آراء
الأربعاء ١٧ يونيو ٢٠١٥
يقال إنه لم يفت الإسرائيليين سماع ما كان يدور في الفنادق السويسرية التي اجتمع فيها المتفاوضون الأميركيون والإيرانيون بشأن برنامج طهران النووي، بعيدا عن عيون وآذان الدول المتطفلة. شدة السرية لم تفلح، فما تسرّب ونشر عنها صدم الأصدقاء، وفضح المتفاوضين، وأفسد ما كانوا يتمنون إخفاءه عن ثلاث جماعات، المعارضين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، وإسرائيل، ودول الخليج العربية. وأسدت عملية التسريب خدمة عظيمة بكشف أسرار تفاهم إطار الاتفاق النووي، واضطرت الفريقين إلى تعديل خططهما. وحتى بعد الإفشاء والصدمة لا تزال هناك شكوك ومخاوف إن بقيت أسرار أفلح الفريقان في إخفائها، وما هي. ومع أن إدارة الرئيس باراك أوباما حرصت على تصحيح العلاقة وتقديم الكثير من التطمينات والتعهدات، إلا أن في الخليج من لا يزال متشككا، فالزوج لا يخون مرة واحدة، عندما يفعل، كما سمعته من أحدهم. أما كيف تمكن الإسرائيليون من افتضاح السر الكبير؟ يقال إن فيروسا دسّه الإسرائيليون إلكترونيا في كومبيوترات الفنادق الثلاثة، وكان له الفضل في جمع المعلومات حول ما قيل وكتب، دون أن يحس أحد بتطفلهم. وإن الروس هم من فضح المتلصصين من خلال شركة لهم متخصصة في مكافحة التجسس الإلكتروني. قالت إنها عثرت على الفيروس الإسرائيلي في كومبيوترات الفنادق الثلاثة التي استضافت المتفاوضين. ورغم أننا ندرك أن الإسرائيليين هم من أفضل من يطور تقنية «الهاكنغ» في العالم…
آراء
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥
تواصل إيران معركة الدفاع المستميت عن الأسد، وتحشد إمكانياتها البشرية والمادية لما تعتبره مواجهة وجودية لها في سوريا، عنوانها بقاء بشار الأسد، ولو رمزيا، حاكما على ما تبقى من الدولة السورية. فهي على علم بأن توافقا إقليما ودوليا مستجدا، يضغط على واشنطن لوضع حد للمأساة السورية، يقضي بضرورة التخلص من الأسد، ويتزامن مع تكثيف عمليات التحالف الدولي على تنظيم داعش الإرهابي لوقف تقدمه في سوريا، للحؤول دون تحضره لملء الفراغ الذي ستخلفه انسحابات جيش النظام المفاجئة من أماكن مختلفة من سوريا. وعلى الرغم من قناعة طهران، بأن الأسد أمام مرحلة صعبة من عمر نظامه، وأن بقاءه بات أمرا مستحيلا، ما زالت مصرة ليس فقط على بقاء النظام كما هو، ورفض المس بهيكليته العسكرية وأدواته الأمنية والسياسية، بل التمسك بشخص بشار الأسد، كرأس هرم للسلطة في سوريا. منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية ضد حكم البعث، تكفل حلفاء البعث بمهمة الدفاع السياسي والعسكري عن النظام، فخاضت موسكو مواجهة دبلوماسية دولية لحمايته في مجلس الأمن، وأمدته بالسلاح الضروري. بينما قامت طهران بالتغطية المادية الكاملة لمجهوده الحربي، وحماية اقتصاده من التهاوي، موكلة جزءا كبيرا من هذه المهمة لحزب الله، الذي يخوض منذ أربع سنوات، ليس فقط حربا عسكرية مفتوحة على الشعب السوري، بل دفاع ضروس عن النظام البعثي، باعتباره ركنا أسياسيا في منظومة…
آراء
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥
«أُستاز عبدالله تعال بسرعة».. أن تأتيك هذه العبارة من المؤسسة يعني أن تترك ما في يديك وتذهب مباشرة، دون المرور بمرحلة تسخين الموتر والتخلص من غاز «شيء ما – أكسيد الكربون» الذي يخرج من المكيف في بدايات تشغيله! في الطريق إلى المؤسسة أتساءل عن سبب هذا الاستدعاء المفاجئ! هل «الجهات المعنية» لديها ملاحظات أخرى على ما أكتب؟ هل خبصت في الآونة الأخيرة؟ لكن لحظة! لقد قال لي صديقي: أستاز عبدالله (هكذا بالضبط بالزاي)، لم يقل عبود أو عبادي أو أبوالعبد، ومعنى ذلك أن المدير العام فوق رأسه، أو أن هناك مسدساً مصوباً إلى الرأس ذاته! في المؤسسة كانت الأمور مختلفة عن أيامي العادية! ما هذه اللوحة؟ هل قرر مسؤول الكراج أخيراً تخصيص موقف لي؟ بل ويسبق اسمي في اللوحة التي تعلو الموقف حرف الـ«أ.» (ألف ونقطة)، هذا كثير، لكن هل هي «أستاذ» أم «أستاز»؟ لا أعتقد أنها «المدعو»، فهناك همزة، كما تلاحظون «يا بتوع اللغة»! الجميع يبتسم بتملق، الأصدقاء يسألون عن أسرتي وأمي، لمحت «مجات» عدة، وهي جمع «مج»، والمج نوع من الأكواب الخزفية الواردة إلينا من بلاد الكفار لوضع القهوة، كان هناك العديد منها على مكتبي من زملاء مختلفين، رئيس التحرير يقوم بنفسه بصب القهوة لي، ومساعدوه يعرضون عليّ الاهتمام بصفحات مختلفة، الثقافية، الفنية، حتى الصفحة الرياضية، لي أنا؟…
آراء
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥
الحقيقة، إن حالة الارتباك التي يبديها البعض أمام شبكات التواصل الاجتماعي تجعلك تفكّر باستمرار في مدى استعدادنا الاجتماعي والذهني، أو فهمنا لتطور الوسائل والأدوات وانفتاح العالم، الذي شرع أبوابه على بعضها البعض منذ الفتح العظيم لشبكة الإنترنت، وتحولها إلى أسرع المخترعات البشرية انتشاراً ووصولاً لأنحاء وزوايا الكون المختلفة. حالة ارتباك من اللافت والغريب أن تصل إلى مثقفين وصحفيين وكتّاب وموجهين، يُفترض فيهم الاطلاع والاستشراف، وليس العامة فقط! وبينما نسخر من ردود الأفعال البسيطة مع وصول الراديو والإذاعة والتصوير والتلفزيون، ثم البث الفضائي لدينا، إلا أن البعض في هذا العصر المزدحم بكل أدوات الاتصال والتلاقي الشبكي الخاص والعام.. هذا البعض يمارس نفس رد الفعل الساذج ذاك أمام شبكات التواصل الاجتماعي؛ إذ يصل الأمر إلى تجريمها وتحميلها مسؤولية وخلل منظومة التربية والتعليم والثقافة والوعي مثلاً.. إلخ، وها هو دون أن يشعر يتحول إلى مساحة للسخرية من جيل حالي، وبشكل أقسى من جيل تالٍ، أجيال وُلدت بعد الإنترنت..! سيقول لك المرتبك إن هذه الشبكات غير..! - وسأقول له كذلك كان البث الفضائي، بل حتى التلفزيون المحلي كان بالنسبة للمعترضين عليه في حينه غير، مقارنة بما قبله.. وتلك أيها المرتبك طبيعة الأشياء وتطور الوسائل والفتوحات البشرية التقنية والاتصالية والعلمية، دائماً غير، دائماً تتجدد وبشكل مذهل وصادم ربما، لمن يدور في حلقات لا يخرج منها…
آراء
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥
في كل عام، وقبل شهر رمضان المبارك، تنظم حملات إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى مقاطعة محطات تلفزيونية بذاتها؛ بدعوى أن تلك المحطات تدعو إلى نشر الرذيلة والفسق والفجور، وهي -على فكرة- قنوات سعودية خاصة، ذات شعبية طاغية في المجتمع السعودي والخليجي، فكيف بمثل هذه الدعاوى أن تكون صادقةً ودقيقةً؟! وهذه المجتمعات العربية محافظةً جداً على الأقل بالظاهر، والدليل على شعبية تلك القنوات، هو وجود الإعلان وبكثرة من الشركات المحلية، وهؤلاء لا يرمون أموالهم بتلك العفوية، فهم يعرفون أن تلك القنوات لديها نسبة مشاهدة مرتفعة في الأسواق التي يستهدفونها، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن بعض الدعاة الذين يهاجمون تلك القنوات ليست دوافعهم بريئة، فقد تكون شخصيةً بحتة، فبعضهم بالمناسبة يظهر في برامج دعوية في قنوات لا تختلف كثيراً عن القنوات التي يدعون إلى مقاطعتها. ليس هناك مبدأ واضح لديهم في هذه الادعاءات، فإما أن يتركوها كلها أو يقاطعوها كلياً إذا كانوا بالفعل صادقين، ولكن بعضهم يلعبون على وتر المحافظة على المجتمع وأنه معرض للرذيلة، وهذه قضية لا يمكن التساهل بها. الغريب أن من يشنون الحملات على بعض تلك القنوات في كل عام يستندون إلى دراسات وأبحاث تعزز وجهات نظرهم، بل إن بعضهم -كما صرحوا- لا يحتاج إلى مثل هذه الدراسات، فالحالة ظاهرة وواضحة، مثل هذه التناقضات تكشف…
