آراء
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
اِجمَعْ عدداً من الخبراء الاستراتيجيين ورجال السياسة واسألهم، كم من الوقت حتى يسقط بشار الأسد؟ سيختلفون، إلا على شيء واحد، وهو أن فخامته يريد أن ينتصر والأدهى أنه يعتقد أنه سينتصر. أمر آخر متفق عليه، أنه لا يحارب ويدافع بشراسة عن «رئاسته» وإنما عن مصلحة الطائفة، فهو يعلم أن كبار الطائفة هم الذين نصبوه رئيساً من أجلهم، ليس لأنه الأذكى والأحق، وإنما لأنهم لم يستطيعوا أن يقدموا أحدهم للمنصب ويتفقوا عليه من غير «انقلاب»، لذلك قدموا طبيب العيون على الجنرالات ورجال الأمن، لمجرد أنه ابن الرئيس الذي فعل المستحيل وغير مسار التاريخ لمصلحة الطائفة المهمشة. إنه يقاتل ويناور ويكذب من أجل الطائفة، ما يحد من قدرته على التفاوض وقبول أنصاف الحلول (لذلك لا ينبغي توقع الكثير من إعلان مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان أن النظام قبل بخطته للسلام)، ففي حالة الأسد، حين تحكم أقلية الغالبية بالقوة، تختصر اختياراتها بين النصر أو... الموت، «موتنا جميعاً، نحن أبناء الطائفة، بالطبع لن نموت جميعاً، ولكن خسارتنا تعني الهزيمة والهوان والانتقام. القادرون منا سيهاجرون، ربما ننحاز إلى جبالنا، هل ستحمينا الغالبية عندما تستعيد الدولة؟ لا أحد يعرف، كل ما نعرفه الآن أنه يجب أن نقاتل وبشراسة»، هكذا يمكن أن يتحدث ويفكر علي دوبا مثلاً، رئيس الاستخبارات السابق أو غيره من كبار الطائفة، حتى غير…
آراء
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
حليمة أم لخمسة أطفال، تخرج كل صباح مع جاراتها في «تشاد» بحثاً عن شيء يسددن به رمق أطفالهن، وبسبب المجاعة التي تعصف بكثير من الدول الإفريقية، تقوم حليمة ومن معها بالبحث عن بيوت النمل واستخراج الحبوب التي خزّنها على مدار أشهر، ثم يطبخنها ويطعمنها لأطفالهن، وهذه كما تقول حليمة، هي الطريقة الوحيدة الباقية للحصول على طعام. وإذا شاهد أحدكم تقريراً على التلفاز عن المجاعة في إفريقيا فإنه سيرى بأن الذباب يجتمع على أعين الأطفال، وذلك لأن دموع الأطفال هي مورد الماء الوحيد المتوفر للذباب! نعم، لقد وصلت المجاعة إلى هذا المستوى السحيق والمرعب، ففي كل عام يموت قرابة 7.6 ملايين طفل من الجوع حول العالم، وهناك قرابة مليار شخص يعانون من الجوع، ومليار آخرون يعانون من الفقر المدقع. قرأتُ هذه الأرقام لأحد الأصدقاء فقال لي: «وما شأني أنا بحليمة وأطفالها؟» فعلاً قد لا نكون مسؤولين عن مشكلات الجوع والفقر في العالم، ولكننا بالتأكيد مسؤولون عن الجوع الروحي الذي ينهش في داخل كثير منا. فعندما يعلم أحدنا أن خمسة وعشرين سنتاً أمريكياً، أي ما يعادل درهماً إماراتياً واحداً، تكفي لسد رمق طفل وإبقائه على قيد الحياة ليوم آخر، ثم يُفضّل أن يحتفظ بذلك الدرهم في سيارته على أن يرميه في صندوق التبرعات، فإن ذلك يعد أبشع أنواع الفقر الإنساني؛ الفقر من…
آراء
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
