آراء
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
بعيدا عن أسباب اختيارأعضاء لجنة تحكيم برنامج المواهب العربية Arabs got talent الذي يبث على mbc4 ومع تقديرنا لكل منهم في مجاله، إلا أن ورطتهم أول من أمس وهم يعدّون حروف الكلمات ويسقطون الهمزة منها ينمّ عن ضعف في اللغة العربية، ويؤكد أن على القائمين على القناة عمل دورة معلومات للجنة التحكيم في أبجديات اللغة العربية، كي يحكموا بين المتسابقين وهم على دراية إن تطلب الأمر بمعلومة لغوية. أحد المشتركين أول من أمس هوايته عد حروف الكلمات بسرعة هائلة، أسمعوه جملة، فأجابهم بأن حروفها 108، حسبوها فاكتشف علي جابر أنها 110.. فذكّره القصبي بأنهم يعتبرون حروف العربية 28 حرفا، فيما هي 29 بوجود الهمزة.. وهي وجهة نظر بعض اللغويين أيضا. شكك المتسابق بدقة عدّ جابر.. وباستسلام، أكد الأخير على التشكيك مبينا أنه عدّ همزتين بالخطأ معتبرا إياهما حرفين! فيما نجوى تنظر محتارة. ولكم أن تتخيلوا بحسب طريقة المحكّمين ناصر القصبي ونجوى كرم وعلي جابر في عدّ الحروف أن كلمة (بائس) تتكون من ثلاثة حروف فقط وليست أربعة، ولكم أن تتخيلوا أيضا أن لجنة التحكيم بإلغائها الهمزة من العدّ ألغت دراسات اللغويين حول الهمزة المتطرفة وأختها المتوسطة التي لم يحسم شكل كتابتها بعد خاصة في حال مجيئها على (واو).. وألغت أيضا دراسات من يقولون إنها حرف يركب فوق حرف آخر، فألغوها…
آراء
الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
بعض المستجدين على تويتر، يدخلون تويتر وكأنهم يحملون «المشعاب» على أكتافهم! و«المشعاب» – لمن يقرأني من خارج ثقافة «المشعاب»- هو عصا غليظة يحملها من يتوجّس الخطر أو من يخطط للدخول في معركة. بعضهم من أول يوم يدخل فيه تويتر يرفع «مشعابه» ضد كل من يظنه عدوه اللدود في الأفكار والآراء. أتحدَّى أكثر هؤلاء أن يكون قد حكم بنفسه على من يهاجمهم لفكرهم أو توجُّهاتهم. بل لعله لم يقرأ لهم كتاباً أو مقالاً! تويتر مساحة حرة للتعبير المحترم وتبادل الآراء والنقاش المؤدب. وحينما نعبّر عن رأينا أو عن اختلافنا مع الرأي الآخر فإننا لسنا في معركة نحشد فيها كل الأسلحة كي نهزم الطرف الآخر. في مواقع التواصل الاجتماعي، ثمّة من يتجاوز كل حدود وأعراف الحوار والاختلاف فيلجأ لأسلحة الدمار الشامل من شتيمة وأكاذيب وتخوين وتحريض. هؤلاء هم نتاج عقود من الشحن والتحريض ضد أي فكرة لا تنسجم مع السائد والمعتاد من الأفكار والأعراف والتقاليد. وهم أيضاً ضحايا الجهل بمبدأ الحوار والتعبير عن الرأي. فأن أعبر عن فكرة جديدة ومختلفة لا يعني أنني سآتي غداً بجيش يفرضها على الناس ويجبرهم على قبولها. إنها أفكار تنضج بالنقاش والحوار. وهي ليست دائماً صحيحة أو كاملة لكن من حق صاحبها أن يطرحها للنقاش ومن حق الآخرين أن يأخذوا بها أو يردون عليها أو يتجاهلونها تماماً.…
آراء
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
