آراء
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣
القمم العربية خير مسرح لاكتشاف حركة ريح السياسات لدول المنطقة، فيها تدور صراعات لا تنتهي، تستنزف طاقات هذه الدول وتخلط الأوراق، ولا تقدم للإنسان العربي شيئا سوى المزيد من الصراعات. ففي قمة بغداد عام 1990، استعرض الرئيس العراقي صدام حسين فوقيته على بقية الرؤساء، مدعيا انتصاره على إيران. وفي كواليسها رتب لمؤامرة احتلال الكويت بمساندة بقية دول حلف قام بتأسيسه مع أربع دول أخرى. وبعد ثلاثة أشهر عقدت في مصر قمة لطرده من الكويت وإعطاء الشرعية لاستقدام القوات الأميركية. وفي بيروت عام 2002 تكالب محور دمشق بحلفائه لتهميش الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، المحاصر في مكتبه في رام الله، وقد حاول منعه من إلقاء كلمته عبر الأقمار الصناعية لولا تدخل الإمارات والسعودية. وفي العام نفسه الذي اغتيل فيه رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، عقدت قمة في الجزائر عززت الخلافات بين المحورين السعودي والسوري حول لبنان. وفي ثلاث سنوات متتالية عقدت ثلاث قمم استعرت فيها حرب المحاور؛ دمشق ضد الرياض، حيث نجح محور دمشق في الهيمنة على قمته في العاصمة السورية، وهيمن على قمة الدوحة، ثم قمة سرت في ليبيا، حيث انقسم العرب تماما بين معسكرين متحاربين في تلك السنوات المضطربة سياسيا. وليس غريبا أن تكون القمم مرآة للمشاكل؛ لأنها تعكس النظام العربي البائس، ومن أنصت للكلمات التي ألقيت أمس…
آراء
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣
استغل «الديكتاتور» العربي وجود المحتل الإسرائيلي لصناعة فكرة «العدو» الخارجي في العقل الجمعي لشعبه، ليبرر تأجيل قضايا الداخل -مهما كانت ملحة-، زاعماً أنه منشغل بعدوه في الخارج. بلعت شعوبنا العربية في بداية المواجهات مع إسرائيل الطُّعم، فصدقت أن بعض قياداتها تُعدُّ لمواجهة المحتل وتحرير الأرض. تاجر «الديكتاتور» العربي بالقضية الفلسطينية على حساب قضايا التنمية في بلاده، واتخذ منها غطاءً يُخفي جرائمه وفساده وجشعه. فمعمر القذافي أشغل شعبه والمنطقة على مدى أربعة عقود بأكاذيبه حول المواجهة مع إسرائيل وما تبع ذلك من حماقات لم تتوقف عند فكرته «إسراطين». وفي كل حماقات القذافي السياسية، كان الإنسان الليبي والتنمية في ليبيا الضحية. سمعت يوماً رئيس وزراء ليبيا سابقاً مصطفى بن حليم (الذي شرده القذافي طويلاً) يروي كيف أن ليبيا في منتصف خمسينات القرن الماضي، كانت تسعى لتأسيس جامعة عريقة في ليبيا. قال إن التعليم كان على رأس اهتمامات وزارته، وكان الملك إدريس السنوسي يطمح إلى تأسيس تعليم جاد يُمكّن مجتمعه وقتها من النهوض والتقدم. وحينما جاء القذافي إلى السلطة دمّر التعليم واختزله في ترهاته التي لم يكن آخرها كتابه الأخضر. وكان جواسيس القذافي يجوبون القرى والمدن الليبية للبحث عن المميزين من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية. هل تظن أنه كان يعد لهم برامج تأهيلية تستثمر في تميزهم وترتقي بهم؟ لا! كان يخشى من كل…
آراء
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣
