آراء
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
وَلَّى: «يحيى بنُ أكثم» قاضياً على أهلِ: «جَبلة» فبلغَ هذا الأخيرَ أنّ: «الخليفةَ الرشيد» قد انحدرَ إلى البصرة، فقال القاضي لأهلِ: «جَبلة» إذا اجتازَ: «الرشيد» هَا هُنَا فاذكروني عندَهُ بخيرٍ، فوعدوه بذلك. غيرَ أنّهم أخلفوه الموعدَ، إذ لمّا جاءَ: «الرشيدُ» ناحيَتهُم تقاعدوا عنه ولم يكن له ذكرٌ بالمرّةِ. فما كانَ مِن: «قاضي جبلة» إلا أنْ سرّحَ لحيتَهُ وكبّرَ عِمّتَهُ، وخرجَ فرأى «الرشيد» في «الحَراقةِ» ومعه «أبو يوسف قاضي القضاة» فقالَ قاضي جبلة مِن بعدِ ما غيّر سحنتَهُ-: يا أميرَ المؤمنين ..نِعْمَ القاضي :«قاضي جبلة» عَدلَ فينا..وفعل كذا وكذا.. وجعلَ يُثنِي على نفسِهِ كثيراً بكلّ ما يُمكِنُ أنْ يُمدحَ به قاضٍ! فلما رآهُ:«أبو يوسف» حتى عَرفَهُ فضحِكَ كثيراً. فقال له «الرشيدُ»: مِمّا تَضحك؟ فقالَ «أبو يوسف»: يا أميرَ المؤمنينَ.. إنّما كانَ المُثْني على القاضي هو القاضي نفسُهُ!. فما كانَ من: «الخليفة هارون الرشيد» إلاّ أنْ راحَ في نوبةٍ مِن ضحكٍ فَحَصَ على إثرِها الأرضَ برجلِه مِن شدّةِ نوبةِ ضحكهِ!! ثم أمر بعزلِ: «قاضي جَبلة» فَعُزِلَ. وقال الرشيدُ في حقّهِ: لا يَلِيَ لنا من الأمرِ شيئاً بعد اليوم. ألم يكن الأولى بالأخ: «هارون الرشيد» أنْ يتريّث قليلاً مِن قبلِ أن يتّخذ مثلَ هذا «القرار» الذي لم يسلم من غائلة: «التّعسفِ» تلك التي كانَ مِن شأنِها إلحاقُ الضّررِ بمستقبل «قاضي جبلة» الوظيفي! والقضاءَ…
آراء
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
عبّر رئيس البنك الدولي، “جيم يونق كيم”، عن أهمية فهم دروس الربيع العربي خصوصاً الأسباب التي أنتجته. قال أمس في حوار معه نظمته “الوول ستريت جورنال” في طوكيو إن الاقتصاد هو محرك الثورات. ولكي يتحقق استقرار سياسي لأي بلد لابد من تحقيق نمو اقتصادي مستمر مع التركيز على الشباب و فهم تطلعاتهم ثم التخطيط الواعي للمستقبل. و في كلامه تكرار لما كتبه و ردَّده عدد كبير من المعنيين بالتنمية في عالمنا العربي منذ عقود. المشكلة: إن الجميع في منطقتنا – بما فيهم السياسيون – يكررون الكلام عن أهمية الانتباه لقضايا التنمية و الاقتصاد و الشباب والتخطيط للمستقبل. لكنه مجرد كلام قليلاً ما فُعّل و تُرجم إلى برامج عمل تحقق نتائجها على الأرض. ملّ المواطن العربي من الوعود الكبيرة. و لم يتعب صانع القرار في أكثر من بلد عربي من إعطاء الوعود التي لا تتحقق. من هنا نشأت أزمة الثقة بين الطرفين حتى اشتدت حالة التذمّر قبل أن يصل الأمر – في بلدان الربيع العربي – إلى نقطة الانفجار. الأزمة الأخرى التي لم يتطرق لها رئيس البنك الدولي، ربما لضيق الوقت، هي أزمة الإدارة في أكثر من بلد عربي. وأضيف لها أزمة الإرادة. فإن غابت إرادة التغيير وغابت معها الإدارة الفاعلة فأي فائدة للخطط التنموية الكبيرة و للكلام الكبير في التطوير…
آراء
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢
الغرب محتاج إلى العالم الإسلامي والمسلمون بحاجة إلى الغرب؛ فلولا حضارة الإسلام لما وصل الغرب إلى ما هو عليه من تطور اليوم، ولولا تطور الغرب لما حصل العرب والمسلمون على ما ينعمون به من ثمار الحضارة الغربية العلمية. لذلك فإن ظهور خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين في أميركا وأوروبا، وبالصورة التي يتواصل نموها منذ نحو ثلاثة عقود، يحتاج قراءةً منهجية دقيقة، لأن مثل هذا الخطاب لا يحدث بصورة عفوية وتلقائية، بل عادة ما يأتي كنتاج لجهود وأفكار مدروسة. وفي اعتقادي أن الهدف منه هو صرف الانتباه عن الوعي الجديد الذي أخذ يظهر في العلاقة بين الشرق والغرب، والذي يفترض أن يتم تطويعه لخدمة الطرفين ولمنع حالة التوتر والصراع. إن تشجيع الكراهية للإسلام واستمرار تصاعدها، يعني وجود اتجاه لإيجاد قوة موحدة في وعي الغرب تنظر إلى الإسلام من زاوية الصراع والتناقض، وليس من زاوية التعاون والتكامل والاحترام المتبادل، رغم حقيقة أن اختلاف الخصوصيات الثقافية والدينية لا يعني بالضرورة وجود صراع أو تناقض، بل قد يخلق حالةً من التعاون والتعارف والفهم الصحيح بين الدول والشعوب. وفي كل الأحوال ينبغي على العرب والمسلمين ألا يتركوا للأطراف اليمينية المتطرفة واللوبي الصهيوني في الغرب المجال لتكريس حالة العداء التي غالباً ما يحولونها إلى صناعة تدرّ مكاسب سياسية واقتصادية وفيرة، حيث أصبحت "صناعة الخوف" من الإسلام شغلاً…
آراء
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢
من ينقذ العولمة؟ كان هذا أحد الأسئلة الرئيسة التي طرحت صباح أمس في طوكيو. كرستيان لاقارد تؤكد أن ما يمكن إنقاذ العولمة هو التعاون الدولي الجاد لمواجهة الأزمات الاقتصادية. العولمة ليست موضوعاً اختيارياً نستطيع أن نكون جزءاً منه أو لا نكون. إنها قدر العالم اليوم وهي نتيجة طبيعية لهذا التداخل الكثيف في علاقات الدول التجارية وفي أنظمة الكون البنكية والمالية ناهيك عن تقنية التواصل المبهرة التي اختصرت الوقت وقصرت المسافات. لكن تظافر الجهود العالمية لابد أن ينصب على ما يوحد الجهد لمواجهة التحديات المهولة أمام الإنسانية في العقود القادمة على مستويات النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف وتطوير البنى التحتية والخدمات الصحية. لكن واقع التنافس العالمي يناقض طموحات -ونظريات- الباحثين عن رؤية “إنسانية” عالمية لمواجهة تحديات العولمة وإشكالاتها. السياسيون منشغلون كثيراً بأجنداتهم السياسية. من هنا تأتي أهمية أدوار القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لخلق مبادرات خلاقة تحث وتشجع الأجيال الشابة على الابتكار وتسمح لهم بفرصة أكبر للمشاركة في صناعة مستقبلهم. هناك مبادرات شبابية ذكية يمكنها أن تحفز الشباب على التفكير في مستقبلهم بتفكير خارج صندوق المألوف والمعتاد. إلا أننا في العالم العربي لانستطيع المراهنة كثيراً على القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني كون الحكومات ما تزال المؤثرة الأقوى في حراك المجتمع الاقتصادي. ولهذا تأتي أهمية التعاون الجاد بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم…
آراء
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
"الكتابة عملٌ انقلابي"! قالها شاعر العروبة الراحل نزار قباني عام 1973 خلال مقالات له في مجلة "الأسبوع العربي". يقول في موقع من الكتاب الصادر عام 1975:"إن تكون كاتباً عربياً، في هذه المرحلة الساخنة بالذات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي.. معناهُ أن تبقى متسولاً على رصيف لطفي المنفلوطي... وأبواب المقاهي التي يقرأ الراوي فيها قصة عنترة والزير سالم وأبي زيد الهلالي. وأن تكون كاتباً عربياً، في هذا الوطن الخارج لتوه من غرفة التخدير والعمليات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي، معناهُ أن تبقى حاجباً على باب السلطان عبدالحميد في الآستانة، أو عضواً في حكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، أو وزيراً بلا حقيبة في حكومة المحافظين في إنجلترا"! فهل يؤمن كُتابنا اليوم بهذا الشرط الانقلابي؟! وهل يمارسون الفعلَ الانقلابي على الأوضاع المتردية في الوطن العربي؟! وهل فعلاً أن الوطن العربي اليوم مختلف عما كان عليه عام 1975، حيث الحرب الأهلية اللبنانية التي مزّقت لبنان، وآثار عدوان 1967، وما تلاها من اجتياح إسرائيلي لذلك البلد عام 1982، واتفاقيات كامب ديفيد واحتلال الكويت وغزو العراق، وغيرها من الأحداث المأساوية التي لم يهدأ لها بال الإنساني العربي، وزادت في بؤسه وتعاسته وسوء أحواله وموت اقتصاده، حتى بدأت الثورات العربية قبل حوالي عامين، أي بعد 35 عاماً مما كتبه الشاعر نزار قباني!؟ فهل تفاعل كُتابنا مع…
