آراء

آراء

لحد يزعل يا إخوان!

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

هناك قصة إدارية شهيرة تقول إن مليونيراً أميركياً ذهب في إجازة إلى إحدى الدول اللاتينية، فرأى صياداً فقيراً يصطاد سمكاً على أحد الشطآن الجميلة وبصحبته بالطبع زوجة جميلة تحمل اسماً لاتينياً جداً على غرار «ماريا» أو «أندريا»، فسأله عما يفعله، ولأنه صياد مؤدب فقد أجابه: أنا أصطاد السمك! لو أن واحداً من «ربعنا» وجه له هذا السؤال لقال لك: «تشوفني ميود صنارة وواقف على البحر يعني شو أسوي؟ أضمر السمك؟!». المهم أن المليونير الأميركي والسيجار يتدلى من فمه نصح الصياد وقال له، إن عليك أولاً أن تشتري معدات صيد حديثه، ثم تقوم بجني أرباح مضاعفة وبعد ذلك تقوم بشراء طرادات عدة لتقوم بدورك بتأجيرها على الصيادين الآخرين، ثم تقوم بتوسيع النشاط بحفظ الأرباح وإنشاء مصنع لتقطيع وتعليب السمك، وبعد أن تتوسع تجارتك تبدأ بعملية الاستحواذ، بحيث تشتري قوارب الآخرين ومصانعهم الخاصة بالسمك، وتبدأ بتشغيلها لحسابك وخلال ‬40 عاماً حداً أقصى ستصبح مليونيراً. سأله الصياد زوج «ماريا» أو «أندريا»، أو الاسم اللاتيني جداً: ثم ماذا؟ فقال المليونير: ثم تتفرغ لهواياتك مثل صيد السمك بهدوء. فقال الصياد حكمته الخالدة التي تدرس في معاهد الإدارة: وهذا ما أفعله الآن يا سيدي، فاجلب ويهك عني! هل يوجد في هذه القصة أي شيء يغضب؟ جميل.. متفقون.. إذاً لننتقل إلى «فيس تو» تقول القصة: إنه كان…

آراء

أين تذهب أموالنا

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

في مجتمعٍ يتميز بالرخاء والرفاهية، وفي بلدٍ يحرص فيه القائمون عليه على ضمان تأمين ما يجعل أبناؤه قادرين على أن ينالوا حياةً كريمة، نجد بعض العلامات والخصائص التي تظهر جليةً في أبنيتها الاجتماعية وفي نمط عيش أفرادها. وأحد هذه المؤشرات التي يمكن أن نعتبرها أحد رموز الترف وضمن معطيات المجتمعات الحضرية المتمدنة، هو الاستهلاك، فما لا يمكن أن ننكره أننا جميعاً غدونا مستهلكين من الدرجة الأولى، وبات منا من يصعب عليه مقاومة النزعة الشرائية إلى حد الهوس والتشيؤ والاقتناء لغير الحاجة في كثير من الأحيان. لست ضد التسوق لكن هناك بعض الظواهر التي أود هنا أن أعرّج عليها سريعاً لما يمكن أن تخلّفه بعضها من آثار، فالشراء  لمجرد الاقتناء أوجَدَ لنا نماذج بشرية يهمها تسول المشاهدة لتراها وهي تستعرض ما لديها، وهذا نجده جلياً في الجامعات وأماكن العمل أو حتى حيثما ولّينا وجوهنا بهدف التفاخر والتباهي بما تملك. ويندرج تحت هذا النوع: التمظهر بالسيارات، الملابس والأزياء والمقتنيات التقنية من موبايل أو أجهزة ذكية وغيرها، وغدونا نشتري كما لو أننا نعد بقاء أموالنا في جيوبنا احتلالاً  غاشماً لها فلا نتردد في انتزاعها وإجلائها منها إلى المتاجر والمطاعم ومنافذ البيع، وإن سألنا أحدهم عن ذلك استشهد بالمثل الصيني الشائع الذي تسبب اختياراً في إفلاس الخلق: "إصرف ما في الجيب يأتيك ما في…

آراء

الساعة السادسة فجرا : عقوق والدين ..!!

