آراء

آراء

خالد الفيصل في دبي

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام) ، فقد أشاد الأمير خالد الفيصل، أثناء زيارته للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل أمس، ، بما رآه في دبي من تطور و نهضة "منوهاً بما وصلت إليه مدينة دبي من مستويات عالمية في مجال بناء البنى التحتية و التكنلوجيا و الإعلام و الثقافة"، مؤكداً أن "الإرادة القوية مع الإدارة الحكيمة و الجيدة تثمران إنجازات عظيمة كما في دبي". هذه شهادة مهمة ليس فقط لدبي و لكن لمن يبحث عن "سر" تفوق دبي و تألقها. فحينما تجتمع "الإرادة القوية" مع "الإدارة الحكيمة" تُصنع أكبر الإنجازات. و هذا ما تحقق فعلاً في دبي. و لعل الأمير خالد الفيصل قد سئم من أولئك اللذين يرددون تلك المقولة الباهتة: "بناء الإنسان قبل بناء الأبراج". الكارثة أن نهمل الإنسان و لا نبني الأبراج! و لك أن تسأل:. من بنى الأبراج في دبي؟ أليس هو الإنسان نفسه؟ بل إسأل: من خطط للأبراج و الشوارع و الحدائق و الأسواق و خط القطار؟ أليست كل هذه المشاريع العملاقة مرتبطة بمنظومة متكاملة و شديدة التعقيد، يكمل بعضها بعضاً، من الإدارة و الرقابة و التشغيل و المحاسبة و المتابعة؟ و على المستوى الثقافي، قرر خالد الفيصل أن يعقد مؤتمر "فكر" للسنة الثانية على التوالي في دبي. و لو وجد منظمي "فكر" مدينة عربية…

آراء

كم نحن بحاجة إلى النقد؟ !!

الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

منذ أن تمكن الإنسان من معرفة اللغة ، أو إذا صح التعبير تمكن من ممارستها انطلقت البشرية في عوالم حقيقية من الاكتشاف والاختراع والتطور، ويعتبر كثير من علماء العلوم الاجتماعية أن انطلاقة الإنسان اللغوية لا يوازيها أي حدث شهدته البشرية في الأهمية، ومن هؤلاء العلماء الدكتور جون سيريل، الذي قدم كتب هامة مثل بناء الواقع الاجتماعي من الطبيعة إلى الثقافة، وكتاب العقل واللغة والمجتمع، حيث قال في هذا الجانب:" إن مؤسسات كالنقود والحكومة والملكية الخاصة والزواج والألعاب، تتطلب وجود اللغة، بينما لا تحتاج اللغة في وجودها إلى أي من المؤسسات الأخرى" وهذه حقيقة ماثلة فباللغة تم بناء الحضارات ووضع يده على الاكتشافات والمخترعات وحفظ الإنسان أرثه وتطلعاته للمستقبل، وبواسطة اللغة انبثقت ملكات ومواهب الإنسان في شتى المجالات، فكان الشعر والذكريات والقصص والحكايا، وعلوم إنسانية كثيرة لا تعد ولا تحصى وجدت منذ تاريخ بداية اللغة وحتى يومنا، وتبعا لذلك اكتشف الإنسان الكتابة، فتمكن من حفظ لغته وطورها، وتمكن أيضا من حفظ إنتاجه الإنساني وكل ما يدور في ذهنه من أفكار وتطلعات وفي كثير من الأحيان حول هذه الأحلام والرؤى لإنتاج كتابي تطور تباعا حتى بات اليوم يطلق عليه الإنتاج الإنساني على مختلف توجهاته العلمية ومنها الإنتاج الأدبي الذي يضم الشعر والرواية والقصة والمسرح والنثر والنقد وغيرها كثير. لكن لا يمكن لنا…

آراء

الثقافة وأكل البصل!

الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

تسألني الإعلامية مهيرة عبدالعزيز إن كانت الثقافة «تؤكل عيشاً» وأجيبها أن الثقافة في العالم العربي تخرجك أحياناً من الملة وتدخلك السجن. وفي زمن «الإعلام الجديد» لم تعد أجهزة الرقابة والتجسس في حاجة لإرسال المراقبين السريين لمراقبة ومتابعة المثقف. فهم اليوم يستطيعون معرفة كل حركاته وبماذا يفكر وهم جالسون تحت المكيفات في مكاتبهم. فهذا المثقف المسكين لايقوى على أن يخبئ شيئاً. فما إن تطرق الفكرة رأسه حتى يكتبها على تويتر أو قناة تواصل أخرى. كثيراً ما نصحت -عبر الكتابة الصحفية- مسؤولي الأمن بأن يوفروا جهدهم في تتبع ومراقبة المثقف ويستثمروا الميزانيات الضخمة والكفاءات البشرية الأمنية العالية في رصد تجار المخدرات والحرامية وقطاع الطرق. أما المثقف فهو يكتب وينشر فكرته بمجرد أن ترد على باله. ويرصد بنفسه كل حركاته ومقابلاته: أنا مع الأصدقاء الآن في شارع التحلية. أو: أقرأ الآن «لوعة الغاوية» لعبده خال. أو: أغادر إلى الرياض بعد ساعة. وهكذا تحول بعض المثقفين إلى مراقبين على حركتهم وفكرهم.إذن يا كلَّ أجهزة الرقابة الموقرة، دعوا المثقف «يفضفض» كيفما شاء وركزوا جهدكم على المخاطر التي تهدد المجتمع من عنف ضد النساء والأطفال وسرقات السيارات وكثرة حوادث الانتحار. وأنت يا مثقف واصل الثرثرة فلا أحد من إياهم يأبه بما تكتب أو بدعواتك للتغيير والتطوير. أنت منشغل بكتاباتك وعقلك والقوم منشغلون بغنائم المنصب و «مخططات» المدن…

آراء

«القذافي»… لن يسقط بالثورة!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

احتمال إسقاط نظام القذافي عن طريق الثورة الشعبية العامة على غرار الثورة الإيرانية عام 1979 مثلاً، "احتمال غير وارد للأسف"، كتب أحد الباحثين الإسلاميين في مجلة "السُّنة" في أبريل 1999، فالمشاركة الشعبية الليبية في الأحداث دائماً محدودة مفقودة، والدليل على ذلك أن أحداث باب العزيزية، مايو 89، كانت المحاولة فيها مقتصرة على مخططي ومنفذي العملية، كذلك في أحداث الغارة الأميركية، أبريل 1986، عندما غابت سلطة القذافي لعدة أيام، "فقد كانت درجة المشاركة، أو التفاعل الشعبي مع هذين الحدثين الخطيرين ضعيفة". ربما كان هذا المقال المطول الذي نشرته المجلة المذكورة تحت اسم باحث يدعى "محمد علي محمد" بعنوان "ماذا بعد القذافي؟!"، أولى محاولات الإسلاميين الليبيين لدراسة احتمالات إطاحة القذافي وما قد يعقب ذلك. حيث إن حكم القذافي، كما كتب "سيُنزع قريباً، وأن القذافي الظالم لن يفلت من عقاب الله". ونظر الباحث في حجج المشككين في أي احتمال لسقوط نظام الطاغية فقال: "ربما يقول البعض: لقد قارب، بل أشرف النظام المجرم على الموت عدة مرات، مثل محاولة انقلاب الرائد عمر المحيشي عام 1975، وفي محاولة النقيب ادريس الشهيي عام 1980، وأحداث باب العزيزية 1984، ومحاولة أكتوبر 1993، ولكنه في كل مرة يخرج سليماً معافى.. لكن مبشرات سقوط نظام القذافي في الآونة الأخيرة أكثر احتمالاً من المرات السابقة". ما الذي يعانيه القذافي ونظامه…

