آراء
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
لا أدري لماذا نتجاهل أن نكتب عن الطعام وفنون الطبخ، اليوم أقدم للقارئات العزيزات حول العالم طريقة طبخ (كباب كوبيدة) على الطريقة الإيرانية، وللعلم هذه الوجبة تكفي لشخصين وبالإمكان مضاعفة المقادير في حال زيادة عدد آكلي الوجبة. أولاً: المقادير: 4 حبات طماطم، ثوم مهروس، بهار مشكل وفلفل وملح حسب الرغبة، 3 حبات بصل مبشور، لحم بقر مفروم 500 جرام، بيضة مخفوقة. ثانياً: طريقة التحضير: يتم وضع اللحم والبيض والبصل والثوم والملح والبهار في وعاء واحد داكن اللون وتُعجن باليد جيداً، اليد قطعاً يجب أن تكون نظيفة ويفضل أن تكون بلا مناكير أو خواتم ثم نضع الخليط في الثلاجة طوال الليل حتى يتخمر وتختلط المكونات مع بعضها البعض، في الصباح يتم تقطيع خليط اللحم على شكل كرات دائرية متشابهة، هذه الكرات تكون صماء ومتماسكة بحيث لا ينفذ الهواء أو الماء خلالها، ثم نشبكها في أسياخ الشوي ويُفضل أن تكون طويلة حتى تستوعب الكرات إلى نهاية طرف السيخ من الجهة المقابلة، ثم نشبك الطماطم في أسياخ منفصلة، الأسياخ عموماً تكون قوية لتحمل اللهب وحجم الكرات المحترقة، الآن نسخن المشواة قليلاً ثم نضع أسياخ اللحم وأسياخ الطماطم، نقلّب الأسياخ حتى تستوي من جميع الجهات، ننزع اللحم بعد أن ينضج ونقدمه مع الأرز أو الخبز.. والأسياخ تبقى. ثالثاً: التقط صورة للطبخة وأرسلها على بريدي…
آراء
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
قد يسأل سائل: وما دخل ضعف أداء الأجهزة الحكومية في مسائل متعلقة بحقوق الإنسان؟ وأجيب بأن ذلك من صميم حقوق الإنسان. ولهذا سعدت أمس وأنا أقرأ خبراً قصيراً كتبه زميلنا عبده الأسمري عنوانه: «وزارات الدولة تدرس تقريراً لحقوق الإنسان ينتقد التبلّد الإداري لدى القيادات». جاء في الخبر أن جمعية حقوق الإنسان أصدرت تقريراً يوضح وجود ضعف في الكفاءات الإدارية والأجهزة الحكومية ما تسبب في ضعف مؤشر الأداء. ونقلاً عن رئيس الجمعية، د. مفلح القحطاني فإن الجمعية «ستواصل رصد الشكاوى، مضيفاً أن الجمعية طالبت بإيجاد ضوابط واضحة لاختيار القيادات في الأجهزة الحكومية تبنى على أساس السيرة الذاتية للمرشح أو المقابلة الشخصية والخطة المستقبلية التي سيقدمها، وملاحظة ضعف الكفاءة الإدارية والتبلد الإداري وغياب الحس الحقوقي والإنساني عند بعض القائمين على الأجهزة، وبيّن أن الجمعية انتقدت المحسوبية والوساطة في تعيين بعض القيادات، ورصدت تهميش بعض المديرين للمتميزين من موظفيهم، لأسباب غير موضوعية». كل ما آمله، هنا، أن تستمر الجمعية في متابعة هذا التقرير لأهميته للتنمية. فتغييب الكفاءات الإدارية المؤهلة عن المواقع القيادية لا يهمشها فقط، ولكنه أيضاً يعطي الفرصة لغير المؤهل مما يزيد من تخلف المؤسسة التي يعمل بها ويؤثر بالتالي سلباً على التنمية الوطنية. إن التأهيل والكفاءة لا بد أن يكونا أهم المعايير لاختيار الشخصيات القيادية في أي مؤسسة. ومن هنا فإننا…
آراء
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
