آراء

آراء

ثغرات فيلم “المصلحة”.. وتلميع “الداخلية”

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢

مع استمرار عرض فيلم "المصلحة" وتحقيقه لإيرادات جيدة في دور السينما بالقاهرة ودبي وغيرهما، يستمر الجدل حوله.. ذلك الجدل الذي قادني لحضوره، لأجد أنه مثل معظم الأفلام العربية عامة والمصرية خاصة يحتوي على العديد من النقاط الإشكالية والثغرات لكنه في المحصلة يعد جيدا بالمقارنة مع كثير من الأفلام الأخرى برغم "وعظيته" التي يختصرها انتصار الخير على الشر.. وكعادة الأفلام العربية تلعب المصادفات دورا كبيرا، مثل تكليف الضابط "أحمد السقا" بمهمة أمنية يوم عرس أخيه، ووجود تاجر المخدرات "سالم" لحظة محاولة شباب إحدى قرى سيناء ضربه أثناء بحثه عن قاتل أخيه، فأنقذه. ووجود حاجز أمني مفاجئ في طريق عودة شقيق سالم إلى البلدة، ليصدم سيارات الأمن ويقتل ضابطا هو شقيق "السقا"، وإطلاق اسم "أبو تريكة" على شحنة مخدرات لحظة تسجيله هدفاً... كذلك كان غريبا أن يظهر "السقا" متنقلا كل يوم بين القاهرة وسيناء برغم بعد المسافة بينهما، والأغرب أن يفلت الزمن، فيتم الاتفاق على تهريب شحنة مخدرات يوم عرس سالم، لكن عروسه اللبنانية تظهر في العرس بسيناء ثم في القاهرة للإيقاع بزوجة "أحمد السقا" لإشغاله عن موعد التهريب الذي يفترض حسب الاتقاق أنه انتهى وقت العرس. وكالعادة أيضا يسهل خداع زوجة الضابط فتتورط بتهمة مخدرات لكن مصادفة دفعها 100 جنيه عليها كتابة، ظل الصيدلاني محتفظا بها أنقذتها من التهمة. ولم يتم…

آراء

لمن تغني الطيور؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

الفكرة: يتناغم الكون ويتكاتف للعمل الصالح وحينما ينتشر فعل الخير يهتز فرحاً له الشجر والطير، لهذا عندما نسمع تغريداتها نتساءل بعجب: لمن تغني الطيور؟ هناك قلوب رغم جروحها، تضمد جروحنا.. يضع بطاقته في جهاز سحب الصراف الآلي، يكشف حسابه، بقي له ألف درهم في رصيده وعشرة أيام لنهاية الشهر، بالكاد المبلغ يكفيه ويكفي التزاماته الكثيرة. فجأة يتصل صديقه وبخجل يطلب مساعدته المادية لحاجته الشديدة، محتاج يسأل محتاجاً.. بذوقه يقدر ظرف صديقه الطارئ ويؤثره على نفسه، يعطيه كل ما يملك ويبقى دون رصيد.. في ضجيج محطات الحياة، استقل قطار الصمت، بساطة الحياة في الأشياء البسيطة، وجمالها في المقدرة على عمل الأشياء الجميلة، عندما تقدم على عمل صالح يتكاتف معك الكون ويأخذ بيدك حتى تنهي عملك. هناك من يعملون بصمت وكتمان في سبيل الآخرين، ولا يفكرون في أي مقابل جزاء أعمالهم، يؤدونها بيقين كبير وإيمان كثير، وفي المقابل تجد أصحاب الأعمال الأخرى يروجون بضجيج مزعج لأعمالهم، طمعاً في ربح مؤقت ونصر جزئي يحصلون عليه لأهداف ومصالح شخصية وأجندة مخفية تنتهي كما بدأت، وينسون أعمالهم وتنساهم عندما يحصلون على حاجتهم. الذين يملكون الأمل ولا يعطونه.. كما ملكتموه يوماً ستفقدونه. الأمل هذه الكلمة البسيطة العميقة، تعني الكثير للكثير، مرحى للذين يملكونها وبلا مقابل يهدونها وتباً للذين يحجبونها عن الناس. تجدهم يبحثون عن الأمل في…

