آراء

آراء

الخليج ومصر

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢

من أخطاء السياسة الخارجية الخليجية، على المستوى الإقليمي تحديداً، أنها في الغالب تخاطب القيادات السياسية وتغفل الشعوب. تهتم برضا الرئيس ومن في دائرته وتترك الشعب للظروف. مع الوقت نخسر القيادات التي ندعمها ونكسب عداوات شعوبها. القروض والمنح والمساعدات لا تذهب – إلا نادراً – للناس ولكن معظمها يضيع في دهاليز الفساد والبيروقراطية في الدولة التي تقدم لها المساعدات فتكون لاحقاً وبالاً علينا لأننا – عبر تلك الإعانات – ندعم الحكومات بدلاً من مساندة الشعوب. أو هكذا يُظن بنا. في اليمن اليوم، كثير من شباب التغيير ينظر للسياسة الخليجية تجاه اليمن كما لو كانت السبب في وأد ثورته. وفي مصر اليوم هناك من يعتقد أن دول الخليج تقف ضد ثورة المصريين وتدعم «بقايا الفلول». وكل هذه المواقف السلبية من دول الخليج هي حصاد عقود من تجاهل الشعوب وضعف التواصل الإيجابي معها. ولهذا فإننا بحاجة لإستراتيجية جديدة ومختلفة في تعاملنا مع شعوب المنطقة بحيث يكون المواطن هناك هو محور الاهتمام. الرؤساء يأتون ويذهبون. والأحزاب تلعب ألاعيبها السياسية وتبدلها حسب رياح المصالح. أما الشعوب فتملك – في الغالب – ذاكرة لا تشيخ. إنها تعرف من يساندها من أجل تحقيق آمالها والتخفيف من معاناتها. وهي حتماً لا تنسى من خذلها أو تعتقد انه تجاهلها. مصر اليوم تتغير بالساعة الواحدة. ونحن، في الخليج، معنيون بالتأسيس…

آراء

مهنيو الصحافة

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢

كان جميلا ذلك الجهد الذي بذله الزملاء في "الوطن" بالمتابعة المنشورة أول من أمس حول قرار رئاسة مجلس الوزراء بحصر ممارسة الصحافة على الصحفيين المعتمدين في هيئة الصحفيين السعوديين. فالمسألة فعلا بحاجة إلى توضيح أكثر، وجملة واحدة لم تكن كافية ليفهمها عدد كبير جدا من العاملين في الصحف الورقية وكذلك الإلكترونية. ثمة نقطتان هنا من المهم الإشارة إليهما، أولاهما أن بدايات هيئة الصحفيين وما قامت به بعدها لم تشجع الصحفيين على الانتساب إليها، ولذلك توقف عدد المتفرغين من أعضائها على 441 عضوا، أما المتعاونون ممن لا يجوز لهم التصويت أو الترشح فعددهم قليل أصلا في الهيئة. ما يعني أن على الهيئة أن تطور نفسها. النقطة الثانية التي لم تأخذها متابعات القرار بعين الاعتبار هي وجود شريحة كبيرة عاملة في الصحافة السعودية من الصحفيين العرب، ومعظمهم لم ينتسبوا لهيئة الصحفيين السعوديين لأكثر من سبب، مثل كونهم منتسبين إلى اتحادات الصحفيين في بلدانهم أو أنهم رأوا أن الهيئة لا تخدمهم في شيء، وبما أن الحيثيات التي بني عليها القرار تنطبق عليهم، فإن تساؤلا جديدا يقفز إلى الواجهة، وهو: ما وضع هؤلاء؟ كيف تطبق عليهم الشروط والضوابط التي تحدث عنها أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان في صحيفة "الشرق" أول من أمس؟ تلك الشروط التي قال إنها سوف توضع من قبل…