أحمد الله أني لست مسكونا ً بالضعف أمام دعوات الاستضافة في البرامج التلفزيونية ، وخصوصا ً برامج الحوار الثنائي / التناطحي . ولم أفعلها سوى مرة واحدة قبل عشر سنوات حين استجبت لبرنامج حواري في إحدى القنوات الفضائية لكن بعدما تأكدت من وجود " طفاية حريق " في الإستديو ! الآن ، ازددت إيمانا ً وتمسكا ً بموقفي الرافض للزج بحياتي في هذه البرامج الحوارية ، بعدما شاهدنا أول من أمس في إحدى الفضائيات نائبين أردنيين ، سابق ولاحق ، يتبادلان الشتائم ، ثم يقذف النائب الحالي حذائه في وجه النائب السابق ، ولم تكن هذه هي المفاجأة إذ بدأنا نتعايش مع الإعلام الحذائي وكيف " نعلي " قيمة الحوار في عالمنا الآن ! المفاجأة الحقيقية كانت حين أشهر النائب " المدني " مسدسه في وجه الضيف الآخر . مسدس .. في برنامج حواري ؟! للإحاطة ، فالضيفان الكريمان ليسا من الإسلاميين ، وإلا لقلنا وقالوا إن الضيف " المسلّح " قد حصل على مسدسه هدية تذكارية من تنظيم القاعدة مثلا ً. أي أن العنف في عالمنا العربي ليس حكرا ً على تيار ثقافي دون آخر .. فالكل قابل للإشتعال ! استبدلنا بالحوار المنطقي .. الحوار البندقي ! خاص بــ الهتلان بوست باريس 8/7/2012م
آراء
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
"مجلس الشورى السعودي قائم تماماً, بدورية التشريعي والرقابي على اداء الحكومة وهو صانع للرأي" بهذه الكلمات كان هو تعليق ورد عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس الدكتور مشعل العلي والذي نشرته صحيفة الحياة الاسبوع الفائت على الانتقادات التي وجهتها الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في تقريرها السنوي اللتي اشارت فيه الى استمرار المجلس بمهامه التشريعية والرقابية المحدودة من خلال دراسة الانظمة التي تحال اليه من السلطة التفيذية غالبا , وأن دوره الرقابي يقتصر على المراجعة الروتينية لتقارير الاجهزة الحكومية , ومرجعة ذلك الضعف الى محدودية صلاحياته المخولة له بموجب النظام وآلية التشكيل المتمثلة في التعيين, واما في الجانب التشريعي فيبرز ضعف الشفافية في مناقشة المشاريع والانظمة الجديدة او المعدلة , فأي مواطن يجد صعوبة في ابداء رأيه حول تلك الانظمة مما يستدعي نشر واعلان مسوداتها للرأي العام , بل ان الدكتور العلي اعتبر ان مسؤوليات وانجازات المجلس ارفع من ان تقومها جمعية حقوقية , مبررا ذلك بمنطق غريب وعجيب وهو ان المجلس لايمارس عملا خارج قبة البرلمان , فكيف لجمعية ان تنتقد من دون الاطلاع على اعماله ! ولكل منا ان يعجب من هذا التصريح , فكما هو معلوم فان من أهم أدوار مؤسسات المجتمع المدني في معظم الدول هو متابعة اداء المجالس البرلمانية من اعضاء ولجان وهيئات ومتابعة التشريعات…
آراء
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
هنا أعني البعض وليس الكل. ففي داخل السعودية يرفض بعض السعوديين، جملة وتفصيلاً، سلوكيات وأفكارا تصبح عادية وطبيعية في رحلاتهم خارج السعودية. فذلك الذي يرفض فكرة وجود سينما بأي مدينة أو قرية سعودية ما أن يصل البحرين أو دبي حتى يزاحم، مع عائلته، طوابير السينما وربما لأكثر من مرة يومياً. ثم حينما يعود لبلاده وتفتح أمامه فكرة وجود سينما محترمة في السعودية، يقفز معلناً رفضه للفكرة التخريبية التغريبية الخبيثة. وهو ذاته الذي يصر في جولاته بالأسواق خارج بلاده ألا تشتري زوجته أو بناته إلا من سيدة فيما هو أول معارضي توظيف السيدات بائعات في أسواق بلاده. وهو نفسه الذي يمشي، في سفره، مبتسماً سعيداً بصحبة أطفاله وعائلته، حفظهم الرب، لكنه بمجرد عودته يلبس ثوب الكآبة متقدماً أهله في أي مكان عام كما لو كان قائداً لكتيبة عسكرية. إنه ذاته الذي لا يكاد يرد عليك السلام في الأماكن العامة في بلاده لكنه في سفراته، ما شاء الله تبارك الله، لا تكاد الابتسامة تفارق محياه؛ يسلم على هذا مبتسماً لتلك. وهو نفسه الذي تمر عليه سنة كاملة من دون كلمة: عفواً أو «سامحني» أو «عن إذنك» أو «شكراً» بينما يقول «شكراً» لوحدها في أسبوع خارج بلاده أضعاف ما يقوله فرد مؤدب من أبناء البلاد التي يزورها خلال سنة كاملة. إنه نفسه الذي…