آراء

كله تمام يا سمو الأمير!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

مع ثورة المعلومات الجديدة والنهضة المعلوماتية المتطورة أصبحت الإدارة والقيادة أشد تعقيداً وفي نفس الوقت أكثر انسيابية ومرونة، وبالتالي أصبحت مهمة المدير والقائد في تحدٍّ وبحاجة إلى ذكاء ومهارات احترافية عالية، وهذا مع الأسف ما يفتقده بعضهم عندما يؤكد الإعلام عكس ما يقال ويرصد للمسؤول! لكن الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، أثبت أنه قائد على قدر عالٍ من التعاطي مع ثورة المعلومات والأحداث الجديدة عندما كسر حاجز الصمت وقالها بصراحة لدى افتتاحه فعاليات يوم الأمانة الخامس الأسبوع المنصرم: «لابد أن نضع كل شيء على الطاولة، وأمام الإعلام، فزمن كل شيء تمام انتهى.. فلماذا لا يتابع كل مسؤول الأعمال التي يحيلها لأقسام في إدارته وينزل إلى الميدان ويشاهد ما تم؟!»، هذه العبارة جاءت في الوقت المناسب وكانت كل ما يحتاجه المواطن والمسؤول في نفس الوقت، لأنها تختصر كل أساليب التغرير الذي يمارس من قِبل بعض المتنفذين.. الإعلام الجديد استطاع أن يرصد كل شاردة وواردة وموثقة بدقة دون أن يدع مجالاً للشك أو التبريرات الأخرى، وبالتالي على المسؤول التعاطي بحذر مع كل ما يرده من معلومات تفيد بأن الإنجاز قادم وكل شيء مرسوم حسب الخطة في حين أن الواقع يؤكد عكس ذلك! كم نحن بحاجة إلى صراحة ومكاشفة المسؤول خصوصاً فيما يتعلق بالخدمات العامة التي تمس احتياج المواطن.. بالمختصر لو…

آراء

المغامسي.. لا تبعدوه وإن لم يكن لديه جديد!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

توقف بث برنامج الشيخ صالح المغامسي الذي يفسر فيه القرآن الكريم في القناة الأولى دون تمهيد للمتابعين، ولهذا ظهرت إشاعة منع الشيخ من الظهور في التلفزيون السعودي، إلا أن الزميل شقران الرشيدي في صحيفة سبق أتى بالخبر اليقين قائلا: "لا صحة إطلاقاً لما تمّ تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، من صدور قرارٍ بمنع الشيخ صالح المغامسي من الخروج على شاشات التلفزيون السعودي. وأوضحت المصادر: أن كل ما في الأمر أن التلفزيون السعودي يشهد حالياً إعادة هيكلة لمعظم برامجه استعداداً للمرحلة المقبلة، وبالتالي تم إيقاف بعض البرامج التي تكرّر عرضُها منذ رمضان الماضي، ومنها برنامج الشيخ المغامسي. وأكدت المصادر احترام الوزارة وتقديرها لقيمة ما يطرحه فضيلته، وأن ما تمّ بثه سابقاً من برامج للشيخ المغامسي، كان أغلبه معادا. وحرصاً من الوزارة على وجوده، فإنهم ينتظرون منه الجديد منعاً لتكرار إعادة البرنامج أكثر من مرة". أنا على يقين أن صاحب قرار المنع بحجة التكرار لا يضمر شيئا شخصيا تجاه الشيخ صالح لكنني أظن أنه لم يوفق في قراره من جانبين. الأول أن برنامجا بهذه الأهمية وهذه الشعبية ينبغي أن يحرص القائمون على التلفزيون على استمراره بالتنسيق مع الشيخ صالح مسبقا، لتسجيل حلقات ودروس جديدة منعا للسبب الذي عليه استند التلفزيون في إيقاف البرنامج، خاصة أن الشيخ صالح قد وفقه الله في…

آراء

خصوصي.. فُل !