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

ذات يوم وكالعادة خرجت من البيت باكرا ، فأدرت موجة الإذاعة لمحطة هي بالنسبة لي الأفضل، كانت ساعة السيارة تشير إلى السادسة فجرا، وإذ بمحاضرة عن عقوق الوالدين، محاضرة طويلة تخللتها التحذيرات والترهيبات وختمها المحاضر- جزاه الله خيرا- بالدعاء على كل من يعق والديه. بعدها مباشرة، الساعة السابعة تماما يبدأ برنامج البث المباشر الذي يقدمه مذيع مخضرم هو الأقرب إلى قلوب المستعمين من خلال أسلوبه الجميل الذي تحفه اللباقة، ومع تقديري لدور هذا البرنامج في حل الكثير من مشكلات المجتمع اليومية إلا أني قاطعت هذا البرنامج لسبب بسيط، وهو أني لاأريد أن أبدأ يومي بسماع مشاكل وسلبيات أراها تشابه محاضرة عقوق الوالدين فجرا من حيث بدء يوم جميل بروح سلبية. في الجانب الآخر هناك إذاعة محلية ناطقة باللغة الإنجليزية، في هذا التوقيت المبكر من الصباح تقوم باستضافة مجموعة من المتميزين الذين كانت لهم تجارب نجاح على أرض الإمارات، يوميا ليشاركوا مستمعيهم أسباب هذا النجاح في أجواء مفعمة بالإيجابية. حتى أوضح الصورة بشفافية، أنا لست ضد محاضرة دينية أو برنامج جماهيري يخدم أفراد المجتمع، لكنني ضد هذا التوقيت بالذات، ففي البكور يحتاج الإنسان إلى محفزات لا إلى مثبطات . وهذه الأخبار السلبية لها أثر غير مباشر على نفسية الفرد وأيضا على صحته. المغرد الجميل عبدالله النعيمي كتب يوميا " أكاد أصدق…

آراء

بشار: النهاية اقتربت!

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

يبدو أن بشار الأسد استشعر قرب نهايته بعد التحركات الأخيرة لحلفائه الروس في المنطقة. في السياسة، أقرب حلفائك يمكن أن يبيعك في لحظة. الأهم أن بشار الأسد أيقن أن ملايين السوريين الذين خرجوا -في العلن- يطالبون برحيله، وضحّوا بأرواحهم في سبيل حريتهم، لن يتوقفوا للحظة واحدة عن قرارهم في الخلاص من نظام دموي أفسد ودمر كل شيء في حياتهم. في مقابلته الأخيرة مع روسيا اليوم، تستطيع أن تقرأ ملامح الهزيمة في وجه الأسد. لقد ردد ما قاله الطغاة من قبله: لن أرحل من بلادي وسأموت فيها. هو يدرك اليوم أن ما قيل عن «خروجه الآمن» لم يعد ضمانة أكيدة في ظل التحركات الروسية الأخيرة. وستكون مسألة مخجلة لأي دولة تجرؤ على حماية طاغية ارتكب جرائم حرب قلّ نظيرها على مر التاريخ. المعارضة السورية، من جهة أخرى، بدأت تلم شملها وتوحد صفوفها. والجيش الحر يحرز كل ساعة تقدماً نوعياً في عملياته على الأرض السورية. والمجتمع الدولي بات على قناعة بوجوب رحيل الأسد ونظامه. كل تلك معطيات جديدة ومهمة في المشهد السوري الراهن، معطيات تشير بوضوح إلى قرب نهاية بشار الأسد. لم يعد أحد يطيق انتظار «حلول سياسية» فيما قوات الأسد ترتكب المجازر يومياً وطائراته تدك المدن والقرى السورية وتحت أنظار العالم. علينا أن لانستعجل نتائج التطورات الأخيرة في الشأن السوري، بشقيها…