آراء

لأنها مصر

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢

ومثلما عشنا تجربة ميدان التحرير، كما لو كنا بين أبطاله، عشنا لحظات الترقب الطويلة لتلك الساعات التي تصطف فيها طوابير أهلنا في مصر لاختيار رئيسهم الجديد. مصر تختار رئيسها. الشعب اختار الرئيس. وما حماسنا لخروج مصر من عنق أزماتها إلا محبة لمصر وأهل مصر وثقة في دور مصر التنويري وإيماناً بأنها ستكون بوابة نهضتنا القادمة. قوة مصر قوة لنا. وما ضعفت مصر وتهاوى دورها إلا وضعف الدور العربي وتكاثرت مشكلاته. الإنسان ابن بيئته. والبيئة التي تشجع على الإبداع تخلق مجتمعات تواقة للمنافسة في الإبداع والإنتاج. هذا ما نأمله في الدور المصري القادم؛ أن تخلق مناخاً جديداً لأفكار تحث على الإبداع، وتنتشلنا -كأمة- من سقطتنا الحضارية المخيفة، أن تقفز بالإنسان في منطقتنا من صراعات الأيديولوجيا وألاعيب السياسة إلى ثقافة العمل والإبداع والمنافسة. والجيل الذي وقف بصدور عارية أمام دبابات الظلم والاستبداد واقف الآن بالمرصاد في وجه أية محاولة لإعادة مصر إلى الحفرة التي أرادت قوى الاستبداد حبسها فيها. لا خوف على مصر وعلى ثورة مصر طالما أن شباب مصر قد ذاق طعم الحرية وجرب كيف ينتصر لنفسه وأمته. ولهذا نحتفل بمصر الجديدة ليس فقط لأن في خيرها خير لنا ولكن لأنها أيضاً حينما ترتدي رداء العصر الجديد وتفتح أبوابه إنما تفتح أمامنا كلنا أبواباً جديدة للعمل والإنجاز. ومهما يكن من ألاعيب…

آراء

مصر تتغير!

الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢

الإصرار على مقاومة التغيير يعني الإصرار على العيش خارج العصر. وحينما تستشري حالة التذمر في المجتمع فإن تلك إشارة صريحة أن حالة السوء والتردّي قد بلغت حداً خطيراً. ولا بد من أن نتغيّر! لكل زمن ظروفه وثقافته. ولا يمكن أن أعيش اليوم بعقلية الأمس. أو أن أنتظر من ابني أن يفكر بعد عشرين سنة كما أفكر أنا اليوم. العالم من حولنا يتغير. وهاهي مصر اليوم تتغير. ومهما رافق التغيّر من أخطاء وآلام تبقى الحقيقة على الأرض ناصعة الوضوح مصر تتغيّر! المؤمنون بالتغيير غالباً هم المنتصرون. ولهذا فليس أمام العقلاء من صُنَّاع القرار في منطقتنا سوى استيعاب الدرس وفهمه جيداً. إنهم مطالبون الآن ليس بمجاراة التغيير وإنما بمسابقته. من لا يتغيّر اليوم غصباً عنه يتغيّر غداً. وكثير من الأفكار التي نرفضها بالأمس نتمسك بها اليوم. والأمثلة كثيرة. من قاوم فكرة تعليم المرأة قبل عقود يدافع عنها اليوم. ومن رفض إدخال الهاتف بيته قبل سنوات يحمل اليوم جواله في جيبه. ومن كان يدعو بالأمس القريب: «يارب لا تغيّر علينا» يتذمّر اليوم من بطء عملية التغيير والتطوير والإصلاح. الأذكياء هم من يتعاملون مع توق الناس للتغيير بمنطق «بيدي لا بيد عمرو». إنهم يسابقون الزمن من أجل حل المشكلات قبل تفاقمها. ويسبقون الناس من حولهم في صناعة التغيير في بلدانهم. وهؤلاء ، في الغالب،…

آراء

السعوديون على اليوتيوب!

