آراء
الأحد ٠٣ يونيو ٢٠١٢
شهد الأسبوعان الماضيان صعود الإعلام السعودي بفروعه إلى صدارة المشهد المحلي واهتمام الصحف وأحاديث مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما كانت الصحف والصحفيون والكتاب يناقشون قرار رئاسة مجلس الوزراء بأن يمارس الصحافة من ينتسبون إلى هيئة الصحفيين فقط، صدر قرار آخر منذ أيام يقضي بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة وكذلك وكالة الأنباء السعودية. ما يعني أن تطورا يُفترض أن يحدث في الإعلام السعودي بأنواعه المقروء والمسموع والمرئي.. وهذا هو بالضبط ما يهم المواطن - الذي في الأغلب – لا يعرف الفرق بين وضع الإذاعة والتلفزيون حاليا ووضعهما حين يصبحان هيئة عامة، ولا يهمه إن كان الصحفيون منتسبين إلى هيئة الصحفيين أم لا، لأن كل ما يريده من تلك الوسائل أن تتغير نحو الأفضل بأساليب صياغة الأخبار وبثها ونقلها وطرحها وتحليلها. وكي تكون الأمور واضحة أكثر، فإن وزارة الثقافة والإعلام ووزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة أمام مهمة ليست باليسيرة، فهناك صورة ترسخت في ذهن المواطن عن إعلامه بات من الضروري مسحها ورسم صورة جديدة عن الإعلام الواقعي العقلاني السريع، الذي يتخطى الحواجز البيروقراطية ويصل قبل الوسائل الأخرى. إعلام يعرف ما له وما عليه ويقدم "وجبة دسمة" جاذبة في زمن لا تنفع فيه الرقابة بمفهومها الحالي، فالانفتاح سمة من يريد المنافسة واختراق المسافات. والمعلومة مهما كانت باتت تصل إلى أي مكان في الكرة الأرضية…
آراء
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٢
يبدو أن معدي برامج إذاعتي (البي بي سي) و(مونتيكارلو)، الناطقتين بالعربية، ما زالوا يحملون نظرة الثمانينيات من القرن الماضي في تعاطيهم مع ما ينشر في الصحافة العربية. ما أن يستشهد أحدهم بما نشر في الصحافة العربية إلا ولجأ لواحدة من ثلاث صحف عربية تصدر من لندن. كأن تلك الثلاث صحف – مع تقديرنا لها – هي كل الصحف العربية. أم أن معدي البرامج الإخبارية في تلك الإذاعتين لا يجيدون قراءة الصحف العربية على الإنترنت؟ الصحف العربية، من المحيط إلى الخليج، تقدم آراء سياسية وثقافية متقدمة، وفيها محللون سياسيون مؤهلون ممن يُعطي الاستشهاد بآرائهم تنويعاً حقيقياً في الرأي والتحليل. لكن زملائنا الكرام في لندن ومونتيكارلو يدورون دوماً في فلك ما ينشر في الصحف العربية الصادرة في لندن وكأن تلك الثلاث صحف تختزل كل آراء العالم العربي. أفهم أنه لا يقرأون غير تلك الصحف قبل عصر الإنترنت. لكن في عصر الإعلام الجديد، حيث تنتشر المقالات من مئات الصحف العربية عبر مواقعها على النت وحيث «تويتر» يسهم كثيراً في انتشار مقالات وتحليلات صحفية مهمة، أصر على السؤال: لماذا هذا التجاهل لمئات الصحف العربية، بما تحمله من تنوع في الآراء والتحليلات؟ هل لأن بعض معدي برامجكما يعملون في تلك الصحف؟ فقط أتساءل! أم لأن بعض معدي البرامج لا يريد «وجع الراس» ففضل الخروج من…
