آراء

آراء

فلنحكّم ضمائرنا !

الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣

نحن معاشر الرجال نقف بقوة أمام كل دمعة توشك أن تتحدر على أحداقنا ، نريد أن نظهر دائما في مظهر الأقوياء الشجعان الذين لا تهزهم صنوف الدهر ولا تحركهم نوازل الأيام ، ونحن في ذلك نختلف عن شقائقنا النساء ، هن الأكثر كرماً في دموعهن ولو على أحد وجهي الوسادة . لا أعتقد أن الدمعة عيب ، ولو كان البعض مقتنعاً بأنها عيبٌ فمصير تلك القناعة الزوال . في بعض المواقف لا تختبر الدموع شجاعتنا ولا تستأذن حضرة كبريائنا كي تعبر جفوننا بأمان. أما دموع الأطفال فشأن آخر ، لا يجيد الأطفال استخدام سلاح دموعهم ! والكبار بدورهم لا ينساقون خلف مسلسل دمع صغارهم ، وحدها الأيام كفيلة بأن تجعل كل كبير يعرف بالضبط نوع دمعة صغيره وكيفية التعامل معها ، فما بين دمعة تنطوي على استجداء بعد أن فشلت كل الأساليب الأخرى ، وبين دمعة وجع لم يعد يطاق فيعبر عنه بنهر دموع ، كل تلك الدموع يمكن مسح أثرها من عيون الطفل بل وحتى تجفيف منبعها متى عرف سببها . ثمة دمعتان يصعب التعامل معهما ، يصعب الوقوف أمامهما ومجابهتهما بصلابة ، دمعة طفل خائف في مدن تحولت إلى جبهات قتال ، وأخرى لطفل جائع في غياب رغيف خبز ، هاتان الدمعتان تسيل بغزارة في مواسم حماقات الكبار…

آراء

زيت زيتون

الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣

ظهر يوم إحدى الجمع وبعد الصلاة مباشرة وأمام المسجد الجامع في مانشستر، وجدت مجموعة من الشباب المسلم يبيعون عبوات زيت زيتون يذهب ريعه لمساعدة إخواننا المزارعين في فلسطين، فقلت في نفسي هي حجة وحاجة، فالبيت يخلو من زيت الزيتون الضروري للزعتر الذي أعشق، وهو أيضاً واجب علينا كدعم بسيط لإخواننا المضطهدين من غدر القريب والبعيد هناك في أرض الإسراء والمعراج. فقمت بشراء عبوتين بعشرة جنيهات إسترلينية. ولكن بمجرد وصولي إلى المنزل اكتشفت أن الزيت قد انتهت صلاحيته منذ شهر مضى، حينها رجعت بمخيلتي شهوراً إلى الوراء حين وقف خطيب المسجد ذاته في إحدى الجمع منكراً على كثير من تجار المسلمين غشهم في تجارتهم ببيع الأشياء المنتهية الصلاحية بتغيير تاريخ المنتج، وطالب المصلين بتقديم النصح لهم، وإن لم يرتدعوا فعليهم أمانة إبلاغ السلطات البريطانية لاتخاذ اللازم. وها أنذا اليوم ومن أمام المسجد نفسه، وبعد خطبة الخطيب نفسه، أتعرض لعملية غش تجاري ..! فكرت لحظات ثم قررت أن أقوم بكتابة شكوى وتوصيلها إلى الخطيب لتنبيه المصلين والقائمين على المشروع، وبالفعل ترجمت فكرتي إلى واقع عملي، وهكذا قبيل لحظات من صعود الخطيب المنبر في الجمعة التالية أوصلت له الشكوى مكتوبة في ورقة صغيرة، وكنت أتوقع سماع الملاحظة أو لفت نظر المصلين خلال أو بعد الخطبة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فحزنت وحز…

آراء

المشردون يملؤون “فيسبوك وتويتر”

