آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
منذ أكثر من خمس سنوات، وتحديداً في 14/2/2008م نشرت في هذه الجريدة (الرياض) مقالاً بعنوان (العائدون إلى الله.. توبة المتطرفين). وهو مقال يحاول مقاربة التحولات المزعومة المخادعة لأحد أهم رموز الزمن الغفوي البائد. وكان المقال لحظة الكتابة مُكوّناً من جزأين، نُشِر الأول، بينما تعذر نشر الثاني في إبانه. ولكنهما الآن موجودان بشيء من الإضافات التفصيلية في كتابي (نحن والإرهاب) الذي ضم أغلب ما كتبته عن معركتنا الفكرية مع الإرهاب. يمكن ملاحظة أن عنوان مقال اليوم، هو قلب/عكس لعنوان المقال القديم. والتناص مع المقال السابق مقصود، إذ هو يحكي تحولات الأقنعة المخادعة التي جرى تناولها في المقال السابق، وهي التي يجري تبديلها في كل مناسبة؛ وفق الاستحقاقات الآنية لصراع التطرف مع الرؤى المدنية، وليس نزولاً على اشتراطات التحول الذهني، ذلك التحول الذي لم ولن يحدث؛ رغم كل ما يهتف به نجوم الفضائيات الغفويون من شعارات التسامح والاعتدال. هذا من جهة. ومن جهة أخرى فالشخصية المحورية التي تتلبس شعارات الاعتدال والتي حاول المقال السابق تعريتها بكشف الاستمرارية (استمرارية التأسيس لواقعة التطرف) التي يتضمنها خطابه؛ كمضمون نسقي كامن، نسق لا تزيده المزايدة على شعارات الانفتاح إلا وضوحاً هي الشخصية ذاتها في هذا المقال. إذن، الحديث هو عن شخصية تبدو وكأنها تتوب من تطرفها، وتتوب من توبتها! ولكن، مع فارق بسيط، وهو أن التوبة…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
لا خلاف أن أول الخاسرين من سقوط الأسد هم الإيرانيون والشيعة في سوريا ولبنان. لذلك يحاول البعْض تبرير التقارب المصري الإيراني بالقول: إن الإيرانيين يحاولون تعويض ما لحق بهم من خسارة إستراتيجيَّة فادحة في سوريا، بعلاقات قوية مع مصر الثورة. والسؤال: هل هذا الاستنتاج صحيح؟.. دعونا نرى. من يقرأ في العلاقات الخمينية الإخوانية يجد أن التقارب الإخواني الإيراني بدأ مبكرًا، حتَّى قبل أن يرث الخميني عرش الشاه. فالخمينيون يعدّون الإخواني (سيد قطب) - مثلاً - واحدًا من ملهمي ثورتهم بل وأقطابها، على اعتبار أن سيد قطب بالتحديد يطرح فكرًا إسلاميًّا ثوريًا يتجاوز فيه المذاهب ويقفز إلى الأمة بغض النَّظر عن المذاهب وتوجُّهات الفِرَق؛ فسيد قطب هو من وجه نقدًا سياسيًّا قاسيًّا للخليفة الثالث عثمان بن عفان رَضِي اللهُ عَنْه، واعتبره (ضمنيًا) أحد من حادوا بالإسلام عن الطَّريق السوي، يقول قطب في كتابه «العدالة الاجتماعيَّة» - مثلاً - منتقدًا الخليفة الثالث ومتنقصًا من أمانته: (هذا التّصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئًا ما دون شكّ على عهد عثمان - وإن بقي في سياج الإسلام - لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير. ومن ورائه مروان بن الحكم يصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام. كما أن طبيعة عثمان الرّخيّة، وحدبه الشَّديد على أهله، قد ساهم كلاهما في صدور تصرَّفات أنكرها الكثيرون من…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