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢

بحسب «العربية نت»، تتربع السعودية على عرش أكثر دول العالم في مشاهدة شبكة «يوتيوب» بواسطة الهواتف الذكية. ثمة مدمنون على اليوتيوب بحيث يشاهدون فيديوهات على اليوتيوب مرات كثيرة خلال اليوم الواحد. لكنني فعلاً احترت في أي سياق أقرأ هذا الخبر. لا أريد أن أقفز لتحليل سلبي كأن أفكر أن السعوديين -ومن يقيم في السعودية- كسالى وغير منتجين فيتجهون لإضاعة الوقت في مشاهدة اليوتيوب. إذ لعلهم منشغلون جداً بالقراءة والعمل فلا يجدون وقتاً لمشاهدة التلفزيون لكنهم يعوضون ذلك بمشاهدة ما فاتهم من برامج تلفزيونية مهمة بمشاهدتها لاحقاً على اليوتيوب. أم أنهم مبدعون مبتكرون لا يستسلمون لليأس من فتح دور للسينما في مدنهم فأجادوا استثمار اليوتيوب كبديل ترفيهي بين الأيادي؟ المهم أن اليوتيوب أعطانا فرصة أن نثبت للعالم أننا يمكن أن نكون رقم واحد ولو في مشاهدة الأفلام والبرامج وبعض القصص «الفشيلة»! والأهم -فعلاً- أن اليوتيوب أتاح فرصة ذهبية أمام مبدعينا الشباب، ممن يوصفون اليوم بنجوم اليوتيوب، لإبراز مواهبهم في النقد الاجتماعي الذكي وفي الكوميديا والدراما. فنجوم الساحة الجدد هم شباب أجادوا استثمار قنوات الإعلام الجديد، بما فيها اليوتيوب، ليس فقط للكشف عن مواهبهم المدفونة ولكن للكشف -أيضاً- عن خبايا «المسكوت عنه» في قضايا المجتمع ومشكلاته من فساد وتراجع في الخدمات و«حكايات» قد لا يفهم التعاطي معها إعلامنا القديم. السعوديون اليوم يوجدون…

آراء

(رأي): خير ما فعلتم!

الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢

تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي (رأي) خبر مفرح في ظل أجواء الأخبار المحبطة في محيطنا هذه الأيام. شكراً لأصحاب المبادرة الخلاقة و شكراً لوزارة الثقافة و الإعلام على موافقتها على تأسيس هذه الجمعية. من الخطأ، في رأيي، أن نظن أن (رأي) جاءت كمنافس لهيئة الصحفيين السعوديين. و بغض النظر عن أي مأخذ على الأخيرة فإنها تبقى معنية بالعاملين المتفرغين في الصحافة. كاتب الرأي ليس بالضرورة أن يكون صحفياً متفرغاً. بل لعل الغالبية العظمى من كتاب الرأي في صحافتنا هم من خارج الوسط الصحفي من معلمين وأكاديمين و رجال أعمال. لم تعد الصحافة صحافة خبر فقط. أحياناً يطلق على صحافتنا «صحافة رأي» لأهمية صفحات و زوايا الرأي و لظهور بدائل جديدة و سريعة للحصول على الخبر و التحليل الإخباري. صحافتنا تعيش اليوم مرحلة جديدة أصبح (الرأي) فيها عمود النجاح و التفوق. كتاب الرأي في الصحافة هم من أبرز صناع الرأي العام في المجتمع. و على مر العقدين الماضيين، لعب كتاب الرأي دوراً مهماً في تشكيل مشهد الجدالات السعودية. و أياً يكن الموقف من كاتب الرأي في صحافتنا فإن من حقه أن ينتمي لجمعية أهلية تصبح مظلة لزملاء الكتابة و ربما حامية لحقوق أصحاب الرأي في التعبير عن هموم المجتمع و قضاياه. كاتب الرأي في مجتمعنا يتعرض أحياناً لضغوط قد تصل للتهديد.…

