آراء

آراء

حارة اليهود.. بين الحب والسياسة

الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥

مسلسل حارة اليهود، الذي يبث على عدد من القنوات التلفزيونية المصرية؛ يحظى منذ بداية عرضة في شهر رمضان على كثير من الجدل في مصر وإسرائيل، المسلسل، الذي تدور أحداثه في حارة اليهود وسط القاهرة في الخمسينات من القرن الماضي، ومن خلال متابعتي حلقاته الـ10 المذاعة حتى الآن؛ يصور تلك الحارة التي يعيش فيها اليهود المصريون في تلك المرحلة، وهذا لا يعني أن غالبية سكان تلك الحارة هم من اليهود، بل هم خليط من المسلمين والمسحيين واليهود. المسلسل تدور أحداثه في فترة تاريخية حساسة في منطقتنا، وهي حرب فلسطين وإنشاء «إسرائيل» وما تعرضت له الجيوش العربية من هزيمة على يد «إسرائيل». المسلسل يتعرض لأسباب الهزيمة، من خيانة بعض الأنظمة العربية، وقضايا السلاح الفاسد الذي كانت تستخدمه الجيوش العربية في تلك الحرب. قصة المسلسل تدور حول علاقة حب عاطفية بين فتاة يهودية (ليلى)، التي تجسد شخصيتها الفنانة منة شلبي، وشاب مسلم (علي) الذي يؤدي دوره الفنان إياد نصار، على رغم أنهما جيران ويعيشان في حارة اليهود المندمج سكانها اجتماعياً، إلا أن المصاعب واجهتهما؛ بسبب خلفياتهما الدينية، ما دفع (ليلى) إلى الزواج من ابن باشا مصري يهودي، عندما طالت غيبة حبيبها علي الضابط، الذي ذهب للدفاع عن فلسطين مع القوات المصرية والتعرض للأسر والتعذيب هناك، ومن ثم استطاع الهرب من سجنه بمساعدة أحد…

آراء

صف طويل من الانتحاريين..!

الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥

أعلنت الكويت، أن انتحاري مسجد الصوابر سعودي الجنسية، اسمه فهد القباع. وقالت الداخلية الكويتية إن الانتحاري وصل عبر المطار قبل ساعات من تنفيذ الهجوم. تكرار وجود سعوديين في قائمة الانتحاريين أمر ليس بجديد، فالتنظيمات الإرهابية تختار الجنسيات حسب كل عملية من أجل تحقيق أهدافها للضرب في أكثر من اتجاه. حيث لدى التنظيم الإرهابي الداعشي خليط من جنسيات عربية وغربية. من بينهم -طبعا- عدد من الانتحاريين السعوديين . والخبر السيئ هو ان ما نشهده للأسف ليس إلا بداية لفتنة كبرى، يقودها تنظيم متوحش يعمل بكل موارده القوية من أجل زلزلة الدول العربية والإسلامية تحديدا. وما يحدث وحدث ليس إلا مقدمات أولى. لكن ما يعنينى في هذا المقال، هم الانتحاريون السعوديون الذي يتزايد عددهم بشكل ملحوظ، وهو امر ظهرت بوادره مبكرا، مع تجييش دعاة التطرف للشباب للجهاد في سوريا والعراق، وقدرة تجار الدين والبشر على تنفيذ مخططاتهم . نشرت قبل نحو شهر، تقارير اعلامية تتحدث عن ان السعوديين، من «دواعش» سوريا أو العراق، أصبحوا طبقة مميزة تثير الحسد في دولة داعش، والشكاوى بشأنهم بدأت تظهر للعلن،ليس بسبب المميزات المادية أو المعنوية أو حصولهم على معاملة خاصة، لكن السبب الوحيد الذي يجعلهم فئة مميزة في دولة داعش، انهم تمكنوا من السيطرة على صف طويل من الراغبين في «الاستشهاد» بعمليات انتحارية، فطابور الانتحاريين مسيطر…

