملايين مقيم غير قانوني يعيشون بيننا، بل أحدهم قال حرفيا "هناك 8 ملايين شخص مفلوتون في مدننا". والحقيقة أن الرقم خطير، إن صح، وفي ذات الوقت لا يوجد ما يثبت صحة هذا الرقم، إذ لم يظهر أي شخص من أي جهة رسمية ينفيه، بل الملاحظ أن الأرقام على ألسن المسؤولين متفاوتة. مشكلتنا مع الأرقام والإحصاءات مشكلة قديمة وشبه عامة، فهي علة واضحة في كافة الجهات، فضلا عن أن الملاحظ من خلال تجربة شخصية على مدى سنوات طويلة في عملنا الصحفي والإعلامي، أن معظم الجهات الرسمية لا تهتم بالمعلومة ولا تهتم بالاستطلاعات وقياسات الرأي والبحوث والإحصاءات، ودائما تستهتر ولا تبالي بأي فكرة تدعوها…

آراء

الإخوان يجرون مصر للحضيض

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

التقرير الأخير للمركز التنموي الدولي (IDC) الأوروبي وضع مصر في المرتبة الأولى عالمياً في كم الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، وبفارق يتعدى الضعف عما يليها من البلدان الأخرى، وجاء في التقرير أن أكثر من 80٪ من هذه الاحتجاجات من فئات شعبية غير سياسية من عمال وموظفين في مؤسسات مختلفة، وذكر التقرير أن الاحتجاجات وصلت للمؤسسات السيادية مثل القضاء والأمن والجيش وغيرها. هذا الوضع الذي وصلت إليه مصر لا يخفى على أحد داخلها أو خارجها، وبعد حملة الانتقادات التي شنها البرلمان الأوروبي على نظام حكم الإخوان في مصر وإعلانه الامتناع عن تقديم أية مساعدات لمصر، بدأت مؤشرات الاعتراضات والانتقادات تظهر في الولايات المتحدة على المستويين السياسي والإعلامي. الأمر الذي جن معه جنون الإخوان في مصر الذين يحاولون بدأب شديد أن يثبتوا لواشنطن جدارتهم بالحكم وبأنهم عند حسن ظنهم وظن إسرائيل بهم، ولكن من الواضح أنهم متورطون لدرجة غير عادية في الفشل في إدارة الأمور، الأمر الذي من المتوقع معه أن يفعلوا أي شيء ليشغلوا الرأي العام المحلي والعالمي عنهم. حتى لو أشعلوا فتنة طائفية حادة بين المسلمين والمسيحيين، ويبدو أن تمسكهم بالنائب العام "غير الشرعي بحكم المحكمة" إنما بهدف الإعداد لحملة اعتقالات واسعة تطال شخصيات عامة كثيرة، ولا يجرؤ عليها إلا النائب العام الحالي التابع لهم. الإخوان في مصر في ورطة أكبر…

آراء

مسألة الأقليات واستمرار الدولة الوطنية

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠١٣

لا يحب العرب العروبيون ولا الإسلاميون مصطلح الشرق الأوسط، وقد عبروا عن ذلك بشتى الوسائل منذ الربع الأول من القرن العشرين؛ فالمصطلح يستبدل بالتاريخ والانتماء والأكثرية المساحة الجغرافية أو الموقع الجغرافي من أوروبا؛ ما بين أدنى وأوسط وأقصى. وإذا كان الأميركيون قد فضلوا هذا المصطلح وتداولوه بعد الحرب الأولى؛ فإن البريطانيين ظلوا يستخدمون مصطلح الهلال الخصيب، وهو المناطق الخصبة أو الزراعية الواقعة بين البحر المتوسط والصحراء، التي تغص بالأقليات منذ آلاف السنين، ومنهم اليهود! وقد كان العرب القوميون منذ أيام الدولة العثمانية يتحدثون عن المشرق العربي في وجه نزعة التتريك، بحيث يشمل ذلك المناطق ذات اللسان العربي، أو ما كان يعرف ببلاد الشام، أي المناطق الواقعة بشمال الجزيرة العربية، ثم اكتسب ذلك المصطلح، أي «المشرق العربي»، قوة بعد ظهور مشروعات دول الأقليات والإثنيات في المنطقة مع غياب دولة بني عثمان. فقد تفاوض المنتصرون في الحرب الأولى بمؤتمر الصلح بباريس عام 1920، وقبل ذلك مع سايكس – بيكو، على دولة لليهود، ودولة للمسيحيين، ودول للأرمن والأكراد. وتحققت أولا دولة المسيحيين بجبل لبنان، ثم دولة اليهود بفلسطين، وما تحققت الدولة الأرمنية؛ لأن الأتراك هجروا أكثرية الأرمن من المناطق التاريخية التي كانوا ينتشرون فيها ضمن تركيا العثمانية. أما دولة الأكراد فلم تتحقق لاعتراض تركيا وإيران معا عليها. وما أظهر العرب ممانعة قوية في…

آراء

زلزال بوشهر واهتزاز الخليج

الخميس ١١ أبريل ٢٠١٣

وقع زلزال على بعد 100 كيلومتر تقريباً من مدينة بوشهر الإيرانية الواقعة على ضفاف الخليج العربي، فقُتل 40 إيرانياً وأصيب أكثر من 900 آخرين، وفي المقابل اهتزت خمس مدن خليجية. وعاش سكان تلك المدن والمجتمع ساعات رعب حقيقي بسبب وجود المفاعل النووي الإيراني في تلك المدينة. وحتى هذه الساعة من غير الواضح للعالم مدى تأثر المفاعل بتلك الهزة التي بلغت قوتها 6٫2 درجة على مقياس ريختر، على الرغم من التطمينات الرسمية الإيرانية. وبعد تقديم تعازي الشعب الخليجي للشعب الإيراني في سقوط الضحايا والمصابين، فإن هذا الزلزال يعيد الجدل القديم المتجدد حول خطورة وجود المفاعل النووي الإيراني على ضفاف الخليج، فإذا كان سكان مدن الخليج قد شعروا بهذه الهزة وهم داخل بيوتهم، فما بالنا بتسرب نووي يحرق الأخضر واليابس؟ إن القلق الخليجي والعالمي من هذا المفاعل النووي، هو قلق حقيقي، وهو قلق مبرر في الوقت نفسه. وما تطلبه الدول العربية المطلة على الخليج ليس بالأمر الغريب، فرغبتها في التأكد من إجراءات الأمن والسلامة في ذلك المفاعل، أمر لا يمكن تجاهله، خصوصاً أنه يقع على مرمى حجر من بعض العواصم والمدن الخليجية. مواقف إيران والدول الكبرى (5+1) بشأن البرنامج النووي الإيراني، لا تزال متباعدة والمفاوضات متعثرة، فإيران تؤكد أن برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تحتاج إلى سلاح نووي، في حين أن الدول…