آراء
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٢
عرفته منذ أيام الجامعة، ذكياً حيوياً لا يهدأ عن التفكير والعمل. سافرت معه في رحلات عمل وكان خير رفيق في السفر، شديد الحساسية تجاه من حوله. فرَّقت بيننا الأيام لكن «الصدف» تجمعنا من حين لآخر. فلسطيني الجنسية، ولد وكبر ودرس وعمل في الرياض. انتقل قبل سنة للعمل في دولة خليجية بعد أن جاءه عرض وظيفي مغر من مؤسسة حكومية هي من بحثت عنه وأغرته بالانتقال. اتصل بي قبل أيام مرتبكاً وشديد القلق: «كم حذرتني من التدخين وها أنذا أعيش مأساتي». زميل الدراسة يعاني من مرض خبيث في الحنجرة بسبب التدخين. لكن معاناته الأكبر، وهو القلق على مستقبل أطفاله، جاءت ممن ظن أنهم سيكونون سنده في أزمته: زملاء العمل! قال لي إن زملاء الوظيفة، بعد أن عرفوا بمرضه، بدأوا في اختلاق الأعذار والمضايقات لعله يستقيل. وعلى الرغم من أنه قد أبرز تقارير طبية تثبت تعافيه من مرضه وأنه قد تجاوز حدود الخطر إلا أن مضايقات مديره وزملائه قد زادت عن حدها. اتصل بي، وقد تمكَّن الإحباط منه، ليقسم لي بأغلظ الأيمان أن صدمته في مديره وزملاء العمل أشد وطأة من آلام المرض وأيام العلاج. وها هو، في منتصف العمر، يحزم حقائب الرحيل من جديد في رحلة بحثه الطويل عن «وطن». وقصة صديقي العزيز هي وجه واحد من وجوه رأسماليتنا القاسية. قلتها…
آراء
الجمعة ٠١ يونيو ٢٠١٢
قاتل القتيل في سوريا يمشي في جنازته. لم يكتف القتلة في نظام الأسد بارتكاب أفظع المجازر ضد السوريين، من خارج الطائفة، بل ظهروا على وسائل الإعلام كما لو كانوا هم «الضحية». هاهم «شبيحة» الأسد، بعد أن رشوا أجساد الأبرياء في «الحولة» وغيرها بوابل الرصاص، يتخندقون اليوم عبر الفضائيات العربية لإنكار دورهم في الجريمة. هذه «الحذلقة» التي من أبرز أبطالها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لا تخجل وهي تمارس الكذب المفضوح على رؤوس الأشهاد. من يقف في صف الظالم شريك في الظلم. ومن يدافع عن المجرم شريك في الجريمة. ولهذا فإن موجة طرد الدبلوماسيين السوريين من بلدان غربية كثيرة يدعونا أن نطرد من تبقى من الدبلوماسيين السوريين في الخليج. هؤلاء لا يخدمون الجاليات السورية بقدر ما يخدمون نظام الأسد الممعن في جرائمه. وبعضهم غالباً ما يتجسس على الجاليات السورية ويرسل «وشاياته» لدمشق ضد كل من يتجرأ بالحديث ضد بشار ونظامه. الأسوأ من الجريمة أن تبرر الجريمة. والأكثر جرماً هو من يبحث عن أعذار لمرتكب الجريمة. هؤلاء «المتفذلكين»، من دبلوماسيين وإعلاميين، سوريين وغير سوريين، لا يخجلون وهم يرددون أكاذيب النظام السوري ويبحثون له عن أعذار تبرر جرائمه أو تبرئه منها. إن أضعف الإيمان في الرد على احتقار بشار لعقول العالم، بأكاذيبه التي لم تنقطع، أن يُطرد الدبلوماسيين السوريين ويكتفي من…
آراء
الجمعة ٠١ يونيو ٢٠١٢