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

ستقول لي: لا تتحدث في قضية أنت لست ملماً بجميع أبعادها! وسأقول لك: «حاضرين»! ستقول لي: لا تفتِ بما ليس لك به علم! سأقول لك: إن شاء الله! ستقول لي: قل خيراً أو اصمت، سأقول لك: من بطن عيني! ستقول لي: لقد قال القضاء كلمته فلا داعي لأن يعبر كل من هب ودب عن رأيه ! سأبتلع الإهانة وأفكر في تصنيف نفسي هل أنا ممن «يهب» أم ممن «يدب» وأقول لك: «على راسي من فوق»! ستقول لي إن القضية في طريقها إلى الحل وإن الجهات المسؤولة تشرف على الملف مباشرة! سأقول لك، أو بصراحة أعتقد أنني لن أقول شيئاً عندها لأن كلمة «الجهات المسؤولة» لها تأثير سحري فيّ بشكل لا يصدق! بغض النظر عما تقوله وما أقوله، وصحيح أنني وجميع سكان الشارقة لا نعرف الكثير عن تفاصيل الموضوع، إلا أننا نعرف تماماً أن جميع محطات البترول الموجودة في مدينتنا وتتبع إحدى أكبر شركتين في مجال توزيع البترول مغلقة منذ تاريخ ‬25 يونيو عام ‬2011، أي منذ عام وأشهر عدة، صحيح أن بعض المحطات تم استبداله لكن لايزال الكثير منها مغلقاً، خصوصاً في مناطق الاكتظاظ السكاني في المدينة، ولايزال السكان يضطرون إلى ضرب خط إلى مناطق ليست قريبة فقط لنطق الكلمة السحرية «خصوصي فل». المدة التي تزيد على عام كافية جداً…

آراء

محمد مرسي.. لا تؤلهوه!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

إذا انتقدت الرئيس المصري محمد مرسي أو جماعة الإخوان التي تقف خلف قراراته لقيل لك: هذا شأن مصري؛ ما دخلك أنت؟ أو: تكلم عن أوضاع بلادك ودع مصر لحكومتها وشعبها. أما حينما يطبل بعضهم بيننا لكل موقف أو قرار يتخذه الرئيس المصري فإن التبرير جاهز: مصر هي قلب العالم العربي ونهضتها نهضة للأمة، حلال عليهم مدح مرسي حرام علينا نقده. أليس ما يحدث في مصر، من خير أو شر، سيؤثر على المنطقة كلها؟ إذن كيف يكون التطبيل لكل قرار يتخذه مرسي في مصلحة الأمة بينما نقد مواقفه التي ترسخ ديكتاتورية الحزب الواحد وتهيج أتباعه خارج مصر هي تدخل في شأن مصري داخلي؟ هؤلاء الذين يرفضون نقد الرئيس مرسي ويهللون له ويكبرون على كل حركة يقوم بها إنما يجهلون أنهم اليوم جزء من مشروع صناعة الديكتاتور. وحينما يتحول القائد إلى ديكتاتور فإنه ينقلب أولاً على من حوله. اقرأ في سيرة “الديكتاتوريات” العربية وغير العربية وتأمل في بداياتها. قيل إن القذافي بدأ شاباً ثورياً بأهداف نبيلة ثم ما لبث أن تحول إلى ديكتاتور اختزل ليبيا كلها في نفسه وأولاده. وكذلك كانت السنوات الأولى من حكم مبارك. حينما يغيب النقد وتضعف الرقابة والمحاسبة ثم يهيمن خطاب التطبيل والتمجيد تتهيأ البيئة لإنتاج الديكتاتورية وإعادة إنتاج الديكتاتور. في مصر، تعاد اليوم صناعة الحاكم بأمره. ومثلما…