آراء
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢
زرتها بمكتبها في مقر الملحقية الثقافية في القاهرة، ومن مقدمة الشارع إلى ناصيته تستشعر تلك الرائحة المعتقة بالأصالة لتخبرك أن هنا نبضا إماراتيا أصيلا، كان ذلك النبض سيدة مُحبة مخلصة نشطة طموحة، حريصة على كل شأن يخص طلاب الإمارات وتتابع بنفسها حتى أدق التفاصيل من شؤونهم. هي واحدة من بنات الإمارات اللواتي يحملن الوطن بين جنبات الروح، محلقات به أينما كن فوق كل آفاق الجمال وعناوين التميز. سيدة تمتلك ابتسامة مفعمة بالحيوية تستقبل بها قلوبنا قبل أكفنا، وتحتضن أرواحنا بحنان الأم ووفاء الأخت ومساندة الصديقة..إنها الدكتورة «فاطمة العامري»، نموذج مدهش لبنت الإمارات الحاملة لشعار التميز والتألق في كل مكان وزمان. «وإن كنا مليون مواطن، يجب أن يكون إنجاز كل فرد بعشرة ملايين»، عبارة جاءت في سياق حوار جمع بيني وبينها حينها أدركت العمق الذي تتميز به وقبل ذلك ملامح الثقة التي تعلو محياها وإيمانها بقدرة الإنسان الاماراتي المخلص لوطنه أن يكون نموذجاً يحتذى في كافة المجالات.. فاطمة العامري من النماذج الكثيرة التي تشرف الوطن في كل مكان وموقع داخل وخارج وطننا المعطاء، وبلادنا تستحق أن تزين جيدها بتلك النماذج التي عنوانها التميز والجمال، فنحن «عيال» زايد وشباب خليفة، جنود لهذا التراب الطاهر والذي تعودنا من قادته أن لا نرتضي بأقل من المركز الأول ولا نتطلع يوما لغيره. الإنجاز الرائد لا…
آراء
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢
بعضنا يصور المواطن السعودي كما لو كان ملاكاً محصناً ضد أي خطيئة. أضحك أحياناً حينما يأتي «سعودي» بما يخرج عن المألوف «السعودي» فيسارع بعضنا بالتعليق: أصله ليس سعودياً! وقبل تجريده من «سعوديته» لرأي قاله أو موقف اتخذه، وجب أن نسأل: من قال إن السعودي معصوم عن الخطأ؟ ولماذا نفترض أن يكون السعوديون نسخة واحدة من بعضهم البعض؟ كثيراً ما سمعت: «مستحيل سعودي يسوي كذا». ولماذا مستحيل؟ السعودي يصيب أحياناً ويخطئ أحياناً. ينجح ويفشل. يخطط ويتهور. يصدق ويكذب. وهو – قبل أي شيء – إنسان يأكل ويشرب ويفرح ويحزن ويمرض ويموت. ولو مارسنا عنصريتنا الكريهة ضد صاحب أي رأي لا نتفق معه وقلنا «هذا أصله غير سعودي» فمن إذاً يبقى سعودياً؟ ولو جاء «سعودي» الأصل والفصل، ومن صلب هذه الأرض أباً عن عاشر جد، وقال كلاماً لا يليق أو فعل فعلاً مشيناً لبحث البعض في شجرة عائلته لعلهم يجدون «فرعاً» في تلك الشجرة العريقة ليستخدمه حجة لإخراجه من الشجرة المقدسة! ثم يقال: هاه: أرأيتم: أصله غير سعودي؟ كم مرة سمعنا أحدهم يؤكد: «مستحيل سعودي يفعل كذا أو يقول كذا». يا جماعة الخير، السعودي في أول النهار وآخره إنسان له زلاته وله حسناته. وهو ينتمي لمجتمع ضخم وفيه حراك ثقافي وتجاري مهم. إنه مجتمع متنوع في أقاليمه وتجاربه. من الظلم اختزاله في…
آراء
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٢