1 على غرار مقولة غوبلز الشهيرة: «كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي»، أكاد أقول الآن: كلما سمعت كلمة «حوار» تحسست عصاي! 2 بدءاً، وفي السياق التاريخي لفعاليات الحوار، يجب أن نتذكر مبادرة الحوار بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان قبل قرابة أربعين عاماً بتفويض ومباركة من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، واليوم نحن ننعم بهذا اللقاء الحواري الثري بمباركة برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعزيز ثقافة الحوار والسلام. سيثير انتباهكم هذا الوجود السعودي في مشاريع الحوار منذ ذلك الحين حتى اليوم، بخلاف الصورة النمطية المصنوعة عن السعودية في هذا السياق! 3 في ما بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أصيب المجتمع الدولي، ومعه المجتمع العربي تبعاً، بما يمكن تسميته: «متلازمة الحوار». أبرز أعراض هذه المتلازمة هو: سخونة في أطراف الحوار ... وانتفاخ وتورم لدى أطراف النزاع، في الوقت ذاته. تتزايد الحوارات وتتفاقم النزاعات، وهما عندنا بمثابة البيضة والدجاجة! جاء الربيع العربي فزاد الطين بلّة، خلط الأوراق وأذاب الماكياج وكشف العورات. ويكاد الإحباط أن يقتلنا الآن لأننا ظننا أن هذا الربيع هو نهاية المطاف، وكان حريّاً بنا أن نراه بداية المطاف لرحلة تغيير قد تطول. رحلة يجب أن لا تحبطنا فيها مخذّلات العرب الذين لا يجيدون سوى شتم الذات ومديح الآخر، والمقارنة بين الغربي الرفيع والعربي الوضيع، وينسى أولئك أن الربيع الأوروبي بدأ…
آراء
الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣
ليس وزير الخارجية الأميركي الأسبق والأشهر هنري كيسنجر وحده الذي يتوقع حدوث مواجهة بين الجيش وجماعة «الإخوان» في مصر. وقد لا يكون هو أول من عبر عن اعتقاده بأن هذه المواجهة ستقع إذا لم يتمكن الطرفان من التفاهم على آلية فعاّلة لتجنب حدوث أزمات كبيرة بينهما أو احتوائها في مهدها بطريقة الإنذار المبكر. ورغم أن كيسنجر تحدث في هذه المسألة مرات عدة في الأشهر الأخيرة، فقد بدا أنه أكثر ثقة عندما أجاب على سؤال بشأنها في 8 مارس الجاري خلال مشاركته في أعمال المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي في نيويورك، حيث قال إن الأزمة بين الجيش و«الإخوان» في مصر ستأتي لا محالة. والأرجح أن كيسنجر يتابع جيداً الوضع الذي يزداد اضطراباً في مصر ويدفع بعض الخائفين مما تحمله الأيام القادمة إلى دعوة الجيش للتدخل وتنظيم فعاليات لدعمه. لكن الأرجح أن اللهجة القاطعة التي تحدث بها ارتبطت بازدياد الشواهد الدالة على تباين مواقف الرئاسة ومن ورائها جماعة «الإخوان» وقيادة الجيش تجاه الوضع في غزة عموماً وحركة «حماس» خصوصاً. فقد توالت الأحداث منذ أوائل فبراير الماضي كاشفةً هذا التباين الذي لم يعد ممكناً تغطيته، بين موقف منضبط باعتبارات الأمن القومي المصري وقواعده المجردة دون غيرها، وآخر تختلط فيه هذه الاعتبارات بالعلاقات الوثيقة بين جماعة «الإخوان» وحركة «حماس». وكان اتجاه الجيش إلى…
أخبار
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
بزغت خلال العقود الأخيرة أقطاب عالمية جديدة أعادت تعريف خارطة الاقتصاد العالمي من خلال معدلات النمو العالية التي حققتها و من أبرزها الاقتصادات الناشئة في كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وتركيا والمكسيك. و منذ وقت باكر، استشعرت هذه الدول أهمية الاتجاه نحو الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار كأداة استراتيجية من شأنها المساهمة في تحقيق استدامة النمو الاقتصادي والمحافظة على تنافسيتها أمام مراكز القوى العالمية الأخرى. ومع ثورة التكنولوجيا والمعلومات و وسائل الاتصال الحديثة التي ميزت العقود الأخيرة من تاريخ البشرية وأحدثت تحولات جذرية في أساليب معيشة الناس وأدائهم لأعمالهم، أصبح الاستثمار في المعرفة والبحث العلمي والتطوير حاجة ملحة، وليس ترفًا، لأولئك الذين يودون الالتحاق بركب التقدم الحضاري. وفي حين نجد الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير يتزايد في هذه الدول، فإنه في العالم العربي