آراء

آراء

قواعد اللعبة لم تتغير يا سلمان العودة

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

يوم الأحد الماضي، كان سلمان العودة ضيفاً على برنامج «في الصميم» الذي يقدّمه المحاور المتميز عبدالله المديفر، الذي سأل الضيف: ما رأيك بحركات العنف في شكل عام وحركة «داعش» على نحو خاص؟ فأجاب العودة: «أنا عندي كتاب اسمه «أسئلة العنف»، واستطرد في الحديث عن الكتاب، من دون أن يعطي رأيه في تنظيم «داعش»، فطرح عليه المديفر سؤالاً آخر: مقاومة حركات العنف، في شكل عام، من أين تبدأ؟ فأجاب العودة: «لا بد أن تكون هناك منظومة متكاملة لمعالجة الانفجارات التي تحدث، هذا ضروري، لكنه لا ينهي المشكلة». وزاد: «حينما تكون عندك حالة إطفاء ويكون الغاز يضخ في هذا المكان، معناه أنت تطفئ والنار تتقد أكثر وأكثر». وأضاف: «أنت أمام قضية وظاهرة لا تعالج بمجرد الكلام ولا تعالج فقط بالمواجهة العسكرية والأمنية، إنما لا بد أن تكون هناك منظومة متكاملة من الحلول». هل كان سلمان العودة يرد على السؤال، أم يبرر الإرهاب هنا؟ ثم سأله المحاور عن سر جاذبية «داعش»، فتحدث عن قدرات التنظيم الإعلامية، والخطاب الديني المؤثر، والوعد بالنصر والتمكين وزوال حال الاستضعاف، وأشار إلى ضرورة وجود مشروع عربي يحقِّق أحلام الناس الجميلة. فقال له المديفر: «يعني ولو لم يكن هناك مشروع يجد الناس أنفسهم فيه سيتجهون إلى مثل هذا «العنف»؟ فأجاب العودة: «الإنسان داخله طاقة تتحرك، لا يمكن أن تقول…

آراء

القوة الخليجية الناعمة إلى أين؟!

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

يتسم القرن الحالي بالتركيز على إثبات الوجود والتسويق له بمختلف الوسائل، خاصة في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة التي يشهدها العالم. كل برنامج تلفزيوني، أو مهرجان ثقافي، أو مؤتمر علمي، يبحث عن داعمين وممولين، وفي المقابل يتم إبراز الجهات الداعمة والراعية لهذا النشاط أو ذاك نظير ما تقدمه من دعم. تمتلك دول الخليج العربي المقومات السياسية والاقتصادية كافة لإيصال صوتها وموقفها بقوة إلى دول العالم إلا أن ذلك لم يتحقق بالصورة المأمولة التي تليق بمكانة هذه الدول، وبالتالي تحتاج -من وجهة نظري- إلى رسم استراتيجيات جديدة في هذا الصدد، واستثمار الثورة الإعلامية والتقنية على أكمل وجه. أين نحن، على سبيل المثال، من الإعلام الغربي من صحافة وتلفزيون؟ كم مسؤولا وسياسيا خليجيا يقدم مداخلة في برامج تلك القنوات أو يكتب مقالا يبرز من خلاله الموقف الخليجي تجاه القضايا الساخنة؟ الأمر الذي ينعكس على توجه الرأي الغربي والصورة النمطية لدولنا. من جانب آخر، نحتاج إلى قنوات تلفزيونية إخبارية وحوارية رزينة واحترافية، ناطقة بلغات مختلفة كالإنجليزية والإسبانية والتركية والفارسية، لنقل مواقفنا إلى ذلك "الآخر"، بل حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتويتر على وجه الخصوص، هناك عدد ضئيل جدا من المثقفين والنخب الفكرية الخليجية يغرد باللغات الأجنبية حول قضايانا. نحن في الوقت الراهن نتحدث إلى أنفسنا عبر القنوات الكثيرة والمتنوعة التي تبث باللغة العربية.…

