آراء

آراء

سليماني وإغراء «الحشد الشعبيّ»

السبت ٠٦ يونيو ٢٠١٥

ظهرت دعوات جدّيّة في لبنان، في بيئة «حزب الله»، إلى تعميم «الحشد الشعبيّ» عربيّاً. ويبدو أنّ ثمّة من أوحى بهذه الدعوات من خارج لبنان، وأرفقها بحشد الميليشيات الألفيّة المصحوبة بجنود إيرانيّين حول شمال سوريّة الغربيّ، والهدف تكرار ما حصل في تكريت العراقيّة في أدلب السوريّة وجوارها. وطبعاً فالجنرال جْيَاب الإيرانيّ، قاسم سليماني، موجود هنا وهناك وهنالك، يعد بـ «المفاجآت الكبرى» حيث يحلّ. ما من شكّ في أنّ تمجيد «الحشد الشعبيّ» مُغرٍ. فهو يحاكي الغلبة التي تفرضها الميليشيات على الجيوش ويتوّجها. وفي غلبة صريحة كهذه غلبةٌ مبطّنة على الدول والأوطان نفسها. وفعلاً تبدّى الجيش العراقيّ تفاهةً محضة بقياس «داعش» كما بقياس «الحشد»، وبدا حوثيّو اليمن قوّة قاهرة فيما الجيش السوريّ يستجدي دعم الميليشيات اللبنانيّة والعراقيّة. أمّا في لبنان، فالجيش الأوّل بلا منازع، ومنذ عقود، هو «حزب الله». وليست ليبيا، في اختلاط أحوالها، أقلّ استعراضاً لمتانة الميليشيات وصعوبات الجيوش. ويصعب، في النهاية، أن تكون هناك ميليشيات «جيّدة». فالولايات المتّحدة ذاتها ورثت عن تركتها الميليشياويّة تقليد اقتناء السلاح، المعيق لاحتكار الدولة وسائل العنف، وهذا علماً أنّ ميليشياتٍ هي التي خاضت حرب الاستقلال في أميركا عن إنكلترا، وميليشياتٍ هي التي قاتلت ملاّك العبيد في الجنوب الأميركيّ، ومن ثمّ وحّدت البلد بعد حربه الأهليّة. فكيف الحال مع تجربة كتجربة «حماس»، وهي الميليشيا التي فصلت قطاع…

آراء

هل ستقع حرب بين السعودية وإيران؟

السبت ٠٦ يونيو ٢٠١٥

من الخطأ النظر إلى «عاصفة الحزم» كمجرد عملية عسكرية سعودية عابرة ضد الحوثيين. إنها سياسة سعودية تجمع بين الديبلوماسية والحرب لوقف ثم دفع النفوذ الإيراني خارج شام السعودية ويمنها. قيل ذلك غير مرة. ولكن أين ستتوقف هذه السياسة الخطرة وهل لها حدود حمراء، ثم إلى أي مدى ستقبل إيران هذه الصفعات السعودية المتتالية عليها في الشام واليمن، وما هو موقف الدول العظمى منها؟ الإجابة عن هذه الأسئلة ستساعد في الإجابة عن سؤال «هل ستقع حرب بين السعودية وإيران؟» ولكن هل يستحق التغول الإيراني في المنطقة هذه المخاطرة والتي تكلف المملكة الكثير مادياً، مع خطر حرب مفتوحة مع إيران؟ أعتقد أن معظم السعوديين سيجيبون بنعم، ولكن لنستمع إلى محلل كفوء مثل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي العتيد وكيف يرى الصراع بين البلدين. يقول في كتابه «نظام العالم»، الذي صدر العام الماضي قبيل «عاصفة الحزم» والتحول الهائل في السياسة السعودية، «الصراع مع إيران بالنسبة إلى السعودية وجودي، إنه يشمل استمرار المملكة، وشرعية الدولة، وبالتأكيد مستقبل الإسلام». وعلى رغم أن المملكة لا تمارس سياسة عدوانية أو اقتحامية تجاه إيران ودائرة مصالحها الاستراتيجية، فإن الإيرانيين يتصرفون كما لو أن التوصيف الذي استخدمه كيسنجر يسري عليهم أيضاً، فالرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي كان عراب الانفتاح السعودي - الإيراني في التسعينات وبدا «صديقاً»…