آراء

تغول «داعش»

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

المتأمل في مسيرة "داعش" وبقية فرق الضلال التي ابتلي بها العالم خلال هذا العصر مثل بوكو حرام والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين ومتطرفي الحشد الشعبي الشيعي وبقية أطياف التطرف الشيعي والسني سيكتشف أن المحصلة المشتركة لكل هذه الأطياف تتمثل في شيطنة الإسلام والمسلمين. لا يمكن لأي عاقل، أن يرى أي مصلحة في استهداف دور عبادة أو أهداف مدنية. لكن المتطرفون وصل بهم الأمر إلى السعي بدأب لإيجاد المسوغات لإراقة المزيد من الدم. كان المشهد يوم الجمعة الماضية بشعا للغاية: ضحايا في مسجد في الكويت، وضحايا آخرون في تونس وفرنسا. والمجرم في كل هذه البلدان أحد المنتمين إلى "داعش". لقد استن الحركيون في أيام الجمعة، خلال ما يسمى بالربيع العربي، حركات رفض وغضب، كانت تمثل مكونا من مكونات التظاهر. وقد أخذت "داعش" هذا المسار من خلال السعي إلى تكريس يوم الجمعة موعدا للإجرام والتوحش والبطش؛. إنه لأمر محزن للغاية أن يتحول عيد المسلمين الأسبوعي، إلى موعد لإراقة الدماء. إذ لم يعد المنتمون لهذه الفئات الضالة يحفلون بيوم جمعة ولا شهر رمضان. وكيف يحفلون بهذه المواسم؟ وهم أصلا لم يحفلوا بقيمة الإنسان، فراحوا يستهدفونه غيلة وقتلا، وهو راكع بين يدي الله. لقد جاء الدين ليحفز الإنسان على عبادة ربه وعمارة الأرض. ولكن الحركيون أسسوا فقها جديدا يتوسل بالدم من أجل الفوز بالجنة. غير…

آراء

وداعاً لـ«الحياة»!

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

«الحياة» صحيفة عريقة وكبيرة ورصينة، ولا تحتاج إلى شهادة مني. القرّاء يعرفون مواقفها وسياستها التحريرية، ومن يعمل بها ينهمك سريعاً في التحدي، ويطمح إلى تحقيق النجاح كما هي حال زملائه ومن سبقوه. ناشر «الحياة» الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز يستحق الشكر على وقفاته ودعمه وجهده لتطوير هذه الصحيفة، حتى أصبحت أيقونة في عالم الصحافة العربية، وفق ميثاق شرف واضح، وسياسة تحريرية رصينة، في قالب تحريري تتمازج وتتباين فيه أقلام من كل الألوان والأطياف الفكرية، لما فيه المصلحة السعودية أولاً، والعربية ثانياً. شكراً لرئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس الموقرين الذين كنت واحداً منهم على الدعم والمساندة طوال السنوات الماضية. لكل الزملاء محبة وتقدير كبيران في قلبي وأنا أغادر الصحيفة، بعد أن أمضيت فيها ١٤ عاماً مسؤولاً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، فرئيساً لتحرير طبعات «الحياة» في السعودية. لا شك في أن الحياة لا تخلو من الأشواك، إذ صاحب انطلاق مشروع الطبعات السعودية محاولات تشكيك متسرعة من البعض، ما حدا ببعضهم إلى الاتصال بي لاحقاً مبدياً تراجعه، ومباركاً النجاح الذي تحققه عند القرّاء، وفي السوق السعودية، وقدرتها على توسيع قاعدتها خلال فترة زمنية وجيزة. كانت الثقة سلاح الزملاء في صحيفة «الحياة»، كما أننا كنّا نحاول في كل عام رفع السقف الصحافي مهنياً، وإضافة المستجدات على تبويب الصحيفة، بما يتوافق مع المتغيرات وروح…

آراء

لابد من قانون لمكافحة الكراهية!

