آراء
الأحد ٠٤ مارس ٢٠١٢
على فنجان قهوة قبل أيام مع الزميل العزيز علي الظفيري كنا نتندر على أولئك الذين يفترضون في الكاتب أن يكون له موقف قاطع من كل قضية وخبر في محيطه أوخارجه. من قال إن الكاتب ملزم باتخاذ موقف من أي قضية في محيطه؟، تصلني أسئلة كثيرة من مثل: لماذا لم تقل رأيك في قطار مكة؟، قلت لسائلي: اللهم أكثر من قطاراتنا داخل مدننا وبين مناطقنا. آخر يسألني: ما موقفك مما يحدث في البحرين؟ وثالث يسأل: لماذا لم تقل رأيك في رحلة علي عبدالله صالح العلاجية لأمريكا؟، يسأل علي الظفيري: هل يظن من يلح عليّ بمثل هذه الأسئلة أنني وزارة خارجية عربية ملزمة بأخذ موقف من كل ما يحدث في المنطقة؟، آخرون يريدون الزج بك في جدالات أنت -في الأصل- تنأى بنفسك من الدخول في شباكها. أُفضل ألا يكون لي موقف من أي قضية على أن يكون لي رأي مستعجل طرت به في “عجة” التكالب المخيف على تسجيل النقاط وما يتبعها من مزايدات. بعضنا يستعجل في تسجيل موقف أو رأي تجاه قضية لم يفهمها جيداً أو لم يدرك كل أبعادها، ما ظهر منها وما بطن، ثم تأخذه العزة بالإثم؛ فيكابر مدافعاً عن رأي يدرك في قرارة نفسه أنه خطأ. وآخرون ينتظرون الى أين تتجه بوصلة المواقف، ثم يركبون الموجة التي تقود لمصلحة…
آراء
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢
يجب أن يسارع العالم وجيران سورية، الذين ضاقوا بنظامها، إلى التدخل وإنهاء الوضع المتفاقم هناك قبل أن يستيقظوا على أفغانستان وسط دولهم تهدد استقرارهم النسبي. عملت مراسلاً صحافياً لهذه الصحيفة وغيرها في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وقتها كانت أفغانستان منطقة ساخنة تجذب إليها الصحافيين والباحثين عن المغامرة. لم تكن الحكومة الأفغانية «الماركسية» والقوات الروسية التي غزت البلاد لحمايتها من السقوط موجودة في غير المدن الأفغانية الرئيسية، وفي قاعدتين عسكريتين، وما عدا ذلك كانت أفغانستان كلها مرتعاً للصحافيين والمغامرين، إضافة إلى مجاهدين من أهلها يقاتلون عدوهم تارة وبعضهم بعضاً تارة أخرى، والمدنيون هم الضحايا. لم يكن الدخول إليها صعباً، وقد دخلتها وغيري من الصحافيين مرات عدة. كان بإمكاني -لو أردت- أن أمضي حتى حدودها مع الصين أو جمهوريات آسيا الوسطى، فلم تكن هناك دولة حقيقية في أفغانستان رغم عتو الاتحاد السوفياتي وقوته، هو الذي دعم «حكومة عميلة» في كابل بأكثر من مئة ألف جندي وعدة وعتاد هائلين. الجيش الباكستاني كان يغض الطرف ليس فقط عن دخول الأفراد وإنما عن شتى أشكال العتاد والمؤن والأجهزة والآليات. كان الروس والحكومة الأفغانية يحتجون على ذلك في مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية، ولكن لم يعرهم أحد اهتماماً. لم تصل سورية إلى هذه الحالة «بعد»، ولكنها بالتأكيد في الطريق إليه وبسرعة. قناتا «الجزيرة» و…
آراء
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢
“صحيح أنك لا تعرف قيمة ما تملك حتى تفقده، ولكن الصحيح أيضاً أنك لا تعرف ماذا ستفقد حتى تفقده”، لا أعرف من القائل، ولكني عندما قرأت هذه الجملة تذكرت الفقد، وأكتشفت أن من أهم ما نملكة هو الوقت. بعض الاكتشافات في حياتنا تأتي متأخرة جداً وأحياناً بعد ضياع الوقت. هذه الاكتشافات المتأخرة تضيف قلقاً مضاعفاً على مسيرتنا وأولوياتنا، ونتمنى، ونحن في دوامة التفكير، لو يعود الزمن ثانية لنفكر بطريقة أخرى أو نتخذ قرارات مختلفة. وتبقى معضلة الوقت المحرك