آراء

آراء

سنيور تشافيز.. وداعاً!

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

لا أعرف الكثير عن فنزويلا! ولا أعتقد أن الكثير من شعوبنا المغرمة بالـ«وجهات السياحية التقليدية» لديها اهتمام كبير بما يجري في قارة أميركا الجنوبية.. ما يعرفه معظمنا عن فنزويلا أنها كانت تفسد أسعار النفط في الثمانينات ببيعها كميات كبيرة منه، وأن رئيسها الذي رحل يوم أمس هو صديق حميم للعرب ولـ(الختيار) أبوعمار رحمه الله، ومعظم الشباب «من إياهم» يخطئون في لفظ اسمه لالتباس الأمر عليهم، ويسمونه «شيفاز»، كما تشتهر فنزويلا لدى شعوبنا المكبوتة بأنها ماكينة لتصدير «المكنات»، ففي كل مسابقة جمال هناك فائزة من فنزويلا، وفي كل ابتسامة جميلة هنالك زهرة فنزويلية. يقول الصحافي الفنزويلي مونيكا بوستامانتي، في حوار مع محطة «فوكس نيوز» الأميركية «المعربة أخيراً»، إن المشاركة في مسابقات الجمال تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية الفنزويلية، حيث لم تبتعد فنزويلا عن الحصول على موقع متقدم في مسابقات الجمال الدولية «والعياذ بالله»، لمدة اثنتي عشرة سنة متتالية.. هم يعتبرون الجمال (بفتحة على الجيم) جزءاً أصيلاً من هويتهم الوطنية، ونحن نعتبر الجمال (بكسر الجيم) جزءاً مهماً من هويتنا الوطنية، لهم مزاينتهم ولنا مزاينتنا! هذا بصدق هو كل ما أعرفه عن فنزويلا! وربما كنت أحلم بزيارتها ذات يوم. لكن موت الرمز الفنزويلي، وموت الحب العربي تآزرا لإلغاء الرحلة! تشافيز الذي كان مثار جدل في أوساط «العرب الثوريين»، حيث اعتبره الكثيرون…

آراء

من الصحفيين إلى الكتاب

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

يشكل قرار هيئة الصحفيين السعوديين الأخير بتغيير المسمى من "هيئة الصحفيين" إلى "اتحاد الصحفيين" تصحيحاً لمسار بدأ منذ أعوام بطريقة عاجلة لها ظروفها آنذاك، فـ"الاتحاد" هو ما كان يفترض اعتماده لكون المصطلح مستخدماً في معظم الدول العربية من جهة، ولكون هذا الاتحاد سوف يندرج تحت الوعاء الأكبر وهو الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي تأسس عام 1964، ويشغل حالياً فيه أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان منصب نائب الرئيس. أما هذا الوعاء الأكبر فإنه يحتاج بدوره إلى تطوير من حيث الفاعلية على أرض الواقع، ومن حيث لم شمل الصحفيين العرب بصورة واضحة تتعدى عقد المؤتمرات العامة والاجتماعات الدورية التي لا يشعر بها أو بنتائجها الصحفيون في الدول العربية. ولا أدل على ذلك من موقعه الإلكتروني الذي يفترض به أن يكون حيوياً متطوراً ومواكباً على مدار الساعة، غير أن الحقيقة لا تشي بذلك، فما زال المنصب السابق للجحلان، وهو الأمين المساعد الذي تولاه مطلع عام 2012 ، مكتوباً ضمن أسماء الأمانة العامة للاتحاد، فيما الجحلان تولى منصبه الجديد مطلع عام 2013، كذلك ما زال اسم إبراهيم نافع مثبتاً كأمين عام لاتحاد الصحفيين العرب فيما يتولى المنصب حالياً رئيس جمعية الصحفيين الكويتيين أحمد يوسف بهبهاني. ليست مبالغة لو قلنا إن السعودية برغم حداثة عهدها في اتحاد الصحفيين العرب تستطيع أن تكون…