آراء

التحريض والإرهاب.. حول نظريات التأثير الإعلامي

السبت ٠٦ يونيو ٢٠١٥

مرت نظريات التأثير الإعلامي بتغيرات كبيرة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، إذ من التقليدي الحديث عن بداية نظريات التأثير الإعلامي بنظريات «الحقنة والرصاصة» والتي كانت تعطي للإعلام تأثيراً كبيراً وحاسماً في الجمهور، قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها؛ وهو ما عزز ظهور الدعاية السياسية «البروبوغندا»، ولاسيما في ألمانيا والولايات المتحدة؛ باعتبار تأثير الإعلام في المتلقي مطلقاً ولا يمكن أن يرد كتأثير الرصاصة أو الحقنة. تلك الحقبة البحثية تأثرت بانتشار الصحف الصفراء في الولايات المتحدة في القرن الـ18. إذ تم اعتبار الصحف الصفراء، والروايات الرخيصة (سعراً ومضموناً) خطراً يهدد القيم الاجتماعية، ظهرت تأثيراته لاحقاً. فتم شن حملات شديدة على الإعلام باعتباره يغير المجتمع إلى الأسوأ، ويحمل تأثيراً لا محدود في الأفراد. بعد الحرب العالمية الثانية، ومع تطور أدوات البحث الأكاديمية، ظهر جيل جديد من الدراسات الإعلامية، صيرت حقبة الخمسينات والستينات حقبة نظريات التأثير الإعلامي المحدود بامتياز. فتمت الاستفادة في حقل الإعلام من المناهج الحديثة في العلوم الاجتماعية، والتي تعتمد على المناهج العلمية التجريبية؛ من أجل دراسة تأثير الإعلام على الفرد. ويعتبر النمسوي بول أزارزفلد أبرز المؤثرين في هذا المجال في أميركا خلال تلك الفترة. النتائج التي أظهرتها تجارب أزارزفلد أكدت دحض نظريات التأثير الكلي للإعلام على الفرد (مثل نظريات الحقنة والرصاصة)، وأكدت أن الإنسان يمتلك عناصر أخرى تحبط أي تأثير كلي…

آراء

جرِّموا الطائفية..

الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥

التنظيمات والتشريعات يفترض أن تكون استباقية أي هي التي تحدد ما يكون من جزاءات رادعة لأي تجاوز يكون.. وذلك حتى لا تفسر حسب الأهواء ولتكون محددة مسبقا ولا يعتبرها المخالف فعلا لردة فعل وقتية. وليعرف من يفكر بالتجاوز ما يمكن أن يترتب عليه من حقوق وواجبات.. وبذلك قد يرتدع قبل أن يشرع بالاساءة والخطأ. والأهم من ذلك أن تأتي الأحكام سلسة وبينة.. لأنها من الأساس مؤطرة وواضحة.. في الأيام الماضية كثر الحديث والمطالبة بالحاح من أغلبية النخب المثقفة والأفراد في مجتمعنا بسن قوانين وتشريعات تجرم الاساءة المذهبية وتقود الى الطائفية والعنصرية.. لأن الحقائق تقول إن كل ما نعانيه في مجتمعنا على مختلف الأطياف والتوجهات والانتماءات من اساءات مقصودة أو غير مقصودة ومن اتهامات متبادلة يحركها الغلو والتشدد تارة ويوجها ويثيرها الأعداء دائما ويروج لها وينشرها الجهلاء باستمرار.. ويتناقلها الكثير دائما بحكم التقليد والعادة.. تعود البعض في مجتمعنا ممن جعلوا أنفسهم في حل من أدب الحوار وسمو الاخلاق بأن يكون الاتهام والتجني والاساءة نهجهم وطريقتهم في الجدال دون مراعاة لعواطف ومشاعر الآخرين وذلك لأنهم يثقون بأنه لن يترتب عليهم ما يمكن أن يردعهم اخلاقيا ويجرمهم قانونيا. وعندما لا يكون هناك مسألة وكبح لكل التصرفات من قول أو عمل فكل ما سيكون طيشا يأتي دون إحساس واستشعار بالمسئولية. ليس من حق أحد…