آراء

الاقتصاد أيضاً يدفع تركيا إلى عالمنا

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

قبل نحو عقدين، نُشرت في هذه الصحيفة قصة أول مؤتمر علني لقيادات الحركة الإسلامية دعا له ونظمه حزب الرفاه، الذي كان في الحكم شريكاً «غير سعيد» مع حزب الوسط «الطريق القويم». يومها اخترت لتقريري عنواناً مستفزاً «مجلس المبعوثان ينبعث من جديد في إستانبول!»، مشيراً هنا إلى برلمان الدولة العلية العثمانية الذي كانت تتمثل فيه الشعوب التي تحكمها السلطنة المتسعة الأرجاء. لم يعجب عنوان المقال بعضاً من المشاركين في المؤتمر، من باب «داروا أموركم بالكتمان». وفي تلك الأيام كان مجرد مشاركة وفد من حركة حماس قصة مثيرة مستفزة للجيش والإعلام التركي، الذي اهتم بها بشكل واسع. تغير الكثير منذ ذلك الوقت. الأسبوع الماضي حضرت في إستانبول مؤتمراً عالمياً هو الآخر نظمته الحكومة التركية مع المنتدى الاقتصادي العالمي وموضوعه اقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الأوروبية. سألت مستشاراً لرئيس الوزراء، لماذا هذه المناطق الثلاث؟ قال بكل وضوح: «لأنها المناطق التي نراها شريكة اقتصادية لنا». بالتأكيد أيضاً يرونها أسواقاً لهم، فالناتج القومي التركي من المنتجات المصنعة وصادراتها في ارتفاع مستمر منذ عدة سنوات، هذه المنتجات بحاجة إلى أسواق جديدة، وبالطبع لن تجد تركيا أفضل من هذه المناطق الثلاث، فالشرق الأوسط وشمال أفريقيا هما في مجملهما العالمُ العربي، الذي كان يوماً ضمن «تابعية» الدولة العثمانية القديمة، والذي يعاني أزمة هوية، ويتلمس طريقه من جديد…

آراء

جدد حياتك!

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

حينما تضيق بك الدنيا فإن صلاتك الخاشعة المتجردة من كل تفكير غير إيمانك المطلق برحمة ربك وفضله ومحبته ستفتح لك أبواب الأمل وتريك طرقاً فسيحة لم ترها من قبل. نفشل كثيراً لأننا لم نعرف طريقاً آمنة للطمأنينة ونحن نواجه عواصف الزمن. ويسيطر علينا الوهم والقلق والخوف لأننا لم ندرك معنى الصلاة وأثرها على النفس والعقل. ذات ليلة هجمت فيها كوابيس الاغتراب، وبيني والوطن شمس وقمر، فرشت سجادة صلاتي وسرحت عميقاً أصلي لله وأناجيه وكلي إيمان به وبمحبته. ضاعت همومي في فسحة الطمأنينة التي وجدتها في قربي من الله ومن رحمته ومحبته. إن الصلاة التي ينسى أثناءها الإنسان كل علاقاته إلا علاقته بربه ، ويؤمن فيها عميقاً أن خالقه هو حقاً القادر المقتدر والرحمن الرحيم وأكرم الرازقين، هي مفتاح للأمل وراحة البال. حينما تهم للصلاة، إسأل نفسك: لماذا أصلي؟ هل تصلي مجاملة للناس أو خوفاً منهم؟ أم تصلي لكيلا تصنف في دوائر المغضوب عليهم اجتماعياً؟ أعرف أن ليس من حق أحد أن يتدخل في علاقة المرء بربه. مللنا من أولئك الذين يظنون أنهم وكلاء الله في الأرض وأوصياؤه على الناس في صلاتهم وصومهم وإيمانهم. ربك هو أعلم العالمين بما تخفي الصدور. لكنني أنصحك وأنت تنوي الصلاة أن تضع كل شيء على جانب ولا تفكر سوى في تواصلك مع الخالق عبر الصلاة…

آراء

ماذا تعرف عن الله؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

حكى لي أحدهم أنه مَرّ في حياته الفكرية بمرحلة إلحادٍ استمرت لعدة سنوات، حيث عجز، في تلك الفترة، عن إيجاد إجابات شافية لكثير من التساؤلات التي كانت تقض مضجعه. فكلما سأل عن شيء في الوجود أو في الدين أتته نفس الإجابات الجاهزة من مصادر مختلفة. يقول: «صرتُ ملحدا ومارستُ كل الرذائل، ولكن كان في صدري هاجس يحدثني أن هناك رباً في السماء». ورغم إصراره على سؤال كل رجل دين تسنح له الفرصة لمقابلته فإنه كان يزداد بُعداً عن الإيمان. ولكنه من خلال قراءاته في المادية العلمية، ودراسته لعلم الطاقة، واطلاعه على كتابات مجموعة من الفلاسفة، استطاع أن يضع طريقه على أول الطريق الذي قاده إلى الله؛ فلقد كانت تلك القراءات تخاطب عقله وتحترمه، حتى وعلى الرغم من أن بعضها ينفي وجود ربّ، فإنها، على حد قوله، كانت تدفعه للبحث عنه حتى وجده. ومثل هذا الرجل الذي وصل إلى الإيمان بعد صراع فكري وروحي طويل، نجد أن الذين يعتنقون الإسلام أكثر فهما له، وأكثر تسامحا في الحياة إذا ما قورنوا بكثير من الذين وُلِدوا مسلمين. فمن النادر أن تجد مسلما جديدا يكفِّر غيره من المسلمين أو يُبدّعهم (وأعني بالجديد أي أنه لم يولد مسلماً ولكنه أسلم بعد أن عقل) ولا أذكر متى كانت آخر مرة سمعنا عن مسلم جديد قام بعملية…