آراء

يا أيها الذين قدموا “معاريضهم” لصاحبة الفخامة

الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

نشتم أميركا صبح مساء، ونحتفل بأي دمار يلحق بها. نتشفى منها في حالة الجائحة ونستعجل سقوطها بسبب ترنح الدولار أو تدافع الإعصار وكأننا لو سقطت أميركا عن مكانتها الأولى عالمياً سنخلفها على الفور في اليوم التالي ونجلس مكانها لقيادة العالم. كانت انتخابات الرئاسة الأميركية خلال الأسبوع الماضي محط أنظار العالم العربي وفاكهة مجالسهم وسيدة نقاشاتهم، وكانت الحيرة تضرب أطنابها بينهم فليس أمامهم سوى خيارين أحلاهما كما يرون مرُ. يريدون تغيير أوباما الذي خذلهم ولم يصنع لقضاياهم الأزلية شيئاً، لكنهم بالمقابل لا يريدون الجمهوري اليميني المورمني المحافظ رومني الذي كان نتنياهو من أكثر المناصرين والمقترعين لفوزه. في النهاية، كان لا بد من فائز ولو بضربات الترجيح، وهكذا فاز أوباما في الأشواط الأصلية وتدافع المهنئون يتقاطرون تباعاً. وكان اللافت أن الشامتين الشاتمين لصاحبة الفخامة أميركا هم الذين أتبعوا تهانيهم "بمعاريض" وخطابات استجداء ورجاء بين يدي قائد أكبر وأقوى دولة في العالم، فمن جهته طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضمن تهنئته أن يتولى أوباما في ولايته الثانية تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط على أساس مبدأ حل الدولتين وبالمقابل هناك شق فلسطيني آخر وهم بنو حماس الذين أملوا ـ في تهنئتهم ـ من أوباما عدم الانحياز لصالح إسرائيل والالتزام بالحقوق الفلسطينية (وكان الأفضل لمنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة حماس أن ينحازوا إلى بعضهم…

آراء

الوحدة الفلسطينية تستحق أكثر

الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

من تلك السنوات السوداء للحرب الأهلية اللبنانية، ثمة قصة تظهر لنا المعدن الحقيقي لرجل الدولة. فمع تقسيم بيروت، كان القسم الغربي من المدينة يغرق في ظلام دامس في ظل وجود محطات الكهرباء في القسم الشرقي منها، هكذا كان على سكان بيروت الغربية أن يعيشوا في الظلام والانقطاع المتكرر للكهرباء. ومن قلب الظلمات، اعتقد المواطن العادي بل وحتى بعض الساسة أن الحل يكمن في بناء محطات كهرباء في بيروت الغربية، وهكذا بدأت الأصوات تتعالى بهذا الطلب، بل إن بعض الساسة اللبنانيين بدأوا يضغطون على رئيس الوزراء في ذلك الوقت الدكتور سليم الحص لبناء مثل هذه المحطات. ظاهرياً، يبدو المطلب مشروعاً ومنطقياً يمكن أن يسهم في إنهاء معاناة سكان بيروت الغربية، مع هذا فإن "الحص" رفض القيام بذلك بإصرار برغم تهديد بعض وزراء حكومته له باستهداف حياته. لقد قال الرجل إنه إذا بنينا محطات في بيروت الغربية فإننا سنكرس تقسيم المدينة. كان ذاك في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، في وقت لم يكن فيه لا "الحص" ولا أي مواطن لبناني يجرؤ على التفكير بأن بيروت ستعود مدينة موحدة وأن الحرب الأهلية ستنتهي. فما الذي كان يحرك "الحص" لرفض القيام بخطوة كانت ستجلب له الشعبية وتصفيق الجمهور؟ أي إيمان هذا الذي دفعه لرفض ما بدا أنه مطلب مشروع في نظر الغالبية من الناس؟…

