آراء
الأحد ٠٨ أبريل ٢٠١٢
في الأسابيع القليلة الماضية شاهدت صوراً في الصحافة لوزراء الزراعة والنقل والتعليم العالي، في جولات عمل، بلا بشت! معقولة؟ مسؤول سعودي في صورة من دون مشلح؟ لم أكد أصدق. أم إننا أمام «تحوُّل» إداري في ثقافة جعلت من هذا البشت رفيقاً لحركة المسؤول حتى لو خرج من مكتبه لسيارته؟ أفهم أن يلتزم المسؤول الكبير بلبس البشت في المناسبات الرسمية أو الاجتماعية ولكن أن يجرجر بشته في كل جولة عمل يقوم بها فتلك مسألة لم أفهمها. بل أكاد أشك أن بعض المسؤولين لا يفك بشته من فوق كتفه حتى وهو على الغداء مع عائلته. أو لعله ينام في مشلحه! ولهذا كانت دهشتي كبيرة لرؤية صور لمعالي الوزراء من دون مشالح. عرفت أستاذاً جامعياً عين مستشاراً في مؤسسة حكومية فصار نادراً أن تراه يمشي بلا بشت؛ مرة ملفوفاً على ذراعه وغالباً معلقاً على كتفه. قلت له يوماً ساخراً: لم يبق إلا أن تلبس البشت في قاعة المحاضرات. ورد معانداً: لو كان بيدي لفعلت! وذات يوم دعاني مسؤول كبير في جلسة عتب على بعض ما كتبت وعند مكتبه كان مدير مراسمه يركض وجلاً مستغرباً معاتباً: ما يصير يا دكتور: أين البشت؟ ثم فاجأني وقدأحضر ثلاثة مشالح كي أرتدي أنسبها مقاساً قبل الدخول على مديره. وغضب الرجل أنني رفضت «بشته» وكانت حجتي أن لقائي…
آراء
الأحد ٠٨ أبريل ٢٠١٢
لأن ما يسمى بـ"الراب" يرفع الضغط فعلا، فالنمط الغربي منه غريب عنا، والعربي معظمه غير مقنع، أجدني أنحاز إلى رأي الفنان ناصر القصبي ضد رأي معارضيه، بعد الخلاف حول هذا "الراب" مع بداية الموسم الثاني الذي انطلق أول من أمس لبرنامج المواهب العربية Arabs Got Talent على قناة mbc4، ووصف القصبي لـ"الراب" بأنه "يرفع الضغط"، وبالطبع لمخالفي القصبي مثل مقدم البرنامج "قصي خضر" وصحبه رأي معاكس تماما، بل إن مثل هذا القول "يرفع ضغطهم". العضو الجديد في لجنة التحكيم ناصر القصبي كان صريحا لدرجة نسيان عضويته التي تستدعي بالضرورة عدم إطلاقه حكما قطعيا على لونٍ له من يؤدونه ويعجبون به، وهناك من استعدوا للمشاركة به في المسابقة، ورأي عضو لجنة التحكيم المحبط لهم قد يغير موقفهم من المشاركة أو يجعلهم يضعون احتمال الفشل أولا، ما يؤثر على أدائهم فـ"يرفعون ضغط" ناصر وضغط من يؤيدون رأيه أكثر مما كانوا يفعلون... وكأننا "ناقصين رفع ضغط" مما يعرض على الشاشات المنوعة.. والإخبارية أيضاً لدرجةٍ صار بها من يبتعد ساعة عن الأخبار يشعر أنه قد ارتكب إثما بحق شعب يذبح منه العشرات يوميا، وقدم فنانو "الراب" منه عشرات الأغنيات ضد طاغيتهم لكنها لم تتمكن من خفض "الضغط المرتفع" الناجم عما يرتكب بحق شعب نابض بالإبداع، رسَم تكوين الحرية ويصر على أن يكمل لوحته. وبعودة…
آراء
السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢
إذا أردتَ اليوم أن تفهم مجتمعا ما فكل ما عليك فعله هو أن تقرأ ما يكتبه أفراده على تويتر وفيسبوك، وتشاهد ما يشاهدونه على يوتيوب. فمن خلال الإعلام الاجتماعي صار يمكننا -إلى حد بعيد- أن نفهم (العقل الجمْعي) لمجتمع أو أمة ما، والنفسية الجمْعية أيضاً لتلك الأمة. لقد أبرَزَت هذه الوسائل أفضل ما فينا وأسوأه، فَعَرّت أفكارنا، وجرّدت شخصياتنا من كل الأقنعة التي تشبثنا بها لعقود طويلة. كنتُ أتحدث مع مجموعة من الأصدقاء عن العنف الفكري والإرهاب النفسي الذي انتشر مؤخراً على تويتر، وتساءلتُ إن كُنّا نحن العرب فقط من نَشتم ونُكفّر بعضنا هناك أم أن أمما أخرى تفعل ذلك أيضاً؟ فهل يشتم الهندي الهندوسي مواطنه المسلم والعكس؟ وهل يُخرِج الإيطالي الكاثوليكي قرينه الأمريكي البروتستانتي مِن المِلّة المسيحية كما يفعل السنّي بالشيعي والعكس؟ لقد بات الدين الإسلامي ضحية للصراع الطائفي والعِرْقي الذي انفجر مؤخراً على وسائل الاتصال الحديثة، وانتشرت المُزايدات من مختلف الأطراف والمذاهب التي يدعي أصحاب كل منها حصولهم على الحقيقة المطلقة. تكمن المشكلة الحقيقية هنا أن الجميع يستشهد بالماضي لبيان مدى صحة ادعائه، ولا أعني بالماضي النص المقدس أو السيرة النبوية، بل أعني به الفترة التي بدأت منذ انتهاء جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وانتهت بواقعة حرق كتب ابن رشد ثم سقوط حكم المسلمين في الأندلس؛ وتوالت بعدها…
آراء
السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢
نحن «الإخوان المسلمين»، لدينا مشروع اقتصادي وسياسي واجتماعي متكامل للنهوض بمصر، بل أوسع من مصر، ولكننا لن نتحدث كثيراً في ذلك الآن للمصلحة العامة، وإيماناً منا بمرحلية العمل، مشروع كهذا يحتاج فريقاً متجانساً، يكمل بعضه البعض، وبالتالي نفضل أن يقود هذا المشروع قيادات من الجماعة إن أمكن، فبعدما استقرت رئاسة البرلمان لنا، وضمنا أن يكون رئيس الوزراء «إخوانياً»، قررنا ترشيح أحدنا، بل أقوى رجالنا لرئاسة مصر، ليدير هذا الثلاثي مشروع النهضة الذي دعونا له منذ نحو قرن من الزمان، والذي نؤمن بأن الخير، كل الخير فيه لمصر والعرب والإسلام. ندرك أن الانتخابات حقيقية، لا يمكن طبخها مثلما كان يفعل الرؤساء السابقون منذ زمن عبدالناصر، وبالتالي إن لم نحسن التخطيط والتدبير، فقد تحمل ريحها لنا رئيساً لا نستطيع العمل معه، خصوصاً إن كان متديناً يجيد مخاطبة قاعدتنا الانتخابية، مثل حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي لن يدين لنا نظاماً بالسمع والطاعة، ذلك أنه ليس عضواً في الجماعة، وإن ترشح باسمها في السابق. بالطبع لن يتحدث «الإخوان» بصراحة كهذه، وإنما هو حديث متخيل، ولكن هذا في الغالب ما دفعهم لنكث تعهدهم بأنْ لن يسعوا للرئاسة، يومها قبل نحو عام من الآن، لم يخطر في حسابهم أن محامياً وداعية وخطيباً مفوهاً محسوباً عليهم يصبح المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية بعد عمرو موسى، الذي لا يزال…
آراء
السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢
حينما أصدر أمير الرياض قراره بالسماح للعزاب بدخول الأسواق التي كانت محتكرة على العائلات جاء من يسأل: من يحمي العوائل من أذى العزاب؟ وإن طالب بعضنا بفتح دور السينما في مدننا كوسيلة مهمة في الترفيه والتثقيف قفز من يكرر السؤال: كيف نأمن من أذى المتطفلين والمزعجين؟ أما «أم القضايا» فهي قيادة المرأة للسيارة: كيف نضمن سلامة وأمن المرأة في الشوارع أو إن تعطلت سيارتها؟ ومع تقديري الصادق لمثل هذه الأسئلة، وفيها وجاهة وأهمية، فإن هذه الأسئلة تطرح سؤالاً مهماً بين سطورها: أين الأجهزة الأمنية من هذه المخاوف؟ تلك أسئلة تخفي أيضاً بين سطورها فكرة خطيرة ألا وهي أن المجتمع في نظرته وتعامله مع المرأة قد أصبح متخلفاً متوحشاً إلى درجة أن المرأة لا تأمن على نفسها إن قادها أي ظرف لتمشي وحيدة في الشارع العام. بل تحول العزاب -في نظرة المجتمع- إلى قطعان من الذئاب اللاهثة وراء أي امرأة في الأسواق والأماكن العامة. من أسس لهذه النظرة؟ ولنفترض أن هذه المحاذير تجاه المرأة حقيقية، أين دور المؤسسات الأمنية في حماية الناس -رجالاً ونساءً- من الأذى (بكل أشكاله) في الأسواق والشوارع والأماكن العامة؟ وإن لم يرتدع الشباب -من تلقاء أنفسهم- عن أذى الغير هل نكتفي بالقول: شباب قليل أدب؟ ألا توجد أنظمة وقوانين تردع «قلة الأدب» التي قد تؤذي المجتمع؟ لا…
آراء
الجمعة ٠٦ أبريل ٢٠١٢
في المدينة الصاخبة بأضوائها وحركتها التي قليلاً ما تهدأ تعرف كم كنت محظوظاً في طفولتك التي تفاعلت أيامها مع نجوم السماء.من جرَّب تأمل السماء في الليالي المظلمة يتمنَّى -وقد صار ابن المدينة الجميلة- لو تنطفئ الأنوار كلياً لساعات كي يرفع رأسه فوق بحثاً غن نجوم السماء، تلك التي نشأ طفلاً يعدُّها نجماً نجماً ويعرف معظمها بالاسم والاتجاه. متى آخر مرة نظرت فيها للسماء وتأمَّلت في نجومها وبعض شهبها؟ أحنُّ أحياناً لليالي الطفولة في جبال السراة حينما كانت العلاقة بالطبيعة إنسانية خالصة نرفع عبرها رؤوسنا نحو السماء كأننا نكلِّم نجومها ونتابع حركتها. كبرنا وكبرت قرانا. هرب ظلام الليل من ليالينا. ولم نعد ننظر للسماء بحثاً عن قمرها ونجومها إلا نادراً. بل إن كسوف القمر -الذي كان مستحيلاً أن يفوتنا أيام طفولتنا- يحدث وينتهي وقد لا نعرف عنه إلا بعد رحيله بأيام. قبل مدة، هربت بسيارتي ليلاً من المدينة إلى الصحراء. بحثت عن الظلام الدامس وبالكاد وجدته. أطفأت أنوار سيارتي وأغلقت هاتفي وتأمَّلت قليلاً نجوم المساء. كأنني ألتقي بأصدقاء طفولتي من بعد طول فراق. يا الله، كيف كانت تلك النجوم مثل رفاق الطفولة وقد كنا نراها -نتبعها- كل مساء؟ أطلت النظر في السماء وحاولت أن أتعرف على نجومها من جديد لكنني أضعت الاتجاهات ونسيت الأسماء. كيف سرقتنا السنون من أنفسنا وكيف تطوي…
آراء
الخميس ٠٥ أبريل ٢٠١٢