الأساسي لحياتنا في عصر لا ينتظر، يتحرك بسرعة تفوق قدرتنا على مجاراته ويضعنا أمام خيارات صعبة وفارقة، ومنها أن ننتظر ونتركه يمضي من أمامنا أو نسابق الوقت ونسبقه ويسبقنا. قوة الوقت تجبرنا أن ننطلق معه بقوة كلما أعطينا الوقت مكانا أخذ منا زمانا. هذه التضحية دائماً تكون على حساب شيء آخر، هكذا نحن نفتقد البيت في العمل والأسرة في السفر. أحد أقدارنا أننا لا نستطيع أن نكون في مكانين في الوقت نفسه، الوقت لا ينتظر، وقيمة الوقت في استغلال لحظاته، وقيمة اللحظات في معرفة أهميتها بالنسبة لنا وعيشها بكل تفاصيلها. الأربع وعشرون ساعة التي نقضيها يومياً تتبخر في لحظات، وتذهب معها أيام من أعمارنا قضيناها في أعمال وسفر وغربة على حساب أنفسنا وأسرتنا وأشيائنا المهمة. لهذا فالسنون لا تعوض، ولن تجد أحداً…
آراء
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢
يرن هاتفك برقم لا تعرفه.. تجيب وأنت في زحمة العمل.. يأتيك صوت غريب يسأل إن كنت فلانا فتجيب: نعم. فيعود لتكرار مقدمات طويلة من مثل كيف الحال، وشو الأخبار، ويا الله كم أنت قطوع. يأتي دورك في السؤال: من معي؟ فيجيبك بسؤال آخر: معقولة.. ما عرفتني؟ فتجيب بلغة قاطعة أنك لم تعرف المتصل وتكرر السؤال: من معي؟، فيأتي الجواب: يا رجل.. حاول تعرف من أنا، تبلغه أنك مشغول أو على وشك الدخول لاجتماع، فيرد عليك: الله يا الزمن، صرنا مشغولين ونتكبر على الناس!، تسأل للمرة العاشرة: من معي؟، فيمتحنك: حاول تتذكر! ولا تصل معه لأي نتيجة. الفاضي يعمل قاضي كما يقال. ما الحل إذن؟ صديقي مازن العليوي يقفل الهاتف في وجه المتصل الذي يبادره بالسؤال: ما عرفتني؟، أما أنا فصرت بعد الدقيقة الأولى من اللت والعجن في: ما عرفتني أنهي الاتصال وسامح الله من أعطى رقمي لهذا المتصل الغثيث. ما الفائدة من امتحان ذاكرتي؛ لمعرفة إن كانت محتفظة بصوت المتصل الذي ربما لم أره منذ سنوات، أو ربما قابلته في حياتي مرة واحدة؟ ولماذا نضيع وقتنا ووقت غيرنا في هذه المزحة الثقيلة؟، وإذا كان هذا النوع من «الغثيثين» لا تعنيه قيمة الوقت، بل ربما لا يعرف للوقت قيمة، فما ذنب مستقبل اتصاله -في الطرف الآخر- وهو يحاول بكل ما أوتي…
آراء
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٢
عندما كنت صغيراً كان ابن عمّتي خالد يدرس في أمريكا، وبما أنه كان الحفيد الوحيد، في تلك الأيام، الذي غامر وسافر عبر الكرة الأرضية للدراسة، فلقد كان سفره وعودته حدثين مشهودين في حياة العائلة كلها. ففي يوم سفر خالد كنا نجتمع في بيت عمتي لتوديعه.فالنساء يقبلنه ويحتضنه ثم يبكينه ويدعين له، أما الرجال فلقد كانوا ينطلقون خلفه بسياراتهم في موكب أشبه بتظاهرة عامة. وفي يوم عودته، كان أفراد العائلة يملؤون قاعة الاستقبال في المطار احتفاء بقدومه، ولم تكن عمتي تتهاون في صنع وليمة ضخمة لاستقباله وكل أفراد العائلة الذين أتوا لتهنئتها بسلامة وصوله. لقد كان السفر في الثمانينات عبارة عن حدث أسري واجتماعي، فلا يفوت المسافر، حتى وإن كان ذاهبا للسياحة، أن يزور أهله وأصدقاءه قبل السفر للسلام عليهم أو كما كان يُقال «لتوديعهم» في مشهد درامي مليء بالدموع؛ وكأنه ذاهب إلى حرب قد لا يعود منها. وغالباً ما كان يحدث ذلك إذا كان مسافراً بالطائرة، أما إن كان بالسيارة فإنه لم يكن يعد سفراً حقيقياً. تبهرني الطائرة كثيراً، وعلى رغم كثرة أسفاري إلا أنني لا أنفكّ أفكّر في الجانب العلمي، والعجائبي، الذي تمثله الطائرة لنا كبشر. فما عادت مجرد آلة، بل أصبحت مؤشراً على التقدم الحضاري للبشرية، وعنصراً حيوياً يخلق رؤى جديدة لنظرة الإنسان إلى حياته ومتطلباته فيها. لقد…