غرفة الانتظار: جمعتنا غرفة الانتظار في المستشفى كان بقلق ينتظر مولوده الجديد وكل علامات الارتباك والخوف تراها واضحة في مشيته ذهابا وإيابا. كان ينتظر القادم الجديد بشغف أب وصبر وحب. الانتظار قد يكون صعبا عندما لا تعرف ماذا تنتظر، غرفة العمليات مليئة بالأسرار مادمت بعيدا في غرفة الاتظار. بفرحه حمدالله بعدها عندما عرف أن مولوده الجديد سليم ومعافى فقد كان أبا بارا لولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة سخر لهما جل وقته لرعايتهما و جاء الثالث بصحة جيدة ومن هنا تبدأ الحكاية. الصمت أحيانا لا يعني الصمت: هناك أشياء لا نعلمها عن معاناة آباء وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة وتفاصيل الحياة اليومية المتعبة جدا والمرهقة لهم وهم يروون فلذات أكبادهم يختلفون عن الأبناء الباقين هذا المشهد المتكرر اليومي يبعث على الحزن وفيه الكثير من الصعوبة على الآباء والأمهات الذين يواجهونه بكثير من الجلد والكتمان والصمت ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية ويحاولون أن يرسموا ابتسامة طبيعية على وجوه أتعبها الحزن. كنت أرى كل هذه الملامح على وجه صديقي وهو ينتظر مولوده الجديد وأملا من الله أن يأتي إلى هذه الدنيا معافى وسليماً. قلت له محاولا تهدئته : ما قدره الله سوف يكون. قال لي: ونعم بالله و لكن أمنيتي ألا يعاني أبنائي في صغرهم وكبرهم وتمتم بعدها “ربي حقق لي أمنيتي”. الأمل صديق مخلص…
آراء
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
بعض التقارير قالت إن أكثر من 700 ألف سائح سعودي دخلوا الإمارات خلال الأيام القليلة الماضية. في الطريق، بين دبي و أبو ظبي، ترى عشرات السيارات السعودية تتنقل بين المدينتين. دبي نجحت في استقطاب العائلة السعودية القادمة للإجازة القصيرة. وحتى أولئك الذين اضطروا للقدوم إلى دبي للظروف السياحية المستحيلة في سوريا ولبنان ومصر قد يجدون في دبي ضالتهم السياحية خاصة في ظل الخدمات السياحية التي توفرها دبي اليوم من سكن أقل كلفة وأمن وخدمات وأسواق. وهنا مفهوم مختلف لصناعة السياحة. فلم يعد صحيحاً أن السائح السعودي يسافر فقط للأماكن ذات المناظر الطبيعية الخلابة بقدر ما يقصد المدن التي توفر الخدمات الجيدة والأسعار المعقولة والأمن الأكيد. والسائح السعودي – في الغالب – لا ينتظر خدمات من فئة الخمسة نجوم بقدر ما يبحث عن الحد الأدنى من تلك الخدمات. فأينما تذهب اليوم في دبي، فندق خمسة نجوم أو شقق فندقية من فئة الأربعة نجوم، في ديرة أم في بر دبي، تجد العوائل السعودية. إنها رغبة التغيير – تغيير المكان والانتقال ولو قصيراً لوجهة جديدة – التي تدفع العائلة أن تسافر لمكان جديد ولو لأيام. ولهذا لم أستغرب وبعض الزملاء في الرياض يخبروني أن الرياض نفسها صارت تستقطب زواراً من خارجها يأتون للسياحة خلال إجازات المدارس. ما الذي يمنع أن تصبح السياحة صناعة…
آراء
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٢
من مكتبه الأنيق، يطل على «خور دبي»، منظر ساحر لهذا الشريان المائي الجميل. ومن مكتبه، يشاهد حركة لا تهدأ لقوارب صغيرة تقل البضائع والسواح والمتنزهين، وعمالا كثر يمشون على حافة «الخور»، كلهم حيوية لا تكاد تنطفأ. وفي كل صباح، وهو يحتسي قهوته ويطل من نافذته على حركة الناس تحت هذا البرج العملاق الذي يطل منه، يتمنى لو أنه هناك.. تحت، مع أؤلئك البشر الذين لا يتوقفون عن الحركة إلا قليلاً. مرة لم يعد يحتمل الأمنية من «فوق» فنزل إلى حيث الناس، استنشق رائحة الخليج وأطلق قدميه على الرصيف كما لو أنه للتو يكتشف متعة المشي إلى جوار البحر، وحينما قرر أن يستريح قليلاً على كرسي خشبي إلى جوار الماء، سأل أحد العاملين هناك إن كان يشعر بسعادة العمل على الرصيف، إلى جوار البحر، فأبلغه العامل بحلمه أن يعمل في مكتب أنيق لكن ظروفه لم تسعفه. من بعيد، تبدو الأشياء غالباً على غير حقيقتها. فالموظف الكبير صاحب المكتب الأنيق المطل على البحر يشعر كثيراً كما لو كان «أسيراً» للوظيفة التي عزلته في «برجه» عن الهواء الطلق فلا يرى البحر إلا من خلف زجاج. يتمنى لو يقضى وقتاً أطول يمشي إلى جوار الماء كما يفعل المئات من العاملين على الرصيف. والعامل على الرصيف يرفع رأسه فوق، إلى البرج الممتد نحو السماء حالماً…