آراء

ظلم المدينة

الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

أستعير العنوان أعلاه من حوار أجريته قبل يومين مع الدكتور خالد بن سكيت، أكاديمي في كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود. فوضى المدينة وسوء تخطيطها وقلة خدماتها وغياب حدائقها وتلوثها كلها مما يندرج تحت ظلم المدينة. الدكتور خالد يروي أنه قابل في ألمانيا سيدتين عرف لاحقاً أنهما شقيقتان. واحدة عاشت مع أبيها في دمشق والثانية مع أمها في ألمانيا. قال: رأيت ظلم المدينة على وجه التي عاشت مع أبيها في الشام! المدن التي لا تضم بين أحيائها حدائق وملاهي للأطفال وأماكن ترفيه عائلي .. مدن باهتة لا لون لها ولا طعم، والمدينة التي تضيع فيها ساعات طويلة من يومك في زحام الشوارع وحفرياتها تنهكك وتسرق وقتك ولا تمنحك وقتاً للتفكير والإبداع. مدننا اليوم نسخ من بعضها في سوء التخطيط وأخطاء التنفيذ وتسليم عنق المدينة لأجهزة بيروقراطية لا تعرف إحداها ماذا تفعل الأخرى. يضحكني من يقول إن بناء الإنسان يأتي قبل بناء العمران، ننسى أن الإنسان ابن بيئته، والبيئة تشمل المكان بخدماته وإمكاناته. لا يمكنك أن تخرج مبدعين في العلوم والفنون والرياضة إن لم تتوفر في المدينة أماكن وخدمات تكتشف فيها الناشئة وتطور مواهبها وهواياتها. قرانا -فيما مضى- كانت أكثر تنظيماً من مدننا اليوم. كان للقرية مداخلها الرئيسية وطرقها ومعالمها. انظر في أحياء مدننا اليوم، لا تعرف لها مدخلاً ولا مخرجاً…

آراء

كُتّاب معرض الشارقة

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢

يقبع مقهى كُتّاب في زاوية من زوايا معرض الشارقة للكتاب، وبالتحديد «يساراً جهة القلب». والمقهى الذي يقدم لزبائنه القهوة والكتاب معاً ليس سوى فكرة عبقرية أخرى من أفكار دار كُتّاب الإماراتية لجعل القراءة وارتياد المكتبات عادة يومية لا تختلف كثيراً ـ أو حتى قليلاً ـ عن عادة احتساء القهوة وارتياد المقاهي. الجميل في هذا المقهى أنك تستطيع أن تستمتع بكوب «إسبريسو»، وتستمع، في الوقت نفسه، إلى «حكايات خرافية» على لسان رواد المقهى وزواره من الكُتّاب أو حتى «على لسان الطائر الأزرق»! ودار كُتّاب إن شئتم هي «الغيمة رقم 9» التي يجب أن نصلّي حتى لا تنقشع من سماء الساحة الثقافية في الإمارات. فمنذ ولادتها قبل أعوام أصبحت «أيقونة حلم»، وأصبح معها «للحياة مذاقاً آخر». ركن دار كتاب في معرض الشارقة هذا العام مكتظّ بالكتب والإصدارات الجديدة، هذا غير الحديث الذي يفتحه صاحب الدار جمال الشحي مع زواره عن الكتب: فلكل كتاب حكاية، ولكل حكاية مصدر، والمصدر قد يكون «فلسفة مراهق» أو سراً من أسرار «بنات السكن». ثم قد تخرج من عنده بكتاب، وقد تخرج بأكثر، وقد تخرج بحكايات جمال الشحي فقط وأنت سعيدٌ بسماعها. فلا أجمل في مثل هذه التظاهرات الثقافية من لقاء الأصدقاء، والاستماع إلى حكاياتهم التي تبقى حيّة في داخلك مثل «خربشات على القلب». مررت على دار كُتّاب…

آراء

أنا آسف يا شنكر!