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

تنظيم «داعش» خطر عام، ليس على المنطقة، بل على العالم أجمع، ليس في ذلك مبالغة، فخلاياه، والمُغرّر بهم، والغافلون أو المُغفلون المُنخدعون به وبأفكاره، منتشرون في كل قارات العالم، لذلك فإن التعاون الدولي للقضاء على هذا التنظيم أمر ضروري، بل هو مطلب حيوي لمكافحة هذا التنظيم الخطير فكراً وفعلاً. جميع العالم أهدافٌ للتنظيم وأعضائه، وجميع الشعوب في كل مكان دون استثناء هدفٌ مباح لتفجيرات أو سكاكين «داعش»، ليس في ذلك افتراء عليهم، بل هذا ما أكده المدعو أبومحمد العدناني المتحدث باسم التنظيم، عندما دعا إلى تكثيف العمليات ضد «الشيعة والصليبيين والمرتدين»، هؤلاء هم أعداء «داعش»، الذين يستحقون القتل دون رحمة في فكر هذا التنظيم، وباختصار يعني ذلك أن جميع شعوب العالم ما عدا «الدواعش» يستحقون الموت! الشيعةُ مباحٌ دمهم، والصليبيون، أو بمعنى آخر أهل الغرب عموماً مباح دمهم، والمرتدون والمقصود بهم طبعاً جميع المسلمين، من كل المذاهب المخالفة لفكر «داعش»، حتى إن كان الاختلاف في صلاة التراويح جماعة، جميعهم يستحقون القتل، «داعش» فقط هم الفرقة الناجية، وهم الذين يجب أن يرثوا الأرض ومن عليها، وهم المخوّلون من قبل خالق السماوات والأرض ــ كما يعتقدون ــ بأن يُزهقوا أرواح كل البشر، وهو تعالى رب العزة الذي حرم قتل النفس البشرية بغير ذنب، واعتبر ذلك من أكبر الكبائر. لا أحد في الفكر…

آراء

فريد زكريا : أين اللوبي السعودي ؟!

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

ذات يوم، من عام 2007، وأثناء حملته الرئاسية لانتخابات 2008، تم التقاط صور لباراك أوباما، وهو يحمل أحد كتب الإعلامي، والكاتب الأمريكي الشهير، من أصل هندي، فريد زكريا، وتجمع الاثنين صداقة عميقة، بحكم أنّ اوباما مثقف، يحمل شهادة الدكتوراه في القانون، وفريد زكريا اسم لامع، أمريكياً وعالمياً، كمفكر ومثقف، وهو صاحب المقال الشهير: «لماذا يكرهوننا»، بعيد أحداث سبتمبر المشؤومة، ولا يمكن إنكار أن زكريا هو أحد المنظرين لإدارة أوباما، وبالتالي لا يمكن أن تؤخذ آراؤه على أنها حيادية تماماً، وموقفه من إيران، حالياً، يدخل في هذا الإطار، إذ إن إدارة أوباما في حالة «ود» متبادل مع حكومة طهران، ومن الصعب الجزم بأن زكريا هو صاحب فكرة التقارب، ولكن المؤكد أن موقفه من هذا التقارب هو ذات موقف إدارة أوباما!!. مقال فريد زكريا الأخير، والذي انتقد فيه المملكة، مقارنة بإيران، هو جزء من الحملة الإعلامية التي يقودها تيار المثقفين الليبراليين الأمريكي، وزكريا واحد من هؤلاء، وذلك في محاولة منهم لتليين الموقف الأمريكي الشعبي « الخشن « من إيران، والذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود، ومع أن زكريا سقط سقوطاً مريعاً، قبل فترة، بعد اكتشاف سرقته لمقتطفات ضمنها إحدى مقالاته، وهو الموقف الذي هز الثقة فيه بشكل كبير، وأدى لإيقافه مؤقتاً، إلا أنه يظل واحداً من أشهر الكتّاب الأمريكيين، وأكثرهم متابعة، سواء…

