آراء
الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢
ثمة ثغرة كبيرة بدأت تظهر في الفترة الأخيرة بين فهم البعض للإسلام وبين الإبداع والفن، وإن كان هناك حالات قديمة فهي بالكاد تذكر، لكن الحالات الحديثة صارت تتزايد تدريجيا خاصة بعد وصول جماعات الإسلام السياسي إلى الحكم في أكثر من بلد عربي مثل مصر وتونس، لكن الأكثر خطورة تلك الدعوة التي أطلقها شيخ تونسي – وهو رئيس لهيئة علمية – في خطبة الجمعة مطالبا فيها بـ"قتل" الفنانين التشكيليين الذين اتهموا بالإساءة في لوحاتهم إلى المقدسات. وقد تجاهل الشيخ أن المسألة ما زالت اتهاما، وتجاهل أيضا أن فهم الأعمال التشكيلية يختلف من شخص إلى آخر، فما يراه أحدهم "كفرا" قد يراه آخر "إيمانا"... إلى ذلك، ليس من صالح جماعة "الإخوان المسلمون" وبالتالي المسلمين الذين يفترض أن الجماعة تنتمي إليهم أن يظهروا بصورة المتشددين المكفرين الداعين لقتل من يخالفهم أو يختلفون معه فكريا، فالحقيقة ليست ملكا خالصا لهم، وكذلك الدين بمفهومه الشمولي الذي جاء للبشرية جمعاء وليس لتيار بعينه يدعي امتلاكه والذود عنه. إشكالية "الإخوان" أنهم لم يكتفوا باستلام السلطة، بل صاروا يريدون السيطرة على العقول وتسييسها بفكرهم، وبرغم أن "إخوان" تونس كانوا إلى حدٍّ ما أذكى من "إخوان" مصر، إذ دخلوا اللعبة السياسية وقرروا التمدد تدريجيا أي إنهم لا ينوون السيطرة على كل شيء دفعة واحدة بدليل أنهم أعطوا الرئاسة لمثقف…
آراء
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
جمعني الاسبوع الماضي حوار جميل مع د.سليمان الهتلان في حديث الخليج والذي تعرضه قناة الحرة وكان اللقاء يتمحور حول الوضع الاقليمي والعلاقات الخليجية مع ايران والعراق وتركيا ، وتقييم الادوار التركية والإيرانية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بعد الربيع العربي وانعكاسات ذلك على الدور السعودي والذي يحتاج الى آليات دبلوماسية جديدة تقوم على تكتيكات مبتكرة تتواءم وطبيعة المرحلة الحرجة . طرحت في اللقاء ان الخميني لم يكن زعيما دينيا او مذهبيا بل كان داهية سياسيا استطاع التمرد على النظرية التقليدية الشيعية السياسية وفرض (ولاية الفقيه) وتطوير فكرتها ، كما طرحت في اللقاء كيف ان الخميني استطاع (استعارة أو سرقة) النموذج السني في الحكم حيث الشورى وأهل الحل والعقد والذي يتنافى مع عصمة الأئمة وشبهت الوضع القائم في ايران بعد ولاية الفقيه بالتحول الذي حدث في الفكر اليهودي الصهيوني (1948م ) حيث انه من المعلوم يهوديا انه لا يجوز اقامة دولة يهودية لأنهم منفيون بأمر الله . تحدثنا عن المتغير الدولي والاقليمي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ودعم امريكا الواضح للنموذج الاسلامي التركي (بل ودعم تركيا لقيادة الاسلام العربي وغير العربي ) ثم الغزو الامريكي للعراق وإخراج القمقم الطائفي من مخبئه وكان هناك قناعه ان المستهدف من هذه الاحداث جميعا منطقة الخليج والسعودية تحديدا ،وكيف ان وزير الخارجية التركي البروفسور…