آراء

في الإسكان العجلة من الشيطان

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

عندما تحفظت على «مبادرات» صندوق التنمية العقاري ووزارة الإسكان بعد إطلاق المبادرة الأخيرة «القرض المعجل» لم أكن متسرعا ولا متشائما في نصيحتي للإخوة المواطنين الذين يعولون على هذه المبادرات، ومنها المبادرة الأخيرة أن يفكروا خارج الصندوق ليتمكنوا من السكن خارج الصندوق. حينذاك صرحت إدارة الصندوق عن عقد اجتماع مع البنوك لتحديد آلية تنفيذ القرض المعجل (الخميس الماضي) للبدء في تنفيذه بعد الاتفاق على الآلية المناسبة، ولكن ربما لأن اسم القرض مشتق من العجلة، والعجلة من الشيطان فقد انتبه الصندوق لهذا الخطأ وقرر تلافيه بالعودة إلى التمهل والتأني، وليثبت بذلك توقعاتنا بأن المبادرة الجديدة ستنضم إلى المبادرات السابقة في ملف التعثر والتأجيل.   في هذه الصحيفة صرح يوم أمس أمين عام لجنة التوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ أن مبادرة القرض المعجل ستؤجل لعدم توصل البنوك والصندوق إلى اتفاق على آليات واضحة أو اتفاق نهائي أو حتى مبدئي في ما يتعلق بإجراءات وخطوات العمل بهذا القرض، وأن ذلك لن يتم قريبا، وفي حالة التوصل إلى اتفاق فإن القرار الأول والأخير للبنك وحده، وبالتالي تكون هذه المبادرة هي الأسرع من بقية أخواتها لإعلان تعثرها أو إثباتها بأنها مجرد فانتازيا وصرف كلام على الناس.   ويوم أمس أيضا نشرت صحيفة الحياة خبرا يفيد أن وزارة الإسكان أجلت عملية الفرز وتحديد الاستحقاق للمتقدمين ضمن…

أخبار نهيان.. قامة حضارية نفاخر بها – بقلم: د. يوسف الحسن

نهيان.. قامة حضارية نفاخر بها – بقلم: د. يوسف الحسن

الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥

}} روح مدينة أبوظبي، تختصرها أحياناً حكاية تلخصها، أو شخصيات مبثوثة محبتها في فضاء المدينة، وقد تتسلل الحكاية إلى المخيال الجمعي، كحكاية فعل الخير العام، أو حكاية العمل الإنساني أو حكايات أخرى، قد تجسدها غابة نخيل وروائح عشب، أو حالة طمأنينة وأمان، أو ظاهرة عيش مشترك إنساني، متعدد الهويات. }} وحينما يحضر اسم الشيخ نهيان بن مبارك، يحضر شيء من هذه الروح، وترد في أذهان الناس سيرة طيبة تجترح المآثر، ووجه مشرق، وصدر رحب، وحسن المعشر، وصاحب ذهنية حرة، وكيمياء حضارية وحوارية، مع ثقافات متعددة. }} يعرفون اسمه في عالمنا العربي، وفي خارجه، كمسؤول ومثقف، وكصاحب مشروع ثقافي وإنساني وتربوي تنويري، كثير الاشتغال بقضايا المجتمع، وبالتراحم والتلاحم المجتمعي، ويعيش هذه القضايا بعقله وقلبه، ويعمل لها بدأب. }} يعرفه أبناء وبنات الإمارات أنموذجاً للبر بالوالدين، ويعود المرضى وكبار السن، ويتابع أحوالهم، ويدعم الأعمال الخيرية، ويلبي احتياجات مؤسسات أهلية، وجامعات، ومراكز ثقافية وتعليمية. ويرعى العديد من الأنشطة العلمية والاجتماعية والفنية والمؤتمرات، ولا يرد دعوة لفرح أو احتفال صغير أو كبير. }} وأسأله: كيف يجد الوقت، لأداء كل هذه الالتزامات والأنشطة الرسمية والأهلية والاجتماعية؟ يبتسم، وتشع عيناه ذكاء وحمداً لله، وأسارع في الإجابة، نيابة عنه: إنه «تنظيم الوقت».. أليس كذلك؟ }} منذ أيام، سألته: كم عدد ساعات الطيران شهرياً، التي تقضيها في التنقل…