آراء

فرسان الحروب الجهادية الجديدة

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

سئل الشاب التونسي الصغير العائد من جحيم «داعش»؛ لماذا خاطر بنفسه في هذه الحرب المجنونة، فأجاب بكل براءة أنه كان يبحث عن عمل بعدما سدت أمامه آفاق الوظيفة، فأراد الخروج من تفاهة العيش الفارغ ورتابة اليوم الضائع. لا يعرف الشاب العائد شيئاً عن الوضع العراقي ولا تهمه عدالة القضية، بل لا تحركه الدوافع الدينية، وإنما أراد إثبات رجولته وفاعليته ومنح معنى لحياته الفارغة. لا يخفى أن الحرب حاضرة بقوة في المخيال الرمزي العربي، فهي لوحة إسقاط كل معاني الفحولة والشجاعة وقيم المروءة والنجدة والتضحية. في المخيال العربي العام يحضر رمزان قويان: عنترة شاعر القبيلة الذي يقتحم الموت باسماً للدفاع عن شرف العشيرة، وخالد سيف الله المسلول على أعدائه الذي يستميت في الدفاع عن العقيدة والأمة. وفي العصر الحاضر دخلت إلى المخيال حروب التحرير الوطنية وعلى الأخص حرب الجزائر بشهدائها الذين تجاوزوا المليون، ثم الحروب الفلسطينية التي ألهبت خيال آلاف الشباب العربي الذين تطوعوا للقتال في مخيمات المقاومة في لبنان. أنماط جديدة من الحروب بدأت بما عرف بالجهاد الأفغاني في الثمانينيات، قامت على مفهوم «الحرب الدينية المقدسة» لمواجهة «الغزو الشيوعي الإلحادي»، وانتهت في سياق الحروب الأميركية في أفغانستان والعراق إلى تكريس عولمة «الجهاد وتحويره إلى العمل الإرهابي الانتحاري الذي شكل» تنظيم «القاعدة» محطة كبرى في مساره المتصل. ما يتعين التنبيه إليه…

آراء

لا سني ولا شيعي أنا مسلم خليجي

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

لطالما ظللت على الدوام في مشاركاتي في مختلف المؤتمرات، سواء عن طريق تقديم أوراق بحثية أو مداخلات أعيد وأكرر وسأظل كذلك، أننا بمجرد أن نطلق عبارات مثل «سني»، «شيعي» وخلافه، فإننا نقدم هدية مجانية للمتربص والعدو الخارجي، وندعوه بعد أن أحدثنا بأنفسنا شرخا في مجتمعنا ليعيث في الأرض فسادًا موظفًا المذهبية والطائفية وفق رغباته وأهوائه. إنني لا أقصد مما تقدم أنني ناكر لوجود التباين العرقي والديني والمذهبي في المجتمعات، فهذه سنة الله في خلقه، ولكن مثل هذا الفرز لا شك يدفع بالعامل الخارجي من أن يتحول في ظل التأجيج الطائفي، الذي ابتليت به منطقتنا منذ فترة ليست ببسيطة، من عنصر خامل إلى نشط. ولما كانت هذه المقالة معنية بتناول الحالة الخليجية دون غيرها، فإننا نسير مع القارئ بعيدًا عن ذلك الفرز البغيض ونستعيض بمصطلح «مسلم خليجي»، مسلم أي بعيدًا عن مذاهب وطوائف فمن قال: «لا اله إلا الله دخل الجنة»، وكفى، وندع الخلق للخالق، ونقف بالمرصاد لمن يوظف المذهبية سواء لتجريح غيره أو الإضرار بوطنه. وخليجي أي أن انتماءه وحبه لوطنه يحتم في نهاية المطاف أن يأتي الوطن والذود عنه على ما سواه. وليبتعد المتصيدون في الماء العكر ويتوقفوا عن تحوير ما تقدم، واعتبار ما قلناه على أنه تغليب الوطن على الدين، فلا مزايدة على الدين، وأن هذا الأخير يؤكد…