آراء
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
أكملت عاما على دخولي عالم “تويتر”، وعلى الرغم من أنني كنت مواكبة- إلى حد ما- تقنيات التواصل الاجتماعي الحديثة ابتداء من “هوت ميل” مرورا بـ “فيس بوك” و”بلاك بيري” و”واتساب” و”انستغرام” وأخيرا “تويتر”، وجدتني لعدة أسباب قد ارتحت لاستخدام التقنية الاخيرة خاصة لبساطتها واختصارها في أحرف قليلة وسهولة التواصل من خلالها. ففي حين اقتصر حسابي في “انستغرام” كمثال على مجموعة من الأهل والصديقات نتواصل فيما بيننا من خلال الصور التي نضعها، أخذني حسابي في “تويتر” إلى مجال أرحب من التواصل والمعرفة. فتح “تويتر” عالما كبيرا لي يتعدى الحدود الجغرافية- وفي أحيان أخرى الزمانية أيضا- بكثير.. عالمٌ بدا مخيفا وغريبا في البداية، ولكن سرعان ما شعرت بتآلفٍ مع الشخصيات المختلفة التي يزخر بها، سواء تلك التي تستخدم هويتها الحقيقية أم تلك التي تختفي خلف أسماء ومعرفات قد تُمثّل هويّاتها الحقيقية وهي تعيش الحرية التي تنشدها في العالم الافتراضي. وككل علاقة تبدأ عادة بحماس الفضول والاستكشاف يذكّيها الشّك والارتياب في كل ماهو جديد تقنياً- خاصة من أبناء جيلي الذي لم يتربى على تقصي أحدث التقنيات والبرامج ومتابعتها – وعلى الرغم من الاستفادة الحقيقية والمعارف المختلفة والصداقات المتعددة التي جنيتها من هذا البرنامج، أجدني اليوم أُتابع ما يُكتب على “تويتر” بقلبٍ مثقل بالهموم ومشاعر تستثيرُ الاحباط والقنوط. هل يمكن أن نطلق على هذه…
آراء
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
في نهاية الأربعينيات الميلادية، قدِم الملك عبدالعزيز لزيارة حقول النفط في المنطقة الشرقية، وكان ممن رافقه في جولته ماجد بن خثيلة، الذي صحب الملك وشهد معه فيلماً عن سير العمل في شركة الزيت العربية، يمكنكم أن تشاهدوا صورة مثيرة لهذه الزيارة، تظهر ابن خثيلة وهو في الصف الثاني خلف الملك عبدالعزيز، مشدوداً نحو العرض السينمائي، ويبدو أنها المرة الأولى التي يرى فيها تلك الآلة الغريبة، كما رافق الملك أيضاً في لقائه مع روزفلت وتشرشل. كان ابن خثيلة من قادة التمرد على الملك عبدالعزيز من «إخوان من طاع الله»، الذين واجههم في السبلة شمال غرب الرياض عام 1929، ثم فر واختفى فترة من الزمن حتى عفا عنه الملك، وأصبح من المخلصين المقربين. ويكمن نجاح الملك في إدماج أولئك المحاربين القساة الأتقياء الذين تركوا البدو، ورضوا بحياة القرى، لكي يكونوا أنصار مشروع رأوا فيه تلبية لأشواقهم الأخروية، ودعوة دينية، جندوا من أجلها كل ما يملكون، ثم واجهتهم حقيقة أكبر من أحلامهم، وعالم جديد ترسم فيه الحدود، وقانون دولي لا يسمح بعصر الفتوحات والحروب التوسعية. وبعد عشرين عاماً منذ السبلة طوِّعت تلك الحشود من آلاف المحاربين، لكي يكونوا جنوداً يحمون الحدود الجغرافية للمملكة، بعد أن كانت ثورتهم رفضاً لمشروع الدولة، وعدم اعتراف بتلك الحدود الدولية والاتفاقات التي أبرمها عبدالعزيز. اليوم تمر المملكة العربية…
آراء
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