آراء
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
المقالات أنواع وأصناف متعددة ومتغايرة، تختلف باختلاف كتّابها وباختلاف مضمونها ثم باختلاف الصحف المنشورة فيها. وبصفتي شريكاً في الصنعة فإنه كثيراً ما يلفت انتباهي، مثلاً، المقال القصير المكتنز عن المقال الطويل الممطوط (طول صناعي)! وهناك المقال الذي لا تكاد تجد فيه الكاتب، والمقال الآخر الذي لا يكاد يجد القارئ فيه مكاناً بسبب زحمة وجود الكاتب! ويمكن سرد تصنيفات أخرى ثنائية وأحادية لأنواع المقالات، لكن الشكل الأعجب منها عندي هو ما يمكن تسميته بالمقال الجماعي، أي المقال الذي يشارك في كتابته اثنان أو ثلاثة أو أكثر ممن يزدان عنق أو ذيل المقال بأسمائهم المكتظة! دوماً كنت أتفهَم المسألة حين أرى مقالاً جماعياً بقلم: هيلاري كلينتون وكوفي أنان ونبيل العربي، لأني أعرف أنهم اشتركوا معاً في «عدم» كتابة المقال (!) لكني أعجب حين أرى مقالاً جماعياً مظللاً بأسماء كتّاب حقيقيين. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأكثر من شخص واحد أن يكتبوا مقالاً واحداً؟! فالواحد منا بالكاد يتوافق مع نفسه عند كتابة المقال. يتصارع فينا أكثر من شخص (شخصية) عند الكتابة: الشخص القديم والشخص الجديد... الشخص الرسمي والشخص الشعبي... الشخص الفرداني والشخص الاجتماعي، شخوص عدة في دواخلنا تتنافس لكتابة المقال. الكل في داخلي يريد أن يلتقط أصابع الكتابة من الآخر، وأنا أحاول أن أكون عادلاً بين كل هذه الشخوص في داخلي، وأن…
آراء
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
في قمة (ريو + 20) المنعقدة حالياً في البرازيل، تكررت على مسامعنا مصطلحات من مثل «الاقتصاد الأخضر» و«التنمية المستدامة.» ولكثرة ما كررها أهل السياسة، من رؤساء دول ووزراء اقتصاد وبيئة، تكاد الفكرة تفقد معناها. فالتنمية المستدامة مشروع حياة أو موت لكثير من شعوب دول الجنوب. والاقتصاد الأخضر مفهوم حيوي في ظل المخاطر البيئية التي تهدد عالمنا اليوم. والتنمية المستدامة تعني أن نفكر في اليوم وفي الغد وما بعد الغد. ونحن، في العالم العربي، في قلب القلق. أعداد الناس في عالمنا تتزايد بشكل مخيف. والتطاحن على السلطة احتل هموم النخب. واستشراء الفساد والاستبداد قاد إلى فشل في التخطيط لمشروعات التنمية وفشل في أداء الأجهزة التنفيذية. وهكذا يتراكم الغضب الشعبي حتى يصل لمرحلة الانفجار كما شهدنا في دول الربيع العربي. ليس كل من خرج في ميادين التغيير والتحرير طالب سلطة. الناس هناك فقدت كل أمل وبمجرد أن كسرت حاجز الخوف حدث الانفجار. المخيف الآن أن تتحول الشعوب الغاضبة إلى شعوب جائعة. وهذا حتمال وارد كما نشهد في اليمن اليوم. ا الانشغال بألاعيب السياسة على حساب التنمية الشاملة يقود إلى كوارث خطيرة. والتنمية إن لم تعنِ، من ضمن معانيها الكبيرة، نظرة علمية وعملية للمستقبل، نبقى ندور في مناطق الخطر. من يفكر فقط في اليوم يخسر المستقبل. ومن يخطط فقط ليومه ويعيش وفق المثل…
آراء