آراء
الجمعة ٠٢ مارس ٢٠١٢
حينما كنا صغاراً كان الأكبر منا سناً يحدثنا عن تعب الحياة يوم كان في عمرنا. ظننا أننا أكثر حظاً ممن قبلنا. وحينما كنا نذهب للمدرسة في صندوق سيارة نقل قديمة كان الجيل الذي يكبرنا قليلاً يخبرنا كم كنا محظوظين لأننا لم نذهب للمدرسة على ظهر حمار أو مشياً على الأقدام. وتمر السنون وإذا بجيلي يخاطب من بعده بذات المنطق ونفس اللغة: يا لكم من جيل محظوظ: تذهبون للمدرسة بسيارات مكيفة! قبل أيام سمعت من يصغرني يتحدث عن معاناته أيام الدراسة: كيف استطعنا النجاح من دون إنترنت؟ وكيف كنا نذاكر من غير قوقل؟ ولن أستغرب لو جاء زمان يقول فيه بعضنا: محظوظ شباب اليوم: يطيرون بمركبات طائرة للمدرسة! الحقيقة أن الحياة تتجدد كل يوم بمعطيات التقنية ومنتجاتها. وما كنا نظنه ترفاً بالأمس صار اليوم ضرورة حياة. كل شيء حولك الآن يعطيك فرصة ذهبية لإثبات قدرتك على التجدد والتفاعل مع الجديد من المنتجات والأفكار. حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها ما تقرأه الآن، يمكنني أن أسأل نفسي: يا إلهي: كيف كنت أستطيع الكتابة من دون كومبيوتر؟ وما زالت الإبداعات المتواصلة في العلوم وتكنولوجيا الاتصال تبشر بمزيد من الابتكارات الهائلة مما سينعكس حتماً على نمط حياتنا وطرق تفكيرنا ومستقبلنا. باب الإبداع متى ما فتح لا يمكن إغلاقه. أبواب الابتكار تفتح أبواباً أخرى…
آراء
الخميس ٠١ مارس ٢٠١٢
غابت اللغة العربية ونقلت للحضور مترجمة مطلع هذا الأسبوع في ملتقى كبير نظمته مؤسسة عربية في دبي. شارك في الجلسة الأخيرة ثمانية متحدثين، خمسة منهم عرب يشغلون مناصب هامة في مؤسساتهم الإعلامية أو وظائفهم الرسمية.. حتى هؤلاء العرب نأوا بأنفسهم عن التكلم بالعربية وهم يطرحون أفكارهم أو يحاورون الحضور على الرغم من أن "إنجليزية" بعضهم ليست على ما يرام. ولولا المترجمتين الفوريتين اللتين ترجمتا حديث المشاركين للحضور العرب لغابت اللغة العربية تماما عن اليوم الثاني من ملتقى عرب سات السنوي. وليت مؤسسة "عرب سات" انطلقت من اسمها، وجعلت اللغة العربية هي الرئيسية في ملتقاها، ولن يضيرها ذلك في شيء، فمدينة دبي عربية، والمؤسسة المنظمة عربية، ومعظم الحضور عرب، والمشاهدون العرب هم المستهدفون من الملتقى.. لكنه الخلل. بغض النظر عن كل منجز دبي، لكن "العربي" يشعر أنه غريب فيها لأن أهم ما يقربه منها مفقود، إن ذهب إلى أي محل ليشتري شيئا من البائع وخاطبه باللغة العربية، فأول رد من البائع يكون "نو أرابيك"، فتضطر لمخاطبته بـ"الإنجليزية"، وإن قلت له لماذا لا تتعلم العربية وأنت في دولة عربية، فالإجابة حاضرة وهي أنه لا يحتاج ذلك، فالإنجليزية أغنته عن تعلمها. كان معي في المصعد منذ أيام ثلاثة عرب، شابان وشابة، صعدنا الأدوار الثلاثة، ولم أسمع من أي منهم أي مفردة عربية برغم…
آراء
الخميس ٠١ مارس ٢٠١٢