تواجه الدولة الحديثة العديد من التحديات في بناء مؤسساتها وتطوير خدماتها، وبالذات نتيجة للتوقعات الكبيرة من قبل مواطنيها، وكل ذلك يمكن التعامل معه من خلال التخطيط السليم وحسن إدارة الموارد المتاحة. ولكن أخطر ما يمكن أن تواجهه الدول هو الإرهاب بمختلف أنواعه الفكرية والمادية، لأن التخطيط لمواجهته يعد في غاية الصعوبة، بسبب كون الإرهاب مثل الشبح لا يمكن الإمساك به بسهولة، ولا التنبؤ بمتى يقوم بضربته، ولهذا فإن من الأجدى التعامل مع أسباب نشوء الإرهاب والحيلولة دون حدوث ذلك وبالذات أننا كعرب أصبح البعض يربط الإرهاب بنا، ويعتبره جزءاً من ثقافتنا وهويتنا، وذلك نتيجة لأن العديد من الأعمال الإرهابية أصبحت تتكرر يومياً في العديد من بلداننا، أو أن بعض العرب يتبنى بعض الأعمال الإرهابية التي تقع في الغرب أو يفرح ويبتهج لوقوعها. وللأسف أن بعض ذلك يحدث باسم الإسلام مما يسيء إليه، ويشوه دين الرحمة والسماحة، ويسبب ضرراً بالغاً لأتباعه. إن الإرهاب بمختلف أنواعه ترفضه الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية مهما كانت أسبابه ومبرراته، ويجب على الجميع التكاتف للقضاء عليه والوقوف في وجهه. ولكن السؤال هنا: لماذا يظهر الإرهاب بأرضنا وما هي أسباب ذلك؟ ومن يقف وراء ذلك؟ ومن له مصلحة في تدمير عملية التنمية في بلداننا من خلال مساندته للإرهاب؟ لاشك أن هناك أسباباً داخلية وأخرى خارجية وراء كل ذلك.…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
دأبت إيران الشاه على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لا سيما في العراق والخليج العربي، وكان هذا الأمر مرتبطاً أساساً بدور يقوم به الشاه لصالح الولايات المتحدة بشكل خاص، لكن ذلك تغيـر بعد الثورة الإسلامية، وتحول الدور إلى مشروع استراتيجي وأصبح البعد العربي للسياسة الخارجية الإيرانية مهماً ومحورياً، سواء لذاته أو لاستخدامه كورقة تفاوضية مع الغرب المهتم بدوره بالمنطقة وله فيها مصالح جوهرية. ومنذ وصول الخميني للحكم عام 1979م اعلنت ايران « تصدير الثورة « حيث بدأت مرحلة تاريخية صعبة مع العرب لم تقتصر على احتلال جزر عربية وتحرش سياسي واعلامي وتنفيذ إملاءات أجنبية كما كان الوضع في عهد الشاه، لكنها هذه المرة كانت تعبـر عن مزيج من السلطة الدينية والميـراث القومي وإرادة الاستحواذ والرغبة بالسيادة الإقليمية والسعي للحصول على مكانة اقليمية ودولية بالقوة وإرادة الإرغام. واستند المشروع الإيراني إلى ثنائية عقدية وإستراتيجية نجحت طهران في دمجهما بطريقة متقنة،لا سيما وأن ظروفاً خارجية هيأت لإيران تعزيز النجاح في مشروعها الإقليمي وحتى الدولي،واستند الشق العقدي إلى مرتكزين أساسيين هما (ولاية الفقيه وتصدير الثورة)،وكلا المرتكزان له خلفيات إيديولوجية دينية اكتسبت بعداً قانونياً ملزماً من خلال تضمينها في الدستور الإيراني،حيث ينص الدستور على التشديد المحوري للولي الفقيه بوصفه الحاكم بأمر الله على الأرض وولي أمر جميع المسلمين. شجع المشروع الايراني عوامل كانت…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
إن موضوع المنافسات والمشاريع الحكومية حديث ذو شجون يطول شرحه ولا يمكن أن يتسع هذا المقال له، و يكفي أن أقول هنا إن كل مواطن أصبح يلمس خطورة القصور الإداري والمالي في المشاريع الحكومية. وفي الآونة الأخيرة زاد التركيز على مشكلة تعثر المشاريع والحديث حولها على الصعيد الرسمي والإعلامي، وخصصت لبحث هذه المشكلة ندوات وملتقيات، وأسهب الكتاب والمختصون في الكتابة عنها، ويكاد يتفق الكثير من المختصين على أن السبب الأبرز لهذه القضية يكمن في (نظام المنافسات والمشتريات الحكومية)، سواءً من ناحية بعض نصوص مواد النظام أو من ناحية التطبيق في الواقع العملي، والتي أثرت بالسلب على المشاريع من حيث تدني مستوى الجودة والتأخر في التنفيذ. وبالرغم من أهمية الحلول والتوصيات التي طرحت في موضوع "تعثر المشاريع" والجهود المبذولة من قبل بعض الجهات الحكومية في عملية تفعيل الرقابة والإشراف على التنفيذ، وبالرغم أيضاً من زيادة الإنفاق المالي على مخصصات المشاريع بعدما كان بعض البيروقراطيين يلقون باللوم على قلة الاعتمادات المالية؛ إلا أنه في الواقع العملي واجه العديد من الجهات الحكومية عقبات لم تكن في الحسبان عند تعاملها مع تعثر مشاريعها الحالية أو مع طرح المشاريع الجديدة. ومن أبرز هذه العقبات: 1- محدودية الشركات والمؤسسات المتقدمة للمشاريع في بعض مناطق المملكة. 