آراء
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
كنت دائما، تماما مثلما أكتب: عكس الفزعة وفي مواجهة تيار السائد المألوف. وفي قصة ابنتي، رهام الحكمي، سأكتب أن القصة بالنسبة لي من شقين: الأول تعاطفي الشديد مع قصتها المؤلمة المحزنة ولن يستطيع فرد أن يمسح انحيازي الأبدي للبسطاء، وسأكتب أن حادثتها تعبير صارخ عن هزيمتنا الأخلاقية. الثاني، أن يسار هذه الصفحة على الموقع الإلكتروني يحتفظ بكل رسائلي إلى معالي الوزير عن الصحة وعن حاجة (الأطراف) إلى ما هو أكثر من مشافي المهدئات ومشاريع الورق الوهمية. لكنني، وبكل شجاعة، ضد أن نمسح تاريخ معالي الوزير لأن التركيز على هذا (الوهم) قد ينسينا صلب الرسالة الأهم من ثنايا هذه القصة. الرسالة من شقين: لمعالي الوزير ومن ثم، بحسب تراتب مسؤولية القصة نفسها لسمو أمير منطقة جازان ولكل منهما مع التقدير والتحية: ساقول لصاحب المعالي إن مجرد نقل (رهام) إلى مستشفى تحويلي بالرياض يختزل معالم القضية. نحن، صاحب المعالي، في هذه الأطراف من الوطن، لسنا مجتمعا قابلا للتحويل ولا ضيوفا في نهايات البحر على أسطول الإخلاء الطبي. بسبب (الأنيميا) كانت رهام تذهب للمركز من الأطراف بضعة مشاوير في العام الواحد، وللحاجة لأربع إبر كيميائية كان مريض (المثانة) يذهب للحقن أيضا في غرفة مجاورة. ومثلهم أيضا مرضى القلب والمفاصل وجراحة الأعصاب ونحن يا معالي الوزير ننتظر أوهام خرائط المدن الطبية. نحن صاحب المعالي…
آراء
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
تتحفنا الأخبار الغربية بين حين وآخر بمانشيتات مثيرة حول استقالة مسؤول ما إثر فضيحة، أو اعتراف مسؤول آخر مصاحبا بتأنيب ضمير، تعقبه استقالة غالبا. هذا الأمر لايبدو غريبا بل مألوفا. هل يحدث هذا في عالمنا العربي؟. أعتقد أنكم تعرفون الجواب. وعلى أية حال ليس هنا محور الحديث الذي سيأتي، إنما هو فلاشة سريعة للثقافة التي ترتبط غالبا ببنية وثقافة المجتمع. يقسم علماء الاجتماع الثقافات من حيث تعاملها مع «الخطأ» إلى الثقافات المبنية على الشعور بالخزي shame based cultures، ومثالها المجتمعات العربية عامة، والثقافات المبنية على الشعور بالذنب guilt based cultures، ومثالها المجتمعات المدنية/ الغربية عامة. فحين يصدر خطأ ما من شخصية، ذات خلفية ثقافية قائمة على الشعور بالذنب، يصدر عنها شعور عميق بوخز الضمير الفردي، وقد يحدث ردة فعل أقوى من استقالة مسؤول كما في مثالنا الأول، كالانكفاء والألم أو حتى الانتحار. وهنا أتحدث بشكل عام دون النظر إلى الاستثناءات. أما حين يصدر خطأ ما من شخصية ذات خلفية ثقافية قائمة على الشعور بالخزي فيحدث شعور بالخزي إذا تهدد الأمر بالافتضاح فحسب. والمجتمعات العربية قائمة على ثنائية العار والشرف، وهي مجتمعات قبلية الأصل تحتفظ بالإرث القبلي والعشائري في تشكيل الشخصية الفردية، التي هي شخصية المجتمع. وغالب القرارات يتخذها الناس في هذه المجتمعات على هذا الأساس. الضمير الفردي العربي هنا مرتبط…
آراء
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣
لا شيء يعلو في تويتر فوق صوت آيباد وزير الصحة عبدالله الربيعة للطفلة الضحية التي أسقتها وزارة الصحة الإيدز بدم بارد، قلناها مراراً وتكراراً وزارة الصحة تقطع العلاج عن مواطنين يصارعون الموت في الخارج وبدم بارد أيضاً فتمادت وزارة الصحة وصارت تسقي المواطنين الموت هذه المرة بالآيباد ومن أمن العقوبة أساء الأدب، إذا لم تقم الدولة بغربلة شاملة عاجلة لوزارة الصحة فستصطف المآسي جنباً إلى جنب وسيجد مدمنو تويتر ما يروي إدمانهم بشيء نافع بعيداً عن الاتهامات والتخوين والشتم والردح. هكذا ساوت وزارة الصحة حياة مواطنة طفلة بآيباد بدلاً من أن تنقلها للعلاج في أرقى مستشفيات العالم تكفيراً عن ذنبها الطويل وهذه المرة الضحية حية ترزق على قيد الحياة شفاها الله وعافاها وهون عليها وعلى أهلها، في المرات السابقة كانت الأخطاء الطبية تتحدث عن مواطنين تغمدهم الله برحمته بمشارط وزارة الصحة وأنابيبها فتقيد الجريمة ضد مجهول هذا المجهول الذي تنوعت أسبابه التي تارة تكون أنابيب مقاول الصيانة وتارة طبيبة تخدير غير مرخص لها وأحياناً كثيرة أسبابا أخرى غير معلومة. المكتوب كان واضحا من عنوانه وأداء الأطباء في عياداتهم يختلف عنه في مكاتبهم، نأخذ الطبيب البارع في جراحته لنعطيه رقاب المواطنين كي يشحذ السكاكين عليها ثم يهديهم «آيباد»، أي مسرحية هزلية هذه، من يوقف هذه المهازل بحق المواطنين وفي رقبة من…
آراء
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
يوم انعقدت القمة الحكومية، كانت أهدافها تتلخص في عرض تجارب الجهات الحكومية المتميزة في خدمة المتعاملين من جانب، وتحقيق الريادة في الخدمات الحكومية من جانب آخر، وهو هدف لا يمكن أن يتحقق دون مكاشفة ومصارحة بين أعضاء الحكومة والجمهور، حول الخدمات التي تقدم لتقييمها وكيفية تطويرها. استمع وشارك وتابع كثيرون الجلسات، لا سيما المتصلة بأهم الوزارات الخدمية، وهي التربية والتعليم، والصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية. كان بعض الوزراء موفقين في إجاباتهم، لكن ما أن انتهت وقائع القمة إلا وشواهد أخرى تكشف خلاف ما أعلن وما أكد عليه الوزراء في حديثهم للجمهور، وهذا لا يعني تشكيكنا في قدراتهم، لكننا واثقون بأن خللا إداريا لا بد من الالتفات إليه والاعتناء به حتى لا يتسع الخرق على الراقع. عندما سئل عبد الرحمن العويس وزير الصحة بالإنابة عن أهم الصعوبات التي تعطل إتمام دوره في المجتمع المحلي في وزارة الصحة، توقعنا أن تكون الأسباب ضعف الميزانية، أو عدم توفر الكفاءات والمعدات الطبية اللازمة، أو تفشي الأمراض والأوبئة - لا سمح الله - وصعوبة السيطرة عليها، أو غياب القوانين واللوائح وغيرها من المعضلات، لكن الوزير حصر أهم الصعوبات في ضعف الثقافة والوعي العام لدى الجمهور بالثقافة الصحية الأساسية، التي تقلل فرص إصابته بالمرض ودخوله إلى المستشفيات. خيّل لنا ونحن نتابع إجابته أنه يتحدث عن مجتمع لا…
آراء
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
تلقّت الفتاة «رهام» الحكمي، هدية وزارية من الوزير الربيعة، عبارة عن جهاز «آيباد». ولا أعلم ما هو موقع هذه الهدية من الإعراب!! هل هي تعويض لها عمّا أصابها من تدمير لمستقبلها؟! أم هي محاولة لتلطيف الجو على الأسرة المكلومة؟! كان على الوزير أن يُهدي رهام وأسرتها تذاكر طيران، تقودهم إلى علاج ابنتهم في أفضل المستشفيات المتخصصة في هذه الأمراض!! فمستشفياتنا مهما تحسن حالها إلا أنها تعتبر حديثة عهد وتجربة بهذه الأمراض. يا معالي الوزير، رهام ومجتمعها بحاجة إلى هدية أكبر من الآيباد، بحاجة إلى هدية تُرجع لهم الثقة بوزارة الصحة ومنسوبيها، فبكل تأكيد الحياة أغلى من الآيباد. المصدر: صحيفة الشرق
آراء
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