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣

يبدو أن تركيبتنا الاجتماعية انعكست بشكل مباشر على حضورنا في شبكات التواصل الاجتماعي، فمن كان صوته عاليا من قبل، ما زال يحتفظ بهذه الميزة، ويستطيع الوصول إلى الناس بسهولة، أما الفقراء والمهمشون، فلم يغير هذا الحراك الاجتماعي من أحوالهم، هذا إن قدر لهم الدخول والمشاركة في الشبكات. في مجتمعات أخرى ـ تعيش قدرا من المساواة وتعنى قليلا بالإنسانية ـ يجد الفقراء مكانا لهم في هذه الشبكات، وقد أكدت إحدى الدراسات التي تناولت وضع الشبكات الاجتماعية في أميركا، أن 75% من المشردين "الهومليس" يوجدون في الشبكات الاجتماعية، ويشاركون بفاعلية، ويؤثرون في صنع القرار. وقالت الدراسة، إن معظم هؤلاء المشردين هم من فئة الشباب، ويستخدمون هواتفهم المحمولة، وعادة ما يبحثون عن نقاط خدمة "واي فاي" المجانية، ليتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم على "فيسبوك وتويتر وتمبلر ولنكد ان وانستقرام" وغيرها. لم تأخذهم مأساة العيش بلا مأوى من الاستمتاع بالحياة، والمشاركة في الحياة الافتراضية والتعرف على الأصدقاء، وربما البحث عن فرص وظيفية، أو حياة جديدة قد يكون الحساب هو الطريق إليها، وهذا الأجمل في الشبكات، تحتوي الجميع بالمجان، وقد تجعل الملياردير صديقا للمشرد. من الدراسات الأخرى، دراسة تشير إلى وصول نسبة كبيرة من الشباب في أميركا إلى درجة الملل من الوجود على الشبكات الاجتماعية، وهو ما يجعلهم يطالبون بالبدائل، وهناك من ينصح شركات سوق…

آراء

في مفهوم الحرية والقانون

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣

قد لا يكون من المبالغة القول إن التاريخ الإنساني كله عبارة عن صراع طويل من أجل تحرر الإنسان وكفاحه كي يكون سيد نفسه، وتحرره من قيود استعباد البشر وحرمانه له من حقوقه وإجباره على أن يعيش ويفكر وفق نمط خاص يفرض عليه، ولطالما كانت العلاقة وثيقة طول التاريخ بين حرية الإنسان وتقدمه وتطوره، فالتجارب الإنسانية في مختلف العصور هي دليل قاطع على أن تقدم الإنسان وازدهار مستقبله وتطوره مرهون بتحرره من القيود التي تكبل حريته وفكره وحركته، وربما لم تخلُ حقبة على امتداد التاريخ البشري من جدل حول الحرية دعوة إليها أو اعتراض عليها، أو صراع بين المطالبين بها والمعارضين لها، ولا غرو ولا غرابة من ذلك أن يسجل تاريخ المعرفة البشرية قرابة 200 معنى لمفهوم الحرية قدمها باحثون في حقب تاريخية متفاوتة ومختلفة في ظروفها وأحوالها، وذلك لأنها تقع في قلب الحركة التاريخية وهي محور التجاذب بين الإنسان والإطار الاجتماعي الذي يعيش فيه والدولة التي يخضع لسلطتها. يمكن اعتبار تلك المعاني المختلفة للحرية تعبيراً عن الظروف التاريخية المختلفة لها، وبعبارة أخرى يمكن القول إن الحرية مبدأ له مفهوم ثابت ينصرف عند الشرح والتوضيح إلى معانٍ وتطبيقات مختلفة، بعضها مطلوب ومحل اهتمام في جميع الأحوال والأوقات، وبعضها الآخر يبرز في ظرف معين من دون غيره، ففي بعض الظروف قد ينصرف…