و بالرغم من بعض المحاولات الطموحة هنا وهناك، ما يزال يعيش حالة من التخبط والعشوائية والافتقار لرؤية واضحة المعالم والأهداف تسهم بالإرتقاء به كمًا ونوعًا لمصاف الدول المتقدمة أو حتى بعض الدول النامية التي تبنت سياسة الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير كإحدى أولوياتها الاستراتيجية في الطريق نحو تحقيق التنمية المستدامة. إن البحث العلمي في العالم العربي ما يزال ضحية لسوء أو غياب التخطيط وضآلة الإمكانيات والموارد. وهي جميعها أسباب ناجمة عن قصور في…
آراء
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
«وقت السلام» «لقد انتهى وقت السلاح» «دعوة اوجلان للسلام تجلب الربيع» «تركيا الجديدة... أوجلان يدعو لإلقاء السلاح»،كانت تلك افتتاحيات صحف «خبر تورك» و «صباح» و «ملّيت» ثم «توركيش ديلي نيوز» الخميس الماضي. أبرز ردود الفعل الدولية جاءت من واشنطن على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية «هذا العنف كلّف الكثير من الأرواح..ويجب ان ينتهي وإعلان أوجلان وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد في إنهاء العنف المأساوي المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا». « نحيي الجهود الشجاعة التي بذلتها الحكومة التركية وجميع الأطراف المعنية لتحقيق الحل السلمي الذي سيعزز الديمقراطية في تركيا ويحسن حياة جميع المواطنين الأتراك». يمكن القول: إن صبيحة اليوم الثاني من عيد النيروز (22مارس 2013م) كانت اسعد الأحداث في تركيا أملا في ايقاف صراع كلّف تركيا 400 مليار دولار و40 ألف قتيل وإضعافها إقليميا ودولياً . يعود تاريخ القضية الكردية الى ما قبل إعلان جمهورية تركيا الحديثة في 29 اكتوبر 1923م ،حيث منحت اتفاقية سيفر (10 اغسطس 1920م ) - والتي وقّعها السلطان العثماني – الأكراد دولة مستقلة ، إلّا أن اتاتورك استطاع بدهائه السياسي وبعد انتصاراته العسكرية فرض معاهدة لوزان (24 يونيو1923م ) ، تلا ذلك عرض اتاتورك حُكماً ذاتيا للأكراد ، إلا أن موقف الكُرد السياسي وقتها كان أشبه بموقف العرب من رفض تقسيم فلسطين…
آراء
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
في بداية الأمر كنت أحس ببعض التأخير، وبعد فترة من الوقت بدأت أشعر بالضيق، أما الآن فأنا أشعر بالقلق فعلاً، فها هي الذكرى الثانية لسقوط طرابلس الغرب تقترب من دون أن يصلني ذلك البريد الإلكتروني من عائشة القذافي لكي تقول لي إنني الوحيد الذي رأت صورته الجميلة، وأحست بأن «الخير ف وجهي»، وأنني الوحيد الذي تستطيع أن تثق به لكي تحوّل مبلغ خمسة مليارات دولار من ثروة والدها، طيب الذكر، لكي تستثمرها في مشروعات عقارية مختلفة في دبي! أشعر بالقلق، لأن عيوش تأخرت عن الانضمام إلى قائمة زبائني المهمين الذين منحوني ثقتهم الكاملة، وقائمتي تضم كلاً من أم زهوة (سهى عرفات)، وأرملة هبراسيلاسي، وخديجة الجمال زوجة علاء مبارك، ولأن زبائني هم من يختارونني ولست أنا من يختارهم، فقد اضطررت مرغماً إلى قبول عرض ليلى الطرابلسي بن علي، منها لـله، التي كانت سبب جميع المصائب التي نحن فيها الآن، ولو أنها تنازلت عن «توكيلات» عدة لها في تونس، لكنا أنا وأنت الآن ننعم بشرب عصير منغا لدى فرغلي في شارع جامعة الدول في القاهرة، ونحن نتساءل عن سبب إصرار حسن شحاتة على إخراج شيكابالا من تشكيلة المنتخب! عودة إلى زبائن الغفلة، الذين يعرف جميعكم بقية قصصهم المملة، يقول لك مرسل الـ«إيميل» إن عليك إرسال رقم هاتفك إلى بريد في جزر الفوكلاند،…
آراء
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