من مفارقات العصر أن يوجِّه 17 باحثاً وأكاديمياً إيرانياً رسالة إلى الرئيس المصري «د.مرسي» ينصحونه فيها «الاقتداء بالدولة الإيرانية وتبنِّي الإسلام على طريقتها»! ولا تخلو الرسالة الإيرانية من أن «يحكم مصر ولي الفقيه على غرار خامنئي»، رغم أن الأخير وعدداً من رجال الدين الإيرانيين قد تأثروا من قبل إلى أبعد الحدود بالمنهج الفكري للإخوان المسلمين، فقاموا بترجمة كتبهم وأفكارهم من العربية إلى الفارسية. وجاءت أسماء كل من «ولايتي» و«حداد عادل» المقرَّبين من «خامنئ» والمرشَّحين لرئاسة الجمهورية الإيرانية القادمة في مقدِّمة الرسالة، التي لا تخرج عن كونها تدخلاً واضحاً وصريحاً في الشأن الداخلي المصري. وتجربة 34 عاماً من حكم ما يسمَّى بـ «ولي الفقيه» في إيران، رافقتها الحروب الدامية وارتكاب المجازر والإعدامات الجماعية وهجرة الملايين خارج الوطن بسبب شدة القمع على يد «الخميني» ومن ثم «خامنئي»، فترى أي تجربة تريد إيران نقلها لمصر؟! تجربة احتلال الأراضي العربيَّة والانقلاب على ثورة الشعوب الإيرانيَّة، أم وأد الحريَّات والديمقراطيَّة لتحل محلَّها الشموليَّة القائمة على مبدأ الرعب؟ وعلى إيران أن تتذكر أن التصويت بنعم على دستورها قبل 33 سنة قد تراجع بنسبة خمسة ملايين صوت خلال تسعة أشهر فقط؛ بسبب الحكم المطلق لما يسمَّى بـ «ولي الفقيه»، ولو عرض الدستور اليوم على الاستفتاء لكانت الفضيحة أكبر بكثير. فأين محل الإسلام من سلوكيَّات الدولة الإيرانيَّة القائمة…
آراء
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
إذا كانت "صاحبة الجلالة" أو الصحافة ممتنة يوما لجوتنبرغ، الرجل الذي اخترع الطباعة، فربما تحتاج لتكون أكثر امتنانا لمن اخترع "الآيباد"؛ لأنه كان النور الذي منحها المخرج بعد نفق مظلم من الانهيارات والخسارات المادية. في السنوات الخمس الأخيرة، بدا واضحا التراجع في أداء الصحافة الورقية، وحدث إغلاق لعدد كبير من الصحف والمجلات حول العالم، رغم كل المحاولات غير المجدية لإنقاذها، فالصحافة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية بدأت تسيطر على الموقف، فهي تملك كل ما لا تملكه الصحافة الورقية في عالمنا الجديد. لكن هذا كله في طريقه للتغير كما يبدو في هذا العام، ففي العام الماضي حدث تحول هام. إذ أظهرت الدراسات والإحصاءات إقبالا واضحا من الجمهور على النسخ الإلكترونية من المجلات والصحف، والمقصود هنا النسخ التي تحافظ على نفس إخراج المجلة والصحيفة، ولكن يمكن استعراضها وتصفحها من خلال الأجهزة اللوحية (مثل آيباد) والموبايل أو على سطح الكمبيوتر، بل إن هذا النمو يتجاوز في الحقيقة المواقع الإلكترونية لتلك الصحف. في الأسبوع الماضي، اعتمدت ABC وهي المنظمة المعنية برصد انتشار الصحف والمجلات، والتي تؤثر تقاريرها بشكل كبير على صناعة الإعلان، اعتمدت معيارا جديدا لرصد انتشار الصحف، يضم النسخ الورقية والنسخ الرقمية معا، وذلك ليكافئ تلك المجلات والصحف، والتي استطاعت الانتشار بشكلها نفسه من خلال المنصات الرقمية الجديدة، مما سيغير المعادلة ويغري المؤسسات الإعلامية بالمزيد…
آراء
الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٣