- أقول لنفسي في كل صباح إن السقوط أول مراحل الصعود؛ لأنه لا يسقط إلا من يرتفع، ولا يتعثر إلا من يستمر في المسير. ما أتعس الواقفين في أماكنهم؛ لا يدركون جمال المنظر من الأعلى، ولا يستنشقون أوكسجين الحياة المبعثر على جانبي الطريق. الواقف في مكانه ميتٌ مع وقف التنفيذ. – عندما أستيقظ في الصباح ويتسلل الخوف إليّ أيقن بأنني أفعل شيئا مهما؛ لأنه لا يخاف إلا المغامرون، أما الذين يقبعون في بيوتهم فليس لديهم شيء يستحق الخوف، أو يستحق الحياة. لا تكمن الشجاعة في غياب الخوف، ولكنها في القدرة على تحويله إلى رغبة جامحة في الانتصار. – عندما أفشل في الصباح أشعر بأنني مُلْزَمٌ بالمحاولة مرة أخرى؛ فالفشل ليس إلا إحدى محطات النجاح؛ إذا كنا نسير على الطريق الصحيح. الفشل خيوط سوداء، والنجاح خيوط بيضاء، إذا اجتمعت صارت ثوباً جميلاً، أو وشاحاً نتباهى بلبسه أمام الناس. إن كل ساعة سعادة تعادل سنوات من الحزن والأسى. ومع كل كسر تأتي فُرَصٌ للرّتْق، ومع كل نهاية تنبتُ رغبةٌ في أعماقنا ببداية جديدة، تماماً كتلك التي نشعر بها عند انتهائنا من البكاء. اقرأ التاريخ لتصدّق هذه الحقيقة. – إذا كان الصباح بداية جديدة فلماذا نخشى النهايات؟ وهل النهاية إلا بداية أخرى؟ إلا أنها لا تُمنح إلا لمن يستحقها، أو من يحلم بها!…
آراء
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
وصلني قبل أيام إيميل مع صورة لشاب يبدو سعودياً يمشي بسرواله وفنيلته في شارع مزدحم بالناس في مدينة كأنها نيويورك! ويبدو الأخ، في الصورة، «مطنش» العالم كله فهو يتحدث في هاتفه ويمشي بكل ثقة كما لو كان لابساً أحدث موديلات أرماني. وسمعت مرة عن سعودي وقع في مشكلة مع الفندق الفخم الذي أقام فيه في باريس لأنه نزل إلى بهو الفندق ببجامته. وذات ظهيرة رأيت في ممرات المركز التجاري بدبي ثلاثة شباب سعوديين يمشون بخطى بطيئة وهم لابسون بجامات من فئة «الثوب المغربي». حاولت إخبارهم أن المكان مركز أعمال مهم وقد يوقفهم مسؤولو الأمن لكنهم تجاهلوا النصيحة فأخرجهم رجال الأمن سريعاً. أذكر أن بعض إمارات المناطق قد أصدرت تعليمات مشددة تمنع دخول المراجعين للدوائر الحكومية بثياب مغربية أو بجامات نوم. ولن أستغرب لو سمعت عن مراجع ذهب للبلدية وهو لابس «سروال وفنيلة»! أتساءل أحياناً ما الذي يجعل إنساناً سوياً وربما تجاوز الثلاثين من عمره يرتدي بجامة نوم في الأماكن العامة؟ ألا تعلمنا قيمنا وتقاليدنا احترام الأماكن العامة والاهتمام بمظهرنا والمحافظة ولو على الحد الأدنى من «الذوق» داخل بيوتنا وخارجها؟ الله على أيام الصبا في قريتنا حينما كان الآباء يغضبون لو استقبلنا ضيفاً برؤوس حاسرة. كان كبار السن في قريتي والقرى المجاورة يعاتبون الشاب الذي يلبس ثوباً طويلاً ( ويسحب في…
آراء
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
أخيراً بدأت في السعودية حركة حقيقية لإصلاح المؤسسة المثيرة للجدل والتي لا يوجد شبيه لها في أي بلد إسلامي: «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». ولا يعني إصلاحها أن تمتنع عن توقيف سعودي يقود سيارته تحت تأثير المسكر، ولكن تمتنع عن الدخول إلى بيته لتضبطه وهو يحتسي المسكر، هنا الفرق الذي يريده كثير من السعوديين -بل يعتقدون أنه منضبط أكثر- من الشريعة التي تنهى عن المجاهرة بالخطأ وتنهى أيضاً عن التجسس وانتهاك حرمات البيوت. احتاجت الهيئة سنوات عدة لتعبر هذه المسافة، ويبدو أنه حان الوقت لذلك، ولكن