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
قبل أمس، خلال فعاليات قمة (ريو + 20) المنعقدة حالياً في البرازيل، رأيت رئيس كوريا الجنوبية يستقل سيارة كورية الصنع من نوع هيونداي. وكانت وسائل الإعلام الحاضرة في المكان تلتقط صوره وهو يغادر الفندق إلى مقر القمة. وفي كل لقطة للرئيس، وهو يستقل سيارة من صنع بلاده، رسالة مهمة، يعنيها الرئيس، عن بلاده. فمثلما أبهرت كوريا العالم كله بنموها الاقتصادي المتسارع -التي أطلق عليها بسببه المعجزة الشرق آسيوية- ستبهر صناعة السيارات الكورية العالم وهي تسحب البساط من تحت أقدام نجوم الصناعة العالميين ممن سبقوا كوريا بعشرات السنين. بل إنها اليوم منافس عالمي قوي حيث تنتج سنوياً أربعة ملايين سيارة. الكوريون -بدءاً برئيسهم- يفاخرون اليوم بصناعتهم التي تحتل موقع المنافس العالمي وإلا لما نجحت كوريا الجنوبية أن تصبح في قائمة الأقوى اقتصادياً وفي وقت وجيز. إلى عهد قريب، كانت السيارة الكورية كثيرة المشكلات، رخيصة السعر، وكأنها سيارة من لا يقوى على شراء سيارة. تعلم صناع السيارات الكورية من أخطائهم وصاروا -في السوق العالمية- رقماً مهماً ينافس بجدارة في صناعة السيارات العالمية. الإيمان العميق والعمل الجاد كفيلان بالوصول للمراكز المتقدمة. وذلك مبدأ ينطلق من الفرد إلى الأمة. ونمو كوريا الجنوبية الاقتصادي كان من ثمار انفتاحها الذكي على العالم عكس جارتها الشمالية التي تخزن الأسلحة وتخطط لبناء السلاح المدمر فيما المجاعة تهدد شعبها.…
آراء
الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
التنمية المستدامة هي صمام أمان لاستقرار الدول. والتنمية، بمفهومها الشامل، منظومة متكاملة من القيم والمفاهيم يتداخل فيها السياسي بالاجتماعي بالاقتصادي. فلا تنمية حقيقية مع الفساد. ولا إبداع في الاقتصاد تحت مظلة الاستبداد. ولهذا، وعبر حوارات طويلة شهدتها فعاليات قمة (ريو + 20) التي اختتمت أعمالها قبل أمس في ريود وجانيرو، كانت «التنمية المستدامة» محوراً أساسياً في النقاش والمداولات. لا يمكننا اختزال المصطلح في جانب بيئي أو اقتصادي وإغفال الجوانب الأخرى مثل مكافحة الفساد ورعاية حقوق الإنسان وحق التعبير. وما قصة دول «الربيع العربي» إلا نتيجة -من ضمن مشكلات أخرى- لغلبة الإنفاق على الجهاز الأمني على الإنفاق في قطاعات التعليم والثقافة والصحة والبنى التحتية. فهل أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجاً على استمرار بن علي في حكم تونس لأكثر من عقدين؟ وهل فعلاً قامت الثورات في العالم العربي لأن العرب استيقظوا فجأة واكتشفوا توقهم للديموقراطية وصناديق الاقتراع؟ صحيح أن حق الناس في اختيار من يمثلها واختيار طريقة الحكم في وطنها ضمن مبادئ التنمية المستدامة التي نتحدث عنها في هذه القمة. لكن ما فائدة الديموقراطية إن لم تأت بتنمية حقيقية؟ وبالمقابل: أي تنمية ستتحقق إن لم تكن الناس راضية عن آلية الحكم وأساليب اختيارها؟ دعك الآن من هكذا حوار. إنه حوار نخب لا تقوى على شيء خارج دائرة التنظير. الشباب، وهم الغالبية، أدركوا سرَّ…