آراء
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢
من أسباب تخلفنا في العالم العربي حضارياً واقتصادياً أننا منشغلون كثيراً بجدالات «بيزنطية» في قضايا لا تمس التنمية لا من قريب أو بعيد. إن أمة تستهلك معظم وقتها في تصفية حسابات فكرية أو سياسية بين تيارات المجتمع الواحد إنما تهدر وقتها فيما لا يفيدها أو يسهم في تقدمها. كثيرنا منشغل بالكلام الذي ليس فيه كلام، وقليلون جداً منا منشغلون بالعمل والإنتاج في مصانعهم أو مزارعهم. وحينما أنتج الغرب منابر جديدة، تتيح حرية أفضل في التعبير والحوار، وظفناها لخدمة «الظاهرة الصوتية» التي شكلت وعينا وخطابنا وصارت تهيمن على سلوكنا اليومي. العالم الحي يوظف تقنيات التواصل الجديدة لمزيد من الحوار البناء بين أبناء المجتمع الواحد، فيما نحن سخرناها لخلق المزيد من الكره والانقسام داخل المجتمع الواحد. ومقابل هذا الكم المهول من الصراخ والشتائم والجدالات وخطابات التخوين وفتاوى التكفير التي ينتجها العالم العربي، كم ننتج من سيارات أو أجهزة كمبيوتر أو عقارات طبية؟ ماذا نقدم للاقتصاد العالمي اليوم؟ وأي إسهام حضاري نقدمه للحضارة الإنسانية على أصعدة العلوم والطب والرياضة والفنون؟ ماذا لو جربنا أن نعمل أكثر مما نتكلم، هل سنكتشف متعة «الإنتاج» بعد عقود طويلة من ضياع الأوقات في جدالات أسست لحالة عداء لا تنتهي بين تيارات المجتمع الواحد؟ ولو سألنا أنفسنا، كم ساعات الإنتاج الحقيقية في يومنا لربما أدركنا بعض أسباب تراجعنا…
آراء
الإثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢
شاهدت حلقة السبت الماضي من برنامج الثامنة مع داود الشريان التي كان موضوعها الأبناء مجهولي الوالدين. وبقدر الحزن الذي انتابني وأنا أتابع القصص المحزنة لنماذج من مجهولي الآباء بقدر ما فرحت بطريقة الزميل العزيز داود الشريان في تعاطيه مع مثل هذا الملف وإتاحته للنقاش والحوار. هذه الحلقة تكشف عن تناقضات ثقافية كبيرة في مجتمعنا. فبينما ندعي أننا مجتمع متدين، شديد الحرص على ثقافته الدينية، نجد الأيتام ومجهولي الوالدين يعاملون عندنا معاملة تفتقر -في الغالب- لأدنى حدود التعامل الإنساني. إعلامنا معني بفتح مثل هذه الملفات مهما كانت محرجة أو مزعجة. تلك من وظائف الإعلام الرئيسية. لكن طريقة المعالجة الإعلامية تؤثر كثيراً في تعاطي المجتمع والجهات المعنية مع القضية المطروحة للنقاش. فإعلامي مخضرم مثل داود الشريان يكسب دوماً مصداقية في طرحه للقضايا الاجتماعية، لأنه لا يقدم «الإثارة» التلفزيونية على حساب الموضوعية والعقلانية في معالجته الإعلامية لقضايا اجتماعية فيها من التعقيدات الكثير. حينما يتعاطى الإعلامي بجدية واحترام مع القضايا التي يطرحها فإن المجتمع يتعاطى معه -في المقابل- بذات الجدية والاحترام. أكثر ما يسيء لقضايا المجتمع إعلامياً هو المعالجة القائمة على الإثارة على حساب المهنية واحترام عقلية المتابع. وكأي مجتمع إنساني معاصر، مجتمعنا اليوم مملوء بكل أشكال القصص الشائكة والمشكلات المعقدة. لكنها إشكالات تحتاج لإعلام «رصين» لا يتاجر بها ولا يستغلها من أجل تحقيق…
آراء
الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢
جاء في تقرير «الشرق» قبل أمس، عن السعوديين المبتعثين للدراسة في الخارج، أن عددهم 120 ألف مبتعث. القليل منهم مبتعث من جهة عمله. أي أنه سيعود من دراسته لوظيفته المضمونة سلفاً. لكن الغالبية من المبتعثين اليوم سيعودون ليبدأوا مشوار البحث عن وظيفة. أي سيعودون وهم «على باب الله». السؤال هنا: ماذا يمكن أن تفعله المؤسسات المعنية بتوظيف شبابنا لاستثمار تجربة المبتعث وظيفياً قبل أن تشوهها سنوات الانتظار بحثاً عن وظيفة؟ أعرف أن الحصول على وظيفة اليوم هو حلم الآلاف من شبابنا سواء كانوا من خريجي الجامعات المحلية أم من خريجي جامعات الابتعاث. لكنني أتساءل إن كان هناك خطط عملية للتنسيق مع شركات القطاع الخاص تحديداً لتوظيف بعض المبتعثين قبل عودتهم. أدرك أن المسألة أكثر تعقيداً من هكذا اقتراح لكن يبقى السؤال الكبير: ماذا أعددنا لعشرات الآلاف من المبتعثين بعد عودتهم؟ يخبرني مدير «بيت السعودة» في الرياض، قبل مدة، أن لديه قائمة تضم ألف باحث عن وظيفة من العائدين من الابتعاث. بعضم في قائمة الانتظار منذ أكثر من سنة. أتمنى ألا تكون «بطالة المبتعثين» تصنيف جديد لقائمة البطالة في بلادنا. هؤلاء، غادروا بلادهم للدراسة في الخارج بأحلام كبيرة. وسيعودون لوطنهم بأحلام كثيرة. وإن لم يجدوا مؤسسات تستثمر تجربتهم و حماسهم للعمل فسيتلاشى – سريعاً – وهج التجربة مع وطأة الانتظار القاتل…
آراء
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
في مبنى أنيق بشارع العليا وسط الرياض، اجتمع نُفر من الشباب السعودي مع قيادات شركة «غوغل»، التي غيّرت العالم ولا تزال تفعل. كان حديثهم كيف يجب أن تتحوّل السعودية أيضاً؟ إنهم نخبة الجيل الذي يشكّل 60 في المئة من سكان البلاد، كلّ له شخصيته وخلفيته، عصاميون وأبناء أثرياء، عامة وأمراء، رجال أعمال وأصحاب مبادرات وموظفون، نساء ورجال، ولكن يجمعهم الإيمان بقوة الإنترنت. أحدهم استعرض على الشاشة صورة الثوار العرب وهم يحيون الإنترنت، صورة واحدة اختصرت الموقف، لوحة رفعها أحدهم تقول: «ثورات زمان سلاحها الكلاشنيكوف والمولوتوف، ثورتنا سلاحها تويتر وفايسبوك» هذا في مصر، أما بين سعوديي لقاء «غوغل»، فلا أحد يريد ثورة، بل تحولاً نهضوياً حقيقياً شروطه أربعة هي «المعرفة وانتشار الإنترنت وتحويله إلى قيمة اقتصادية، والتوسع بالتجارة الإلكترونية»، هذه الشروط الأربعة كفيلة بتغيير وجه السعودية إلى دولة ليست قوية اقتصادياً فقط، وإنما تتمتع برخاء مجتمعي ومساهمة في النتاج المعرفي العالمي، قال ذلك عبدالرحمن طرابزوني، شاب سعودي تخرج في أعرق الجامعات الأميركية (أم اي تي)، وأضحى مديراً لـ «غوغل» في المملكة، كانت والدته تنظر إليه بفخر في مقعد خلفي. محمد جودت شاب مصري يعمل مديراً عاماً لـ «غوغل» في الشرق الأوسط، بشرنا نحن السعوديين أننا لسنا أكبر اقتصاد في المنطقة فقط، وإنما أكبر منتجين للمحتوى التقني أيضاً، وأكبر مستهلكين أيضاً له…
آراء
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