آراء

عن المرأة.. ثوان من الوحشية القاتلة

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣

بكيت بكل الغضب والألم، وأنا أشاهد "طائرتها"، مساء الاثنين، تتحرك بين "خرطومة" مطار الملك خالد الدولي مغادرة إلى ديار أهلها في النقطة الأبعد من شمال هذا الوطن.. قصتها موغلة في الوحشية وفي تفاصيل قوانين الغابة. كنت على صالة المغادرة قبيل منتصف المساء عندما سمعت مع من حولي صراخ شابة يسحبها زوجها المتوحش من سيارته ويسحب من بين يديها طفلة في الرابعة من العمر، ثم يرمي أمامنا "حقيبتين"، ويرمي أيضا على الأرض "بطاقتها" لصعود الطائرة. في بضع ثوان معدودات يحشر طفلته على المقعد الأمامي ثم يهرب تاركا ما كانت "شريكة الحياة".. نجدتنا ونخوتنا من حولها أن نعيد الطفلة "منال" من هارب، ولا مكان بيننا أو فينا لنجدة أو نخوة. تبرع شيخ فاضل، كان على قدر الموقف، بإكمال بقية التفاصيل، وكان يتصل بأهلها وينهي إجراءات سفرها حتى فات عليه موعد مغادرته الأصلي، فلم يتركها إلا بعد أن اطمأن أنها على المقعد الذي سوف يأخذها إلى والديها في الرحلة الأخيرة. شهدت في حياتي عشرات القصص، لكن "صدفة" هذه القصة المأساة ستبقى في ذاكرتي جرحا ما حييت.. زوج متوحش يسحب طفلة من أمها على بوابة المطار، بينما "الأم والطفلة" تصرخان بالعويل لنجدة بعضهما البعض، ولكن دون حيل ولا قوة. شاهدت "أما وابنتها" في ثوان معدودات تذهبان في مهب الريح، وتفترقان في لحظات من الأحزان…

آراء

حمقى فلانطاين!!

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣

كم مرة أقسمت فيها أنك لن تحب مرة أخرى؟! ولكنها شهوة الحنث في عينيك! تعلم جيداً أنك ستعود باكياً ذات يوم مكرراً الأسطوانة ذاتها عن إيمانك بالقدر، وأن قدرك أن تكون مختلفاً، وأن قدرك ألا تكون مع من تحب! تبقى ترسل تلك التنهدات في هواء غرفتك المليئة بالذكريات، وأنت تردد بيت نورة الحوشان في كل أزمة أو انتكاسة عاطفية «اللي يبينا عيّت النفـس تبغيـه.. واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه»! كلما أحببتَ استبدلت قائمة الأعداء كاملة، فلا أميركا ولا إسرائيل ولا إيران ولا ميليشيا «التشتنيك» الصربية تهمك في هذه اللحظة، في هذه اللحظة أعداؤك اثنان.. اثنان فقط .. قبيلتك وقبيلتها. في كل مناسبة للحب تتحول قناعاتك التي نشأت عليها منذ الولادة إلى أمور قابلة للشك والنقاش، كلها أصبحت موضع شك، حب الوالدين، تكاتف الإخوة، سعادة الحياة، المثالية في العلاقات، وحماية القبيلة، وهذه الأخيرة أشد لعنة وفتكاً.. «ماذا تريد النساء من الحب إلا قصيدة شعر ووقفة عز وسيفاً يقاتل.. وماذا يردن سوى أن يكن بريقاً جميلاً بعيني مناضل؟!» سأقاتل وسأكون بريقها الجميل وسأعترف بأنني كنت ربما ذات يوم.. مًناضلا! في كل مناسبة للحب تجد أن نظرتك للحياة لم تعد هي، بل أنت لم تعد أنت، لماذا لم أعد أجد ماجد المهندس رقيعاً، من الذي قال إن كاظم الساهر سخيف ؟! منذ…