آراء

إيران أكثر من مجرد فيلم

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

«آرغو»، الفيلم الفائز بالأوسكار، قصة 6 من موظفي السفارة الأميركية تمكنوا من اللجوء سرا للسفارة الكندية في طهران، في أعقاب احتلال المتظاهرين والباسيج سفارتهم بعد سقوط شاه إيران، الفيلم أيقظ مشاعر كثيرة. هي فصل قصير من علاقة متوترة طويلة بين البلدين، واليوم هي أكثر توترا مما كانت عليه. من كان يظن أن تأزم العلاقة سيدوم 33 عاما؟ زمن طويل من الخلاف والقطيعة وحروب غير مباشرة. لقد تغير في العقود الثلاثة واقع زمن الثورة، تغيرت الخريطة، والزعامات، وسقطت دول وتبدلت تحالفات، مع هذا طهران لم تتغير كثيرا، بل زادت شراسة في نزوعها للعنف، وزادت شهيتها لمد نفوذها. زال الاتحاد السوفياتي، وتغيرت الصين، حتى فيتنام وكوبا انفتحتا على واشنطن، ورحلت أنظمة مماثلة مثل صدام والقذافي. مفاهيم كثيرة في العلاقات الدولية تغيرت كالعولمة والاتصالات، حتى مفهوما النفوذ والسيادة تغيرا في المعنى والمضمون. إيران القديمة هي نفسها، لغة وقضايا، بفكر الخميني، كانت تكره الشيطان الأكبر نتيجة خليط من تاريخ وعقيدة وسياسة، أما اليوم فتكرهه لأنها تعتقد أن الشيطان الأكبر يرفض أن يسمح لها بحلميها، حيازة السلاح النووي والهيمنة على المنطقة. ومن المتوقع أن الدولة العظمى لن تقبل لدولة «عدوة» أن تتسلح بسلاح نووي يمكن أن تدمر به مناطق النفط وتشعل العالم، أو تسلح به خصومها من تنظيمات إرهابية. ومن الطبيعي كذلك أن تحارب سعيها…

آراء

كتب أهل البدع والضلال!

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

يعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام أحد أكبر المهرجانات الثقافية والفكرية على مستوى العالم العربي، ولا أبالغ إن قلت إن المعرض أحدث نقلة ثقافية في المجتمع السعودي، من خلال الانفتاح الفكري على النظريات والفلسفات الأخرى، وفي رأيي أن هذا الانفتاح يعد من أهم العوامل الرئيسة التي أسهمت بشكل كبير في نجاح المعرض. وبالرغم من هذه المكانة المميزة للمعرض، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ الانغلاق شيئا فشيئا يسري فيه، من خلال تشديد الرقابة والمنع لكثير من الكتب ودور النشر، وذلك نتيجة للانتقادات الحادة التي تعرض لها المعرض من قبل فئة قليلة من الناس بدعوى الاحتساب في منع كتب أهل البدع والضلال! الأمر الذي يهدد مستقبل المعرض في السنوات المقبلة، ويؤدي إلى ضياع جهود وزارة الثقافة والإعلام وما حققته من إنجازات في سبيل وصول المعرض إلى هذه المكانة. وللأسف الشديد كانت الاستجابة لهذه الانتقادات سريعة وغير مدروسة، وأصبح المعرض يتجه إلى الجمود الثقافي، فصار كأنه مجرد مكتبة كبيرة تعج بالكتب التي اعتاد عليها الناس في الماضي. لذا قل حماس العديد من الناس في زيارة المعرض، ومنهم من يؤمل نفسه كل سنة ويقول "لعل وعسى أن نرى الجديد والتغيير في هذا العام"، ومنهم من اتخذ قرارا بعدم الزيارة مطلقا، والاكتفاء بالكتب الموجودة على شبكة الإنترنت، وذلك بعدما كانوا…

آراء

“المعتقلون” وعودة “القاعدة”.. الحل قانون “ضد الكراهية”

الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٣

أي قضية إنسانية يُمكن حلها بشيء من العقل تحت مظلة القانون، دون ذلك تتحول كرة الثلج إلى كتلة ثلجية مدمرة، حين تسقط في يد الانتهازيين وتنحرف عن مسارها الإنساني إلى مسار استغلال عواطف الناس البسطاء في تفكيرهم لتحقيق مآرب لا إنسانية، ولا تخطر على بال بعض المتعاطفين مع القضية ممن يتحولون إلى لسان حالها دون إحساس بمسؤولية العواقب. والأزمة تزداد سوءا حين يستخدم الانتهازيون هؤلاء السذج والبسطاء ليكونوا خط الدفاع الأول، فيما الانتهازيون يبقون في الخفاء.. هذا ما يحصل حاليا في قضية معتقلي "الفئة الضالة". فمن بعيد؛ كنتُ أتأمل هؤلاء النسوة اللاتي أشعر بمعاناتهن وألمهن بفقدهن لأقربائهن المعتقلين ممن انخرطوا في التفكير الإرهابي أو التكفيري وتم التحفظ عليهم باعتقالهم وعرضهم على لجان المناصحة لتصحيح فكرهم، لكنهم بقوا على أفكارهم، فبقوا في معتقلاتهم على أمل تصحيح مسارهم الفكري، ونتيجة عدم وجود قانون يوضح موقفه ممن يستمرون بالتمسك بفكر تكفيري خطر استمر اعتقالهم، إذ يُخشى إن أفرج عنهم أن يكونوا خطرا على حياة الأبرياء. وقد يقول القائل هنا: وهل يعاقب القانون الناس على أفكارهم؟ وأين هي الحرية التي تنادين بها؟! أجيب بكل صراحة: حين تكون الأفكار تهديدا لحياة الناس وأمنهم فالقانون يجب أن يُحاكمهم. ودول العالم الأول وحتى الدول الليبرالية تعمل بقانون "ضد الكراهية". والتطرف الفكري ليس له دين ولا عقيدة إذا…

آراء

وزارة الصحة.. وما أدراك ما هيه؟!

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

كانت أخبار وزارة الصحة ملفتةً جداً خلال الأسبوعين الماضيين: (1) إصابة الطفلة رهام حكمي بالإيدز بمنطقة جازان، بعد حقن جسدها الصغير بدمٍ يحمل مرض العصر الأخطر. (2) وفاة حنان الدوشي في مستشفى الملك فهد بجازان أيضاً، المصابة بمرض الأنيميا المنجلية، وكان سبب الوفاة وفقاً لشهادة الوفاة تجرثم الدم الذي نُقل لها، فيما أرجعت مديرية الشؤون الصحية أسباب الوفاة إلى مضاعفات مرض الأنيميا المنجلية. (3) وفاة المواطن عبدالله الغامدي لحقنه بإبرةٍ في مستوصف خاص بمحافظة نمرة، أدّتْ إلى إصابته بتسمم في الدم، انتشرتْ على إثرها الغرغرينا في جسده ومن ثمَّ توفّى. (4) وفاة الطفلة شريفة العمري (6 شهور) بسبب تشخيص خاطئ بمستشفى الولادة بالدمام حسب والدها، فيما قالت وزارة الصحة: إن الطفلة كانت تعاني من التهاب رئوي ناجم عن الشرقة أثناء الرضاعة، وساءتْ حالتها لاحقاً ما أدّى إلى وفاتها. هل قام مجلس الشورى باستدعاء وزير الصحة لاستيضاح ما يجري بوزارته؟ هل فُتحتْ تحقيقات رسمية حول تلك الكوارث؟ هل ومليون سؤالٍ تدور في خَلد 29 مليون مواطن ومقيم، أصبح الذعر رفيقهم كلما دفعهم المرض لزيارة مرافق هذه الوزارة؟! إننا في مواجهة أخطاء طبية كارثية، ذهب ضحيتها الإنسان! فهل يتم استدراك من تبقّى أمْ ننتظر مزيداً من الضحايا؟! المصدر: صحيفة الشرق