حينما يعبث “ولدنا” بأموال غيره فهو معذور لأنه في آخر النهار يظل “ولدنا”. إنه في كل الأحوال من دمنا ولحمنا! وإن قال غيره ربع ما قال قامت دنيانا ولم تقعد. وما يخسأ إلا كل من هو خارج دائرة “ولدنا”، كيف يجرؤ على نقدنا؟ كل زلة مغفورة لـ”ولدنا”. ما يحق لـ”ولدنا” لا يحق لغير “ولدنا”. وبغض النظر عن المؤهل والقدرات، “ولدنا” هو الأجدر بثقتنا وبمناصبنا وبهدايانا وكل امتيازاتنا. يخطئ فنسامحه. ينتقد فنعاتبه عتاب الأب لابنه والأخ لأخيه. يقول في الإعلام كلاماً لو قاله غيره لقطعنا لسانه، نتجاوز عنه ثقة في حسن نيته وطيب مقصده. إنه دائماً وأبداً “ولدنا” الوفي مهما أخذه الحماس حيناً أو ضلله بعض “الحاقدين” حوله من أولاد الجيران وجيران الجيران! هذا الـ”ولدنا” ميزه الله عن غيره بأنه مهما قال أو فعل يبقى منا وفينا. ولدنا هذا كان أجداده من أقرب الناس لأجدادنا. جده رعى الغنم في طفولته مع جدي. وأبوه صادق أبي. وأخوه شارك في التجارة أخي. أحياناً يكون هذا الـ”ولدنا” من أطراف جماعتنا لكنه يبقى منا وفينا مهما قال ومهما انتقد. أما غير “ولدنا” -حتى وإن حرث البحر أملاً في إقناعنا بصدق نواياه- فهو دخيل علينا، قلبه مملوء بالحقد والتآمر، وليس مكاناً لثقتنا حتى وإن حمل أعلى الشهادات أو عمل في أرقى المؤسسات! ••• إن أرادت بلداننا…
آراء
الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢
يا سلام عليك يا سعيد! قلتها مباشرة بعد أن قرأت مقالة الزميل العزيز سعيد الوهابي الأربعاء الماضي بعنوان “لا حرية لا كتابة“. أعدت قراءة المقالة ثانية وثالثة، ثم دعوت الله أن يحميك يا سعيد من شباك أولئك الذين نسوا كل شيء حولهم وتفرغوا للاصطياد في المياه العكرة -وهي فعلاً عكرة جداً- عسى أن يظفروا بضحية من مخالفيهم ليعلنوا انتصارهم أمام هزائمهم الكثيرة! نحن يا سعيد في زمن محاكم التفتيش الجديدة. فشبيحة الفكر تطاردك في كل سطر وكل كلمة. فإما أن تقول بما يملونه عليك، في مصادرة قبيحة لرأيك ورؤيتك، وإلا هجموا عليك -بكل غضبهم المكبوت- وأطلقوا عليك تهم الضلال والعمالة والخيانة. هم الوطنيون وغيرهم خونة. وهم الحق ومن سواهم الباطل. هم الصادقون ومن يختلف معهم في صفوف المنافقين والمتآمرين و”زوار السفارات”. بعضهم يختزل الدين العظيم في فهمه وحده. ويختزل الوطن الكبير بتنوعه في رؤيته وحده. إنهم لا يرون من الألوان سوى الأبيض والأسود. ولا يعرفون من فصول السنة سوى الشتاء بصقيعه القارس أو الصيف بلهيبه القاتل. إما أن تكون “تابعاً” لهم باصماً لهم بالعشرة على كل رأي وفكرة وجملة، وإلا فأنت من رموز العمالة للخارج، من قطر إلى الصين، ومن أمريكا إلى إسرائيل! قرأت مقالك يا سعيد فخفت عليك وأنت المبدع اليافع الحر الأنيق. خشيت عليك من جرأتك وأنت تحلم…
آراء
الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢
تربطني صداقة وثيقة بالكاتب الإماراتي الشاب ياسر حارب. بدأت صداقتي معه قبل أن ألتقيه. كانت هي تلك الصداقة التي تتشكل من بين ثنايا حروفه وسطوره. قبل خمس سنوات قرأت له في البيان مجموعة من مقالاته فإذا بها تأسرني بخطها التنويري وأسلوبها الممتع وأفكاره الجريئة. كان في كثير منها “مغامرة” فكرية؛ فمن يجرؤ -في مقتبل الكتابة- على تبني التنوير ونقد الخطاب السائد وكشف المستور في تناقضات الثقافة والتفكير والمجتمع؟ بادرت بالتواصل معه ثم نشأت صداقة أعمق لأكتشف أن ياسر عملة نادرة ليس فقط في وعيه وفكره، ولكن في صدقه مع نفسه. هذا الكاتب يعيش عملياً أفكاره في علاقاته ومع أصدقائه وزملائه. يصعب في مجتمعاتنا العربية أن تجد من يطبق قناعاته على نفسه أولاً. إننا في الغالب من نتاج ثقافة مملوءة بالتناقضات والمجاملات والمحاذير. من شبه المستحيل أن تعيش بأفكارك التنويرية وسط مجتمع محافظ يحاصر المفكر بأسئلة الريبة والشكوك وسوء الظنون. لكن ياسر استطاع في وقت قصير أن يكسب أغلب الأطياف الشابة، لسبب بسيط لكنه صعب: كان دائماً نفسه. لم يتصنع شيئاً آخر. في كتاباته في تويتر فلسفة وحب وفكر ورؤية إيجابية للحياة. مع ياسر أنت مع شاب إيجابي يتطلع للمستقبل بروح مبادرة. وبمعرفته وثقافته وطيب شخصيته تشعر دوماً أنك مع “أخ أكبر” في نصائحه وصدقه وحرصه. وعلى الرغم من أنني أكبره…