آراء
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
متابعة المسؤولين الإداريين لهموم المواطنين ونزولهم للميدان في النطاق الذي يتماشى مع صلاحياتهم ومسؤولياتهم ولا يتجاوزها سيكون خطوة رائدة تتفرد بها بلادنا، وبما أننا سباقون بكل شيء جميل وخلاّق ومتميز، لماذا لا نبتكر أفكاراً جديدة لخدمة مجتمعنا وتتبناها مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟ لماذا لا تستحدث بادرات جديدة وغير مسبوقة يقوم عليها شباب الوطن خاصة أولئك الذين يتبوأون مناصب قيادية في كافة مؤسساتنا ووزاراتنا، ونطلق على تلك البادرات مسميات تعكس الأهداف النبيلة لها كأن نسمي بادرة ما باسم (فرسان الإدارة في الميدان) على سبيل المثال لا الحصر؟ لمَ لا يتم إقامة ملتقيات يشارك فيها المواطنون من مختلف الفئات والشرائح العمرية ويتم تفعيل جمعيات ذات النفع العام على النحو الذي يخدم مجتمعنا، ويكرس تلك العلاقة التي تنادي بها قيادتنا الرشيدة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، لمَ لا نلغي الحواجز والجدران التي وضعها بعض ضيقي الأفق ممن يريدون أن يسرقوا منا المستقبل. ونمد أكفنا نحو كل ما هو أفضل؟! لا يمكن أن ننادي بتنمية شاملة والقيادات الإشرافية والتنفيذية بمعزل عن هموم المواطن البسيط وبعيدة عن طريقة تفكيره وتلمس احتياجاته، أنا هنا أقصد المواطن العادي في مختلف مدن بلادنا من السلع إلى رأس الخيمة، مروراً بقرانا الصغيرة، فأحلام البسطاء ليست مستحيلة، ولكنها بعيدة عن تخيل بعض خريجي الجامعات العريقة والأجنبية. كثير من العوام يتساءلون ويطرحون…
آراء
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
هناك «حكة» قوية في يدي لكي أقوم بالتشهير بأحد زملائي، لكن أعتقد أنني شهرت بما يكفي في الفترة الأخيرة، فلا أريد أن أُتهم بأنني أستخدم العمود لتصفية الحسابات مع «الربع»، لذا لن أذكر اسم صديقي الحائز الدكتوراه حديثاً، المتخصص في مجال الجودة، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية الخاصة بجوائز التميز، ويبلغ طوله 168 سم، وله خمسة من الأبناء الذكور، وبيته عليه صنم على شكل أسد، التشهير حرام، المهم أن تصل الفكرة والمبدأ، هذه هي الأخلاق الصحافية التي نعرفها،المهم أنني كنت في الطريق لمجلس أحد الشيوخ مع صاحبي، ولم يكن لديه طوال الطريق سوى أمر ونصيحة واحدة: «إياك تناديني قدام الشيخ إلا بـ(يا دكتور) الله يخليك! أتكلم جد! لا تطلع هالأصوات جد والله! أرجوك عبود! احلف انزين احلف! شوف ما قلت والله يا دكتور! انتبه! جدام الشيخ!». حطولي هالثور على جنب، عفواً هالدكتور، وتعالوا لنقرأ في السير الذاتية لبعض المعروفين في مجتمعنا، لا أعلم كيف يجرؤ أحدهم على أن يضع عبارة «من أصحاب الهمم العالية» في تعريفه لنفسه في سيرة كتبها هو، بصدق ألا تتمنى عندها أن تملأ فمه بعلبتي تباسكو وتربطه على طريقة المخطوفين في أفلام بوليوود؟! دع عنك بعض الشباب الطيبين الذين يقومون بعمل «فوروورد» و«رتوييت» لكل تغريدة تمدحهم من باب: «شفتم الناس بتئول عليه إيه؟! ده أنه؟! وريني…
آراء
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