آراء

محمد مرسي مبارك: مصر التي لا تريد الاعتراف

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٢

..وكل القصة لم تكن في تواتر أجراس الموسيقى وعدد حروف الأسماء. الفارق أن مصر لم تستوعب لأنها أصلا وحتى اللحظة لم تستيقظ. لم تأخذ عبرة من كل دروسها في التاريخ، ولهذا لم يأت الزمن الفاصل ما بين (مرسي وحسني) إلا بما كان من أوجاع مصر وعللها التي لم تستدل إليها الطريق. من حكم العسكري إلى حكم الجماعة حيث الطاعة العمياء لشخص المرشد. لم تقرأ مصر قبل الانتخاب (كتالوج) الجماعة كي تعرف أن (التأمين) صفحة بعد (التمكين) رغم أن الصفحة مكتوبة منذ سبعين سنة. مصر لا تريد الاعتراف بأن مواردها لا تكفي في الحد الأدنى من الكفاف لثمانين مليونا مهما كانت وعود مشاريع النهضة. مصر لا تريد الاعتراف بأن اقتصاد مشروع النهضة لن يقوم ما دام هناك 400 مليار جنيه من الدعم الحكومي للسلع والوقود والصحة. مصر لا تريد الاعتراف بأنها لم تعد منارة ثقافية بعد أن وصلت نسبة الأمية إلى 40 ٪ من مجمل هذا الشعب بكل ما لهذه النسبة من تبعات الورطة.مصر لا تريد الاعتراف بأن التصريح بترخيص ما يقرب من 80 حزبا باسم الحريات لا يمثل إلا قصورا في الوعي وجهلا بأبجديات فكر المجتمع السياسي الذي لن يستقيم طالما كان هناك في المعدل حزب لكل مليون من السكان. مصر لا تريد الاعتراف بأن أكثر من 90 ٪ من…

آراء

خرج من المستشفى حياً؟

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٢

مبروك! خرجت من المستشفى حياً؟ لا يكاد يمر يوم بلا أخبار -فضائح- عن أخطاء طبية في مستشفياتنا. بعضها عائد للفقر الإداري في إدارة المستشفيات وبعضها نتيجة لضعف الكوادر الطبية وأسباب أخرى تتعلق بفضائح تزوير الشهادات الطبية. في النهاية، تدفع الناس أغلى الأثمان لأخطاء لو وقع أحدها في أي من مستشفيات «العالم المتحضر» لقامت الدنيا ولم تقعد. من حولنا أصدقاء ومعارف يتحدثون عن قصص أقرب للمأساة في تجاربهم مع مستشفياتنا، الحكومي منها والخاص. وأقلها أن تذهب لأربعة مستشفيات مختلفة فتعود بأربعة تقارير طبية مختلفة. هذا يقول عملية عاجلة. وذلك يقول حبة بندول. وثالث يقول مرض خبيث. ورابع يرى بتر القدم اليمنى كي يطيب جرح في اليد اليسرى. ضع يدك على قلبك وأنت تغامر بالذهاب لرؤية طبيب لعله يعطيك دواء للكحة أو الزكمة. وإن أجبرتك الظروف على النوم في المستشفى لأيام وعدت بعدها سالماً لمنزلك فعليك بالذهاب مباشرة للعمرة وشكر المولى على السلامة فقد كُتبت لك حياة جديدة. نعود للمرة المائة (أو الخامسة والتسعين) ونقول: فتش عن الإدارة! أزماتنا مردها واحد: غياب الإدارة! ولهذا نكتب -من منطق الحب للوطن- أن غياب الإدارة الفاعلة، على كل المستويات، قد يضاعف من تذمر الناس من كل شيء حولها. وتلك -وربي- أخطر من كل الأخطار التي نظن أنها أكبر المهددات. الناس عندنا تتذمر دوماً لأوضاع الطرق…