آراء
الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢
مرة أخرى، يظل الموقف السعودي مما يحدث اليوم في سورية، هو أبرز المواقف السياسية الداعمة لثورة الشعب السوري ضد آلة الموت والعذاب على أيدي نظام الأسد الظالم. ولذلك جاء تأييد الأمير سعود الفيصل لفكرة تسليح الثوار السوريين في محله. علينا أن نفرق بين الأمنيات والحقائق -على الأرض- في المشهد السوري. فلا الحل السلمي ينفع مع طاغية مثل الأسد و”جماعته” ولا الجيش الحر، بإمكاناته المتواضعة، قادر على حماية المدنيين من بطش أجهزة الأمن وشبيحتها. بشار الأسد قرر -وبوقاحة- أن يغلق الأبواب في وجه أي بادرة جادة لحل سلمي ينقذ البلاد من كارثة الحرب الأهلية. بل إنه يسعى لتأجيجها أملاً في تأجيل موعد نهايته. لا حل آخر غير السلاح. وتلك حقيقة أدركها من يعرف الداخل السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات في درعا. فالإرث الأمني الذي يعشعش في رؤوس كبار ضباط الأسد من طائفته ضلل بشار الأسد؛ فظن أن تكرار مجزرة حماة في عام 1982 في أكثر من مدينة ومحافظة سورية سيسكت الثائرين وينهي ثورتهم. ومع عقلية كهذه لا يمكن أن تنجح مفاوضات سلمية. لقد حسمت غالبية السوريين موقفها وقررت الخلاص من هذا النظام إلى الأبد. لكن تزويد الثوار بالسلاح سيشجع المترددين والخائفين في صفوف الجيش السوري للانخراط في صفوف الثوار وسيعجل بالتالي بنهاية مأساة السوريين. واضح أن صبر العقلاء في العالم…
آراء
الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠١٢
ردّاً على سؤال خلال مقابلة على قناة "العربية" الأسبوع الماضي حول دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله مؤخراً لاتحاد خليجي، قال النائب أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي الجديد إنه يشجع التقارب والتعاون الخليجي ويراه ضروريّاً، وإنه لابد من أخذ ظروف كل دولة بعين الاعتبار. وتحت ضغط المذيع، أضاف السعدون أنه من الصعب على دولة مثل الكويت أن تدخل في اتحاد مع دولة تعج سجونها بآلاف سجناء الرأي. ردود الفعل الرسمية كانت شبه معدومة في حين أن ردود الفعل من الكويت والنشطاء الخليجيين رحبت بتصريح السعدون واعتبرته صادقاً وشجاعاً. وردود الفعل الأخرى على الشبكات الاجتماعية والمجالس الخاصة تراوحت بين نقد التصريح ونقد توقيته. والحقيقة أن غالبية من يلحون على استعجال الاتحاد يستحضرون الخطر الإيراني وتداعيات واقع التحول العربي. وبالنسبة للخطر الإيراني، ودون احتساب آثار الحزمة الأخيرة من العقوبات الاقتصادية، فإن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار الاقتصادي. فإنتاجها النفطي في انخفاض مستمر منذ سنوات، ونسبة التضخم تقارب 20% وسعر كيلو اللحم تخطى 20 دولاراً أميركيّاً. أضف إلى ذلك بداية نهاية النظام السوري وعدم وجود أدلة قاطعة على تدخل مباشر في الشأن البحريني حسب تقرير البسيوني. ومن الواضح أن إيران وإن بقيت مصدر قلق لا تشكل خطراً عسكريّاً سياديّاً فعليّاً كخطر عراق صدام في 1990 على سبيل المثال. وفيما يتعلق بالملف النووي، فإن…