آراء

أسئلة ما بعد «الربيع»

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

أن تحتفي بالربيع العربي لا يعني بالضرورة أن تحتفي بنتائجه. وأن تمارس فضيلة النقد - والنقد القاسي أحياناً - إزاء ما آلت إليه الأحوال في بلدان «الربيع» لا يعني ردّاً فكرياً ضد أفكار «التغيير» و «التطوير» و «الإصلاح» التي تنشدها وتنادي بها منذ زمن، ومن قبل أيام الربيع. لكننا في عصر شاهد على أننا في العالم العربي لم نتغير كثيراً حتى وإن سقطت أنظمة سياسية وتوارت أجيال وزادت أعداد الشباب وامتلكنا أحدث أجهزة الاتصال والتواصل. فتهم مثل «العمالة» و «الخيانة» و «التواطؤ» غدت مرتكزات جوهرية في خطابنا العربي منذ عقود. من وقف ضد الانقلابات العسكرية، في زمانها، اتُهم بالعمالة، ومن رفض أفكاراً كالقومية والاشتراكية اتُهم بالخيانة والرجعية، ومن وقف ضد الإقصاء باسم الدين اتُهم بالكفر والإلحاد. وها نحن اليوم نشهد عصراً جديداً من التخوين والإقصاء. فثنائية «معي» وإلا فأنت «ضدي» هي اليوم سيدة المشهد. هكذا، صار المرء في حيرة من أمره: إن عبّر عن قلقه إزاء هيمنة الإسلام السياسي على المشهد كان هدفاً سهلاً لتهم التخوين والعمالة وفتاوى التكفير. وإن كان ضد هيمنة «الإخوان المسلمين» على المشهد السياسي في مصر أو تونس فهو تلقائياً مصنف من أعوان «النظام السابق» وفي دائرة «الفلول». ففي هكذا بيئة، لا يمكنك أن تعارض «الإخوان» إلا إن كنت ضد الربيع العربي. ولا يمكن أن تشكك…

آراء

«غريب بين أهله» !

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

انفرجت أساريره وأشرقت من وجهه فرحة لم يشعر بمثلها حين أُعلن اسم ابنه «سالم» مذيلاً باسمه ليتردد صداه تحت سقف أعرق الجامعات في العالم «جامعة هارفارد» التي تخرج فيها أكبر عدد من المبدعين الذين حصلوا على جوائز نوبل، أخذته صورة المبدعين الذين سبقوا ابنه واقتنع في قرارة نفسه بأنهم مجرد زملائه السابقين، فراح خياله مع مسيرة الطلاب ليتراءى له فرانكلين روزفلت على يمين «ابنه» وجون كيندي على يساره يلوحان له مبتسمين وبجوارهما بيل جيتس ومارك زوكربيرج يتدافعان من أجل الجلوس بجوار «ابنه» الذي انشغل عنهما بالتصفيق لباراك أوباما وهو يتسلم شهادة التخرج، كان يُحلق مع نسيج أفكاره ويتفنن في رسمها حول صغيره، وبات مقتنعاً بأن ابنه سيحصل يوماً ما على جائزة نوبل أيضاً التي تنتظره في طيات مستقبلٍ باهر، تنبه إلى منظر زوجته تصفق بحرارة ودموعها تبلل وجهها، فقام من مقعده يصفق ويصفر ويلتقط عديداً من الصور دون توقف ويرفع صوته بـ «تهانينا سالم»، شعر بحرارة ونشاط يتدفقان في عروقه في اللحظة التي تسلم فيها ابنه الشهادة وهو يصافح عميد الجامعة، فأخذ ينظر باتجاه الناس حوله بطريقة هستيرية «هذا ولدي الصغير»، ويصفق بحرارة إلى أن احمر كفَّا يديه.. انتهت المراسم وارتمى كل خريج في أحضان أسرته ، فوقف الأب فاتحاً ذراعيه باتجاه ابنه الذي تجاوزه ليرتمي في أحضان أمه يقبلها…