آراء

فراغات الذاكرة

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٢

كان (جوردون) أحد رؤساء البنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة وهو رجل أعمال ناجح، يتحدث أربع لغات ويدير مؤسسة ذات ربحية عالية. وفي يوم من الأيام، وبعد أن أجرى له الطبيب بعض الفحوصات قال له: «أنت مصاب بالزهايمر» أي مرض فقدان الذاكرة؛ فبدأت حياته بالاضمحلال تدريجياً حتى توفي بعد بضع سنوات. وتقدر الإحصاءات عدد المصابين بهذا المرض بأكثر من 36 مليون إنسان حول العالم. وهو المرض الوحيد الذي لا يمكن تجنبه، أو الشفاء منه أو حتى إبطاؤه. ولذلك يخطئ من يعتقد أنه نوع من (الخَرَف) وفقدان ذاكرة، بل هو موت بطيء ناتج عن تحلل خلايا المخ وانكماش حجمه تدريجياً. يقول الأطباء إن الزهايمر لا يقضي على الذاكرة فقط، ولكنه يسحق كيان المصاب به، وهو ما اسموه (فقدان الشخصية) لدرجة يصل فيها المريض إلى نسيان طريقة لبس ثيابه؛ وكأنه طفل صغير. حيث يدمر الزهايمر الخلية العصبية في الدماغ، التي تعد لوحة التحكم المركزية في الذاكرة. ولكن يقول بعض الأطباء بأن الوقوف إلى جانب المصاب بالزهايمر وإحاطته بالحُب قد يخفف من آثاره النفسية. ما أصعب أن ننتظر الموت، والأصعب منه أن ننسى أسماء من نحب، ونفقد القدرة على استرجاع ذكرياتنا معهم. ينظر إليك مريض الزهايمر دون أن يستطيع الكلام، وقد يبتسم أحياناً وكأنه يقول لك: «مازلتُ أتذكرك، ولكنني لا أعرف كيف أقول ذلك»!…

آراء

أصدقاؤك كثر؟

الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢

تظن أن أصدقاءك كثر؟ وتتباهى أحياناً بعلاقاتك وكثرة معارفك؟ مسكين! ستكتشف كم أنت تخدع نفسك حينما تمر بظرف طارئ عاجل مزعج من ذلك الذي يستدعي “الاتصال بصديق”! وعندها ستتذكر ذلك المقطع الشهير: ولكنهم في النائبات قليل! أحياناً يخدعنا “معسول الكلام”، وكثيراً ما تتهاوى علينا الوعود من كل الاتجاهات، ويتبرع أحدهم كل مرة تراه بعرض سخي: أي خدمة؟ لا يردك إلا لسانك؟ في خاطرك شيء؟ ثم يُضاف لها تلك الجملة الساحرة: تُراك أخ عزيز. ثم تأتي تلك اللحظة الحرجة التي حينها -فقط- تكتشف كم أنت طيب وساذج و”على نياتك”! تتصل بهم واحداً تلو الآخر فلا تقوى على “الإمساك” بأيهم كما لو كنت تركض خلف سراب. ومع ذلك أنصحك بعنوان الكتاب الشهير: “لا تحزن”! فمن سنة لأخرى نحتاج للحظة -صدمة- يقظة تعيدنا إلى قواعدنا سالمين فلا نصدق كل الوعود ولا نطير في العجّة حينما نستمع لمعسول اللسان يعرض الفزعة والخدمات و”لا يردك إلا لسانك”. إنهم يتطايرون في اللحظة التي تفكر فيها بالاتصال بأحدهم، ويختفون في الوقت الذي تتمنى ولو رؤيتهم، ويصعب عليك أن تجد أذناً واحدة على الأقل تستمع لفضفضتك وتخفف -بالكلام- من حيرتك. أحياناً كل الذي تبحث عنه نصيحة صادقة، لا شيء أكثر من ذلك، لا سلفة أو فزعة عند مسؤول أو واسطة خير بين صديق وصديق. ثم تأتيك المفاجأة السارة…