أبشركم أن السعوديين في حبهم للسينما لا يختلفون عن بقية شعوب الأرض. بل إن بعض مهرجانات السينما العربية تبشر أن المبدعين السينمائيين الشباب في السعودية هم من أبرز نجوم صناعة السينما الصاعدة في المنطقة. أمس نشرت «الشرق» -نقلاً عن «ذا ناشونال» الإماراتية- أن ربع مليون سعودي يزورون دور السينما في الإمارات سنوياً. ومن مشاهداتي، أظن أن الرقم يفوق ربع المليون كثيراً. ففي مواسم زيارات السعوديين للإمارات ترى حضوراً سعودياً كاسحاً في دور السينما. ولم أشاهد منظراً مخلاً بالأدب في صفوف السعوديين الزائرين لدور السينما. والإجراءات الأمنية الصارمة لن تسمح أصلاً بمضايقة العوائل لا في السينما ولا خارجها. أما الخوف من محتوى الأفلام على عقول الناس كما يعلل بعض ممارسي الوصاية على عقول الناس فما الفرق بين ما يعرض في السينما وما يعرض على شاشات التلفزيون في البيوت وغرف النوم؟ بل إن أغلب الأفلام التي تعرض في دور السينما تبث لاحقاً عبر شاشات التلفزيون. في البحرين أيضاً رأيت طوابير السعوديين أمام دور السينما. ولو قدر لدور السينما أن تفتح أبوابها في المدن السعودية لرأينا الآلاف المؤلفة من العوائل السعودية تذهب لمشاهدة أحدث الأفلام وأشهرها. أعرف أنه سيقفز من يسأل: من أنت حتى تفرض على الناس زيارة السينما؟ وأجيب: والله العلي العظيم أنني لا أفرض على أحد أن يزور السينما ولا أملك…
آراء
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٢
ـ 1 ـ على الرغم من اشتغال كثير من النقاد على مصطلحي "الرؤية" و"الرؤيا" في الدراسات النقدية إلا أن المسألة ظلت نخبوية، ولعل سبب ذلك دخولهم في التراكيب اللغوية الخاصة التي يتطلبها النقد، ما جعل المتلقي العادي يكتفي بالنص الذي يستشف بفطرته ما هو موجود بين مفرداته. وتبقى "الرؤيا" النابعة من حالة الحلم بالمستقبل، مع "الرؤية" الواقعية البصرية المنطلقة مما هو كائن، من الأمور الملتصقة بالإنسان أينما كان. ـ 2 ـ اتّكأ أتباع المدرسة السريالية في الكتابة الأدبية منذ نشأتها بدايات القرن العشرين على الحلم في حالة من اللاوعي المتداخل مع العقل الباطن فأنتجوا نصوصا غريبة لم يتقبلها معظم الناس آنذاك وما زالت المجتمعات لا تستسيغ الكتابة السريالية، فالتصوير غير الواقعي وإطلاق الخيال وتكريس الأحلام اعتمادا على نظريات "فرويد" لم تكن في حالتها الأدبية متوهجة كما في حالتها الفنية التشكيلية، فـ"أندريه بريتون" وصحبه لم يحققوا المنجز أدبيا، فيما كان وجود مبدع مثل الإسباني الراحل سلفادور دالي من أهم عوامل الانتشار الفني للسريالية. فالرسم يعتمد على التكوينات الجمالية التي وإن كانت مبهمة إلا أن البصر يتقبل تجانس ألوانها ولمسات الريشة فيها، فتنتقل الحالة إلى الذهن ليفكر ويخترق الحلم. ـ 3 ـ قبل ذلك، لم تغب الأحلام عن علماء ومفكري العرب والمسلمين، وأصدروا كتبهم التي لا تبدأ بتفسير الأحلام لمحمد بن سيرين…