2- ارتفاع العطاءات المتقدمة للمشاريع بتكاليف تفوق المعتمد في الميزانية الأمر…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه قال إن وزارته مطالبة وفق قرار وزاري، بتخفيض إجمالي عدد العمالة الوافدة، ليصبح 20 في المائة من عدد السكان، بدلا من النسبة الحالية التي تبلغ 26.6 في المائة. ويبلغ عدد سكان السعودية حسب آخر إحصائية رسمية 27.1 مليون نسمة، منهم 7.2 مليون عامل وافد. مهمة صعبة، أليس كذلك؟ الحقيقة أن المهمة أصعب من ذلك بكثير، لأن الأرقام المعلنة ليست دقيقة، بل الأرجح أنها غير صحيحة، ولا أدري لماذا ونحن نعرف أن المعلومات الخاطئة تقود إلى حلول ونتائج خاطئة! عدد سكان المملكة أكثر من 33 مليون نسمة (مع العمالة غير القانونية عدد السكان أكثر من أربعين مليون نسمة). عدد الوافدين أكثر 13 مليون أجنبي، وليس سبعة ملايين كما يشاع. وفوق هذا يقدر بأن أكثر من 7 ملايين أجنبي إما أن إقاماتهم انتهت، وإما من المتسللين، وبالتالي فإن نسبة الأجانب تكاد تبلغ نصف سكان الدولة. وبالتالي التخطيط لتخفيض ستة في المائة من العمالة الأجنبية لا قيمة له في ميزان ديموغرافيا الدولة. والمخططون أكثر إدراكا لأهمية قراءة الأرقام وحساب احتمالات المستقبل وتبيان الفرص من المخاطر. انظروا إلى التطور الديموغرافي؛ ففي تعداد عام 1974 كان سكان السعودية 7 ملايين نسمة، منهم 800 ألف أجنبي فقط. وبلغ العدد في 1992 نحو 17 مليون نسمة، منهم خمسة ملايين أجنبي. ووصل…
آراء
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٣
على الرغم من أن الزمن صار ضيقا، وبالكاد يستطيع المرء ترتيب أولوياته خلال اليوم، إلا أن المهتم بالشأن الثقافي يظل باحثا عن الفعاليات الثقافية لإشباع عشقه بما يعقد من أمسيات وندوات ومحاضرات ومعارض تشكيلية أو مسرحيات، وهناك من يسافرون إلى دول أخرى من أجل معرض للكتاب أو مهرجان سينمائي. ومع استمرار الفعاليات وتنوعها يستمر المتذوقون والمهتمون بالمتابعة وغالبا يكون ذلك في الأماكن التي يقيمون فيها إن كانت الجهات الثقافية والمعرفية قادرة على تلبية متطلباتهم من النشاطات، والأكثر أهمية في ذلك بالنسبة لهم هو الالتزام بالمواعيد، فهم يبرمجون أوقاتهم بما يناسب هذا النشاط أو ذاك، والخلل يحدث عند الإلغاء أو التأجيل، إذ لا حيلة لدى المهتم هنا سوى الصبر وانتظار ما قد يطرأ لاحقا. إلى ذلك، فالإلغاء أو التأجيل من مسببات الإرباك لدى من يأتون من أماكن بعيدة، وهؤلاء قد يحجزون تذاكر طيران مبكرا لضمان وصولهم في الوقت المحدد، ويحجزون أيضا في فنادق لتكون أمورهم ميسرة. وعدم الالتزام بالمواعيد غالبا يؤدي إلى خسارتين معنوية ومادية، لذا فإن الجهات المنظمة يترتب عليها دائما وضع كل الاحتمالات عند تثبيت برامجها بما لا ينعكس سلبا على أوقات الآخرين، بما فيهم من سوف يشاركون في الفعاليات، فأوقات هؤلاء أيضا يفترض أن تحترم وتكون موضع التقدير، فلا تتغير الأوقات أو يحدث إلغاء بعد الاتفاق إلا لظرف…
آراء
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