كان من الضروري أن يتولى المهمة رجل يؤمن بهذا الفرق، هو رئيسها الجديد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، الذي يتمتع بسمعة علمية جيدة وعائلية أيضاً، ذلك أنه حفيد لمؤسس حركة الإصلاح الديني التي أسست لفكرة المملكة العربية السعودية، وإن لم يشفع له ذلك عند «المتشددين» الذين يرونه متسامحاً أكثر من اللزوم. ولكن التسامح هو ما تحتاجه فكرة الهيئة في هذا الزمن المتغير. رئيسها الجديد اشتهر بمقال نشره في صحيفة واسعة الانتشار، عرض به واحدة من أكثر المسائل سبباً للإشكال بين الهيئة والمواطنين، أن الاختلاط بين الجنسين جائز وأن المحرم هو الخلوة. الفرق هنا يخفف بالتأكيد الاحتقان في علاقة الهيئة والمواطنين، فالسعودي محافظ، ولكنه سيعترف بخطئه عندما تداهمه الهيئة في شقة مفروشة هو وامرأة وحدهما،…
آراء
الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢
يخطئ من يختزل أهمية مشروع الابتعاث في الحصول فقط على الشهادة الجامعية. التجربة الأكاديمية للمبتعث هي وجه واحد من أوجه التجربة التي يخوضها الدارس في الخارج.لكن ثمة أوجها أخرى لا تقل أهمية عن حصول المبتعث على الشهادة الأكاديمة! المبتعث الذي يعزل نفسه عن الحياة في المجتمع الذي يدرس فيه ويختزل رحلته في مكتبة الجامعة وقاعاتها الدراسية إنما يعيش، في غربته، تجربة ناقصة. ننتظر من مبتعثينا فهم الثقافة الجديدة التي يعيشون بين جوانبها؛ يفهمون تاريخ البلد الذي يدرسون فيه، يستوعبون ثقافة أهله السياسية، حواراته الفكرية، طريقة تفكيره ورؤاه للمستقبل. كثير من طلابنا يسافر للدراسة في الخارج بجسده لا بعقله. تراه أسيراً في نظرته للمجتمع الجديد الذي يعيش وسطه لنظرته القديمة التي نشأ عليها من دون تمحيص أو إعادة قراءة. يعيش أربع سنوات أو أكثر في الخارج ثم يعود بمفاهيم أكثر انغلاقاً – وجهلاً – حول البلاد التي درس بها. يحيط نفسه دوماً بزملاء وأصدقاء من بني جلدته. لا يقوى على تكوين دوائر جديدة من الزملاء والأصدقاء من ثقافات وتجارب مختلفة فيعود لوطنه فقط بشهادة أكاديمية كان ممكن أن يحصل عليها بالمراسلة أو عبر فرع لجامعة أجنبية في بلاده. أنا لا أطالب المبتعث أن يُغرم بثقافة المجتمع الذي يدرس به. لكنني أحثه أن يفهمها. يجيد لغة أهلها. يقرأها جيداً. يفكر في الأسباب…
أخبار
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
httpv://www.youtube.com/watch?v=-oOQb4TDZXM&rel=0
آراء
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
(الواحد صار يخاف يمشي في تويتر في الليل لوحده).. هذه الجملة الساخرة التي كتبها الأستاذ جمال خاشقجي منذ فترة قريبة على صفحته في موقع "تويتر" تلخص ما وصل إليه الوضع في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "تويتر" من هجوم مجموعات إقصائية على أشخاص يخالفونها الرأي قد يصل حدّ التكفير والإساءة اللفظية والترهيب وما إلى ذلك من أمور تستدعي إعادة النظر في أسلوب تعامل الكثير مع غيرهم عبر العالم الافتراضي. فجلوس أحدهم في زاوية وراء شاشة و"كيبورد" لا يعني أنه قادر على فعل كل شيء ضد مخالفيه من غير محاسبة. ووضع قوانين تجرّم من يسيء عبر "تويتر" وغيره بات ضرورة بحيث