آراء

عبدالله بن إدريس

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

نشأتُ في بيت يقوده (شاعر) وهو أيضاً كاتب وصحافي وناقد أدبي. كان الحبر والورق يملأ بيتنا وسيارتنا وجماجمنا. وفي حين كان الناس يضعون الصحف بعد قراءتها مفارش لموائدهم، كان ذلك (الأب) يوقّر (الأحبار) وما كتبت ... والأوراق وما حوت. فنشأنا نعدّ الحبر والورق ثنائية ملازمة لنا كثنائية الليل والنهار. كنا نراقب أبي إذا غاب عنا في البيت وانزوى وحده، قالت أمي: (اقصروا حسّكم، أبوكم يكتب قصيدة). لم يكن أبي محظوظاً، هو وجيله، في توافر خيارات مكانية للكتابة غير الغرفة الأقل ضجيجاً في البيت! كبرتُ وبدأت أتعرّف الى «الشخص الآخر» في أبي، حين بدأت أفهم مغزى سؤال الناس المتكرر لي: أنت ولد عبدالله بن إدريس؟ كبرت أكثر، وبدأت أتداخل مع جموع الكتّاب والمثقفين، لكني لم أستطع أن أفصل بين شخصيتيّ عبدالله بن إدريس: الأب والشاعر، مما سبّب لي حرجاً في أن أتعامل مع أبي مثلما أتعامل مع الشخصيات العامة بحرية نقدية. هذا الأمر منعني من أن أبدي إعجابي بشاعرية ومهنية أبي الثقافية مثلما أفعل مع شعراء وكتّاب آخرين. ازدادت وطأة الحيف والخوف من لمز المجتمع لو مدحت أبي، عندما اتجهتُ خصوصاً في العقدين الأخيرين إلى الكتابة عن الشخصيات في ما يشبه السيرة الذاتية (بيوغرافي)، وهي ما أخرجتُ معظمها في كتابي (حكايات رجال). كان لا بد حينها أن أكسر الحواجز التي ربما…

آراء

الحرية.. آثار جانبية

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

مع انتشار وسائل الاتصالات الحديثة، ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، التي فر الناس إليها من جمود وسائل الإعلام التقليدية وخطوطها الحمراء والصفراء والبنفسجية، وجدت الشائعات ومن يقتات على ترويجها أرضاً خصبة غير مسبوقة للتكاثر والانتشار.. أمرٌ يحاول غض الطرف عنه المهووسون بحرية الإعلام الاجتماعي المتحرر من سلطة الحكومات المحلية، والمؤسسات الدولية، والكيانات الإعلامية. فبجانب كل باب فتح من أجل معلومة صحيحة وقضية واقعية سُدت في وجهها ظلماً أبواب الإعلام التقليدي محلياً أو دولياً، فُتح ألف باب أمام القصص الوهمية، والمعلومات الخاطئة والحملات الكاذبة. في الأيام الماضية مرت بنا على الصعيد المحلي قصتان تستحقان التوقف عندهما. القصة الأولى لفتاة قيل إن اسمها (تهاني مليباري)، كانت لها علاقات واسعة في تويتر، عرفنا فجأة أنها توفيت في حادث سير في فرنسا بعد يوم من آخر تغريدة لها، وحسابها بات يدار، ولمدة ثلاثة أيام من قبل ابنة خالتها المزعومة (سميرة حلواني)، التي قدمت لنا أيضاً عنوان العائلة للعزاء. ولأننا تربينا على أن للموت حرمة وقدسية، وأن الإنسان قد يكذب في أمور الحياة بينما يحترم هيبة الرحيل، فقد انسقنا وراء القصة، خاصة أن هناك سوابق لمغردين ومغردات كانوا بيننا وفارقوا الحياة.. وهكذا تحول تويتر إلى سرادق عزاء يضج بالدعاء للمرحومة، وفتح بعض المغردين حسابات خاصة كصدقة جارية من أجل الدعاء لتهاني، ويا لنا من شعب طيب!…