كُنتُ أقود سيارتي بسرعة وأنزلق بين السيارات الأخرى حتى أصل إلى وجهتي، وفي ظل ذلك السباق اليومي كنتُ أتنقل بين الإذاعات دون هوادة، وأُقلّب المقاطع الموسيقية قبل انتهائها. وعندما أجلسُ لقراءة صحيفة ما فإنني أرميها بعد قراءة العناوين، أما المقالات فلم أكن أستطيع إكمالها حتى النهاية. وكنتُ أرفضُ طلب مُقبلات في المطاعم، «وأدخل» مباشرة إلى الوجبة الرئيسة، وقبل أن ألتهم لُقمة كانت الأخرى جاهزة في يدي. وكنتُ أشربُ القهوة والمشروبات الغازية بشراهة، وكنتُ غير قادرٍ على الاستماع إلى قصة أحدهم حتى يُنهيها. أما الكُتب، فلم أكن قادراً على قراءة كتاب حتى الصفحة الأخيرة. وفي إحدى الاجتماعات التي حضرتُها عندما كنتُ موظفاً حكومياً بدأ مُديري بالترحيب بالوفد الزائر من فرنسا، وعندما أخذ استراحة لثوانٍ قفزتُ في وسط الحديث وبدأتُ أحدثهم عن الخدمات التي تقدمها مؤسستنا؛ فلقد كدتُ أنفجر من المجاملات و«حركات» كسر الجليد، كما يسمونها في علم الإدارة، وكنتُ أعتقدُ بأن اجتماعات العمل لا بد أن تبدأ دون أي مجاملات أو مضيعة للوقت. وبعد أن انتهينا طلبني مديري في مكتبه وقال: «عندما تبدأ اجتماعاً دون أن تُرحب بالضيف الزائر فأنتَ تقول له بأن أمره لا يهمك، وكل ما تريده منه هو المال». ولقد كنتُ في زيارة إلى شركة إيطالية قبل مدة، وفي خضم حديثي مع مدير الشركة حول تنسيق موعد زيارتي…
آراء
الجمعة ٠١ يونيو ٢٠١٢
بدأ هذا السؤال العام الماضي في بدايات الربيع العربي بصيغة «هل ستلحق الملكيات العربية بالجمهوريات التي انهارت كحجارة الدومينو؟»، وقتها كانت الجمهورية التونسية بكل حداثتها تثور وتسقط رئيسها، وتطلق موجة امتدت إلى جملة من الجمهوريات العربية، أعرقها وأكبرها مصر، فليبيا ثم اليمن. تغيّر السؤال بعدما خبت جذوة الربيع وتحول إلى شتاء وأزمات بعدما ترك آثاره حيثما حلّ، فأصبح: «لماذا نجت الملكيات العربية... وإلى متى؟». أكتب مقالي هذا من البحرين، تلك المملكة العربية الصغيرة التي نالتها أشد أعاصير الربيع بين غيرها من الممالك العربية، ولكنها نجت هي ونظامها الملكي العريق، وإنْ لا تزال البلاد في حالة «توقف». البعض يقول إن المعارضة هي من وصلت إلى طريق مسدود. أعتقد أن كل الأطراف البحرينية أمام هذا الطريق المسدود، فهذه الجزيرة الجميلة تستنزف رصيد نجاحها السابق. هذا النجاح هو الذي حمى النظام ومنع البلاد من الانجرار إلى مصير الجمهوريات العربية، وسوف يمكِّنها من انطلاقة جديدة بكل مكوناتها، بعد مصالحة لا بد أن تتم. هناك جمهوريات عربية نجت هي الأخرى -حتى الآن- من الربيع العربي، ولعل من حق زعمائها أن يحتفلوا بعدما مرّت بجوارهم العاصفة، مثل الجزائر والسودان وموريتانيا والعراق، غير أن «نجاة» هؤلاء لها أسباب غير أسباب الملكيات، ولا تجوز مقارنتها بها، هذه الجمهوريات ليست موضوع المقال ولكن أحسب أن أسباب نجاتها كالتالي: -…
آراء
الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢
ذات يوم من أيام الصغر أواخر سبعينات القرن العشرين، وقف الفتى على منبر ليلقي قصيدة في أحد المهرجانات، كان أيامها مثل كل الطلاب تعشش في عقله أغراض الشعر التقليدية.. ولأن قصيدته كانت عن "الوطن".. فقد طلب منه مسؤول في المركز الثقافي بأن يهديها لقائد الوطن.. وببساطةِ طالبٍ في المرحلة الثانوية فعلَ لأنه افترض أن المسؤول "يفهم"، وأيضا لأن المسؤول كان أحد من درسوه في مرحلة سابقة. لم يكد ينتهي من الإلقاء وينزل حتى جاء مقدم المهرجان وهو من أساتذته آنذاك بعد أن قدم للفقرة التالية، وجلس إلى جانبه ليهمس في أذنه: "لا تعدها مرة ثانية، إن أهديت فليكن إهداؤك لوطنك، الأشخاص إلى زوال.. والوطن يبقى". كانت وصية نادرة في ذاك الزمن، ولولا ثقة الأستاذ بطالبه لما جرؤ "أبو عبيدة" على قولها. لغاية اليوم لم ينسَ الفتى الدرسَ الرائع الذي اختزله "أبو عبيدة" في كلمات معدودة.. وعلى الرغم من أن شخصيته ودروسه من عوامل عشق طالبه الجارف للغة العربية، إلا أن درسه ذاك كان أشدها وقعا في النفس لغاية اليوم.. كم كتب المبدعون عن أوطانهم وكم بثوا شجونهم ونسجوا الأحلام في خيالاتهم بحثا عن وطنٍ يتسع للجميع ويغمر الأطياف كلها بدفئه.. وطن ليس مختطفا من فئة أو مجموعة من الأشخاص.. وطن ينعم أهله بخيراته، ولا تكون خيراته باب رزق لثلة من…
آراء
الخميس ٣١ مايو ٢٠١٢
إن كتبت عن «فتاة المناكير» وانتقدت تصرفها فأنت عند البعض «كاتب وطني غيور» متبوعة بـ «بارك الله فيك». أما إن حاولت قراءة أبعاد القصة بوعي لمتغيرات المجتمع، وفهم لثقافة وتفكير الأجيال الجديدة، واجهك البعض بكلمات نابية وسؤال من مثل: تتركون أحداث سوريا وتكتبون عن «المناكير»؟ عند هؤلاء، يصبح نقد هيئة الأمر بالمعروف، وإن تلميحاً، كما لو كان -معاذ الله- نقدا للدين. والجرأة على نقد أي سلوك لموظفي الهيئة هي عند البعض أقرب للمعصية. قيل كثيراً أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤسسة حكومية، مثلها مثل أي مؤسسة حكومية أخرى، ليست فوق النقد ولا تحته. موظفوها بشر، لا ملائكة، فيهم المجتهد وفيهم المقصر، وفيهم من يلتزم بالأنظمة وفيهم من يخالفها. لماذا يريد بعضنا أن يُلبس الهيئة والعاملين فيها «قدسية» لا تسمح بأي نقد؟ ليس من باب المجاملة أن نُثني على كثير من أدوار الهيئة في مكافحة المخدرات وضبط المبتزين ووقف بعض أشكال «قلة الأدب» في الأسواق والأماكن العامة. وتلك أدوار «أمنية» مهمة تُحسب للهيئة. لكن قصة «فتاة المناكير»، وقصص أخرى مشابهة، تدعونا لفهم آلية تفكير جيل جديد لن يستجيب لخطاباتنا وأساليبنا القديمة. وإن أردنا أن نكسب الأجيال القادمة، ونضمن ولاءها لقيم نؤمن بها ونحرص على استمرارها، فإننا مطالبون أولاً بفهم كيف تفكر الأجيال الشابة. وما هي همومها واهتماماتها. وكيف نخاطبها.…
آراء
الأربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٢