آراء

القانون يحمي المغفلين

الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥

هناك مقولة دارجة وهي أن "القانون لا يحمي المغفلين"، أيضا هناك مادة قانونية متفق عليها عند المشرعين، وهي أن الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة، لكنني سأنظر إلى الأمر من زاوية أخرى أجد فيها ضرورة أن يتولى القانون حماية المغفلين. ففي ظل الهجمة المستمرة والجاهلة التي تستهدف هذه البلاد وأهلها بكل أطيافهم، والتي يتولى كبرها بشكل مرسوم ومخطط له الفرس الإيرانيون، وما يجدونه هم وأعوانهم من دعم من بعض أبناء هذه البلاد، والأنكى أن نقول من بعض ممن يدعون أنهم دعاة للدين أو من دعم متعمد لدى بعض الكارهين لبعض مسؤولي هذه البلاد، أو من هؤلاء الجهلة الذين يخوضون في أتون الطائفية وتأجيج المذهبية ويرجون بذلك وجه الله! فإن كل هذا المد الطائفي الذي استشرى في السنوات الأخيرة عبر الوسائط الجديدة هو الذي يجر بأذيال خيبة بعض "الدواعش" وأكثرهم من المأزومين جنسيا ويحسبون أنهم بضغطة زر ناسف فإنهم يقطعون تذكرة ذهاب مباشرة على الدرجة الأولى إلى أحضان الحور "العين ". ولا شك أن توالي سقوط الصغار وحتى بعض الراشدين من الشباب في هذه المصائد الكيدية التي تترصد وحدة هذه البلاد وأمنها وتهدف عامدة إلى تأجيج الفتنة بين أطياف مجتمعنا هو ما يبرر ضرورة الإسراع في حماية المغفلين، ومن هنا لزمنا – عاجلا غير آجل- سن قانون صريح ومباشر يجرم الكراهية…

آراء

آفاق البورصة السعودية

الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥

من المتوقع أن تفتح سوق المال السعودية «البورصة» أمام استثمارات المؤسسات الأجنبية في غضون أقل من أسبوعين في خطوة يتوقع أن تترتب عليها تداعيات مهمة، سواء على مستوى أحجام التداول أو إدماج البورصة السعودية في النظام الدولي. والمعروف أن البورصة السعودية هي الأكبر بين البلدان العربية والأفريقية بقيمة اسمية تبلغ أكثر من 550 مليار دولار، وبتنوع في عدد القطاعات للشركات المدرجة، حيث يحتل القطاع الإنتاجي والشركات الصناعية، «كسابك» أهمية كبيرة إلى جانب قطاع البنوك والخدمات، وهو ما تفتقر إليه العديد من البورصات العربية، مما قد يشكل عامل جذب للاستثمارات الأجنبية. وفي تقرير لها، أوردت هيئة السوق السعودية الإيجابيات التي يمكن أن تتمخض عن فتح البورصة لرؤوس الأموال الأجنبية، كارتفاع حجم التداول، وزيادة الشفافية والإفصاح والتقليل من المضاربات، إذ يبدو أن إمكانية ارتفاع أحجام التداول وزيادة الشفافية صحيحة إلى حد بعيد، مما سيدعم الجاذبية التي تمتلكها بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي والنمو المرتفع المدعوم بعائدات النفط، كما هي الحال في بقية الأسواق المالية الخليجية. وفي الوقت نفسه، فإن عملية الانفتاح بحد ذاتها لا تكفي، إذ إنه لا بد أن يصاحبها تطوير لمنظومة التشريعات والقوانين الخاصة بالشفافية والإفصاح، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من رؤوس الأموال المستهدفة ستأتي من بلدان تتمتع بمستوى مرتفع من الشفافية، وهي ستقوم بدراسة هذه التشريعات والأنظمة قبل اتخاذ أي…

آراء

سالم الدهماني..

الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥

«تكون الحياة سعيدة عندما تبدأ بالحب وتنتهي بالطموح»، بليز باسكال. من حسن حظ المرء أن يكون حوله أصدقاء يروونَ له قصص نجاح للآخرين، فعندما كتبتُ قصة عبدالرحمن شرف، الذي كان شرطياً فأصبح دكتوراً برتبة مقدم، لم أكنْ أعرفُ قصته إلا من خلال زميل آخر، علماً بأنه زميل لي وشريك في أكثر من فريق، ومَثَلُه مثَلُ بطل مقال اليوم، لذا شكراً د.عبدالرحمن المعيني وشكراً فهد السعدي. يقول سالم: تزوج والدي في عام 1968، ثم هاجر مع والدتي إلى قطر طلباً للرزق، وهناك وُلِدتُ، وسرعان ما حدث الانفصال بينهما، فعاد والدي إلى الإمارات، وبقيتُ في قطر مع والدتي التي تزوجت من جديد. بعد الانفصال عشتُ حياة صعبة، لكنني كنت متفوقاً، لا أتنازل عن المركز الأول، حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، وبعدها تركتُ الدراسة، ليس لأنني مهمل أو كسول، بل لأنّ الظروف المادية والبيئة من حولي كانت محفزة لترك الدراسة والبدء في العمل «عندما أعود إلى الماضي أعتبر هذه اللحظة نقطة سوداء في حياتي»، وهكذا التحقت بالجيش القطري وأنا في عمر السادسة عشرة، وبدأ الإحساسُ بالغربة ينتابني ولمّا تمضِ هناك سنة ونصف السنة، فقررت الرجوع إلى وطني والعيش مع والدي في الإمارات، وهنا التحقتُ أيضاً بالقوات المسلحة برتبة جندي أول. حاولت خلال هذه الفترة أن أكمل دراستي، إلا أنني اصطدمت بأمرين، الأول: عدم…

آراء

سحرها في تمنعها

الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠١٥

تخرج إبراهيم القحطاني في الكلية التقنية بدرجة دبلوم عام 2003. التحق بعدها بشركة صناعية كبرى متخصصا في الجودة. حصل على شهادات معتمدة في إدارة الجودة وعمليات الفحص المعتمدة من أرقى الجمعيات الأمريكية والبريطانية االمتخصصة في هذا المجال. على الرغم من كل النجاح الذي حققه عمليا، إلا أن حلم الحصول على درجة البكالوريوس ظل يراوده. قرر في عام 2005 أن يتخذ خطوة جريئة تتمثل في دراسة البكالوريوس في الإدارة عبر الجامعة العربية المفتوحة. انتظم في هذه الجامعة بعد الدوام. واجه تحديات جسيمة تحول دون استمراره. صمد متسلحا بإرادته. تفاقمت الصعوبات بسبب طبيعة عمله في قسم المشاريع الذي يتطلب تنقله برا وجوا وبحرا بين عدة مناطق عمل. استمر إبراهيم في الجامعة. اجتاز الفصل الدراسي وراء الآخر بنجاح. لكن بات حلمه يتبدد بعد أن تضاعفت الظروف العملية صعوبة. توقف بعد أربع سنوات أنهى فيها بنجاح أكثر من 70 ساعة دراسية. أحس بأنه سيخسر وظيفته ومصدر رزقه فاتخذ القرار الأصعب. أيقن كل من حوله أن إبراهيم لن يصبح جامعيا. فهو فرط في فرصة ثمينة كمن أهدر ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة. المشكلة أن هذا القرار لم ينعكس على أدائه العملي إيجابيا وإنما العكس تماما. صار أقل إنتاجا وابتسامة. لم يعد ذلك الذي يشعل الدوام بضحكاته المجلجلة وحيويته الفاقعة. كان يتساءل دائما كلما…

آراء

برحي هُبل و خلاص اللات .. !!