استغربت من إلغاء ملتقى النهضة في الكويت قبل يومين. ومصدر الاستغراب أنني ظننت أن عقلية المنع والإلغاء – خصوصاً في دولة مثل الكويت – قد ولت منذ سنوات. وحينما كتبت على تويتر «يمنع الكتاب فيزيد انتشاره، يلغى ملتقى فيسمع به القاصي والداني» فإني فعلاً أعنيها حقيقة من حقائق يومنا. ليعذرني منظمو الملتقى، فلولا منع ملتقاهم في الكويت لما أخذ كل هذه الضجة. أنا واحد ممن لم يسمع بالملتقى إلا بعد الإلغاء. ومن قال إن المنع و الإلغاء سيحاصران الرأي المختلف في زمن تستطيع أن تؤسس فيه مؤسستك الإعلامية وأنت جالس في بيتك؟ المسألة هنا مسألة «مبدأ» الإلغاء نفسه، كيف يمكن لمثقف أو داعية أن يبرره؟ وصلتني تعليقات كثيرة من بعض مؤيدي الإلغاء تتهم الملتقى بأنه مجرد منبر «إخواني» يخفي أجندات سياسية معارضة. وحينما استعرضت بعض الأسماء المشاركة و التي أعرفها شخصياَ تساءلت: معقولة؟ كل هؤلاء من «الإخوان» وأنا لا أعرف؟ هل خالد الدخيل وتوفيق السيف وشفيق الغبرا وغانم النجار في قائمة «الإخوان»؟ لا أملك سوى السخرية من هكذا تبرير. أعود للمبدأ نفسه، ففكرة الإلغاء لم تعد تجدي في مثل هذه المرحلة بل إنها قد تكون سبباً جديداً في إشعال فتيل الفرقة والتوتر بين تيارات المجتمع الواحد. ماذا كان سيضير لو عقد الملتقى واجتمع هؤلاء المثقفون في مكان واحد لمناقشة قضايا…
آراء
السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
يا إلهي، كيف صار العنف خبزنا اليومي في العالم العربي وخبرنا المعتاد في كل نشرة أخبار؟ نموت يومياً بالمئات وتصبح أخبار الموت مجرد خبر معتاد نقرأه و نشاهده كل ساعة. في العراق و في سوريا و في السودان و في الصومال حكاية الموت العبثي مجرد “لعبة” في عالم السياسة التي لا تقود لشيء سوى حرق الأخضر و اليابس من منطلقنا العربي الشهير: “عليَّ وعلى أعدائي”. كل القتلة يجيدون تبرير القتل، مرة باسم الدين و أخرى باسم المؤامرة الخارجية و ثالثة وفق عقلية ” البادي أظلم”! حينما يقتل فرد في فرنسا و في غيرها في الغرب تقوم دنياهم و لا تكاد تقعد. الموت العبثي ليس خبراً مألوفاً في أي ثقافة تؤسس الفرد على فكرة احترام حياة الإنسان و قيمته. تجاهلنا تعاليم عظيمة في ديننا العظيم الذي يؤكِّد على أن قتل النفس البريئة الواحدة كما قتل العالمين أجمعين. انظر لخارطة العنف العربي الراهنة، يا الله، كم هي مرعبة و مهلكة لا يمكن أن نخرج من نفقها نحو أي نقطة ضوء. هل لابد أن تموت الآلاف من الأنفس البريئة قبل أن يترك “الرئيس” منصبه؟ و هل لابد من قتل المئات من أجل إحراج طرف سياسي منافس؟ لن يتحقق “الربيع العربي” الحقيقي قبل أن نؤسس لثقافة حقيقية تجعل من قتل فردا واحدا خبراً يهزُّ…
آراء
الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢
إن كنت أحبك وأخاف عليك فسأخبرك أحياناً ببعض أخطائك وبآراء قد لا تسرك. فهل يعقل أن يهمني أمرك وأجاملك فيما يهمك ويؤثر على مستقبلك؟ أما إن كنت أبحث عن مصلحة أو مكسب خاص فستجدني أصف لك أجمل العبارات وأرق المدائح ولا يمكن أن تسمع مني إلا ما يسعدك ويشرح صدرك. فأنت على حق في كل الحالات وأنت الصواب وغيرك الخطأ وكل نقد يوجه لك مصدره حاقد وكاذب وحسود. أما لأني فعلاً وصدقاً ومن أعماق القلب أخاف عليك فلابد أن أحذرك من خطر ربما أنت لا تراه ومن منافق يزين لك الكلام من أجل غرض خاص، أكبر همه الفوز ببعض غنائمك! أنا أنبهك لمواقع الخطأ والخطر لأني أنا الباقي هنا أما هو فلن يبقى فيها لحظة واحدة متى ما أغلقت في وجهه أبواب غنائمك. وفي كل الحالات، أنا أسعى أن أصدقك الرأي الذي أعتقد به وأعدك إن تبين لي فيما بعد أن رأيي لم يكن في محله أن أتعلم من خطأي ولا أصر عليه عناداً أو مكابرة. ولو كنت أفكر في مصلحتي فقط، وليأتي الطوفان من بعدي، فستجدني دائماً أغني فيك أجمل الأغاني وأكتب فيك أروع القصائد وستسمعني دوماً أردد أنك على حق وغيرك على باطل وأنت سيد العارفين وكبير المفكرين ورمز الناجحين والمتفوقين. أما أنا -ولأني أخاف عليك- فسأنتقد بعض…