آراء

مصر: إلى أين؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

أكتب هذه المقالة وأنا في الطائرة، إلى القاهرة. هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مصر وإن كانت زيارة قصيرة لبضع ساعات. في الطائرة، حملت معي أسئلة كثيرة عن مصر ومستقبل مصر. وأعرف جيداً أنني سأعود بها إن لم أعد بأكثر منها. في خطابنا العربي نكرر كثيراً ان مستقبل مصر سيكون مستقبل العرب. أو سيؤثر كثيراً في مستقبلهم. هل هذا صحيح؟ أعتقد -مثل كثيرين- إن بإمكان مصر، متى تنفست الصعداء من ثورتها، قادرة على قيادة مشروع تنموي حضاري ضخم يرسم للعرب خارطة طريق نحو المستقبل. هل لدى قادة مصر الجدد رؤية لهكذا طموح؟ إننا نعيش اليوم محاصرين بين مشاريع إقليمية خطيرة ربما ضعنا بينها أو كنا من «غنائم» أصحابها. فالأتراك يستعيدون «أمجاد الماضي» حينما كنا جزء من إنجازهم وهم يبهرون بعضنا بخطابهم الجديد الذي يدغدغ مشاعرنا ويستثمر في إنكساراتنا. وهم يعلمون كم نحن عاطفيون مع أي خطاب يمنحنا الوهم. والإيرانيون تحت غطاء المذهب وطرد المحتل يخترقون المنطقة كلها، من شمال إفريقيا إلى جنوب الجزيرة. وفينا من يرى فيهم نصير الضعفاء والمغلوبين على أمرهم. والإسرائيليون قد أخرجونا من دائرة الخطر لأننا منشغلون عنهم بصراعاتنا وفوضانا. ماذا بقي؟ هل نضيع في «صفقة» ما بين أصحاب المشاريع المتنافسة في محيطنا؟ هل ننتظر مصر؟ أمام مصر طريق طويلة كي تبدأ علاجها من تركة ثقيلة…

آراء

هل «الإخوان» أي كلام؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

صديقي المصري يعرب عن خيبة أمله في «الإخوان» وقد دخلوا علانية لعبة السياسة: «دول طلعوا أي كلام». سألته: كيف تصفهم بـ»أي كلام» وهم من يقود المشهد الآن؟ قال إنهم يجيدون التنظير وينقضون الوعود ويحترفون تبرير ما يخدم أهدافهم. قلت له: أهلاً بك إلى عالم السياسة. المشكلة ليست في الإخوان لكنها فيمن ظن أنهم أقرب للملائكة مُصدقاً أن «الإخوان هم الحل». قال: ولكنهم يٌسيسون الدين من أجل الوصول للسلطة. قلت له: أهلاً بك إلى عالم الواقع يا صديقي: وهل الإخوان وحدهم من يُسيس الدين من أجل السلطة؟ سألني ممتعضاً: كأنك تؤيد وصول الإخوان للسلطة؟ أجبته أن تأييدي أو عدمه لن يقدم ولن يؤخر. أما وقد رضيت الناس بصناديق الاقتراع فليس أمامها بد من قبول نتائجها. المهم هنا أن السنوات القليلة القادمة ستبين للناس أن تحقيق مبتغاها في التنمية وإصلاح الأحوال لا يأتي بالوعود من فوق المنابر، ولا بالكلام الكبير الذي ما إن اصطدم بالواقع حتى تلاشى هباءً منثورا. إني مع مقولة «الميدان يا حميدان». أي: إن التجربة ستكون المحك. فإن فاز الإخوان ونجحوا في إدارة البلاد وتحقيق التنمية فأهلاً وسهلاً. وإن فشلوا فقد كسب المواطن العربي معرفة الفرق بين الأحلام والحقائق، بين الخيال والواقع. وأسقط بالتالي تلك «القدسية» في نظرته لكل من لبس عباءة الدين وشرع يطلق الوعود كما لو كان…