آراء

أستاذ كرسي؟

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢

يبهرني أحياناً بعض المهووسين بالألقاب بثقتهم وجرأتهم وهم يقدمون أنفسهم بألقاب مثل دكتور، بروفيسور ومفكر! ولن أستغرب أن أسمع أحدهم يُعرّف بنفسه: أنا أستاذ كرسي فلان الفلاني! قال صديقي ساخراً إن «أستاذ كرسي» تعني أن سعادة الأستاذ الدكتور المفكر يجلس على كرسي ويحاضر على الناس. وتساءل: هل يحمل كرسيه فوق رأسه أينما ذهب؟ قبل سنوات كتبت عمن أسميتهم (دال نقطة)، من أولئك الذين يغضبون إن قدمتهم للآخرين من غير الإشارة لشهادة الدكتوراة التي يحملونها. ومع تقديري الصادق لكل أكاديمي جاد في مجتمعنا إلا أنني أثق تمام الثقة أن العالم الحقيقي هو من يدرك أن المرء كلما ازداد معرفة كلما ازداد قناعة أنه بحاجة لمزيد من المعرفة. الألقاب عند بعضنا مكملة لعناصر «الفشخرة» التي تشمل أحياناً صورة ملونة بالبشت و«دال نقطة» قبل الاسم الكريم. وإن قبلنا لقب «دكتور» في دوائر العمل أو الجامعة أو مناسبة رسمية، خاصة مع كثرة حملة هذا اللقب، ماذا نفعل بالألقاب من مثل أستاذ كرسي ومفكر؟ في مؤتمر عربي، جاءني من عرّف نفسه: معاك المفكر فلان؟ ولم أجرؤ أن أسأله: آه، أنت إذن تفكر؟ متى تفكر؟ أو: أنت تفكر إذن أنت مفكر؟ ومن منا لا يفكر؟ ما الفرق بين المراهقين من أثريائنا الذين يشحنون سياراتهم الفارهة للاستعراض بها كل صيف في ميادين أوروبا الشهيرة وأولئك المصابين بهوس…

آراء

وعود كبار المسؤولين!

الإثنين ٢١ مايو ٢٠١٢

ماذا لو حاسبنا بعض كبار المسؤولين على الوعود التي يطلقونها عادة في بداية استلام المنصب الجديد؟ بعضهم يعطي وعوداً كثيرها خيالي؛ إن كان يعرف أنها لن تتحقق فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم! فحينما يأتي أحدهم واعداً أن مشروعات مؤسسته ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف فإن من المسؤولية أن يُسأل عن وعده: متى وكيف؟ وقبل أن تنتهي فترة عمله ليت مجلس الشورى يفتح صفحة وعوده، الممكن منها والمستحيل، ما تحقق منها وما لم يتحقق! وعندها يمارس «الشورى» بعض المأمول من أدواره الرقابية. لو تحقق مبدأ المحاسبة لالتزم المسؤول الجديد الصمت قليلاً وما أطلق عنان الوعود التي قد لا تتحقق. وحينما يعطينا قائمة الوعود فإن من مسؤوليته أن يشرح لنا كيف له أن يحققها. الواقعية في الوعود مهمة وضرورية. فكثيرنا يدرك أن الوزير الجديد لا يملك عصا سحرية يستطيع بها حل مشكلات كبرى تداخلت في تعقيداتها (عوامل) كثيرة على مر سنوات طويلة. أسوأ ما يمكن أن يحدث أن نعطي المجتمع آمالاً كبرى وحينما نفشل في تحقيقها تصبح ردّة الفعل إحباطاً جديداً ويأساً كبيراً في الإصلاح والتطوير. وهكذا تصبح محاسبة المسؤولين الكبار على وعودهم مطلباً تنموياً مهماً. فإما أن يلتزم المسؤول بوعده أو يتعلّم ألا يسارع بإعطاء وعود قد لا تتحقق. كم تمنيت لو تسعفني المساحة لاستعراض وعود كبيرة لبعض…