آراء
الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢
خلال العامين الماضيين سمعنا عن نية مجلس التعاون الخليجي تطبيق إتحاد بين دوله الأعضاء الستة وهي البحرين,السعودية,الأمارات,قطر,الكويت وعمان , وتسأل العديد من مواطنين دول الخليج عن الفترة الزمنية لتطبيق الاتحاد وعن كيفية التنفيذ وعن الفوائد والنتائج من هذا الإتحاد وبدأت دول الخليج تخرج بعض التصريحات عن إنشاء بنك خليجي مركزي وعن توحيد العملة وعن عدة أشياء لم نرى منها ألا مشروعين وهما الربط الكهربائي والتعرفه الجمركية الموحدة. هنالك العديد من الآليات لتطبيق مراحل الإتحاد التي يجب أن تكون تدريجية , وأقرب نموذج لنا هو الإتحاد الأوربي لذلك سوف أكتب آلية معتمدة من قبل الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي , والتي أتمنى أن تساعدنا في تطبيق صحيح للإتحاد أذا تم . مراحل التطبيق: ستكون مراحل التطبيق المذكورة من الأهم أولاً إلى الأقل أهمية . أولاً: انضمام جميع جيوش دول الخليج تحت قوات درع الجزيرة: إن انضمام جيوش جميع دول الخليج تحت مظلة درع الجزيرة سوف يقوي من قوة درع الجزيرة الدفاعية والهجومية ويجب أن تكون قيادته مركزيه تابعه لمجلس التعاون وأي قرار يتعلق بهجوم أو إعلان حرب أو مساعدة يجب أن يتم من خلال قرار بعد اجتماع قادة دول مجلس التعاون, ولدينا عدة أمثلة مقل حلف الناتو الذي يمثل دول أوروبا وأمريكا وكندا , وأيضا حلف وارسوا الذي يمثل شرق أوروبا وروسيا…
آراء
الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢
تستغرق الرحلة الجوية من دبي إلى محطتنا المقصودة في البرازيل 16 ساعة. قرأت فصلاً في الكتاب المرافق وشاهدت فيلماً ونمت لساعات. عدت لأوراق عمل أحملها في رحلتي، قرأتها من جديد، كتبت مزيداً من الملاحظات ودونت بعض الأفكار لمقالاتي اليومية. ومازلت أفكر -معلق بين السماء والأرض- فيما يحدث في عالمنا العربي. لو أتأمل فقط في الطائرة العملاقة التي أكتب فيها هذه الزاوية لوجدت مائة سبب تشرح كيف تقدم صناع الحضارة المعاصرة وكيف تأخرنا. إننا نهدر الوقت وهم يستثمرونه بالثانية الواحدة. لماذا نهدر أوقاتنا في صراخنا السياسي وحروبنا الفكرية ومؤامراتنا بعضنا ضد بعضنا؟ صناع الطائرة التي تطير بي الآن إلى البرازيل منشغلون أيضاً بالسياسة. لكن حياتهم ليست كلها مُسخّرة لصراعات السياسة وألاعيبها. ما بالنا نحن منهمكون في منافسات السياسة وألاعايبها، منشغلون بصراعات الماضي ومآسيه؟ أعرف أنه سؤال ممل ومكرر لكنني هنا، بين السماء والأرض، ألحّ عليه: متى تصبح العلوم والإبداع والابتكار جزءاً أساساً من همنا وتفكيرنا اليومي؟ ماذا لو أعطينا الصناعة والإبداع قليلاً من الوقت الطويل الذي نقضيه في جدالات وصراعات تزيد من حالة التخلف والبؤس التي يعيشها عالمنا العربي؟ صناعة طائرة واحدة تؤمن آلاف الفرص الوظيفية لشباب متعطش للعمل والإنتاج. أبسط تقنية في هذه الطائرة تسهم في بناء الاقتصاد وازدهاره. ولابد من تكرار الأسئلة: أي إسهام لنا اليوم في الحضارة الإنسانية…