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢

كل ذنبه أنه كان جارنا، وأنه كان «سردار» لا أعلم من الذي كان سبباً في تلك الشائعات الجنونية التي تحاك حوله بأنه يشرب دماء الأطفال، ويطهو لحومهم، والتي جعلتنا نحيل حياته وعائلته إلى جحيم ونحن نؤمن في تلك الأيام بأن ما نقوم به كان نوعاً من «الجهاد المقدس». كنا نجتمع في مجموعات «منظمة» تحوي كل مجموعة ثلاثة أو أربعة من الأطفال.. المجموعة الأولى كان دورها أن تقف أمامه حين يخرج من سكنه وهو يرتدي تلك العمامة الشهيرة، ثم تقوم بتشبيك الأصابع على هيئة سيفين متقاطعين والبصق عليهما، كان شنكر ينظر إلينا باستغراب ونحن نهرب من أمامه بعد أداء تلك «المهمة الجهادية»، ونحن نستغرب بدورنا لأن شنكر لم يغضب، وقد عرفت بعدها ب30 عاماً أن هذه الإشارة لا تعني شيئاً، وأنها كانت مجرد شائعة! بعد صلاة العصر وبعد انتهاء درس التحفيظ كانت المعنويات في القمة، فيقرر بعض المتحمسين منا إلقاء البيض على سيارته ويقوم الآخرون بدهنها أو تشخيطها بالمفاتيح.. دع عنك المهمة الأسبوعية المهمة لسرقة العمامة والتي لم يكن يقوم بها سوى فرقة «الاستشهاديين»، لأنه غالباً ما كانت نتائجها وخيمة! كان شنكر يسير في حقل ألغام لا في فريج من الفرجان، في كل زاوية عليه أن يتوقع مقلباً ومع كل تعامل عليه أن يتوقع مسبة وهروباً.. ولم نكن نسمع إطلاقاً من…

آراء

ومسح به «البلاط»!

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢

في كثيرمن نقاشاتنا “صراخ” أكثر من “حوار”! ينطلق البعض منا في نقاشه بهدف إسكات صاحب الفكرة الأخرى وليس بهدف مناقشة الفكرة أو تفنيدها. ننظر كثيراً للطرف الآخر في المناقشة على أنه “خصم” لا صاحب فكرة نختلف حولها. ننسى كثيراً الفكرة ونترصد لصاحبها. ننطلق من منطلق “الخصومة” مع الرأي الآخر وليس من منطلق النقاش في الفكرة وتحليلها. استمع أو اقرأ تعليقات البعض على أي حوار يدور بين أصحاب فكرتين مختلفتين لتجد موقف “الخصومة” سيد المشهد. يقولون كثيراً “فلان أسكت فلان”. أو “مسح به البلاط”. أو “ألقمه حجراً”. قرأت مرة تعليقاً لمثقف شاب، تعجبني ثقافته وحماسته، وكان يعلق بأدب وفهم على بعض مقالاتي. لكنني ضحكت على بعض التعليقات المتشجنة على الموضوع. كتب أحدهم: ومسح به البلاط! يا أخي: الرجل لم يمسح بي البلاط ولا غير البلاط بل كتب رأيه المختلف -بأدب- مع رأيي. ما دخل البلاط في الموضوع؟ مرة اختلفت مع صديق حول فكرة لكنني في النهاية اقتنعت برأيه وعبّرت له عن قناعتي بفكرته فإذا بأحدهم “ينط” شامتاً: هل أفحمك؟ قلت: لا لكنه أقنعني! أستغرب دوماً من خوف البعض من الأفكار الجديدة كما لو أن أصحابها يحملون في أيديهم “عصا سحرية” لفرضها على الناس غداً. تراهم يتعاطون مع الفكرة كما لو كانوا في ساحة حرب. كيف تقنعهم أن يتخلوا عن حدتهم وانفعالاتهم…