هذه العبارة ليست فحوى دعاء توجهت به إحدى نساء نجد، بل هي عبارة أطلقها إمام وخطيب مسجد سعودي في حسابه عبر “تويتر” مساء أمس الأول، مفسِّراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة”، وقد فسر الخطيب أن الفرقة الناجية المقصودة التي ستدخل الجنة هي “أهل نجد”، ولا ندري كيف ينزل القرآن في مكة والمدينة وتذهب الجنة إلى نجد؟! لهذا سألتني قريبتي التي أنجبت حديثاً من زوجها النجدي طفلاً، هل سيدخل طفلي الجنة بينما أنا سأدخل النار لأني من المنطقة الغربية؟ وسألتها لماذا يتزايد عدد موزعي صكوك الجنة في بلادنا كل يوم؟!. أستشهد كثيراً بنكتة أبي راشد وأبي صالح النجدية أيضاً، فهي تقول كل ما يمكن أن يقال في هذا الشأن، فالنكت ليست سوى رسوم كاريكاتورية ترصد وقائع وأمراضاً ومبالغات معيشة تحدث كل يوم بيننا. النكتة تقول: إن أبا راشد وأبا صالح خرجا من المسجد بعد صلاة المغرب وأخذا يتجاذبان حديثاً بدآه بشكر الله على نعمة الإسلام التي أنعم الله بها على البلاد الإسلامية، لكن أبا راشد قال لأبي صالح: ليس كل بلد إسلامي بلداً إسلامياً، فالمسلمون في بلاد الروس وأوروبا وفي تركيا يشوب إسلامهم معتقدات شركية وليسوا كالمسلمين العرب. فقال له أبو راشد صدقت والله، لكنه عاد وقال: لكن…
آراء
الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٢
المقدس صفة تضفى على المعنى أو الشيء لتخرجه من نقد الواقع إلى الاستسلام لمشيئته و قدرته و تنزهه عن المساس به من قبل من هم أقل منزلة و قدرة. تلك القدسية نقرأها في الأساطير البابلية واليونانية و الفرعونية و ما سبقها أو تلاها من حضارات أيضا هي صفة تخلع على الآلهة سواء كانت رمزا أو تمثالا أو حتى حيوانا أو بشرا – أكسبها الكهنة تلك القدرة التي كانت تسيّر بها الناس و توجه بها الفكر الجمعي في إطاعة الملك / الآلهة و تكسّب كهنة المعبد الذين كانوا يعتبرون بطانة ذلك الملك/الآلهة. و في المسيحية أصبح الأمر شائك في التمييز بين لاهوت عيسى و ناسوته حيث اعتبر أنهالآب(الرب) – اللاهوت الذي تمثل في صيغة الإبن – الناسوت الخاضع لمشيئة اللاهوت.و تجسدت طاعته في الصلب حتى الموت معتمدين على قول لعيسى عليه السلام حين قال (أنا و الآب واحد) ما يعني وحدانية الجوهر في الطبيعة اللاهوتية. و حين أتى الإسلام حرر الفكر من هذا المعتقد بما ورد في آياته بأن الشرك لأمر عظيم و كفر كل من أعتقد بأحد أنه مشارك للإله في قدرته و مشيئته فما الرسل سوى بشر أرسلهم الله للهداية و حرم تقديسهم بوضعهم في منزلة الربوبية العليا ومقام الإله الواحد الأحد. و في العهد العباسي بدأت تظهر الطرق…
آراء
الأحد ٠٨ يوليو ٢٠١٢
هي مسألة وقت، و قريب جداً، و ينتهي طغيان بشار الأسد وعائلته في سوريا. و طبيعي أن تأخذ سوريا وقتها في لملمة جراحها وإعادة ترتيب أوراقها. لن تكون المرحلة أسهل مما مرّت و تمرّ به ليبيا. لكن السوريين قادرون على إعادة ترتيب الصفوف و الخروج من مأزق المرحلة الانتقالية من أجل بناء جمهورية العدل و المساواة. وهنا أسأل: ما ذا أعددنا – في الخليج – لتلك المرحلة؟ كيف ستدعم دول الخليج السوريين في مرحلتهم الانتقالية؟ التغيير في سوريا قادم لا محالة. بل لقد بدأت أولى مراحله. فهل سنكون فاعلين في دعم السوريين في مرحلتهم الانتقالية بما يحقق آمالهم و يخدم المصالح الإقليمية؟ أُذكِّر دائماً أننا خسرنا العراق حينما أهملناه وتجاهلنا حاجة أهله لنا بعد سقوط صدام حسين. من المهم استراتيجياً أن نكون أصدقاء لكل الأطراف في سوريا الجديدة. و من العقل أن نسهم مع إخوتنا في سوريا في بناء سوريا الجديدة التي لا تغلب مصلحة الأغلبية على حساب الأقلية و لا تدعم طرفاً ضد طرف. فاستقرار سوريا مهم لاستقرار المنطقة كلها. و سوريا حينما تستقر و تخرج من نفق آل الأسد ستكون لاعباً اقتصادياً مؤثّراً على مستوى المنطقة كلها. و الطاقات السورية المبهرة، في التجارة والفنون والفكر، ستضفي كثيراً لحراك المنطقة القادم متى ما خرجت من قمع وكبت نظام الأسد.…