آراء

ثنائية السبق والحقيقة

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣

طالما كانت ثنائية السبق والحقيقة سمتين أساسيتين لما يمكن تسميته بالإعلام الناجح، على الرغم من أن النجاح هنا قد استبدل ـ للأسف ـ من لدى الكثيرين بالجماهيرية التي ـ غالبا ـ ما تغلب الثنائية وتحل مكانها لأسباب تسويقية بحتة. الجماهيرية بحد ذاتها تنجذب أساسا نحو السبق أكثر من انجذابها نحو الحقيقة، وهذه حقيقة كشفتها لنا الآلية التي تتحرك وتتفاعل فيها منصات التواصل أو قل الإعلام الاجتماعي، والذي يسعى مرتادوه إلى التغريد أو الكتابة قبل الغير حول حدث ما، دون التحقق إن كان ذلك الخبر صحيحا أو هو مجرد كذبة أو إشاعة تم تسريبها بذكاء. كم من إشاعة تداولها المتابعون ثم قاموا بالترويج لها من منطلق رغبتهم في أن ينقل عنهم، وبالتالي تحويلهم إلى مصادر يمكن الركون إليها واعتبارها مراجع ومصادر يمكن الاعتماد عليها من لدى الجمهور العريض غير المهتم أساسا بالدقة و الحقيقة. المحزن أن بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية والورقية، على حد سواء، انجرت إلى الإخلال بهذه الثنائية في سعيها لكسب أكبر قاعدة جماهيرية، وبالتالي تسويقية ممكنة، في وقت يبقى الإعلام الرصين في رأي العقلاء معروفا بالتزامه الحقيقة وإن تأخر خروجها. نتذكر السبق الصحفي الذي فجرته مجلة التايم عندما كشفت للعالم الفضائح التي كانت ترتكب في سجن (أبو غريب) العراقي ووصمت للأبد التواجد الأميركي في العراق وكشفت الحقيقة القبيحة للنظام…

آراء

هذا زمن “الكنادر”

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

غريب ما يحدث!! كان الحذاء أكثر الملبوسات والمفردات اللغوية امتهانا ثم بقدرة قدراء صار صيغة تعبير وأسلوب اعتراض. لقد دخل الحذاء إلى المنابر والمؤتمرات الصحفية والبرلمانات الكبرى حيث تصدى لكثير من المتحدثين ورد عليهم بلطمة أو حتى تهويشة. ربما أن الناس في أزمات قمع حريات التعبير كانوا حفاة ثم لما سادت الحرية وبسطت رواقها لبس الناس الأحذية لكي يعبروا ويعترضوا لكن ربما أيضا ومن زاوية أخرى أن الناس كانوا أحراراَ لما كانوا حفاة ولم يكن ثمة مقيدات تربط أرجلهم ولا أيديهم ولا ألسنتهم ومن هنا انتفت حاجتهم للانتعال الذي تأتي حاجته ساعة الانفعال، أي بمعنى آخر أنه لما جاء زمن الدكتاتورية جاءت الحاجة تمشي على قدميها ليكون الحذاء من بعد ذلك كلمة معبرة وبالغة الإيجاز تغني عن أي كلام وإسهاب والحذاء مدلل في اللغة العربية بأكثر من مفردة بعضها عربي أصيل، وبعضها دخيل فهناك ما يسمى البسطار، وهو الحذاء الثقيل يلبسه العسكر وفي القاموس هو جزمة الأكراد. أما في سورية والجزائر فيعرفون الحذاء بالسباط وفي فلسطين وسورية يعرف أكثر بالصرماية، وأحيانا يعبر عن الجزم والعزم بالسير قدما نحو هدف ما ولهذا سمي بالجزمة! والكندرة من الأسماء الدارجة للعربية من اللغة التركية وجمعها كنادر وتنطق في العراق هكذا "القندرة" وتتحول المفردة بكافة صيغها وتحولاتها إلى شتيمة فيقال يا نعال أو يا…