آراء

حلول في الطاقة والتغير المناخي

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

حسب إحصاءات الوكالة الدولية للطاقة، ازداد الطلب على الطاقة بأكثر من الضعف بين عامي 1973 و2012، حيث ارتفع حجم إمدادات الطاقة الأولية لجميع أنواع الطاقة من نحو 6100 مليون طن من المكافئ النفطي عام 1973، إلى أكثر من 13000 مليون طن في عام 2012. كما زادت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق هذا الوقود خلال الفترة عينها إلى الضعف لتزيد على 31000 مليون طن. هذه الوتيرة العالية التي يتم بها استهلاك الطاقة، وبالتالي حجم الانبعاثات الناتجة عنه، تأخذنا في طريق غير مستدام من آثاره ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بأكثر من درجتين مئويتين، ما يؤدي، بحسب اعتقاد معظم علماء المناخ، إلى تغير جامح في المناخ لا يمكن السيطرة عليه أو تعديله بمجرد تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاطات البشرية. وفقاً للسيناريو المركزي للوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع نمو الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 37% بحلول عام 2040. هذه التوقعات ليست بعيدة عن إمارة أبوظبي التي وبسبب النمو السكاني والاقتصادي وبالتالي الطلب المتزايد على الطاقة، تتوقع أن يتضاعف استهلاك الكهرباء فيها ثلاث مرات بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2012. ويكمن التحدي بالنسبة لنا جميعاً في تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة مع تفادي الآثار السلبية لهذا الارتفاع مثل تغيرات جامحة في المناخ لا يمكن السيطرة عليها. بعبارة أخرى،…

آراء

أهلاً بكم في جهنم !

الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥

ـ اليوم الذي لا يكفرونك فيه يفجرونك، واليوم الذي لا يفجرونك فيه يكفرونك، وأنت وحظك ونصيبك: إما كافر وإما أشلاء، وإما في منزلة بين المنزلتين تنتظر فتى مباركاً يحشرك في كابوس ما بحسب اجتهاده وما يراه صالحاً لجنابك الكريم، ويالها من حياة فاتنة وعاقلة وملتزمة جداً بأهداب الدين يحسدنا عليها العالم، ويهفو إليها أولاد الفرنجة!! ـ نعيش في أيام الجنون والتطرف والعدمية المطلقة؛ إما تفجير وإما تكفير، ولم نعاقب إلى اللحظة محرضاً واحداً أو نستأذنه في الصمت أو الانصراف أو حتى في خفض معدلات التحريش بين أغبياء السنة والشيعة وعامتهم المستضعفين في كل بلد، الذين ينحازون إلى المجهول شيئاً فشيئاً.. ـ نسير إلى حتفنا الجماعي فوق طرق دموية حادة ومدمرة للحياة والتعايش وآمال المستقبل؛ لا مكان فيها للوسط وأنصاف الحلول.. يا أبيض يا أسود؛ إذ لا يوجد بيننا عُصاة ولا أهل هوى ولا مذنبون أو مقصرون بل مفاصلة كارثية: إما كفار وإما مسلمون، ويا عيني على الملائكية والمدن الفاضلة. ـ يلعنون الفتنة النائمة ويتحرشون بها كل يوم جمعة؛ يلعقون أقدامها على كل منبر كي تهبهم من قيحها وصديدها وفجورها ما تيسر؛ ثم يقولون بمنتهى الغباء لا تجروا شعوبكم إلى حروب أهلية لا تبقي ولا تذر.. ما أحلاكم!! ـ العمائم الملعونة تضاجع الحريم في القصور والمخابئ؛ ثم تحشر الحمقى إلى حتفهم…