آراء
السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٢
بغض النظر عن تفاصيل نظام الرهن العقاري الذي صدر في المملكة الأسبوع الماضي، وانقسام الخبراء بين مرحب ومنتقد له، فإن حقيقة أن الحكومة السعودية حسمت أمرها وأصدرت النظام الذي أشبع بحثاً في مجلس الشورى ثم رفع إلى مجلس الوزراء منذ سنوات فتأخر هناك، إنما هو دلالة واضحة جلية على أن السعودية تريد أن تكون بلداً طبيعياً يحكم بقواعد الاقتصاد الحر وأدواته وليس دولة رعوية ينفق فيها الحاكم على شعبه فيوفر لهم السكن والعلاج والرعاية. أعلم أن جملة «دولة طبيعية» مستفزة، ولكني كسعودي أجد أن كثيراً من سياسات المملكة «استثنائية» وغير طبيعية وما كان لخبير اقتصادي سعودي تخرج في إحدى الجامعات الغربية المرموقة، ثم تبوأ أرفع الوظائف في بلاده، أن يوافق عليها لولا القدرة النفطية «الاستثنائية» التي تتمتع بها البلاد التي مكّنتها من ممارسة سياسة اقتصادية استثنائية، مثل أن تكون الدولة هي التي توزع المساكن على المواطنين، وهي سياسة ثبت فشلها، في السعودية وغيرها، لا لشيء غير أنها سياسة اقتصادية «غير طبيعية» تتنافى مع قوانين الاقتصاد الحر التي تعتمدها المملكة، ولكنها أحياناً تتصرف بمنطق الدولة الاشتراكية، وليتها تحصر ذلك فقط في مسائل الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم، وتبتعد عن كل ما له علاقة بعروض التجارة. الطبيعي هو ترك السكن إلى اقتصاد السوق الحر وأن تقصر الدولة دورها في أن تكون المشرِّع والمراقب…
آراء
السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٢
"لماذا أحبك ؟.. كيف تخر بروقي لديك.. وتتعب ريحي على شفتيك.. فأعرف في لحظة بأن الليالي مخدة.. وأن القمر جميل كطلعة وردة.. وأني وسيم لأني لديك". كانت هذه الأبيات الرائعة من قصيدة "أبيات غزل" للشاعر الراحل محمود درويش و كلما قرأتها يراودني هذا السؤال لماذا الحب ؟ أو كما قال شاعرنا الراحل لماذا أحبك ؟ ولست هنا للغوص في أعماقه فهناك المختصون و أساتذة العشق وعلم الحب، لكني هنا في رحلة سريعة لشواطئه، متأملا أن أبلغ مرافئه وقد فهمت بعض أسرار أمواجه! الحب كالحياة ، كلما كبرنا، كلما تعلمنا فك شفراته، وعلمنا بعدها معاني الحياة فقط تخيل الحياة بدون حب! عندما تتأمل في معاني الحياة تجد أن القيم الإنسانية الأصلية من أساساتها و تربط العواطف فيما بينها و يسرى دم الحب في أجزائها. بعمق معنى الحياة، يأتي معنى الحب. هذه العلاقة الأزلية تجدها واضحة في مسيرة البشر كلما أمعنت في التأمل كلما اكتشفت قوة الحب. تاريخ الحياة يبدأ أزليا بتاريخ الحب. في الحب يتساوى الكبير والصغير وتتلاشى حينها الأعمار، لا فرق بيننا عندما تدق عاصفة الحب قلوبنا، بمقدور الحب أن يساوينا عندما تبعثرنا التصنيفات وتفرقنا الحياة. لا تبتئس! ففي جدول الحب لكل منا خانته. الحب كالفصول، يتعاقب عليك، ينساك فترة وثانية يرجع إليك. قيم الحياة الأساسية لا تخلو من الحب،…