آراء

يا ساري الليل

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

قرر أحدهم أن التراث الغنائي السعودي القديم فقد مستمعيه، لذلك ندر أن تسمع أغانيَ فوزي محسون أو عبدالله محمد في إذاعات الـ«إف إم»، أحياناً يمنُّون علينا ببعض من قديم طلال مداح ومحمد عبده . أعتقد أن ثمة مستمعين ومتذوقين لتراثنا الغنائي، ولكن يجب أن نعيد تقديمه حتى يعرفه الجيل الجديد، حينها سيقول الأب لابنه: «سامع يا واد الأغاني اللي تطرب». ما زلت أذكر فيديو كليب صور وأنتج بطريقة «أيام زمان» للمطرب البديع ذي الصوت الفخم جداً عبدالله محمد رحمه الله، يقود سيارته الفاخرة آخر الليل وهو يغني رائعته الكلاسيكية «يا ساري الليل» بصوت مفعم بحزن العاشق المحروم، تتهادي السيارة وهو يصف حاله بأنه «ساري الليل، ويهرب من جراحه، فيسري في الليل وحده يبحث عن صباح ما، ولكن الهوى الغدار أثقل عليه بالجراح فيصرخ بآه لا يسمعها أحد». فيديو كليب درامي خطير، بعرف ذلك الزمن الجميل، ولكن يمكن أن يصور من جديد ليخاطب جيل اليوم، يقدم لهم صورة من حياة الآباء والأجداد في الستينات والسبعينات الميلادية، عندما كانت البيوت العائلية الكبيرة تقام فيها الأفراح، تصور الشاب عبدالله محمد، جالساً في سرادق أقيم في ساحة رحيبة وسط الحارة، حوله شباب يحتفلون بسعادة، يرقصون المزمار، مطرب على منصة يغني، الكبار يدخنون الشيش العدني العملاقة، بعضهم متحلق حول جلسة بلوت، نسمع ضحكاً ومزاحاً، عريس…

آراء

نشوة الأخبار!

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

يراودني كثيراَ هاجس العودة إلى نشرات الأخبار العربية والعالمية خلال القرن الماضي. أود استعادة مضامين الأخبار المتلفزة أو الإذاعية أو الصحافية خلال تلك الأيام، ومقارنتها بنشرات «الأخبار» التي تبطش بنفوسنا الآن، كل يوم و «على رأس الساعة»! أتساءل دائماً: هل الأخبار السيئة هي التي زادت الآن بسبب ازدياد «توحش» الإنسان، أم أن نشرات الأخبار هي التي زادت بسبب «تمدن» الإنسان وانغماسه في ثورة المعلومات؟! وكنت قد تساءلت، في موضع آخر قبل سنوات: أني في طفولتي لم أكن أعرف مشكلة في العالم سوى فلسطين، الآن أصبح العالم كله مشكلة! هل أنا الذي كبرت وازداد وعيي، أم أن النزاعات والحروب هي التي كبرت؟! لكني قبل أن أحصل على نشرات أخبار، عهد الأبيض والأسود، أستطيع أن أتخيّل خريطة الأحداث إذ ذاك: فمن الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية، ثم قيام دولة إسرائيل في عام 1948، ثم احتلال القدس في 1967، ثم «شبه» الانتصار العربي في حرب 1973، عدا المعارك «الأخوية» في لبنان واليمن والعراق والكويت. لا شك أن المنطقة مزدحمة، دوماَ ومنذ عصور طويلة بالأحداث الملتهبة والمشوقة لمحبي نشرات الأخبار وصنّاعها. لكن تلك الأخبار الدموية السيئة والمضرّة بصحة المشاهدين لم تكن حينذاك يومية و «على رأس الساعة»، بل كانت مرتبطة بالحرب أو الحدث حتى ينطفئ أو يخبو أواره على الأقل، ولهذا كنا…

آراء

زوج مواطنة..!