آراء في مصر.. يحققون أحلامهم ويموتون غرباء

في مصر.. يحققون أحلامهم ويموتون غرباء

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢

بعيدا عن القناعة بقدراتها الفنية وجودة صوتها، إلا أن غصنا ذبل قبل أيام في شجرة الزمن الفني الجميل برحيل المطربة "وردة الجزائرية" التي عاصرت عمالقة الطرب العربي الأصيل بكلماته ولحنه وغنائه. "وردة" التي قدمت من الجزائر إلى مصر صارعت للبقاء وإثبات الوجود في بلد مليء بالفنانين الكبار، مثلها في ذلك مثل كثير من المطربين الذين أثبتوا وجودهم في ساحة الغناء بمصر كفريد الأطرش وأسمهان وفايزة أحمد ونجاة القادمين من سورية وغيرهم... ولعلّ أهم أسباب توجه المطربين سابقا إلى مصر هو قوة إعلامها الذي يختصر طريق الشهرة على المستوى العربي لأي فنان متمكن. لكن الطريق في مصر لم تكن سهلة يوما ما لأي فنان قادم من الخارج، فـ"وردة" التي كم هاجمها أنيس منصور في مقالاته قائلا "المطربة دي بتزعق وما بتغنيش"، أُبعدت عن مصر مطلع الستينات من القرن العشرين، لأسباب تتعلق بكبار رجال الدولة، ومُنعت من دخولها لغاية بداية السبعينات مع استلام السادات للحكم.. وفريد الأطرش تعرض لحرب شرسة من بعض نجوم مصر، ورويت قصص على لسانه تشير إلى أن بعض مواقف عبدالحليم حافظ السلبية ضده كانت برعاية محمد عبدالوهاب، وكذلك لم تكن أم كلثوم نقيةً كما أظهروها في مسلسلها وقيل الكثير عن محاربتها لأسمهان. ولولا قوة صوت أسمهان، ومقدرة فريد الفنية العالية موسيقيا وصوتيا لما وجدا مكانا لهما في زمن…

آراء

البليهي في أبو ظبي

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢

الأسبوع الماضي، نظمت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة محاضرة للأستاذ إبراهيم البليهي عنوانها: «كيف يكون للجهل علم». لم أعرف عنها إلا قبل وقت قصير من بدئها عن طريق رسائل هاتفية من الأستاذ البليهي والزميل محمد الحمادي. كان الحضور قليلاً قياساً بالحضور المعتاد في كثير من فعاليات أبوظبي الفنية والثقافية. وما أن بدأت مع الزميل محمد الحمادي بنشر مقتطفات من محاضرة البليهي على تويتر حتى جاءت أسئلة كثيرة، من أبو ظبي ودبي، تسأل عن مكان المحاضرة مستغربة عدم الإعلان مسبقاً عنها. قارنت ذلك الحضور الضعيف بحضور الشباب للفعاليات الثقافية التي تقام في بعض المقاهي ذات الصبغة الثقافية، في دبي وأبو ظبي، ويمكنني القول إن «المقهى الثقافي» يمكن أن يكون أكثر جاذبية لحضور الشباب. الزميلان سلطان العميمي وجمال الشحي ينظمان، من وقت لآخر، أنشطة ثقافية في مقهى جميل في أبو ظبي. غالبية الحضور هم شباب يحبون الكتابة والحوارات الثقافية. إنهما يستخدمان أسلوب تفاعلي – شبابي – في إدارة الحوار خلال تلك الفعاليات بطريقة ممتعة يطير معها الوقت من دون ملل. تمنيت لو أن منظمي محاضرة البليهي استفادوا من تجربة العميمي والشحي في استثمار قنوات التواصل الاجتماعي، تويتر بشكل خاص، في الإعلان عن أنشطتهم الثقافية و«الترويج» لها. علينا أن نتعلم فنون «تسويق» النشاط الثقافي وإلا بقي الوسط الثقافي يخاطب نفسه! لم تعد الطرق…