آراء
الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢
يحكي علي الوردي في كتابه (أسطورة الأدب الرفيع) قصة حدثت في بغداد، حيث كتَبَتْ مصلحة نقل الركاب في حافلاتها جملة تطلب من راكبيها أن يساعدوا الجابي بـ «أصغر نقدٍ كافي»، فثار النحويون يريدونها أن تكتب «كافٍ» بدلاً من «كافي» إلا أن المصلحة لم تكترث. ويعلل الوردي ذلك بأن المصلحة كان يهمها أن يفهم الركاب الجملة أكثر من أن تكون صحيحة لغوياً. ثم ينتقد الوردي اللغة العربية وعلم الإعراب في كتابه بصورة شرسة وقاسية، وعلى رغم اختلافي معه في بعض النقاط، إلا أنني أتفق معه في أننا جعلنا من اللغة العربية وعلم البلاغة، هاجساً مفزعاً للكاتب والمتلقي. ويبدو لي أن أحد أسباب ذلك هو أن غالبية اللغويين والأدباء يصرون على تعظيم التراث الأدبي العربي وجعله النبراس الذي على الأجيال الجديدة الاقتداء به بغض النظر عن زمانهم وظروفه. قد نفهم أن المراد هو الحفاظ على جمال اللغة وقواعدها، ولكن كيف نطلب من شاب أو فتاة يعيشان مرحلة ما بعد الحداثة، في عالمٍ لم تعد لغة واحدة تكفي للعيش فيه، ولم يعد تعريف الأدب بالنسبة لهما محصورا في تراث لغتهما الأم، بل تعدى ذلك إلى الإنجليزية والإسبانية والفرنسية وغيرها من اللغات المتداولة في العالم، أن يقرأا البيت الشهير لامرئ القيس «مكر مفر مقبل مدبر معا.. كجلمود صخر حطه السيل من عل» دون أخطاء!…
آراء
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢
جاء خبر وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز، وأنا في طريقي إلى البرازيل مشاركاً في قمة الأرض. كان السؤال اللافت الذي أسمعه من كثيرين قابلتهم في رحلتي يسأل عن المستقبل في السعودية. وهو سؤال يسأله السعوديون أنفسهم. ليس جديداً تأكيد أهمية استقرار السعودية للمنطقة والعالم ليس فقط لأهميتها لاقتصاديات العالم وهي اللاعب الأول في سوق النفط ولكن لدورها الأساس في توازن القوى الإقليمية. السعوديون يسألون أسئلتهم لأنهم يرون أن بلادهم قادرة على العبور نحو نقاط الضوء إن أجبرتهم الظروف أحياناً على السير في نفق التحولات الإقليمية والدولية المربكة. ويسألون أحياناً أسئلة ملحة لأنهم يشاهدون حجم الدمار المخيف من حولهم ولابد لهم من الحرص على النأي ببلادهم من فوضى الخراب الشامل على حدودهم. إنهم يريدون أن يكون وطنهم قوياً متماسكاً بوحدة أهله وبمواجهة ما يمكن أن يضعفه ويضعفهم. وهكذا التحم الصف السعودي، قبل سنوات، مع قيادته في معركته الصارمة ضد الإرهاب. ولكي تكون السعودية قوية في الخارج فهي لابد أن تبقى قوية في الداخل. من هنا يسأل السعوديون أنفسهم أسئلة تبحث في المستقبل وينتقدون بعض الأخطاء في الإدارة والتنمية. من يحب وطنه يسأل أحياناً الأسئلة المزعجة. ومن يريد الخير لمجتمعه يشير بإصبعه لما يرى فيه بوادر خلل أو خطر. هناك تحديات حقيقية لعل من أبرزها مشكلة البطالة المتفاقمة؛ لا بد من…