يُعتبر ذلك كأنه حدث ضمن مجريات الحياة العامة، مع فارق أن الشتيمة هنا أو الإساءة لا تحتاج شهودا لأن وثيقة الإدانة موجودة، والتهمة مثبتة، فإن كان المدان يستخدم اسمه الصريح سهُل الوصول إليه، وإن كان اسمه مستعارا فالتقنيات تسهل الوصول. وضع تلك القوانين وإدانة البعض ومعاقبتهم سوف يردع كل من تسوّل له نفسه أن يمارس السلوكيات العدوانية عبر الإنترنت معتقدا أن تخفيه وراء الشاشة يحميه من العقوبة. كما يفترض ألا تندرج تلك الحالات تحت باب قضايا النشر، بل تكون ضمن قضايا المحاكم الاعتيادية بحيث تعدّ صفحة الشخص هي الشخص نفسه، فتكون كتابته عليها بديلا عن صوته عند التلفظ بشتائمه.. أما…
آراء
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
يمتاز الدكتور عبدالعزيز خوجة بقدرته الفائقة على إرضاء كل الأطراف مهما كانت متناقضة. فهو يستقبل مكالمة داعية غاضب فيعطيه من «معسول الكلام» ما يريحه فلا يغلق سماعة الهاتف إلا بضحكة وسعة بال.ثم يستقبل بعدها مكالمة هي نقيض المكالمة السابقة وتنتهي بذات المزاج وكان الله غفوراً رحيماً. وزير الثقافة والإعلام يؤيد المثقفين الداعين لفصل الثقافة عن الإعلام. وهو -في الكلام- مع تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة قطاع خاص ولعله يؤيد فكرة «سك» أبواب وزارة الإعلام إلى الأبد. ومن تجربتي القصيرة مع هذا الوزير، الذي أحب فيه طيبته وحسه الأبوي، أنت لا تأخذ منه «لا حق ولا باطل». إنه وبجدارة من فئة «الوزير الملوسن» لكن ميزته الكبرى أنه من الندرة في زماننا التي إن لم يأت منها خير لن يأتي منها شر. وسؤالي لمعاليه: بما أنك مع فصل الثقافة عن الإعلام، ما هي خطوتك العملية القادمة؟ هل ستقدم -مثلاً- مشروعاً متكاملاً بهذه الفكرة للمقام السامي؟ منذ ألحقت الثقافة بالإعلام وكثيرنا يصرخ: يا جماعة؛ لا تجتمع الثقافة والرقابة في وزارة واحدة! فهل يعقل أن توصي «الثقافة» بكتاب لن يباع في المكتبات قبل أن يمر على «الرقابة» -في المكتب المقابل- من أجل الإجازة بعد الحذف والقص والمزع؟ الثقافة بحاجة لمنظومة متكاملة من المؤسسات التي تعمل بجهد وجد من أجل خلق بيئة فكرية وثقافية تسمح…
آراء
الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٢
بعد مقالته الأخيرة في «الشرق»، قبل أمس، هل نتوقع أن تُنشر صور الشيخ عائض القرني بالعقال؟ وهل نشاهده على التلفزيون وقد لبس العقال رسمياً؟ لطالما تساءلت – مثلما تساءل الشيخ عائض – عن أسباب تمييز «مطاوعتنا» لأنفسهم بعدم لبس العقال. ولم أسمع قط أن أياً من «شيوخ العلم» في بلاد الخليج العربي قد أفتى – أو ألمح – بحرمة لبس العقال. غير أني بعد قراءة مقال أخي العزيز الدكتور عائض القرني، «فصل المقال في حكم لبس العقال»، تذكرت أن بعضنا يجاري أحياناً فكرة سائدة وإن لم يقتنع تماماً بوجاهتها وذلك خوفاً من ردة فعل تفقده «جماهيريته» خصوصاً بين الشباب المتحمس. لكن لبس العقال أو عدم لبسه – كما كتب الشيخ عائض – تبقى من المسائل «الشكلية» التي يفترض ألا نتوقف عندها كثيراً. ومع ذلك فإن ثمة سؤالا لابد من طرحه: إن كان بعض «مشايخنا» الكرام مضطرين لمجاراة الصورة النمطية السائدة التي لا يلبس فيها «المطوع» عقالاً فماذا نقول عن القضايا الاجتماعية الشائكة التي قد يُجارى فيها السائد والتقليدي؟ كثير من قضايانا الاجتماعية والفكرية تحتاج إلى مبادرات جريئة من دعاة أفاضل لهم تأثيرهم الكبير على الشباب وعلى قطاعات واسعة من أبناء المجتمع. وهنا التحدي. إننا نظلم أنفسنا – كمجتمع – حينما نختزل الإنسان من حولنا في الصورة النمطية التي تشكلت حول…