عندما هبتْ رياح «الربيع» على البلاد العربية وتحركت الشعوب لوضع عربات القطار على مسارات الحرية والعدالة والكرامة، كانت كل الحكومات «متوجسة» ترقب وتراقب وجوه الجماهير الثائرة وتعد الدقائق التي تمر عليها ثقيلة كسنوات؟ كانت كل حكومة عربية تحدق في بوابات القصر المحاصر بهدير وهتافات شعوب غاضبة تريد «إسقاط النظام» بعد أن كسرت الحواجز النفسية وحطمت معاني الخوف لتعانق الحرية. كانت الشعوب تتقدم بلا تثاؤب وتحطم القبضات الحديدية الأمنية، رافعةً لافتات تطالب بالحقوق وتندد بالطغاة والمستبدين والفاسدين، ولم يكن أمام تلك الحكومات سوى «ثلاثية» الفرار أو التنحي أو تقديم «تنازلات مجزية»! في تونس اقتلعت «ثورة الياسمين» زين العابدين فولّى الأدبار فاراً إلى السعودية، وفي مصر قدم مبارك تنازلات وتنازلات لم تشفع له، بعد أن أحكم الشارع القبضة وأبرز أنيابه ليجبره على التنحّي. وفي ليبيا، جُنَّ جنون القذافي واتهم الشعب بالجنون والمجون وتعاطي المخدرات، فانتصر الثوارُ وقُتل القذافي ببندقية شاب في العشرين. وفي سورية لا تزال رُحى المعارك تدور، والثوار يصمدون ولا يتقهقرون.. واليوم يقتربون من أبواب دمشق بعد تضحيات تاريخية. أما دول الخليج العربية «الغنية»، فتسابقت إلى زيادة الرواتب وتقديم الضمانات الاجتماعية وتوسيع الوظائف لكبح البطالة ومكافحة الفقر من دون أن توسِّع أبواب المشاركة السياسية والنقابية! أما في المملكة المغربية فخرجت الجماهير للشوارع، فقابلتها الرباط بدستور جديد، يكرِّس لبناء دولة المؤسسات…
آراء
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣
قال الشيخ الدكتور محمد العريفي خلال اعتذاره عن تعاطفه مع تنظيم القاعدة أن زملاءه في الجامعة أحضروا له كتبا فهم منها خطأه لذلك تراجع عن كلامه الأول وقال كلاما جديدا (ينسخ) كلامه الأول، والمشكلة في هذا الشيخ (الناسوخ) أنه يخطئ في مسائل شرعية سهلة جدا وبديهية مثل اعتذاره عن قوله بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن أن يبيع الخمر أو يهديه حيث أكد في اعتذاره أن سماحة المفتي وبعض المشايخ بينوا له خطأه الجسيم، وكذلك تراجعه عن قوله بأن سمو أمير الكويت غير مكتمل لشروط الولاية الشرعية ثم مسح هذا الكلام والاعتذار وطلب الصفح تحت شعار: (عفا الله عما سلف)!. المشكلة ليست في تراجع العريفي فهذا الرجل (شغال ريوس) منذ زمن بعيد، ولكن المشكلة كل المشكلة كيف أصبح هذا الرجل شيخا وأستاذا في الشريعة ومفتيا فضائيا وهو يحتاج أن يحضر له زملاؤه في الجامعة كتبا كي يعرف أن تنظيم القاعدة تكفيري كما يحتاج تصريحا من سماحة المفتي كي يفهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم ولا يمكن أن يبيع الخمر، ويحتاج تصريحات من علماء ومشايخ الكويت كي يوضحوا له شروط الولاية الشرعية؟!..هذه بديهيات يعرفها عامة المسلمين فكيف يكون العريفي عالما أو داعية أو حتى خطيب جمعة وهو لا يعرف هذه البديهيات؟!. هي واحدة من اثنتين: إما أن هذا الرجل…
آراء
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣
نعم يعيش الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ 21 فبراير (شباط) 2012 تحت مظلة مخاوف وشكوك كل الأطراف السياسية دونما استثناء، بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك الذي كان يقف في صف المعارضة وصار جزءا أصيلا من منظومة الحكم. ثم هناك قوى الحراك الجنوبي المنقسم إلى فصائل لا يعلم إلا الله والراسخون في العلم عددها وقياداتها ومشاريعها. وأيضا «أنصار الله» (كانوا يعرفون بالحوثيين) تيمنا بـ«حزب الله»؛ إذ إنهما يحملان ذات الشعارات القادمة من طهران، وتثبت الوقائع ارتباطهم بدوائر الحكم الإيرانية. هذه الأطراف، بالإضافة إلى ممثلي الشباب والمرأة والمجتمع المدني، هم من سيشكلون قوام مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 مارس (آذار) 2013، وهو موعد إن تم فستكون له انعكاسات ودلالات عميقة؛ إذ هو اليوم الذي سالت فيه دماء شباب