آراء

العلاقات العامة: أسلوب إدارة أم أداة؟

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

عندما تتصل بمركز اتصال أو خدمة لمصرف أو شركة كبرى ممن يستخدمون مركز اتصال للزبائن، يتحدث إليك موظفون مدربون على التعاطي مع الزبائن بلطف، ولربما يتم تحويلك لموظف تلو الآخر، لمجرد أن تبلغ عن مشكلة. في الغالب، فإن هؤلاء الموظفين لا يملكون تقديم حل إلا في حدود بسيطة، لهذا، فهم في أحسن الأحوال يسجلون الشكوى ويعدون بمراجعتك بعد أيام، أو يعطونك رقماً للمتابعة. يستهلون كلامهم بتوجيه الشكر لك على الاتصال، ويختمون المحادثة بالشكر من جديد على اتصالك، ويتمنون لك نهاراً سعيداً، بكلمات تتكرر دوماً على لسانهم (شكراً على اتصالك، نهارك سعيد). لكن ثمة شيء ناقص دوماً هو: «حل المشكلة». بعد عقود من التجربة، لم يبق في ذهني سوى تساؤل وحيد: هل العلاقات العامة أسلوب عمل وإدارة، أم أداة لترويج منجز حقيقي؟ فهذا اللطف الزائد الذي يبديه موظفو مراكز الاتصال، لا ينتهي بحل لمشكلة، وهو يعيدنا دوماً للنتيجة نفسها: «الكثير من الكلام اللطيف والقليل من الرضا أو عدمه غالباً». وفي كثير من الأحيان، يبدو الأمر مضيعة للوقت، فغالب مراكز الاتصال تجبرك على سماع دعايات وإعلانات لمدد تتراوح ما بين دقيقة إلى اثنتين، وتحولك من رقم إلى آخر، لمجرد التحدث مع شخص، وقد يحولك هذا على موظف آخر، أو يعطيك رقماً للمتابعة، أو يستمهلك للتحويل على شخص مختص. أما المختص فيعد في…

آراء

الإرهاب: نحن لا نكتب عن المريخ بل عن المدرسة

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

في ثنايا دراسة استطلاعية يورد الباحث الدكتور عبدالمجيد الغامدي أن ما يقرب من 60% من صغار السن لدينا يحملون البذرة الفكرية الدافعة للانزلاق في غياهب الإرهاب (صحيفة الجزيرة 29/5/2015 الصفحة الخامسة). الباحث نفسه عمل حتى تقاعده النهائي مدرسا ومديرا لعدة مدارس ثانوية. وبالطبع أرجو أن نلاحظ دقة اللغة في الاستنتاج، فالباحث يتحدث عن (القابلية) لا عن الانخراط أو التبني العملي والفعلي للأفكار الإرهابية. وكل خوفي أن ينتهي مصير مثل هذه الدراسة إلى مجرد خبر شارد وقصير في زاوية معتمة بوسط صحيفة. وقبل عدة سنوات خلت، كتبت هنا، رسالة مدير مدرسة لا تختلف في شيء عن الاستنتاج الذي ذهب إليه الدكتور الغامدي سوى في التوقيت وفي هول النسبة المتزايدة في القبول بهذه الأفكار الخطيرة. يومها اكتشف مدير المدرسة بالاستقصاء أن ربع الطلاب في مدرسته الثانوية يتأخرون يوميا في الحضور إلى الطابور المدرسي لأنهم يرون إما حرمة أو كراهية ترديد النشيد الوطني. اليوم، لا أتذكر بالضبط كم هي نسبة طلاب مدرسته الذين كانوا يرون في أسامة بن لادن بطلا ورمزا في ذلك الزمن. لكنني ومرة أخرى، لا زلت واثقا أن في جل مدارسنا الثانوية بالتحديد مجاميع طلابية تدخل بوابات المدارس إلى غرف "تثقيف" مقفلة قبل الطابور بنصف ساعة ولا تخرج منها إلا بعد انتهائه ثم تعود لاجتماعات ورحلات خلوية في المساء، وخارج…

آراء

مجدداً: «حارة الكون تتسع لصديقين بدلاً من صديق واحد»!