آراء
الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢
لأننا عطشى فإننا نفرح و ننتشي بأي قطرة مطر. وعندما ينهكنا العطش يلتبس علينا السراب بالماء! لكن الحقيقة تبقى أن الربيع العربي الغائب هو ربيع التفكير الحر، ربيع العقل لا العواطف. وبعيداً عن جدالاتنا حول ما حدث من تغيير مهول في الشارع العربي على مدى سنة، ونحن ندرك أن كثيرا من إفرازاته هي من نتاج ما زرعته الأنظمة السابقة، تبقى أحداث الشارع العربي اليوم شاهد على أزمة العرب الحقيقة: غياب العقل! هذه الحروب والفتن المنتشرة على مد البصر في خارطتنا العربية تعكس عمق الأزمة الحقيقة في ثقافتنا. فلا إنسانية الإنسان تحترم ولا قيم الدين تراعى ولا ظروف العصر وتحدياته تؤخذ في الحسبان. والأسوأ أن الكل يبرر اليوم مواقفه وأفعاله تارة بالدين وأخرى بالتاريخ. خطيب جامع في مصر يقسم من على المنبر أن الله، جل جلاله، قد أوصى خيراً بأحد المرشحين للرئاسة في مصر. وهذه الروح «العدائية» المنتشرة بين أطياف المجتمع الواحد تعكس عمق «العداوة» المتجذرة بين أصحاب الرأي المختلف. مناخ مخيف من التوتر وضبابية الرؤية ينذر بما قد يكون أسوأ. ويبقى السؤال: من أسس لهذا المشهد العربي المخيف؟ أليست هي أجهزة القمع في الأنظمة المخلوعة؟ الجديد اليوم هو أن الجهل الكبير المنتشر في منطقتنا كان كثيره مدفوناً بفعل القبضة الأمنية الصارمة لكنه اليوم ظاهر على السطح. وحينما يكون الجهل سيد…
آراء
الإثنين ٠٩ أبريل ٢٠١٢
في الخليج، تدخل أحياناً مقهى أو مطعما أو «بهو» فندق من فئة الخمسة نجوم لتفاجأ أن مستوى الخدمة هناك لا يليق حتى بفئة النجمتين! فنادق كلف بناؤها و تجهيزاتها مئات الملايين، جميلة أنيقة في مداخلها و أثاثها و نوافيرها و مسابحها لكنها فقيرة في مستوى خدماتها. و الإدارة ليست وحدها المشكلة لكن طريقة اختيار العاملين فيها تكون غالباً هي المشكلة. البحث عن العمالة الرخيصة و السرعة في توظيف تلك العمالة قادت إلى هذا المستوى المتدني في نوعية العاملين في أغلب الفنادق و المطاعم الغالية في مدن الخليج. يخبرني مستثمر شاب في قطاع الفنادق في دبي أن غالبية العمالة في قطاع الفنادق في الخليج تأتي بخبرة فندقية متواضعة في بلدانها. بعض العاملين في فنادقنا لم يدخل طول حياته فندقاً من فئة الخمسة نجوم ثم يُوظف في فندق خمسة نجوم في دبي أو الدوحة أو جدة. كثيرهم يمشون بين الطاولات في المطاعم أو في ردهات الفنادق و عيونهم في السقف لا في الناس فتضطر للصراخ منادياً عسى أن يلتفت لطلبك واحد من عشرات العاملين الذين لا تعرف بأي لغة تتفاهم معهم فتلجأ أحياناً للغة الإشارة لعلك تظفر بأي انتباه! ما ذا لو اشترطت الجهات المعنية بالسياحة في بلداننا دورات تدريبية عملية في الخدمات الفندقية المتقدمة على العمالة الوافدة قبل أن تبدأ العمل؟…