هل فقدت جائزة نوبل للآداب التي تعلن اليوم نتيجتها لهذا العام بعض وهجها الذي كان يحيط بحامليها، أم إن هذا الوهج كان يأتيها من الأسماء البارزة التي تفوز بها؟ مثل هذا السؤال يصبح مشروعا إذا تتبعنا الأسماء الفائزة بها ما بعد عام ألفين، فقليلة هي الأسماء المؤثرة التي حققت الحضور قبل الفوز وبعده على المستوى العالمي وليس المحلي، لأن الحديث هنا عن أهم جائزة عالمية. وباستثناء التركي أورهان باموك الحائز على الجائزة عام 2006، لا نكاد نرى اسماً نستطيع القول بثقة إنه أديب عالمي. وهذا الأمر يختلف عن الأعوام السابقة، إذ نجد من تركوا بصمة واضحة بكتاباتهم مثل الألماني غونتر غراس، والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والمصري نجيب محفوظ، والنيجيري وولي سوينكا. وقبلهم الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز، والتشيلي بابلو نيرودا، والأيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر الذي رفض استلام الجائزة... وغيرهم. وهج نوبل الذي يخبو تدريجيا، يصاحبه تراجع من الجائزة في الاهتمام بالشعر كواحد من أهم الفنون الكتابية. وبالرغم من عودة الشعر إلى التتويج العام الماضي عبر فوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، بعد 16 عاما على فوز الشاعرة البولونية شيمبورسكا بالجائزة، إلا أن سيطرة الروائيين على السنوات الأخيرة كانت واضحة. ومن الخلل أن يغيب الشعراء عن الفوز بجائزة نوبل كل تلك السنوات. قد يقول قائل إن الزمن هو زمن الرواية، ربما…
آراء
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢
ما إن وصلت طوكيو قبل يومين حتى بادرني ذات السؤال الذي يهجم علي في كل زيارة لي خارج العالم العربي: لماذا يتقدمون و نتأخر؟ الحقيقة أن في هذا السؤال وجها ناعما للسؤال الحقيقي: لماذا يزدادون تقدماً و نزداد تخلفاً؟ أتمنى لو يتفرغ بعض باحثينا المخلصين لدراسة أسئلة النهضة و البحث عن إجابة عملية لأسئلة من مثل: كيف تنهض الأمم؟ ما الذي يجعل أمة تتفوق في العلوم و سرعة الإنجاز و الانتقال من مرحلة تراجع إلى مرحلة تقدم و ازدهار؟ ذلك سؤال جوهري لطالما بحثت عن إجاباته. لكنني أعتقد أن الأمم تنهض بعد هزائمها عندما تعترف أولاً بالهزيمة ثم تشكل رؤيتها للمستقبل و تعمل من ثم كفريق واحد، لتحقيق أهدافها. و من يمتلك إرادة التغيير يستطيع – مهما كانت الصعاب – أن يصل لأهدافه. و ما ينطبق على الفرد يمكن أن ينطبق على الأمم. الفارق هنا أن الفرد يستطيع بنفسه أن يحقق إرادته و يصل لهدفه. أما الأمم ففي مرحلة ما من عمرها تحتاج لمن ينهض بها و يقودها لتحقيق طموحها الأكبر في النهضة و التفوق. بعد مأساة هيروشيما و ناجازاكي، سلك اليابانيون طريقاً مختلفا غير طريق القتال و الحروب. انتصر الياباني لنفسه حينما انتصر عليها و اعترف بالهزيمة. ثم رسم اليابانيون رؤيتهم الجديدة نحو المستقبل بعقلية جديدة تتطلع للمستقبل و…
آراء
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
شاهدتُ حالات زواج تمَّتْ بعد مضي الوقت المناسب لبناء عائلة، ولولا قصة حب قديم استطاعت أن تنتظر وتصمد لما تمتْ لاحقاً، حين وجد الطرفان نفسيهما في نهاية المطاف على المسافة عينها من الخسارة، لكنها خسارة لا تتساوى فيها الأنثى مع الذكر، لأنها دفعت الكلفة الأعلى. ما قصدته هو مشاهدتي لنساء يتزوجن في سن متأخرة، بعضهن تجاوزن الـ40، وحين سألت: كيف حدث هذا؟! قالوا لي إنها استطاعت الزواج أخيراً بعد موت والدها! هذا هو الثمن الذي دفعه الوالد، وهو في قبره، سقوط القرار، فابنته كي تتزوج بمن أرادت كان عليه أن يموت، والإخوة الذين تزوجوا وتفرقوا في بيوتهم وعائلاتهم وجدوا