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥

حظيت زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، الأسبوع الماضي، باهتمام إعلامي كبير وبتساؤلات سياسية أكبر. لم يكن الملفت للانتباه في تلك الزيارة عنصر واحد فقط كما قد يحدث مع بعض الزيارات السياسية المثيرة للجدل، لكنها عناصر عديدة اجتمعت في ذلك الحدث، وقلّما اجتمعت: أولاً: الوجهة/ روسيا التي لم تعتد الأقدام السعودية على طرق خطواتها هناك كما تفعل في وجهات أخرى مألوفة، منذ قطع العلاقات مع الاتحاد السوفياتي في العام ١٩٣٨ على رغم عودة العلاقات في العام ١٩٩٠ ثم المحاولة التقاربية التي كانت من الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان زيارته إلى موسكو في العام ٢٠٠٣. لكن روسيا ظلّت الوجهة السياسية الأبعد، على رغم قربها الجغرافي. ثانياً: التوقيت / حيث تعصف بالمنطقة أحداث مربكة وحساسة، قد يرى البعض أنها لا تحتمل المجازفة بخطوات غير مسبوقة أو بتحالفات غير معهودة. ثالثاً: الأجندة / حيث لم تكن تلك الزيارة المفاجئة في وجهتها وفي توقيتها زيارة مجاملة باردة، بل احتوت أجندتها على اتفاقيات وشراكات ساخنة ودقيقة. إذا كان قانون السياسة البراغماتي هو أنه ليس ثمة صديق دائم ولا عدو دائم، فإن الزيارة السعودية إلى روسيا هي زيارة سياسية بامتياز، إذ ذهبت باتجاه نفي الظن بأن روسيا عدو دائم، وكذلك خلخلة الاعتقاد بأن أميركا صديق دائم. بشكل أدق فإن…

آراء

الإسلام ينادي.. إن لم نلب.. فمن يلبي؟!

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

في يوم مشرق بالأمل -أوائل القرن العشرين- انشق الأفق عن شمس الجزيرة العربية تعلن ميلاد الدولة السعودية الثالثة. وكان معظم الوطن العربي -آنذاك- يرزح تحت نير الاستعمار، الذي رسّخ لمبدأ فصل الدين عن الدولة وأنظمتها وكافة فعالياتها، وقصره على كونه مجرد علاقة بين الإنسان وربه!! لكن هذه الدولة السعودية الوليدة أبت إلا أن تسبح ضد هذا التيار، وراهنت على أن مبدأ الإسلام هو الصالح المصلح لكل زمان ومكان، فاتخذت القرآن والسنة دستوراً ومنهج حياة. وبهذا الخيار نجحت الدولة نجاحا منقطع النظير، فبعد أن كانت قبائل وشعوباً تتقاتل على الماء والكلأ، أصبحت -في زمن قياسي- دولة موحدة كاملة الأهلية، بحكومة ووزارات ومؤسسات وميزانيات، وخطط تنموية توظف ما وهبها الله من خيرات -خاصة بعد تدفق النفط من أرضها- في البناء والتأسيس لمستقبل واعد. كانت مجهولة مقصية -عالمياً- فأصبحت من أهم دول الشرق الأوسط.. بل والعالم! كانت فقيرة، فأصبحت -عضواً في نادي العشرين- تشارك في قيادة اقتصاد العالم! كانت الأمية فيها طاغية، فأصبح أبناؤها وبناتها يحصدون الجوائز العالمية في العلوم والرياضيات! كانت تفتقر إلى الجامعات، فأصبحت في كل المناطق ومعظم المحافظات! كان جيشها أفراداً بلا تدريب ولا تسليح يذكر، فأصبحت من أهم دول المنطقة عسكرياً، بجيش وطيران حربي ضارب، برهن قدرته في أكثر من مناسبة! أما في الحقل الدبلوماسي، فقد صارت المملكة مرجعية…