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

عندما تحملت الدولة رسوم الإقامة الخاصة بأبناء المواطنة المتزوجة من غير سعودي كان ذلك إشارة واضحة لتقدير الدولة واحترامها لحقها الذي بُخست منه لسنوات بسبب عجز الأنظمة عن إيجاد حلول منصفة لها، فكيف تعجز المديرية العامة للجوازات الآن عن استيعاب هذه النقطة المهمة حين عملت على تنفيذ قرار مجلس الوزراء الخاص بتنظيم زواج السعودية بغير سعودي، والذي صرح به العقيد مدير إدارة الشؤون الإعلامية والمتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للجوازات، وذلك على موافقة (منح أولاد المواطنة السعودية المقيمين في المملكة حق الإقامة على «كفالة» والدتهم، كما لها الحق في «استقدامهم» إذا كانوا خارج المملكة للإقامة معها بشرط عدم وجود ملاحظات أمنية عليهم، كما منح النظام زوج المواطنة العمل في القطاع الخاص، وهو على «كفالة» زوجته على أن يدوَّنَ في الإقامة: (زوج مواطنة سعودية)، بشرط أن يكون لديه جواز سفر معترَف به يُمكنه من العودة في أي وقت إلى بلده)! ومن جانب التركيبة الاجتماعية للأسرة؛ فإنَّ صياغة القرار في هذا التصريح كانت غير موفق أبداً، بل يحكي ما يكفي لضغط أو استفزاز مشاعر وكبرياء أي رجل شرقي، لما يحملة من نبرة لا تخلو من تهديد مبطَّن في عبارة مليئة (بالتمييز) تضع الأم في موقف محرج أمام أبنائها وزوجها، ولا أستغرب من خشونة هذا التصريح الذي خرج بطريقة معتادة في السلك العسكري،…

آراء

إيران ودروس الانقلاب على الثورة

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

انقلب النظام الإيراني على ثورة الشعوب عام 1979 وبُني على أساس الإقصاء عبر التصفيات الجسدية وسفك الدماء لبعض الرموز الثورية وزج بعضهم الآخر في غياهب السجون وإجبار ما تبقّى منهم على مغادرة الوطن بعد تعرّض حياتهم للخطر المؤكد، فأكد النظام الإيراني طابعه الشمولي والاستبدادي ليستولي على سدّة الحكم في البلاد بواسطة الرُّعب والإرهاب. ولكسب المشروعيّة، يحتفل النظام كل عام بذكرى انتصار ثورة الشعوب، وواقع الحال أن النظام الإيراني قد أكد بوضوح أنه من ألدّ أعداء الشعوب بطابعه الوحشي والإجرامي. وتحوّلت احتفالات الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب إلى نكبة في إيران، ومازال الشارع الإيراني يتحدّث عن «الأحد الأسود» وإهانة «نجاد» من قِبل «لاريجاني» رئيس البرلمان وطرده، حتى تلقى «نجاد» إهانة أكبر في مصر بعد أن انهالت عليه أحذية الرافضين لزيارته. وبعد ظهوره بمظهر البطل والمنتصر على رئيس اللجنة التنفيذية، توجّه «لاريجاني» إلى ساحة «الخميني» بصفته زعيم المنقلبين على الثورة في مدينة «قُم» ليُلقي كلمته في الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب، حتى فوجئ بالهتافات المعادية له من قِبل العشرات، فانهالت عليه أحذيتهم ليقطع خطبته بعد دقيقتين فقط ويفرّ من المكان، محطماً بذلك الرقم القياسي لأقصر خطبة لرؤساء البرلمان، ولتلقّي أكبر عدد من الأحذية. فهل بلغت الرسالة لكل من تساوره نفسه على ركب ثورات الشعوب والاستيلاء على تضحياتها وانتفاضاتها لتحقيق الحرية والكرامة؟ المصدر:…