آراء
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢
الانتخابات الرئاسية المصرية مثيرة، لكنها إثارة للفرجة، وليس للفائدة، صراع ديكة، وتبادل اتهامات بين تيارات، جدل لا ينقطع عن هوية الدولة، مدنية هي أم دينية؟ في الوقت الذي يعرف الجميع، بما في ذلك الجمهور، أن الاقتصاد هو ما يجب أن يكون الموضوع الرئيسي في الانتخابات. قليل من يعرف من المرشح الذي وعد بخفض الضرائب أو رفعها. أو كيف سيوفر الدكتور أحمد مرسي المال الكافي لتنفيذ وعده بتخصيص راتب لكل أمّ لا تعمل. وما هو مشروع الفريق أحمد شفيق لزيادة إنتاج فدان القمح في مصر، هذا إذا كان عنده برنامج لأمر كهذا. شخصياً، أستمتع أكثر بمتابعة الاقتصادي المصري جلال أمين وهو يحلل الاقتصاد المصري ويربطه بالتحولات السياسية والاجتماعية. إنه يظهر أحياناً في التلفزيون هو وغيره من الاقتصاديين، ولكن ليس في ساعات الذروة، أي ما بين التاسعة مساء إلى منتصف الليل، فتلك ساعات مخصصة للجدل و «المناحلة» والمناحرة، مخصصة للفريق أحمد شفيق، وهو يهدد ويتوعد ويتهم «الإخوان»، فهذا موضوع أكثر إثارة. بينما يعرف الجميع أن الاقتصاد أو بالأحرى النجاح فيه هو الذي سيُبقي مرسي أو شفيق في الرئاسة في الدولة الديموقراطية، وإن كان شفيق يستطيع الاستعانة بصديق للبقاء في السلطة هو الجيش فيما لو فشل اقتصادياً. لكن هذه الحال لا تختص بها مصر، حتى نحن في السعودية مشغولون بألف قضية غير الاقتصاد،…
آراء
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٢
سأتوقف موقتاََ عن استكمال محاور «المسألة العربية» التي تناولتها في مقالاتي الأربع الماضية، رغم أن مقالة اليوم يمكن أيضاََ دمجها ضمن «خصائص» المسألة العربية! سأتناول اليوم إشكالية (ثنائية المنصب والكاتب)، بل ثنائية المنصب والشخص في الثقافة العربية. وقد استفزني لهذا الحديث «الشخصاني» البغيض تعليقات بعض القراء على ما أكتب أحياناََ بأنها نتاج خديعة المنصب وضغوطه على الكاتب «الأصلي». فأنا بدأت الكتابة منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكني تبوأت المنصب «المرموق» (كما يسميه أولئك القراء العاتبون) منذ قرابة خمس سنوات فقط. وأصبح هذا المنصب شمّاعة لمن لا تعجبه فكرة مقالي، فيقول محذراََ لي من فوره: إياك يا زياد أن تغترّ بالمنصب المرموق الذي أنت فيه وأن تكون ممن أعمى ضباب المناصب عيونهم وأقلامهم، وأن يغريك بريق المنصب لأن تكتب ما لا يطابق قناعاتك! اشتدَت هذه النبرة التحذيرية، أكثر ما اشتدت، عندما كتبت مقالي (السلفية .. هل هذا وقتها؟) ثم عادت بدرجة أقل عند مقالي قبل الأخير (هل نحن مستهدفون؟). لو تمعّن هؤلاء قليلاََ في فحوى تلك المقالتين وغيرهما لوجدوا أن كتابتي كانت ضد التيار... تيار المناصب، لأنها لم تكن بالضرورة متوافقة مع رؤية من بيده المناصب! ويعرف هؤلاء المحذِّرون أني لو استحضرت في ذهني عند الكتابة بريق المناصب «المرموقة» لصرخت بأعلى صوتي، كما يصرخ المتناصبون: نحن مستهدفون ومحسودون يا مولاي! لكن…