آراء

المرأة الإماراتية وكسر «السقف الزجاجي»

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

في وقت لا تزال فيه المرأة في كثير من دول العالم والمنطقة تعاني من التمييز سواء في التعليم أو الحصول على العمل أو المشاركة في صنع القرار، فإن المرأة في الإمارات تعيش عصرها الذهبي أو تكاد. وقد اختارت الأمم المتحدة أن يكون أحد أهم أهدافها في الألفية الحالية هو خلق التكافؤ بين الجنسين من أجل المشاركة في التنمية وبناء المجتمع وإنهاء أشكال التمييز ضد المرأة، فالاختلاف البيولوجي لم يعد مبرراً مقبولاً للتمييز ضد المرأة، خصوصاً بعد أن أثبتت نجاحات كبيرة في جميع المجالات بلا استثناء. في الإمارات نجحنا في أن نكسر «السقف الزجاجي» على الرغم من محاولات البعض وضع سقف لطموح المرأة وحدود لأحلامها، إلا أن المرأة الإماراتية نجحت في أن تقفز إلى المستقبل من خلال دعم الرجل لها والدعم الرسمي، وقبل ذلك بفضل حماسها ومهارتها الفائقة التي أثبتتها على مر السنين لتؤكد أنها كانت الشريك الطبيعي للرجل في مواجهة تحديات الماضي، وهي اليوم معه في جهود البناء والتنمية والتخطيط للمستقبل. في حكومة دولة الإمارات اليوم أربع وزيرات، وفي برلمانها سبع عضوات يشاركن بشكل فعال في المجلس الوطني الاتحادي، وتتوزع في قارات العالم سبع سفيرات وقناصل من بنات الإمارات يؤدين أدوارهن بكل ثقة واقتدار.. بل أصبحت المرأة الإماراتية تشغل 30% من الوظائف القيادية العليا في الدولة.. وهذا الوضع المتميز للمرأة…

آراء

التركيب المعقد للإرهاب.. المناصحة لا تكفي!ّ

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

انتكاس المتورطين في قضايا الإرهاب بعد برامج المناصحة، وتصدرهم قوائم المطلوبين أمنيا يثير العديد من الأسئلة التي تحث على التعمق في التركيبة المعقدة للتشكل الإرهابي والنظر إلى برنامج المناصحة ومخرجاته كنتيجة نهائية لاختبار صحة فرضيات سابقة يمكن على أساسها من جديد العمل على بناء فرضيات جديدة لمكافحة الإرهاب وتوسيع رقعة أفق السعي في سبيل اجتثاث هذا المرض الذي يلوث ديننا وقيمنا ومجتمعنا. أثبتت الأفكار الظلامية المعتقد الرئيس للإرهابي أنها ليست إلا أحد مكونات التركيبة الإرهابية المعقدة. لو كانت الأفكار وحدها من تعمل على اعتناق الإرهاب لكانت برامج المناصحة كضد فكري يقابل فيه الفكر بالفكر لقضي على الإرهاب. لكن يبدو أن المناصحة الفكرية تقابل مكونا واحدا فقط للتركيبة الإرهابية وهو التكوين الفكري. ماذا عن التكوين النفسي؟ يفترض أن نبحث بالبروفايل النفسي للمتشكل في طور الإرهاب، وأن نتتبع عوامل نموه النفسي منذ مراحله المدرسية المبكرة وظروفه البيئية وما إذا كانت هناك علامات اضطراب نفسي وأمراض نفسية محددة تشترك فيها عينة الإرهابيين. يجب علينا الاعتراف بقصور خدمات الرعاية النفسية على مستوى الشح في المستشفيات النفسية وانعدام الرعاية النفسية تقريبا في منهجية المدارس، كما أن ما يعرف بـ»المشرف المدرسي» على الأرجح في أغلبية المدارس يعمل مفتشا ومدققا أكثر من كونه ممتهنا للإرشاد النفسي. قد يكون الاضطراب والمرض النفسي أحد مكونات التركيب الإرهابي أيضا كمدخل…

آراء

«جنيف اليمن».. عقدتنا النفسية كعرب مؤتمرات مجلس الأمن!