احتفل العالم قبل أيام ولأول مرة بيوم السعادة، حيث اعتمدته الأمم المتحدة يوم 20 مارس من كل عام، إيمانا بأهميتها وضرورة اتباع نهج أكثر شمولا وإنصافا وتوازنا نحو النمو الاقتصادي. العالم اليوم بحاجة إلى نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة، والرفاه المادي والاجتماعي، وسلامة الفرد والبيئة، هي الأسس التي تشكل تعريف السعادة العالمية. كان ذلك بمبادرة من «بوتان»، أسعد دولة في آسيا، هي التي أقرّت بأثر زيادة مستوى السعادة الوطنية على زيادة مستوى الدخل القومي منذ سبعينيات القرن الماضي، واعتمد نظامها الاقتصادي شعاره المشهور بأن السعادة الوطنية الشاملة هي «أهم ناتج قومي للبلاد»! ذلك الخبر يأتي متناغما مع البحوث التي نقرأها بين حين وآخر حول أسعد بلدان العالم. وقد نشرت الأمم المتحدة مؤخرا أيضا تقريرا عن السعادة بالتعاون مع معهد إيرث بجامعة كولمبيا بعنوان «تقرير السعادة العالمي World Happiness Report «، الذي يعرض أكثر الدول سعادة في العالم. استند التقرير إلى إحصائيات من 156 بلدا شملت دراسة عوامل مختلفة مثل ظروف العمل وفساد الشركات ومشكلات الأسر وحرية الاختيار والصحة. وقد حلت السعودية في المرتبة 26 وسبقت الكويت 29 وقطر 31، في حين تصدرت الإمارات قائمة أكثر الشعوب العربية سعادة، بينما حلت اليمن في ذيل التقرير ضمن قائمة أكثر الشعوب العربية تعاسة، التي تضمنت كذلك كلا…
آراء
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣
هزيمة مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة في الجامعات المصرية لها أكثر من دلالة مهمة في مستقبل مصر السياسي، في المقابل نجد أن القوى المدنية والشعبية والمستقلة هي من فازت في هذه الانتخابات، يمكن القول إن المجتمع الطلابي الجامعي في أي مجتمع يمثل روح ذلك المجتمع، وفي الغالب يكون متقدماً عليه لظروف التجانس والاهتمام بالشأن العام بعكس المجتمع العام، خصوصاً في حال وجود ظروف موضوعية، مثل درجة الفقر والوعي وانتشار الأمية، التي قد تستغل من بعض القوى السياسية للفوز في أي انتخابات، وقد تكون هذه الحال موجودة في مجتمعاتنا العربية، إذ نجد سوء استغلال المال السياسي للتأثير على الناخبين، في الجامعات والاتحادات المهنية والنقابات تكون درجة الوعي مرتفعة، ودرجة استغلال الناخبين أقل؟ الرئيس السادات، في عام 1973، دخل في لعبة خدمة انقلابه عن مبادئ النظام الناصري، وفي محاربة القوى اليسارية في المشهد السياسي المصري، عندما سمح لقوى الإسلام السياسي للدخول في العمل السياسي في الجامعات المصرية لضرب قوى اليسار، التيار الإخواني استغل تلك الفرصة التاريخية، وتسيد المشهد وسيطر على الانتخابات في الجامعات المصرية، وتخرج من تلك الاتحادات الطلابية معظم القيادات السياسية لحركة الإخوان المسلمين في مصر، في الوقت ذاته تم تهميش القوى الليبرالية والمدنية في الجامعات المصرية، وهو ما انعكس على دور تلك الأحزاب في مصر، فأحزاب مثل الوفد…
آراء
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
سأل أحدهم المفكر الفرنسي فولتير: متى كانت بداية الكهنوت، وكان جوابه: حينما التقى أكبر محتال بأكبر مغفل. الكهنوتية بالمعنى المسيحي واليهودي كانت تعني الانقياد (في شؤون الدنيا والآخرة) للقيادة الدينية حتى ولو لم تكن بذات علم واختصاص بشؤون الدنيا. الكهنوتية بهذا المعنى انتهت في الغرب منذ القرن السابع عشر وحلت محلها بتدرج وبعد كفاح تاريخي طويل الديمقراطية. الديمقراطية كأسلوب حكم وإدارة ما زالت بعيدة عن الاستيعاب في العالم الإسلامي. العقلية الشعبية تنفر منها كمفردة وكفكر وكبضاعة مستوردة، والإرث التكافلي بين الدين والسياسة في العالم الإسلامي بعيد كل البعد عن مجرد النظر فيها، لأسباب لا حصر لها. ليس المكان هنا للتنظير في شؤون الديمقراطية. التطورات الاقتصادية وأوضاع الحريات الحقوقية وتشابك العلاقات الدولية هي التي قد تعطلها أو تفرضها إذا فشلت الخيارات الأخرى في تحقيق شروط التعايش الداخلي والخارجي. لكن ماذا عن الكهنوتية بمعناها العاطفي؟ الكهنوتية هنا تعني الانقياد في أغلب شؤون الدنيا والآخرة لنوعية الواعظ/ الداعية، القادر على الوصول إلى قلوب الناس وإقناعهم بأنه يفكر عنهم ولا داعي لأن يفكروا لأنفسهم. هذه التراتبية الانقيادية أصبحت اليوم في منتهى الحساسية فيما يخص العلاقة بين الواعظ الداعية من جهة والمواطن من الجهة الأخرى، والعلاقة بين الواعظ والداعية وبين المؤسسة الدينية المخولة وظيفيا للمهمات الشرعية، والعلاقة بين الواعظ والداعية وبين الدولة كمجموعة مؤسسات حكم…
آراء
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
والحق أن ثلاثة احداث حصلت خلال أشهُر قليلة اثرت في حياتي هي الثورة الاسلامية في ايران التي لفتت انتباهي إلى “الصحوة الاسلامية” وحادثة إقتحام الحرم المكي أو ما اصطلح على تسميتها «حادثة جيهمان» التي هي الاخرى اثرت على كل السعوديين وأنا منهم بشكل أو بأخر وأخيرا الغزو السوفيتي لأفغانستان الذي حولني لصحفي ميداني . كل ذلك حصل في نهاية 79 وبداية 1980 بينما كنا طلبة نستمع للأغنية الرائجة « اهلا بكم في فندق كاليفورنيا « ونجتمع في بيت احدنا لطبخ افضل « كبسة « وعلى رأس كل منا كتلة هائلة من الشعر . لم نكن ندرك كيف أن تلك الاحداث الثلاث ستغير وجه الشرق الاوسط . احداث فيلم ارجو تبدأ في 4 نوفمبر 1979 عندما اقتحم «الطلبة» الايرانيون الثائرون على كل شيء السفارة الامريكية في طهران مع سكوت بدا انه تواطئ من قبل الحكومة الايرانية التي كان يقودها الخميني محدثين ازمة امريكية داخلية عنيفة ، واحتجزوا اكثر من 60 امريكيا رهائن ، غير ان 6 دبلوماسيين ينجحوا بالفرار من السفارة واللجوء لمنزل السفير الكندي ، حينها تبدأ احداث الفيلم المختلف عليها ، فالكنديون نالوا كل الثناء بعدها على حمايتهم لمواطني جيرانهم الجنوبيين حتى نبش بن افليك بطل الفيلم وكاتبه عن قصة كانت « سرية « حتى كشف عنها الرئيس بيل…
آراء
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
قبل أيام مرت الذكرى السابعة لتأسيس "تويتر"، الشبكة الاجتماعية التي غيرت حياة كثير من الناس، وغيرت الطريقة التي تتحرك بها المعلومات في المجتمعات وعلى شبكة الإنترنت بشكل عام. تويتر تمتلك اليوم أكثر من نصف مليار مستخدم، حوالي 200 مليون منهم على الأقل نشط في التغريد، ولأن تويتر تتطلب حدا أدنى من التعليم حتى يمكن استخدامها – بخلاف فيسبوك مثلا - فإن تويتر تكاد تستولي على القطاع الأفضل دخلا والأكثر تعليما والأقوى تأثيرا في مختلف بقاع الأرض. تويتر ينمو حتى الآن بسرعة خرافية، فهناك حوالي 460 ألف حساب يفتح يوميا، و177 مليون تغريدة يوميا، ومجرد أن يستطيع موقع إنترنت أن يحقق هذا النمو وهذا التأثير في 7 سنوات أمر لم يكن ممكنا لأي ظاهرة ثقافية أو اجتماعية في تاريخ الإنسانية، لولا "ثورة المعلومات" التي صارت عامل تسريع رهيب في تطور الأمم "هذا المثال وحده دليل كاف على أن الدول أو الشركات التي تتحرك ببطء مصيرها دائما الفشل والتدهور لأن سرعة الحركة في العالم كفيلة بتغيير كل شيء في عدة سنوات فقط". كيف استطاع مجموعة من الشباب الأميركيين صناعة هذه الأسطورة؟ هنا محاولة شخصية سريعة لتفكيك سبعة أسرار لنجاح الشبكة. 1- أين يمكن تمويل مشروع بهذه الضخامة مع دخل مادي محدود لعدة سنوات؟ فقط في الولايات المتحدة، حيث توجد أفضل بيئة لتشجيع…