آراء

“وش بقى في راسك” من الدراسة؟

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

مطفوق: هل جربت تشيل شنطة المدرسة لأحد عيالك؟ أنا: قصدك أنها ثقيلة صح؟ مطفوق: طبعاً صح، مليانة كتب. وهذه الكتب مليانة "حشو" ومليانة "دش"، ويشيلونها العيال كل يوم ليقوم المعلم والمعلمة بحقن عقولهم الصغيرة بهذا الهذر الفظيع من الكلام. وعلشان ينجح الطالب فعليه أن يحفظ أكبر قدر ممكن من هذه الصفحات، لكن الفهم والاستيعاب ـ وهو الأهم ـ غير موجود، وغير ضروري، وسترى أن كل هذه "الحشوات" العلمية لأكثر المواد ستنقشع مثل السراب وتسقط بمجرد انتهاء الدراسة والدخول في العطلة الصيفية، لأنها قص ولزق. قل لي بالله عليك أنت وخلال 12 سنة تعليم عام (ابتدائي وإعدادي وثانوي)، وقد تسلمت أكثر من كتاب، وفي كل كتاب 200 صفحة على الأقل، ولو افترضنا أن لديك عشر مواد دراسية كل سنة فهذا يعني 2000 صفحة في السنة، بما يعني 24000 ألف صفحة خلال 12 عاما.. الآن بعد أن غادرت مقاعد الدراسة منذ زمن طويل، ماذا بقي لك من هذه الآلاف المؤلفة من الصفحات؟ ماذا تتذكر؟ وماذا نسيت؟ أنا: بقي لي في الذاكرة يمكن خمس صفحات محفوظة، وثلاث قصائد تساقط معظم أبياتها من الذاكرة، وشيء من نواقض الوضوء، وبعض العواصم العربية والأجنبية التي صرت أعرفها أكثر بواسطة نشرة الطقس في التلفزيون. كما أنني ما زلت أحفظ من جدول الضرب الأرقام المتقابلة المضروبة في بعضها…

آراء

رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!

الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣

درس جديد قدمته الإمارات، أمس، إلى كل المشككين من الداخل والخارج في سلامة نهجها الذي تسير عليه، واحترامها الإنسان وحقوقه، والتزامها بالقوانين والإجراءات القضائية المطبقة، ومع ذلك فهي لم تفعل ذلك من أجل إرضاء أحد، ولا خوفاً من أحد، فالإمارات لم تفعل إلا ما أقره قانونها ومبادئها ودستورها. تحدثوا عن منع من دخول المحاكمة، وتحدثوا عن منع تواصل المتهمين مع محاميهم، وتمادوا في تشويه صورة الدولة، وتحويلها إلى دولة قمعية، وانكشفت أكاذيبهم مع بدء أول جلسة لمحاكمة أعضاء ما يسمى «تنظيم الإخوان» في الإمارات، فلم يمنع أحد من الدخول، طالما التزم تعليمات الدخول، وعقدت الجلسة بحضور أهالي المتهمين، ومحاميهم، وممثلين عن جمعيات النفع العام، والإعلام كان حاضراً يتابع ساعات الجلسة الطويلة ساعة بساعة، ولم يمنع أحد من الكلام، ولم يمنع محامو المتهمين من الترافع، والتقدم بطلبات المتهمين للقضاء! الحرية كانت مكفولة للجميع، في جلسة أمس، ومنح القاضي جميع المتهمين الحاضرين فرصة الكلام، كما منح محاميهم أيضاً فرصاً كاملة، تعامل مع الجميع بأريحية وسعة صدر، شهد بها كل الحاضرين، الذين غصّت بهم القاعة الضخمة، وأثبت للجميع نزاهة واستقلال وقوة المؤسسة القضائية الإماراتية. استمع بعناية فائقة للجميع، وكان دقيقاً في الإجراءات المتخذة كافة، التي توافقت وتماشت مع جميع الإجراءات القانونية، وأصول المحاكمات المعمول بها في الدولة، ولم يسجل خلال الجلسة أي خطأ…