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

نحن العرب كل المؤتمرات الدولية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الخاصة بقضايانا أصبحت عقدتنا النفسية، وتكونت هذه العقدة النفسية بسبب أننا لم نحصل منها على حق، ولكن حصلنا منها على باطل في كل قضايانا! منذ المؤتمرات الخاصة بقضية فلسطين التي اغتصبها اليهود والتي لم نخرج منها بشيء! مرورًا بالمؤتمرات الخاصة بالعراق الذي قسموه وقدموه على طبق من ذهب إلى أطراف دولية وخصوصا إيران التي كان لها نصيب الأسد! وإلى المؤتمرات الخاصة بسوريا التي يحاولون فيها الإبقاء في الحكم على شخص واحد وهو الأسد! واستبعاد الشعب السوري وثورته! والآن يحاولون في اليمن! قالوا لنا ذاهبون لجنيف للتشاور لا للتفاوض لأن كل شيء متفق عليه، ولكن العاقل يعرف أن أي مؤتمر خاص بالعرب في جنيف سوف يفشل، وأن جنيف مقبرة قضايانا العربية العادلة. لا تنتظروا بعد مؤتمر جنيف الأخير والخاص باليمن شيئًا، فجنيف دائمًا يريدونها مصيدة لنا كعرب، ومؤتمرات جنيف الهدف منها سحب البساط من تحت أرجلنا ووضع قضايانا في الأرشيف! وإلا كيف نفسر أن الجميع ذاهب على أساس قرار مجلس الأمن 2216 وإذا بالحوثيين وأتباع المخلوع صالح لا يعترفون بالشرعية، علاوة على أن وفدهم لمؤتمر جنيف تكون من أكثر من 14 فردًا وهم منقسمون إلى فريقين. كيف نحاور فريقين لكل واحد منهما وجهة نظره الخاصة به؟ لا…

آراء

” في الحرب، لا تُحوِّلونا إلى أرقام”

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

سمعت في أخبار الصباح عن مقتل شاب فلسطيني. فكرت: أين كان متوجها؟ لأي برنامج كان يخطط؟ فكرتُ بوالديه: كيف سيقضيان أول أيام رمضان؟ بشكل يومي، صرنا نسمع عن القتلى بالعشرات في دول كليبيا وفلسطين والعراق وسوريا واليمن. صار الموت مجرد رقم بالنسبة إلينا. كيف تتحول الأحلام والمشاريع إلى أرقام باردة نحصيها ونستمر في اقتراف الحياة؟ ذلك الشاب السوري الذي قتل منذ أشهر... كانت له حبيبة في حلب. سيشتريان بيتا بحديقة. سينجبان ثلاثة أطفال... ذلك اليمني الأسمر. كانت له طفلة يحبها. مشاكسة. مراوغة. يحلم بأن يراها تكبر أمام عينيه. تدرس. تتخرج. تشتغل. تنجح. قتل ولم يعرف شيئا عن مصير الطفلة الصغيرة. وتلك الشابة الفلسطينية التي قتل زوجها في قصف بينما كانت في زيارة لقريبتها. ماذا ستقول للطفل الذي في أحشائها حين سيسألها عن أبيه؟ كيف ستشرح له أن أباه ولد في الحرب ومات في الحرب، وأن هذا سيكون ربما قدرَه أيضا؟ ذلك الرجل الليبي الذي عاد إلى بيته ليجده حطاما، وتحته دُفنت زوجته وأمه وأطفاله وما تبقى من عقله وقلبه. تلك الطفلة العراقية التي قتلت وهي في طريقها إلى بيت جدها... توقفت عن الدراسة لأن الحياة اليومية ارتبكت في العراق. كانت تحلم بأن تصير مؤلفة مشهورة تسافر عبر العالم لتتحدث عن الحب وعن الوطن... تلك المرأة السورية التي قابلتها بالأمس تتسول…