آراء
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٢
شاهدت قبل البارحة نشرة الأخبار على قناة المنار التابعة لـ «حزب الله» لأشاهد الدجل الإعلامي كما لم أشاهده من قبل. فرئيس الاستخبارات الإسرائيلية – حسب المنار – يعد صمود بشار الأسد هزيمة لإسرائيل. والكويت والإمارات وسلطنة عمان ومعها البحرين تتبرأ – سراً – من سياسات السعودية وقطر الرامية إلى إسقاط بشار. لم أفهم كيف أن صمود بشار وقتله لعشرات الآلاف من السوريين ودكه للمدن السورية بدبابات الجيش السوري هي هزيمة لإسرائيل! لقد ملت الشعوب العربية – في غالبها – من هيمنة أنظمة عسكرية قمعية كل حراكات المجتمع باسم المقاومة و مواجهة الاحتلال. يا أخي ذبحتونا بـ«المقاومة» التي لم تطلق معها رصاصة واحدة ضد المحتل. في سوريا، لا يقل الاحتلال الأسدي قبحاً وعنفاً عن مثيله الإسرائيلي. فاحتلال آل الأسد سرق كل مقومات وقدرات بلد عريق مثل سوريا على أصعدة الاقتصاد والإبداع والإنتاج. وشرد عشرات الآلاف من الشباب السوري بأساليبه القمعية و تخلف اقتصاده وقبضته الأمنية على كل شاردة وواردة. فكيف تشعر إسرائيل بالهزيمة إن بقي على سدة الحكم في دمشق من يُبقي سوريا في قائمة البلاد المتراجعة سياسياً واقتصادياً؟ لقد حكمتنا الديكتاتوريات العربية (حكومات و أحزاب) باسم المقاومة ومحاربة المحتل ومع الوقت اكتشفنا أن هذا المحتل الذي تلعنه بعض الأنظمة العربية علناً إنما تتآمر معه سراً. يعلنون الحرب ضده في النهار…
آراء
الثلاثاء ٠٣ أبريل ٢٠١٢
لم أستغرب «بدائية» الدكتور أحمد الكبيسي في تعامله مع سيدة اتصلت به عبر برنامجه على قناة دبي (وأُخر متشابهات) لتبدي وجهة نظر مختلفة و إذا به يصب عليها نيران غضبه ويقاطعها بصراخه المعهود وينهي مكالمتها قبل أن تكمل سؤالها. ثم انفعل مرة أخرى مع متصل آخر ليدعو الله أن يحشره – المتصل – مع معاوية. هل من أخلاق «الداعية» أن يشتم على الهواء و يصرخ في وجه كل من يختلف معه و لا يعطي فرصة لسائله أن يكمل سؤاله؟ أنا لم أستغرب ديكتاتورية الكبيسي في التعامُل مع من يختلف معه. قبل سنتين وأثناء تسجيلي لبرنامج «المنتدى» على تلفزيون دبي، سجَّلنا حلقة عن المرأة والتنمية في العالم العربي. كان الكبيسي أحد ضيوف الحلقة مع الأكاديمية التونسية الدكتورة نائلة السيليني. لم يُعجب الكبيسي أن تتجرأ الدكتورة على الاختلاف علناً معه. بعد تسجيل الحلقة اتصل بي مراراً لإقناعي بعدم بثِّها. ولم يترك وسيلة للضغط على إدارة القناة لإلغاء الحلقة. وبعد نقاشات طويلة مع المسؤولين في مؤسسة دبي للإعلام تقرَّر أن يُترك الحكمُ لمفتي دبي الشيخ أحمد الحداد الذي شاهد الحلقة و أوصى ببثِّها. لم أصدق حينها أن الكبيسي حاول استغلال نفوذه لممارسة الإقصاء ضد الرأي المختلف معه. الكبيسي ينتمي لعقلية لم تستوعب بعد أن زمن الوصاية على الفكر و الرأي قد ولَّى. لقد…
آراء
الإثنين ٠٢ أبريل ٢٠١٢