آراء

تأملات في الدين والسياسة

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

تجلس في أحد المجالس فتترنح الأحاديث بين آخر الفتاوى الغريبة وبين مواقف السياسيين وتصريحاتهم في المنطقة. فمعظم المنابر الإعلامية في عالمنا العربي مقسمة بين رجال الدين والسياسة؛ ولا تنتهي نشرة أخبار حتى يبدأ برنامج وعظي أو آخر للفتاوى المباشرة التي تتزاحم فيها اتصالات السائلين عن أحكام كل تفاصيل الحياة، بدءاً من حكم الاحتفال بالعيد الوطني، إلى كيفية تنشئة جيل قارئ ومثقف. وتبرز المشكلة الحقيقية عندما تُخَصَّص ساعات على التلفاز لتفسير الأحلام، وكأن الأمة قد فرغت من علوم الطب والاقتصاد والتكنولوجيا ولم يبق لها سوى تفسير الأحلام حتى تتصدر قوائم التنمية البشرية! لذلك يبدو الفرق واضحاً بين أمة مشغولة بتفسير الأحلام وأخرى مشغولة بتحقيقها. لا أدري لماذا ننتظر من رجال السياسة في منطقتنا العربية أن يحلوا جميع قضايانا الشائكة، ويبددوا الأزمات الاقتصادية، ويُنزِلوا السلام والاستقرار في المنطقة. وننتظر من رجال الدين أن يعطونا حلولاً في تربية أطفالنا، ويدلونا على أفضل الطرق لتنمية مهاراتنا الخطابية، ويخبرونا عن التاريخ والسيرة، ويقدموا نقداً أدبياً في الشعر الحديث! وننسى أن السياسة التي نتعاطاها ليل نهار، والدين الذي نتشاتم باسمه ويحاول كل طرفٍ إثبات أحقيته فيه، هما فقط مكونان من مكونات الفكر الإنساني. إن إحدى مشكلاتنا أننا ننظر في منطقتنا العربية إلى الأشياء من منظاري الدين أو السياسة، وننسى أن هناك منظاراً ثالثاً هو منظار الحياة،…

أخبار الإمارات والإخوان: النهايات السعيدة – محمد خميس

الإمارات والإخوان: النهايات السعيدة – محمد خميس

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢

معظم الناس تعجبهم النهايات السعيدة في القصص التى يقرئونها أو في الأفلام التي يشاهدونها، لكن ما لا يلاحظه الناس هو ان تلك النهايات لا تعني بتاتاً النهاية، بل هي البداية بكل تجلياتها. لا أحد منا يفكر ماذا سيحدث بعد ان تزوج البطل البطلة، أو بعد ان انتقم المظلوم من ظالميه، شعور الفرح والسعادة الذي يطغى علينا، بعد انتظار إنتصار البطل طوال مدة الفلم، يحجب عنا التفكير المنطقي، فربما بعد ان يتزوج البطل البطلة، يكتشف انها ليست المرأة التي أحبها، وانها تشبه جارتهم النكدية، النمامة، الثرثارة، الأنانية التى لا همَّ لها سوى هدر معاشه الذي يعمل هو جاهداً لتوفيره، أو ربما تكتشف البطلة ان البطل ليس سوى "جون دوان" عصره، وعيونه زايغة، وانه رجل خائن، ليس فيه ذرة رجولة. وهذا ما يحدث تماماً الآن، مع الأحزاب الدينية السياسية، التى إنتخبها وانتصر لها الناس، فحينما فاز ممثلوا تلك الأحزاب، أعلنوا للعالم وتبجحوا، أن فوزهم جاء نتيجة لإرادة الشعب، واسهبوا في تحليل رغبة الشعوب العربية لهم، وان الحق يقف بجانبهم فكان لا بد من اكتساحهم للجميع. بيد ان الأمر كله، لا يعدوا ان يكون أكثر من مجرد تعاطف، ورغبة جامحة لنهاية سعيدة، كانت الناس تتوق لها، فحينما نلصق صفة الدين على حزب سياسي ما، في مجتمع يشكل الدين فيه كل شيء، فحتماً سيتعاطف…