آراء

الاتحاد أم الديموقراطية، أيهما يأتي أولاً ؟

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢

غريب أن يتحمس قادة الخليج كلهم أو بعضهم للاتحاد، بينما يثير قادة الرأي والمثقفون والمعارضة وبرلمانيون خليجيون شتى المخاوف والمحاذير، لنغتنم الفرصة كشعوب تتطلع إلى الوحدة، ولنمضي في مشروع الاتحاد ثم نطور ونتفق بعدها على التفاصيل التي تعرقل المشروع الآن، لنغتنم الفرصة السانحة فمزاج القادة نحو الوحدة قد يتغير، كما يمكن إيران أن تتعقل فتكف عن التدخل والضغط فتنتفي الأسباب الخارجية المشجعة على الاتحاد وقد قيل: «ربَّ ضارة نافعة». إننا نضيع فرصة قد لا تتكرر، حتى لشيعة البحرين، أعلى الأصوات المنتقدة والمتخوفة من المشروع، لم لا ينظرون إلى نصف الكأس الممتلئ، امتدادهم التاريخ والثقافي نحو إخوانهم في المذهب في شرق السعودية، لم يخدم جسر الملك فهد الواصل بين البلدين أحداً مثلما خدمهم في تعزيز صلة الرحم والتجارة بل حتى الثقافة والفكر مع إخوانهم في القطيف وما حولها، وكلنا إخوانهم، دعاني الصديق فؤاد نصرالله وهو ناشط ومثقف شيعي ومن وجهاء المنطقة إلى ديوانيته قبل أكثر من عام فالتقيت هناك بشيعة بحرانيين قدموا يومها من البحرين وعادوا إليها في الليلة نفسها، لم نحتج إلى وحدة اندماجية بين البلدين كي نعيش ليلتها وحدة حقيقية لا تحتاج لقرار من أحد. قلق شيعة البحرين ناتج من التوهم بأن ثمة نية سعودية في الهيمنة على بلادهم، إنه زعم باطل، فالسعودية لا تريد ولا تملك الهيمنة على…

آراء

الأفكار المُعلّبة (شكسبير نموذجاً)

السبت ١٩ مايو ٢٠١٢

كتبتُ على الغلاف الخلفي لكتابي بيكاسو وستاربكس: «لا أؤمن بالأمثال كثيراً، وقلّما أستخدمها في حياتي؛ فالأمثال تجارب إنسانية لبشر مروا قبلنا، قد يخطئون وقد يصيبون، وكلامهم ليس من التنزيل حتى يُنزَّه عن الخطأ». ولا أؤمن أيضاً بالكليشيهات (أي الجمل المعلبة والدارجة في مجتمعاتنا) التي تنتشي غالبا بالسلبية، وتدل على تقارب الذوق الاجتماعي بشكل كبير يُغفل الذاتية، ويُهمش الإبداع الفردي، ويجعل الناس صوراً مكررة وباهتة. ولأنني لا أملك القدرة على إجراء بحث اجتماعي مع جامعة أو مركز أبحاث، فلقد آثرتُ أن أكتب مقالاً أثبتُ فيه فكرة كانت تؤرقني منذ السنة الثانية لبدئي الكتابة، وهي فكرة «الأفكار المُعلّبة». حيث لاحظتُ خلال مسيرتي الكتابية القصيرة، أن معظم الرسائل والتعليقات التي تصلني حول مقالاتي تتشابه جداً، حتى أن استشهادات القُراء والحُجج التي يستخدمونها تتطابق في أحيانٍ كثيرة. وعندما هاجمتُ في مقال الأسبوع الماضي المعنون بـ «أنا أكره شِكسبير» كتابات شكسبير واتهمتها بأنها سخيفة وسطحية، لم أتفاجأ بالشتائم اللاذعة التي انهالت علي طوال أسبوع كامل، ولكنني تفاجأتُ من عدد الذين لا يُحبون أعماله، الذين قال أغلبهم بأنهم أرادوا النيل منها ولكنهم خافوا أن يُتهَموا بأنهم لا يفهمون الأدب؛ وبذلك فضلوا أن يبقوا ضمن السياق الجمعي للمجتمع الذي يُقدّس شكسبير دون أن يعرف كثير من أفراده لماذا! فلقد سألتُ بعض الذين دافعوا عنه إن كانوا قد…