آراء

هل فضح داود “المطاوعة”؟

الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢

كانت المقارنة بين من هم (ملتحين) ومن هم غير (ملتحين)، وبالطبع فاز غير الملتحين في كونهم كانوا أكثر تنظيما وأكثر رقيا وتعاملا وفهما ووعيا بالمهمة التي يقومون بها، بينما ظهر أصحاب اللحى فوضويين، وغير منظمين، وكان الاجتهاد عنوان عملهم وليس له علاقة البتة بالعمل المؤسساتي. فريق الملتحين كانت تمثله جمعية خيرية من الرياض وأخرى من المدينة المنورة وفريق غير الملتحين تمثله جمعية (إطعام) من المنطقة الشرقية، وكلهم معني ومهتم بتوزيع الطعام على المحتاجين، والكل محتسب ويعمل لوجه الله تعالى. هكذا تحدث الناس في مجالسهم وأماكن عملهم وعبر تغريداتهم في (تويتر) وهكذا صنفوا الناس بعد الحلقة التلفزيونية التي بثت في برنامج الثامنة مع داود على قناة (إم بي سي)، وبدت الحلقة وكأنها من حيث تقصد أو لا تقصد تريد أن تكشف لنا أو تؤكد لنا ما ارتسم في الذهن من أن معظم الجهات الخيرية ومن يعمل في مجال التطوع والاحتساب ما دام أنهم من فريق (المطاوعة) فعملهم يغلب عليه غير الإتقان وعدم الدقة ويفتقد للجمال و(الإتكيت) والنظافة ويغيب عنهم حسن التعامل، والعكس صحيح عندما يكون القائمون على العمل من غير (المطاوعة). شخصيا أكره التصنيف المتمثل في قول (ملتحين) وغير (ملتحين) و(مطاوعة) وغير (مطاوعة)، كما وأمقت التعميم، ولكن موضوعيا ينبغي عليَّ أن أعترف أن هذا التصنيف موجود وحاضر بقوة في أحاديث الناس…

آراء

في رحيل تويني

الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢

قد نختلف على قضايا لبنانية كثيرة. لكن شبه المتفق عليه أن اللبنانيين أسسوا مدرسة صحفية خاصة. كانت الصحافة اللبنانية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي سيدة المشهد الإعلامي العربي. وما زال تأثيرها واضحاً حتى اللحظة. قبل أمس فقدت الصحافة العربية أحد نجومها الكبار. حزنت أن استيقظت صباح أمس على خبر رحيل غسان تويني. كأن قدر غسان تويني أن يشهد قبل رحيله رحيل أبنائه الثلاثة، نايلة ومكرم وجبران. وكان رحيل آخر الأبناء، جبران، عام 2005، أكثر إيلاماً لأن ذلك الرحيل شكَّل علامة فارقة في آلام لبنان واللبنانيين الذين ذاقوا أوجاع الحرب الأهلية ودفعوا أثماناً باهظة لأطماع آل الأسد في لبنان. لن أنسى حواراً طويلاً دار بيني وبين جبران تويني، في مكتبه في النهار، في العام 2003 حينما كان يعيد أغلب أمراض لبنان وأوجاعه للاحتلال السوري. وكان يحترق ألماً أن ترك العرب لبنان لعبة في أيدي النظام السوري كما لو كان «غنيمة» راحت من نصيب آل الأسد. وقد صدق. فما سفك دماء الأبرياء في سوريا اليوم إلا من نتاج اللعبة السياسية المريضة التي تركت نظام الأسد يتمادى لعقود في طغيانه وهمجيته وأطماعه. كان جبران وطنياً في نقده لأحوال لبنان مثلما كان والده وطنياً في دعوته الدائمة للتسامح حتى في أقسى الظروف مثلما فعل وهو يلقي كلمته التأبينية في رحيل جبران. غسان تويني…