مهما تبلغ من العمر، ومهما يصل مستواك الثقافي أو التعليمي، ستستمر بالتعرض للاستغفال وستشهد أكثر من عملية يمارس عليك فيها ثقافة الاستعباط باحترافية تستمر بالتطور مع الزمن، بشكل مباشر تشعر به أو بشكل غير محسوس تدركه بعد فترة من الزمن، ولن يخفى عليك الشعور بالانزعاج الذي سيداهمك في لحظات استغفالك، ولكن في لحظتها لن تستطيع من تحديد هوية ما يزعجك، بل ستشعر بقليل من الدفء في رأسك بعد أن تضاء «لمبة» التنبيه تلقائيا في عقلك لتحذرك من أي موقف غير منطقي ترفضه، وحين تكتشف أو تتوصل لسبب هذا الانزعاج يكون قد فات الأوان، وأحيانا لا يهم عدد المرات التي يتم فيها استغفالك لأنها لن تؤلمك طالما تجهل الحقيقة، والأهم ماذا ستفعل لتتفادى مزيداً من تلك المحاولات التي أصبحت تغمرنا بمزيد من الإحباط والهزيمة، في نفس الوقت أتمنى أن لا يتهيأ لك بأن المشكلة شخصية أو تدور حول طاقتك الاستيعابية، لأن من اعتاد (استعباط) الآخرين بلا شك سيكون له مهارات متعددة يصعب تمييزها بسهولة؛ لأنها تأتي بحالة وهيئة مختلفة في كل مرة، وربما أقرب حالة… تلك التي حملها إلينا مؤخرا مقطع فيديو لا يتجاوز الـ 24 ثانية، كان أبلغ من أي وصف ممكن أن يقال، بل رصد تسرب مياه الأمطار من سقف النفق الجديد على (طريق الملك) في الرياض، الذي من…
آراء
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
لم تستغرق عملية إسقاط البيت الأبيض أكثر من ١٧ دقيقة فقط، على عكس حسابات المتربصين به، إذ لم تشهد عملية الهجوم تلك المقاومة والممانعة الأميركية الشائعة في أذهان الكون. بطائرة واحدة فقط وثلاث سيارات نفايات مموهة بخزانة أسلحة في داخلها وبعصابة مقاتلين لا يتجاوز عددهم عشرين شخصاً، تمكن الإرهابيون من قتل كل عناصر حراسة البيت الأبيض ثم اقتحامه واختطاف الرئيس الأميركي ونائبه ووزيرة الخارجية، الذين كانوا بداخله في اجتماع مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية. هكذا دوماً تبدأ الأفلام الأميركية... بتمريغ سمعة القوة الأميركية في التراب، ثم تختم الفيلم بتمريغ سمعة كل مَن سواها حتى المشاهدين في صالة السينما الذين لا يستوعبون سرعة تحولات موازين القوى من الضعف المتهالك في بداية الفيلم إلى القوة الخارقة في نهايته! لا يأتي فيلم (سقوط البيت الأبيض Olympus Has Fallen) بجديد على صعيد الحبكة الدرامية المنقوعة في الإثارة الهوليودية، خصوصاً عندما يصبح الحديث عن قوة أميركا وجبروتها وهيبتها. يتمحور هذا النمط من الأفلام حول فكرة أساسية مفادها أن أميركا دوماً مستهدفة ومحسودة ويتربص بها الأعداء (مضامين خطاب شرقي!). سيناريو «العدو والاستهداف والهزيمة المذلّة في البدء ثم الانتصار الأسطوري في الختام» خلطة ثابتة لا تتغير كثيراً، لكن الذي يتغير هو هُويّة (العدو)، الذي يجب أن يكون وحشياً وسافلاً، حتى تبرز إنسانية أميركا ونبلها. اتخذت أميركا، في…
آراء
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
يبدو أن «الإخوان» لا تتسع صدورهم بمنتقديهم، وقد كانوا أكثر من انتقدوا النظام السابق فوضعهم في السجن. اليوم خرجوا هم من السجن فصاروا يهددون منتقديهم بالسجن، بعد أن صدّقهم الناس واختاروهم بناءً على وعودهم بأنهم من سيقيم العدل وفق منهج «فإنْ أخطأت فقوموني»، لكنهم لم يطيقوا صبراً مع تقويم برنامج تلفزيوني ساخر تقتضي طبيعته النقد ويقتضي دوره الإعلامي وضع الشخصيات العامة تحت الضوء. مناصرو الرئيس لا يرون أن حرية الإعلام حق يكفله الدستور، بل إن نقد الرئيس هو مساس بالإسلام نفسه، سيقول قائل: إن هذه طبائع السلطة، لكن «الإخوان» لم يكونوا ممن يقولون اللهم اجعل السلطة مبلغ آمالنا، بل كانوا يقولون اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا. «الإخوان» لم