أن من المحزن أن تموت أختهم في بيتها وحيدة، طالما أن الوالد مات. الفارق الذي حدث بين الطرفين، الشاب والشابة، أن الرجل استمرت حياته ظاهرياً، فقد تزوج وأنجب أطفالاً وكبروا، وحالما توافرت له فرصة العودة لفتاته التي كبرت وتجاوزت الـ40، عاد وأعلن استعداده للوفاء بعهد قديم. بعضهن عدن فقط من أجل مواجهة ملل الحياة وسأمها بحب يرطبها، والبقاء مع رفقة ضرورية، وبعضهن رضين بدور الزوجة الثانية، فهي لا تريد أن تكون الضحية الوحيدة في هذا العالم، فالبعض حين يظلم لا يفكر بمن يظلم لاحقاً، كي ينتصر لنفسه، أغرب القصص عرفتها لكن هذه المرة بقرار والدة رفضت أن يتزوج ابنها من زميلته…
آراء
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
التوظيف والبطالة يظل الموضوع الأول تقريبا في كل دول العالم، هم الحكومات، ومقياس نجاحها وفشلها. وإلى قبل سنوات قليلة لم تكن الوظيفة قضية في دول مثل السعودية، أما اليوم فهي الموضوع الأول والأكثر تفجرا. ولأن الحكومة هي الحاضن الأكبر تصبح المسؤولة الأولى كذلك عن الحل عن المشكلة. وقد يبدو غريبا عندما لا يجد آلاف الشباب وظائف في بلد هو الأول في صادرات النفط في العالم، لكن هذه هي الحقيقة الموجعة اليوم وهي المشكلة الأخطر غدا. والمشكلة مردها أسباب عدة، أولها سوء التعليم بمخرجاته التي لا تؤهل الشباب للعمل الميداني، وثانيها تزايد السكان بشكل هائل جدا، حتى إن نحو ستين في المائة منهم تحت سن الثلاثين. والثالث سوء الإدارة الحكومية لمقدراته وسوء تخطيطها المستقبلي. وهذا سهل إثباته حيث يوجد فيه نحو ستة ملايين عامل أجنبي وعشرات الآلاف من مواطنيه بلا وظائف! ومع أن النقاش حول هذا الموضوع متشعب ومعقد ولا يكفي فيه إطلاق التهم والحلول السهلة، لكن يمكن بسهولة أن تتدحرج المشكلة بضخامة وسرعة أكبر من قدرات وسرعة حركة الحكومة، وستجد نفسها غدا في مأزق خطير. ما الذي يمكن أن يعمله المواطن الخليجي في دولة يعتقد أهلها أنها غنية، طبعا كلمة «غنية» مسألة نسبية لأن بقالات «وول مارت» الأميركية لوحدها، مداخيلها ضعف مداخيل السعودية. أيضا، يمكن أن نقول على الجانب الآخر،…
آراء
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢
شبعتُ ضحكا ًوأنا أقرأ الحوار الذي أجرته الصحافية، «المناضلة» حينذاك، راغدة درغام مع وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، في هذه الصحيفة، الأسبوع الماضي. هل سبق أن ظننتم أنكم قد تضحكون يوماً من حوار مع وزير خارجية عربي، وخصوصاً من السيد بن علوي الذي لم نعهد منه أمام الكاميرا يوماً ولو مزحة صغيرة، كما يحاول أن يصنع بعض وزراء الخارجية أحياناً من أجل تخفيف الكلام «القتالي» السائد بينهم والمقلق للمشاهدين! ما أضحكني في الحوار هو الشحن والتوتر بين المحاوِر والمحاوَر. أفهم أن تكون مشادة بين مسؤول وصحافي في سؤال سريع أو تعليق عابر بالكاد تلتقطه الكاميرا ويتداوله «اليوتيوب»، لكن أن تكون مشادة وتوتر متواصل طوال ستين سؤالاً، فهذا جزء من سرّ «الخلطة العمانية»! لن أستدعي هنا مقاطع مثيرة من الحوار، فهو كله عبارة عن مقطع مثير، يمكنكم الرجوع إليه (صحيفة «الحياة»، الخميس 4 تشرين الاول / أكتوبر الحالي) والتمعن في مضامينه، فهو حوار غير عادي وغير مألوف على الذهنية العربية التي ألفت الحوارات المليئة بمساحيق التجميل! غرضي من هذا الاستدعاء للحوار ليس مناقشة السياسة العمانية ومواقفها من القضايا الإقليمية والدولية، بل مناقشة الشخصية العمانية برمّتها. أقول هذا وفي ذهني التعليقات والمناقشات التي يتداولها الشباب الخليجي في «تويتر» و «الواتس آب» حول هدوء أو صمت أو غياب الشباب العماني عن…