آراء

لا حزين في حينا

الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥

تعرض أفي غاندي إلى أزمة مادية عنيفة، عصفت بحياته تماما، وتجسدت هذه الأزمة في تكاليف العلاج الباهظة التي تكبدها في أثناء مواجهة زوجته مرض السرطان. اضطر إلى إنفاق كل ادخاره ليرعى زوجته صحيا، لم يكن يملك تأمينا طبيا يغطي مصاريف العلاج الهائلة، اضطر إلى بيع بعض أثاث منزله ليدفع بعض الأقساط، وتأثر مصدر رزقه الذي يتمثل في دكان صغير من ظروفه المعقدة. فتراجع دخله كثيرا إثر عدم وجوده في المحل بصفة دائمة، وعدم قدرته على تأمين بضاعة جديدة. شعر بعض جيرانه في الحي بظروفه المادية الصعبة وتقهقره على كل الأصعدة. التأم عدد من سكان الحي لنجدته. بحثوا فيما بينهم عن آلية لدعم غاندي وزوجته. بعد بحث طويل توصلوا إلى قناعة واحدة، تتجسد هذه القناعة في دعم غاندي وانتشاله من هذه الحالة المزرية التي تكاد تقتلع كل ما تبقى في صدره من آمال. رأى جيرانه أن الدعم لا يكون مباشرا وماديا حتى لا يتأثر نفسيا وتخدش كرامته، فاتفقوا على أن يهبوا إلى مساعدته عبر شراء جل بضاعة محله. فعلوا ذلك فانغمس غاندي في نوبة بكاء طويلة. شفيت زوجته بفضل الله، وشفي من حزنه إثر توفيقه ــ سبحانه ــ ثم دعم الجيران الذين حوَّل تكاتفهم أزمته إلى ذكرى. بعد هذه التجربة النبيلة قرر جيرانه أن يؤسسوا مبادرة بعنوان: "لا حزين في حَيِّنا".…

آراء

القنوات الدينية مجدداً

الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥

ورثت حركات الإسلام السياسي صنعة الإعلام من اليسار العربي، والأخير لم يكن يعرف من الإعلام إلا الدعاية. خطابه يستند إلى الإقصاء والشعارات والعنف اللفظي. ومن يتأمل تاريخ ما يسمى الإعلام الإسلامي سيجد أنه يقوم على تحسين صورة مذهب أو حزب، وإلغاء الآخر، وتشويه صورته، وإخراجه من الملّة. والمفارقة هنا أن القائمين على الإعلام في الأحزاب والتيارات الإسلامية، أدخلوا بعض التحسينات على أساليبه مع بدء دخولهم عالم الفضاء أواخر التسعينات من القرن العشرين، وأوجدوا مزاوجة، غير موفّقة، بين أساليب اليسار، ومناهج الكنيسة المسيحية. ومن يتأمل القنوات الإسلامية اليوم سيجد أنها تجمع بين أساليب التبشير، والنضال في آن. ففي الوقت الذي تأتي فيه بداعية يحرّض على القتل، تأتي بآخر يقدّم الدعوة من خلال الحديث عن الحب، والرأفة بالقطط، مع أن بعض القنوات المسيحية أصبح يكره الحب ويقتل القطط. خلال السنين العشر الماضية تزايد عدد القنوات الدينية في شكل لافت، وكان لها دور بارز في الصراع الطائفي والمذهبي الذي تعيشه المنطقة اليوم. ولعله ليس من باب المبالغة القول إن القنوات الدينية الشيعية والسنّية، على حد سواء، هي المسؤولة عمّا وصلنا إليه من كراهية متبادلة، بلغت حد قتل مسيحيين عرب وتهجيرهم، وتفجير مساجد، وقتل أبرياء. وعلى رغم أن الشركات الكبرى في العالم لا تطرح إعلاناتها في القنوات الدينية، أياً يكن الدين، بسبب رفضها تقسيم…