عبر تاريخ السعودية الطويل رسمت الاستراتيجية السياسية منهجا مميزا عبر مسار مختلف للعمل في سبيل إيضاح الصورة الحقيقية للمملكة ودورها الإقليمي والدولي، والحقيقة انه عبر هذا التاريخ الطويل لم تتوقف تلك المسارات الإعلامية والدعائية في رسم صور متفاوتة عن المملكة العربية السعودية في اذهان المتلقين في كثير من المجتمعات القريبة والبعيدة، هذه الصورة التاريخية والاعلامية حول السعودية تطرح في كل مرة ذات السؤال حول لماذا يتم الهجوم على السعودية ولمصلحة من ومن يقف خلفه، ولكن قبل الدخول في هذا المسار لابد من رسم صورة عن المملكة العربية السعودية بمساهمة مؤسسة الاعلام الأولى في تبنيها. هذه الدولة وفي دورتها الثالثة تمكنت في العام (1932) وعلى يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي اعلن استعادة ملك اجداده وتوحيد المملكة تحت مسماها الجديد، وكانت فكرة الوحدة الشاملة لهذه الدولة مطلبا تاريخيا تم تحقيقه من خلال عملية سياسية واستراتيجية وعسكرية انطلقت منذ العام (1902) بدخول الرياض ومن ثم الانطلاق الى توحيد اكبر مساحة جغرافية من الجزيرة العربية، هذه العملية السياسية طرحت السؤال المهم ما الذي سوف يميز هذه الدولة الناشئة عن سابقاتها..؟ في الدولة الحديثة تشكلت السعودية بطريقة مختلفة وخاصة أن المقدسات الإسلامية الأهم بالنسبة للمسلمين مكة والمدينة أصبحت جزءا من هذا الكيان، وبهذه الوحدة أصبحت مسؤولية السعودية اكبر بين دول العالم العربي…
آراء
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
وجد البعض صعوبة في استخدام مصطلحات التقسيم الطائفية «شيعة» و«سنة» و«علويين»، عند وصف الأحداث المشتعلة في العراق وسوريا واليمن. وهذا شعور رفيع، لأنه ليس مستساغا فرز الناس وتقسيمهم بناء على معتقداتهم، الحقيقة أنه كان السلوك المهيمن لعقود طويلة في معظم الدول العربية، باستثناء لبنان بعد الحرب الأهلية في السبعينات. كان هذا في الماضي عندما كان خلاف السياسة على الآيديولوجيا الفكرية المدنية والانتماءات «الوطنية»، من اليسار إلى البعث والقومية. الآن، الدين هو السياسة، ورجال الدين هم رجال سياسة، والجماعات صارت الأحزاب؛ «حزب الله» و«دولة العراق والشام الإسلامية» و«أنصار الله» و«جبهة النصرة» و«عصائب الحق»، والقائمة تزيد على المائة. في الماضي القريب كانت هناك أحزاب البعث العربي، والقومية العربية، والقومية السورية، والاشتراكية الناصرية، والشيوعية. ولم تكن المجتمعات البسيطة بعيدة عن هذا الحراك، قامت فيها منظمات ماركسية لينينية مثل «الجبهة الشعبية الديمقراطية في الجزيرة العربية». وعندما بدأ الترويج لتبني الطرح الديني لتصحيح المسار السياسي العربي الفاشل، كان كثيرون يظنون أنه فكر وحدوي يجمع بين غالبية سكان المنطقة، حتى مع غير العرب، كالفرس والأكراد، ويتعايش مع مؤمني الأديان الأخرى، وأنه أكثر نقاء. لكن بعد مضي أربعين عاما اتضح أن الإسلام السياسي عمل سياسي بحت، ومع أول اختلاف في المصالح بين «حزب الله» الشيعي و«الإخوان المسلمين»، قبل أربع سنوات، انتهت سنوات العسل بين أكبر فريقين، ولجأ…
آراء
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥
وكأنَّ الجميع بحاجة لهذه الصدمة التي أحدثها الأتراك في صلب نظامهم الحاكم من خلال الانتخابات الأخيرة. الأكراد احتاجوها ليؤكدوا أنهم لا يعيشون على الهامش كما أريد لهم. القوى السياسية الأخرى لتثبت أن النظام السياسي لم يتصدع وما زال قويًا وقادرًا على استيعاب الجميع. حزب العدالة والتنمية نفسه احتاج هذه الصدمة قبل أن يستبدَّ فتتلاشى شعبيته التي «كانت» يوما طاغية. الدول العربية كادت تختطف منها تركيا، وهي التي لا تريد أن تضيع منها كما ابتعدت عنها في مراحل تاريخية. ما بين المتحمسين من العرب لكل ما هو تركي، والكارهين لكل ما هو «إردوغاني»، تظلّ الحقيقة التي لا يمكن عكسها بالمشاعر أو الأمنيات، هناك اختلاف كبير بين تركيا وإردوغان، كالاختلاف بين الخلافة في دولة إسلامية، والرئاسة في جمهورية ديمقراطية، تركيا مهمة إقليميًا واستراتيجيا، ولا يمكن الاستغناء