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

في تلك الصندقة الجميلة القريبة من البحر والتي شهدت اثنا عشر عاماً من أعوامنا .. وفي العام الأول منها تحديداً .. قال لنا المدرس الذكر .. الذي كان يدرس جميع المواد بموهبة ما .. بأن مشركي قريش كانوا يصنعون صنماً من التمر أو التوفي أو الجيلاتين .. حتى إذا جاع احدهم قام فاكله .. كان الصف ينتفض انتفاضاً من الضحك .. يالؤلئك المشركين الحمقى !! .. نحن طلاب الأول ابتدائي –ب نرى الغباء واضحاً في ذلك التصرف .. فكيف برجل قرشي كبير وضليع في اللغة ويركب الخيل !! .. إنه غباء الكفرة .. كنا تقريباً ثلاثون أو شيئاً وثلاثون .. تخونني الذاكرة .. لا زال أغلبنا ابن فريج .. ومرت ثلاثون اخرى على تلك السنون .. بعددنا تماماً .. ولا زلنا نلتقي .. ولكن ما تغير هو أن الدائرة عادت إلى النقطة الأولى فأغلب الثلاثون أصبحوا لا يرون غضاضة في وجود الأصنام في حياتهم مرة أخرى .. وجزء كبير منهم أصبح يتفهم دوافع الآكلين لآلهتهم في فترات الجوع .. لم يعد احد يجد في القصة دعابةً أو شيئاً مضحكا .. جزء كبير من الثلاثون يرون بأن لكل شخص القدرة على النظر إلى هذا الكون من زاويته وأن تفكيرك هو الذي سيقودك لاتخاذ إله من تمر أو شعير .. أو أي…

آراء

طريق الجنة بين روحاني والمتشددين

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

نظرة سريعة من القارئ لعنوان المقال تدفع باتجاه التساؤل عن حقيقة الأمر، خاصة أن تحديد طريق الجنة يتجاوز البشر ويقتصر على مشيئة رب البشر، وذلك باتباع أوامره وتجنب نواهيه. في السطور التالية نحاول تبيان الأمر وكيف أن لكل فريق قراءته. بدايةً حين نتحدث عن الرئيس حسن روحاني وما قاله في هذا الصدد، فإنه يعكس هنا ما يدور في خلجات شريحة عريضة من المجتمع الإيراني، شريحة لديها ملاحظاتها واستياؤها الكبير من أداء رجال الأمن وطريقة تطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع الإيراني، حيث يقوم بذلك رجال بلباس مدني ينحدر أغلبهم من جماعة «أنصار حزب الله» و«قوات التعبئة» (البسيج). فما الذي يحدث في إيران؟ إنها شريحة الشباب التي تشكل النسبة الغالبة من المجتمع الإيراني. هذا المجتمع، وبالرغم من القيود المفروضة عليه وحالة الانغلاق التي يعيشها، فإنه لا يزال يتوق للانفتاح على الخارج، وتؤكد ذلك استطلاعات رأي أجرتها الحكومة الإيرانية. الحدائق والمقاهي تمتلئ بالشباب بعد أن تقطعت بهم السبل وحاولوا الهروب إلى العالم الافتراضي الذي حجبه النظام. وعلى حين غرة، يتعالى الضجيج في كل اتجاه. فما الذي يحدث؟ إنها الشرطة ورجال الأمر بالمعروف في سباق مع من يحاول الهرب. الفتيات ذوات الحجاب الزاهي بالألوان مصدر مساءلة، فلا يوجد تقيد بالحجاب الإسلامي، ولذا وجب الوقوف بحزم تجاه ذلك، فهذا الأمر مخالف للدين…