يخيبوا سوء ظن معارضيهم بهم، وقد كان المتربصون بهم كثراً، والعوائق التي وضعت في طريقهم أكثر، كما أن التركة الهائلة التي تنتظر رفعها من الطريق ليست هينة، لكنهم هم الذين ركضوا لخطف السلطة بدعوى أنهم يعرفون طريق العدل ومستقبله الزاهي وأن «الإسلام هو الحل». ما قاله باسم يوسف في برنامجه لا يعادل الألفاظ البذيئة التي هاجمه بها أنصار التيار الإخواني والسلفي، الذين ظهروا في قنواتهم وشتموه بأقذع الألفاظ، أحدهم نادى باسم يوسف بأن يغطّي وجهه، لأنه مثل ليلى علوي يثير الفتنة، ولأنه حليق، وقد بررتْ هذه الشتائم بالقول «إن الله ذم…
آراء
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
تعودت منذ الصغر أن أقرأ قبل النوم حتى تبدأ الجمل تتداخل، وأجد نفسي أقرأ من دون أن أفهم، حينها أعلم أن النعاس تغلب عليّ، فأمد يدي لزر الضوء أطفئه، وأتمتم بدعاء النوم وأستسلم لأحلامي السعيدة، إذا لم يحصل ذلك فمعناه أن ثمة أرقاً تمكّن مني، لأن البال مشغول ببعض من بقايا العمل أو هموم الأسرة، فأمل حينها من القراءة وألجأ إلى حلول استثنائية مثل بنادول نايت وغيرها من تشكيلة الأدوية التي تساعد على النوم والتي أشتريها عادة من أمريكا. هناك سوق هائل للأدوية المساعدة للنوم في أمريكا تجدها في رفوف خاصة بالصيدليات متاحة للمستهلك من دون وصفات طبية، من عقاقير جادة إلى مستخلصات من الأعشاب، الزناكس الذي يخيفنا يعتبر هناك دواءً طبيعياً، ولكنه بالطبع يُصرف بمقتضى وصفة من الطبيب، من الطبيعي أن يذهب الأمريكي أو الأمريكية إلى أخصائي نفسي لعلاج أرقه، والناتج من ضغوط العمل أو من حياة عاطفية مضطربة، أو ديون، أو حتى شعوره أنه أدنى من غيره، فالمجتمع الأمريكي تنافسي بطبعه، من الواضح أن الشعب الأمريكي الذي يفترض أن يكون سعيداً، غير سعيد، فالأرق أول دلالات عدم السعادة. التمارين الرياضية واحدة من علاجات الأرق، أعرف أصدقاءً سعوديين يحرصون على المشي بسرعة رتيبة بعد العشاء من باب الرياضة لحرق الدهون وهي أيضاً تساعد على النوم، شخصياً أفضل ممارسة زوجية…
آراء
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٣
تداولت الصحف وبعض وسائل الإعلام في الأسبوعين الماضيين خبر عن دراسة كندية أجراها باحثون من جامعتي مونتريال وأوتاوا ونُشرت في مجلة الدين والعلوم الفرنسية ، تنص تلك الدراسة بأن الأم تيريزا كانت بعيدة عن النزاهة ونكران الذات التي ارتبطت بها ارتباطاً شديداً حتى أصبحت رمزاً عالمياً للبذل والإيثار ونالت لأجل ذلك جائزة نوبل للسلام، فقد كانت منازل رعاية المرضى التي أدارتها تعاني من فوضى و من نقص في المواد اللازمة واجراءات الصحة الضرورية، وافتقرت لمسكنات الألم حتى في أصعب الحالات وذلك لأن في منظور الأم تريزا أن "هناك شيء جميل في رؤية المساكين يقبلون بقدرهم ويعانون كما عانى المسيح فالعالم يستفيد الكثير من معاناتهم". استنتجت الدراسة إلى أن أسطورية الأم تيريزا أتت من حملة إعلامية مكثفة أظهرتها كرمز من القدسية والطهارة بينما كان في وسع وسائل الإعلام التي تناقلت أخبارها وأعمالها الخيرية أن تكون أكثر دقة في التحري ونقل الخبر. ما استوقفني في الدراسة هي الرابطة الوثيقة بين تقديس الأشخاص ونسبة المعاناة والألم ، فقد أُجزم بأن العلاقة بينهما تكاد تكون نسبية، أي أنه كلما ازدادت قدسية أشخاص كلما حكمنا بزيادة معاناة أشخاص آخرين. فلو كانت وسائل الإعلام والفاتيكان والحكومة الهندية أشد رقابة وأكثر تحري في نقل ماكان يجري في منازل الرعاية لربما سعت مؤسسة الأم تيريزا للعناية أكثر بتلك…