عنها، والرئيس طارئ ومتغير بحسب النظام في بلاده. على قدر ما قدم إردوغان مشروعًا تنمويًا نهض ببلاده اقتصاديًا بشكل لا يمكن إغفاله وحقق نموذجًا يحتذى اقتصاديًا، على قدر ما أخفق في تأسيس علاقات استراتيجية لبلاده مع دول العالم. تسببت سياساته في عزل تركيا عن حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي، كما أفضت إلى علاقات أقل ما توصف بعدم الارتياح مع الولايات المتحدة الأميركية، أما في حدود المنطقة العربية فيمكن القول إن أنقرة لا تملك علاقات متميزة إلا مع…
آراء
الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥
لقد كانت نتائج الانتخابات التركية صادمة بالنسبة لحزب "أردوغان" الذي خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان، وبالتالي خسر القوة والصلاحيات التي تمتع بها طوال 13 عاماً، بل وأصبح من الصعب تشكيل حكومة توافق.. فالمسافة بين حزب العدالة والتنمية وباقي الأحزاب صارت شاسعة بسبب أردوغان وسنوات من الخلافات الطويلة والملفات المعقدة وعلى رأسها ملف الفساد ومحاسبة الفاسدين. وبعد أربعة أيام على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية ظهر "أردوغان" ليطلب من «جميع السياسيين تقديم مصلحة الوطن على مصالحهم من أجل تشكيل حكومة ائتلافية» في أسرع وقت ممكن لتفادي الفراغ. ودعا «كل التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها، لكي تتمكن البلاد من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة»... لكن المعارضة بمختلف أطيافها، اعتبرت هذه الدعوة «تهمة مردودة على صاحبها»، مؤكدة أن أردوغان هو الذي يقف بينها وبين التفاهم مع «حزب العدالة والتنمية» على تشكيل حكومة أقلية بعد حصول الحزب على أكبر عدد من الأصوات من دون غالبية تمكنه من التفرد بالحكم. هذه النتيجة كان يراها كثير من المراقبين والمتابعين للشأن التركي، فقد كانت واضحة ماعدا لأردوغان فلا هو ولا حزبه كانوا يتوقعون ذلك التراجع في تأييدهم، وإلا ما ورّط رئيس الوزراء داوود أوغلو، نفسه بتصريح لا يمكن الإلتزام به، فمن فرط الثقة بالفوز أعلن في أحد اللقاءات الانتخابية الشهر الماضي أنه سيستقيل إذا لم…
آراء
الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥
تشرفت بدعوة الأستاذ تركي الدخيل مدير قناة «العربية» لحضور ما يشبه المؤتمر الصحافي، الذي أعده وقدمه الأستاذ تركي وشارك في التقديم والإجابة عن الأسئلة عدد من المديرين والمسؤولين في القناة، وكان ذلك ظهر الخميس الماضي بمقر مجموعة MBC في المدينة الإعلامية بدبي. أكثر ما أبهرني في هذا المؤتمر هو الأرقام التي تبوأتها القناة بين منافسيها وجميعها في المراتب الأولى في المنطقة، على رغم شدة التنافس وضراوته. فبالنسبة إلى الأخبار تحقق لـ «العربية» المركز الأول، ولقناة «الحدث» مركز متقدم على رغم حداثة عمرها الذي لم يتجاوز ١٨ شهراً فقط. مواقع القناة على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي تحصد عشرات، بل مئات الآلاف من المتابعين. تنوع هائل في المحتوى وفي اللغات أيضاً. لدى القناة موقع باللغة الفارسية موجّه إلى إيران يتصفحه أكثر من ربع مليون زائر إيراني. وبالطبع هناك من هو خلف كل هذه الإعدادات اليومية المضنية، إذ ارتفع عدد العاملين في «العربية» إلى 1700 موظف بعد أن كان دون الألف قبل ثلاثة أعوام فقط. يوم المؤتمر يصادف تقريباً اليوم المئة منذ تعيين الأستاذ تركي مديراً عاماً للقناة، خلفاً للدكتور عادل الطريفي الذي أصبح وزيراً للإعلام في المملكة بعد مضي فترة وجيزة في القناة، وهو من أتى خلفاً للإعلامي المرموق عبدالرحمن الراشد، الذي كان له الفضل بعد الله في بناء وتشكيل شخصية وسلوك…