لا أحب الأحكام الجاهزة على الأفكار أو الأفراد. وكثيراً ما أحذِّر من استعارة الأحكام والآراء الجاهزة في القضايا والأفكار والناس. احكم بعقلك أنت لا بعقل غيرك. لا تترك الآخرين «يستغفلونك» وهم ينوبون عنك في التفكير والحكم على الأفكار والأشياء من حولك. كثيراً ما نلتقي شباباً يتعامل مع القضايا حوله بنتيجة قاطعة لا يريدك أن تناقشه فيها. وحينما تأخذ وتعطي معه قليلاً تكتشف أنه قد حكم على مسألة النقاش نقلاً عن حكم غيره. الأفكار – مثل الناس – تبدو من بعيد مختلفة عما هي عليه من قريب. وحينما تحكم على الناس عن بعد ستكتشف لاحقاً أن في حكمك ظلم أو قصور. تعرَّف على الناس جيداً قبل أن تختزلهم في حكم مستعجل أو جاء وليداً لانطباع تنقصه الدقة. وكذلك الأفكار والآراء. ألتقي أحياناً بشباب رائع لكنه لا يلبث أن يخبرني همساً: اسمح لي كنت أظن فيك السوء. وكثيراً ما أنصح: ابحث أولاً في رأيك. اقرأ. اسأل. حاور. ناقش. ثم استنتج حكمك بنفسك. يؤسفني أن أقابل كثيراً شباباً سقطوا في أحكامهم – على الأفكار والناس – ضحايا لجدالات غابت عنها أخلاق الحوار والاختلاف. ثم وصل بهم الحال أن حكموا على أفكار كبرى وفق عقلية «الأبيض» و«الأسود». وتاهوا في الخلاصات القاطعة. فهذا علماني وذاك أصولي. وهذا إرهابي وذاك تغريبي. وتلك المسألة «حلال» وما خالفها…
آراء
الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٢
للسنة الثالثة، أحضر معرض أبو ظبي للكتاب، الذي بات يشكل اليوم حدثاً ثقافياً مهماً في الإمارات. كأنك في حفل بهيج يحتفي أصحابه بالثقافة والكتاب. أعجبت جداً بطريقة التنظيم وبأناقة المكان ونظافته. ولفت انتباهي هذا الحضور الكثيف للعوائل الإماراتية والعربية، وحرصها على شراء الكتاب وحضور ندوات وفعاليات المعرض. في ركن توقيع الكتاب بدار كتّاب للنشر، جلس راشد النعيمي، وزير خارجية الإمارات الأسبق، للتوقيع على كتابيه، زايد: من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد، وشاهندة، رواية قديمة أعادت نشرها دار كتّاب. وبعد أن غادر المكان بدقائق جلَست في ذات الركن كاتبة إماراتية شابة، كلثم صالح، للتوقيع على إصدارها الأول: صنع في الجميرا. وخلال هذين التوقيعين، اصطف عشرات من الشباب الإماراتي للتوقيع على نسخهم والتصوير مع المؤلفين. وما بين «شاهندة» و«صنع في الجميرا» عقود من التحولات الثقافية المهمة في الإمارات والخليج أفرزت اليوم جيلاً يشكل احتفاءه بالكتاب بشرى خير للثقافة في منطقتنا. وفي زاوية أخرى من المعرض، في ركن دار مدارك للنشر، كان الكاتب السعودي محمد الرطيان يوقع لمعجبيه من الشباب وهم كثر على إصداراته، القديم منها والجديد. من قال إن شبابنا لا يقرأ؟ وفي ركن الساقي، كان ثمة «طابور» طويل من القراء، أغلبهم شباب، ينتظر فرصته للسلام على الزميل عبدالباري عطوان، الذي كان يوقع لهم على كتابه «وطن من كلمات». ومع الصديق سلطان…