آراء

دفاعاً عن الأدب

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

أُلغيت محاضرة بدرية البشر التي كان مقرراً انعقادها في جامعة قطر قبيل ساعات من انعقادها، تحقيقاً لرغبة الكثير من الطلاب والمثقفين والصحافيين وغيرهم من المهتمين. ويُحسب لجامعة قطر إلغاؤها لمحاضرة غير مرغوب بها من قبل الأغلبية، والتي لو كانت ستعقد لم يكن ليحضرها الكثير. وأنا مع إلغاء أي محاضرة غير مرغوب بها من قبل معظم من تحدثوا بهذا الشأن، ولكني لست مع سبب الإلغاء، والذي كان كما قيل: بسبب تطاول الكاتبة على الذات الإلهية بشهادة جزئية في روايتها «هند والعسكر». قبل الخوض في الأسباب يجب التوضيح بأني أحترم كل رأي، وأن ما سأطرحه هو ما أراه منطقاً يخاطب العقل، كما أنني قبل كل شيء لا أرضى بأي تطاول على الله ورسله، ولا حتى على أي أحد من مخلوقاته، هذه هو الحق الذي أراه، وسأسرده عبر نقاط: أولاً: التطاول الذي حصل، ورد في سطور رواية أدبية، وعلى لسان إحدى الشخصيات المعنوية الخيالية، ولم يرد على لسان الكاتبة شخصياً بلفظ صريح. ثانياً: نستطيع أن نقيس هذا التطاول برجل جلس مع أقربائه وقال لهم: صديقي المسيحي يعتقد بأن الله هو المسيح. الكاتب هو شخص ينقل الأحداث، بالضبط، مثل هذا الرجل في المثال. فهل نعاقب هذا الرجل بسبب ما يعتنقه صديقه؟ أو لأنه نقل أفكار صديقه بغض النظر عن سبب ذلك؟ ماذا عن مقولة…

آراء

خلونا ننفض الزولية

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

عندما تخرج العائلة في نزهة، أول ما تتأكد من وجوده في «شنطة» السيارة هي (الزولية)، فهي أهم معدات النزهة وأول ما يوضع لتجهيز المكان، فعليها يجلسون ويتسامرون ويأكلون، ولهذا غالباً ما تكون في آخر الرحلة متسخة ببقايا (الفصفص) وقليل من الأرز وكثير من الرمل، ونظراً لأن تنظيف (الزولية) يعتبر من أصعب الأشياء تم اعتماد نظرية (نفض الزولية) كأسهل طريقة لإزالة ما علق بها من بقايا الرحلة، وأفضل طريقة للنفض هي بأن يمسكها شخصان من الأطراف ويقوما بنفضها، وفي بعض الأحيان (يشوتونها) لإزالة الغبار والأوساخ الملتصقة، وبعد ذلك يضعونها في السيارة وهي بأجمل حال.عند رؤيتي لبعض مشاكلنا مثل تعثر بعض المشاريع وغياب التخطيط لها، وفشل الكثير من الحلول، أشعر بإحباط شديد وأقول في خاطري متى (ننفض زوليتنا)؟ نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٨٦) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٧-٠٦-٢٠١٢)

آراء

المثقف ومشهد التغير العربي

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

«لا مفر من مواجهة الحقيقة المحتومة وهي أن... الاحتجاجات من جانب المثقفين أو المفكرين لن تأتي لهم بأصدقاء في أعلى المناصب ولن تتيح لهم ان يحظوا بآيات التكريم الرسمي. والمثقف أو المفكر يجد نفسه اذاً في عزلة، لكن هذه العزلة خير من الصحبة التي تعني قبول الاوضاع الراهنة على ما هي عليه». ادوارد سعيد، صورة المثقف: قد يكون المثقف روائياً أو صحافياً او كاتباً وإعلامياً أو رساماً أو صاحب مدونة وفناناً فيؤثر في الآخرين، ناقلاً اليهم مشاعره وأحاسيسه ومشاهداته. إن جانباً رئيساً من هوية المثقف مرتبط أساساً بعدم تقبله القوالب الجامدة ومقدرته على التجديد والتساؤل والتصدي للخطأ، أكان ذلك ظلماً أم فساداً ام سوءاً. إن أحد مواصفات المثقف مرتبط بمقدرته على بناء مسافة مهما بدت بسيطه بينه وبين السلطة. فالسلطة في كل مجتمع معرضة باستمرار للخطأ وتسعى بطرق مختلفة الى تقييد الحريات وقلّما تفهم الثقافة او تتفهم الرؤية النقدية والبعيدة الأمد التي يحملها المثقف. إن حتمية بناء المسافة بين المثقف والسلطة مرتبطة بطبيعة الثقافة، فالثقافة لا تتطور إلا بعلنية النقد وحرية التعبير والتقاط مصادر الظلم واحتياجات رفعة الإنسان والحفاظ على كرامته. إن محنة المثقف في بلادنا العربية مرتبطة بتعرضه لتأثيرات أنظمة سياسية تتحكم في تعابير الثقافة المعلنة. لهذا بالتحديد لا مثقف بلا استقلالية ولا قيمة للمثقف بلا شجاعة خصوصاً في…