ساحة التغيير عام 2011. ليس بمقدور الرئيس أن يتحمل العبء منفردا وإن كان مسنودا برغبة دولية في استقرار اليمن؛ لأن الأوضاع شديدة التعقيد والتشابك. ولعل تجربة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ماثلة أمامه عندما أنهى حكمه بانعزاله عن القوى السياسية الفاعلة على الساحة الداخلية، وانكفائه على خلصاء من أصحاب المصالح الذاتية. قدرة الرئيس هادي على الحفاظ على اليمن موحدا؛ صعبة للغاية، وإن لم تصبح عصية بعد. لقد أصدر بعض القرارات للتخفيف من حدة المزاج السائد في الجنوب، وأعلم أن…
آراء
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣
سيكون على السياسة الخارجية السعودية مواجهة تطورين مهمين، كلاهما مرتبط بالتغيرات التي تحدث للمنطقة وللنظام الدولي، الأول ليس جديداً تماماً، لكنه دخل مع الثورة السورية مرحلة حاسمة، وهو إصرار إيران على ترسيخ المكتسبات السياسية التي حققتها بعد سقوط النظام العراقي السابق، ونجاحها في نشر نفوذها داخل العراق عبر حلفائها الذين جاؤوا إلى الحكم على يد جيش الاحتلال الأميركي. كانت إيران نجحت قبل ذلك بعقود في إيجاد موطئ قدم لها في منطقة الشام عبر تحالفها مع النظام السوري وتأسيس «حزب الله» اللبناني كذراع عسكرية لها هناك، والمدهش أن النجاح الأخير تم تحت غطاء «المقاومة»، وغطاء التفاهم السعودي-السوري في لبنان. ما الذي تريده إيران؟ تريد أن تكون الدولة الإقليمية الأقوى في منطقة الخليج العربي، ومن هناك تريد مدّ نفوذها إلى سائر أنحاء المشرق العربي. كان هذا حلم صدام حسين من قبل، وقد حاول تحقيقه من خلال غزو واحتلال الكويت. تريد إيران تحقيق الحلم نفسه الآن، لكن بوسائل أخرى: أن تكون دولة الشيعة في المنطقة، واستخدام ذلك ورقة ضغط سياسية، وبناء قدراتها العسكرية، بما في ذلك قدراتها النووية، والتفاهم مع الأميركيين للتوصل إلى اعتراف واشنطن بها، وبالدور الذي تطمح إليه إقليمياً. تدرك إيران في هذه المرحلة المضطربة من تاريخ المنطقة أنه على رغم نجاحها في مدّ نفوذها في العراق وسورية، وخروجهما معاً من…
آراء
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣
في حادثة السير التي تعرض لها أطفال الصديق الأثير، لؤي مطبقاني، ما هو أكبر من قصة (حادث) انتهى، ولله الحمد، بالعافية والسلامة. بفضل التجمهر، احتاج الأب إلى ساعة كاملة كي يصل للموقع، وبفضله أيضا احتاج هؤلاء الأطفال إلى ساعتين وربع الساعة كي يصلوا للمستشفى الجامعي على بعد عشر دقائق من موقع الحادثة. بفضل هذه الهمجية في التجمهر هرب المتسبب في الحادثة رغم الإصابة البالغة لسيارته، وتحت هذا التجمهر كان الأطفال بلا حول ولا قوة وهم يشاهدون عشرات الفلاشات التي تلتقط صورهم من شباب الجوال وكأن الضحايا الأربعة أبطال سباق للتتابع. كل هذه القصص المفزعة من التجمهر حول الحوادث التي تنتهي بالتصوير والسرقة والنشل يمكن أن تنتهي في مجرد ورقة واحدة: رجل أمن يسجل أرقام السيارات ومن ثم أقصى غرامة للمخالفة كي يدفع هؤلاء ثمن هذه البلطجة. لن أنسى أبدا، بكاء أب ذات يوم جاء لمكتبي وهو يسرد لي قصة (نشل) ولده الميت في حادث سير وكيف أعادوا له بطاقة الهوية بعد ستة أشهر ليجدها في ظرف تحت باب المنزل. سأضيف اليوم لكل مقترحاتي فيما سبق فكرة جديدة: أن يرغم الشاب السعودي بعد الثانوية على الابتعاث فصلا دراسيا إلى محاضن المجتمعات الإنسانية الحضارية من أجل الترويض واحترام القانون. وبالطبع قد ندفع من أجل هذه الفكرة "ثلاث عشرات" من آلاف الريالات ولكن:…