حينما تتأمل خارطة العنف في عالمنا العربي لابد من السؤال: من أي مخزون حقد وكره وانتقام يتعامل المجرمون مع ضحاياهم من بني جلدتهم؟ من أين تأتي هذه القدرة المخيفة على الإجرام حتى تطال أطفالاً ونساءً ومن هم عند نهاية العمر؟ المجازر التي ترتكب يومياً في أرياف سوريا ومدنها لم تكن من باب «الدفاع عن النفس» ولكنها جرائم خطط لها المجرمون مبكراً وتدربوا على تنفيذها في مدارس متخصصة في الرعب والقتل. والموت العبثي الذي أقام في الجزائر لسنوات، خلال تسعينيات القرن الماضي، كان كالصاعقة وما زلنا حتى اليوم نتساءل من ارتكب تلك المجازر ولماذا؟ والقاعدة لا تزال تسقينا الموت في اليمن وفي أكثر من مكان حول العالم وكأن المنتمين لها يظنون أن بإمكانهم فرض عبثهم بالقوة على الناس. هؤلاء يسقون الناس الموت العبثي كل ساعة من أجل فرض سلطتهم بالقوة وبالرعب والموت. لم يصدق القذافي أن الليبيين كسروا حاجز الرعب الذي بناه داخلهم وانتفضوا فجأة ضده. وكاد يصدق أن حكم ليبيا حق عائلي يورثه لابنه. ثم رأينا كيف سلَّط آلة الكره والموت ضد ثوار ليبيا حتى انتهى إلى تلك النهاية التي تليق به. خارطة العنف في العالم العربي لا تقف فقط عند النماذج التي ذكرناها. إنها -للأسف الشديد- تبدو كما لو كانت «ثقافة» ورثناها منذ أيام «داحس والغبراء». فالثأر والجنون بالسلطة…
آراء
الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢
ما أكبرها من كذبة تلك التي تمثَّلت في ردود الفعل الرسمية لدول كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما بعد مجزرة «الحولة». ما من سياسي يتعاطى مع قضايا المنطقة إلا و يعرف جيداً دموية نظام الأسد الذي تأسس أصلاً على العنف و زراعة الرعب. كأنهم اليوم تفاجأوا بالوجه الحقيقي شديد القبح لبشار. قُتل في عام واحد ما لا يقل عن عشرة آلاف سوري على أيدي قوى الأمن السورية و العالم كله يتفرج. عُذِّب الأطفال و قُتِلُوا في الأرياف و المدن و«المجتمع الدولي» متردِّد في اتخاذ قرار صارم لوقف سيل الدم المستمر منذ عام. بل إن روسيا شريك علني في الجريمة. أما أمريكا فهي قلقة على أمن إسرائيل ومحتارة في طريقة التعامل مع إيران. أم أن واشنطن ستكرر ذات المشهد حينما تضاربت مواقفها في بداية الثورة المصرية ثم ما لبثت أن أيدت الثورة و كادت تزعم أنها من أشعل فتيلها؟ ما الذي ينتظره «المجتمع الدولي» وهو يشاهد اليوم – وعلى الهواء – المجازر المرعبة ضد الأطفال و المدنيين في سوريا على أيدي «شبيحة» الأسد و قواته الأمنية؟ وماذا ينتظر«الكبار» و هم يرون، عياناً بياناً، كيف يُذكي نظام الأسد فتنة الطائفية في سوريا و المنطقة كلها حتى يكسب مزيداً من الوقت قبل نهايته الآتية لا محالة؟ لقد عرَّت مجزرة «الحولة» نفاق العالم وتواطؤ الكبار…
آراء
الإثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢
تقنية العصر ترصد حوادث اجتماعية ما كان للإعلام التقليدي علماً بها ولا قدرة على نقلها. الفتاة التي وثَّقت حوارها مع رجل هيئة الأمر بالمعروف، في المقطع الشهير بـ«فتاة المناكير»، قدَّمت لنا دليلاً جديداً على أن الإعلام الاجتماعي يمكنه أن يكون من أدوات النقد المؤثّرة. هذا الفيديو الذي شاهده عشرات الآلاف، من داخل المملكة وخارجها، عكس فجوة مهولة بين عقليتين. فالفتاة التي ترفض أن يُصادر حقُّها في الحركة داخل السوق بسبب «مناكيرها» تدرك أيضاً أنها اليوم مسلحة بتقنية ذكية تستطيع بها أن تشرك الآلاف في قضيتها. يقابل هذا الوعي عقلية أخرى ترى أن من واجبها الوظيفي (وربما الأخلاقي) أن تطرد الفتاة بحجة أن مناكيرها فتنة! أي العقليتين تنتمي لعصرنا؟ أنا ممن ملَّ جدالات الهيئة، والنقاش في تجاوزاتها وإنجازاتها، لكنني معني بقراءة أبعاد قصة «فتاة المناكير» من زاوية التحوُّلات الاجتماعية التي يمكننا اليوم رصدها بالصوت والصورة. فالطالبات اللائي تجمَّعْنَ في مظاهر احتجاجية في الجنوب والقصيم وحائل استطعن الوصول بقضاياهن للمسؤول، والعالم، بسرعة البرق. نحن اليوم أمام تغيُّرات كبرى. وفكرة أن نفرض عقلية الماضي على جيل اليوم قد تقود للكوارث. والأهم أننا – كمجتمع – بحاجة لنقاش مفتوح حول مفاهيم وقيم «المقبول» و«غير المقبول» اجتماعياً. هناك منظومة قيم متغيرة، متجدِّدة، وما تراه اليوم في دائرة «غير المقبول» اجتماعياً قد يكون غداً ممارسة يومية…
آراء
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
ليس غريبا أن يكون كثير من المشاهدين قد تساءلوا عن علاقة الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ بمهنة "طبيب توليد" بعد انتهاء حلقة الأسبوع الماضي من برنامج "تستاهل" على قناة "إم بي سي"، ففي المرحلة الأخيرة من رحلة السوري فراس حموي التي يسعى من خلالها لكسب مبلغ لعلاج صديقه عبر البرنامج جاءه السؤال: "من؟".. والمعلومة الأولى "طبيب توليد"، ومع استمرار كشف المعلومات المتوارية وراء الأرقام، تواصلت الخيوط التي تؤدي إلى الروائي نجيب محفوظ، باستثناء معلومة "طبيب توليد"، فهي بعيدة عنه في نظر المشارك. لو رأينا المعلومات التي تجمعت لدى المتسابق وحللناها، لأدركنا موقفه، ومنها: طبيب توليد: ؟؟؟ صلاح أبو سيف: مخرج سينمائي مصري راحل، أخرج أفلاما عن روايات نجيب محفوظ. 2006: عام وفاة محفوظ. محاولة اغتيال: تعرض لها محفوظ في أكتوبر 1994. نور الشريف: مثل أفلاما ومسلسلات عن روايات محفوظ. خان الخليلي: رواية لنجيب محفوظ. نوبل: أرفع جائزة أدبية عالمية نالها محفوظ عام 1988. احتار المتسابق الذي تجاوز المراحل كلها، لكنه في المرحلة الأخيرة اختار يحيى الفخراني لكونه طبيبا على أمل أن يكون له ارتباط بعمل عن إحدى روايات نجيب محفوظ. غير أنه أحبط حين رأى اسم نجيب محفوظ يظهر أمامه. فما علاقة نجيب محفوظ بمهنة "طبيب توليد"؟ ذلك السؤال الذي لم يجب عليه مقدم البرنامج سعود الدوسري، وترك المعلومة ضائعة،…