آراء

الكائنات الحية وإثراء الطبيعة

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

في دراسة نُشرت حديثاً في مجلة ‏«كرنت بيولوجي ‏Current Biology‏»، ‏تحت عنوان «أهمية وفوائد الكائنات الحية»، دعوت وزملائي -- في صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية -- إلى ضرورة إدراك أهمية جميع الكائنات والفصائل بغض النظر عن تنوع وتدرج فائدتها وقيمتها وذكائها أو جاذبيتها. ونؤكّد على واجب الحفاظ عليها جميعها كما نؤمن بالأهمية المتساوية لكل الكائنات. إن اهتمامنا بالمحافظة على الكائنات يشمل حتى أصغرها وأحدثها اكتشافاً مثل هديشريديوم أنيتا، الحشرة التي تنتمي لفصيلة دبور الوقواق والمكتشفة حديثاً في محمية الوثبة للأراضي الرطبة والتي تبعد 40 كيلومتراً عن قلب مدينة أبوظبي، بالإضافة إلى أنواع أخرى متواجدة في الإمارات مسلّم بوجودها ولا تلقَ الاهتمام الكافي. عادةً ما ننظر إلى الكائنات الحية ونتساءل عن فائدتها وكيف تقدم لنا المنفعة، ونميل لافتراض أنها لا تقدّم شيئاً ذا قيمة تذكر، وبالتالي نعتقد أنه لا يتوجب بذل جهد للحفاظ عليها لأجيال مستقبلية. إن هذا النمط من التفكير ليس أنانياً فحسب بل يفتقد للحكمة والبصيرة على المدى الطويل، حيث كل كائن حي بلا استثناء يملك دوراً فريداً يقدمه للطبيعة الأم، حتى ولو لم يكتشفه علمنا المحدود بعد. بينما يستمر العلم بإدراك قصوره في اللحاق بممالك الكائنات الحية التي تساهم بإثراء الطبيعة والبشرية بطرق لا تزال مجهولة، اكتشف العلماء حديثاً أن السرطان الكماني، المنتشر في السبخات…

آراء

البِر جميل

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

ينعت الكبار جيل اليوم بنكران الجميل وقلة الاهتمام سواء بالعادات والتقاليد أو تعاليم الشرع التي هي أساس الحكم على الأشخاص وتقييمهم في المجتمع الإسلامي. لم يأت هذا الأمر من فراغ وإنما نتيجة ما نشاهده جميعا. الواقع أن ما يظهر من السلوكيات، لا يظهر فجأة دون مقدمات. التحول الاجتماعي يتطلب وقتا، ما يعني أنه لا يمكن أن يتهرب الكبار من مسؤوليتهم عن إنشاء أو تغذية التحولات السلبية التي يشتكون منها. يستدعي هذا أن نراجع نشأة السلوكيات غير الحميدة ونتعرف على البيئة التي سببت ظهورها بداية، حتى نتعامل معها بعقلانية ونخلص مجتمعنا منها، ليستعيد جماله وأُلفَته التي نتباكى عليها ونحن نسهم في فقدانها أو تقلصها. قد يعزو البعض ذلك التغيير إلى الطفرة المالية، وانتشار السكان بحثا عن الحياة الرغيدة، هذا السبب يمكن أن يكون من أكبر العناصر التي أفقدت المجتمع تماسكه، لكنه ليس الوحيد. الاحتكاك ببيئات ودول تتبنى قيما مختلفة عما عندنا والافتتان بالمنتصر الذي ينتشر في مجتمعاتنا، أسباب أخرى لكنها لا تبرر عدم التشبث بالقيم. يتحقق الحفاظ على القيم من خلال التواصل والزيارات وعيادة الكبار التي يتعلم منها الأبناء. كما يتحقق جزء كبير منه من خلال تمسك الآباء والأمهات بالسلوكيات التي غرسها فيهم الآباء والمجتمع الأصيل الذي نشأوا فيه. هنا يمكن للمراقب أن يكتشف أسباب تحولات المجتمع التي تبدو عظيمة، مع…