آراء

آراء

ثغرة خطيرة في الأنظمة واللوائح الحكومية!

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

يصف أحد الباحثين الأنظمة واللوائح في الجهات الحكومية بأن معظمها قديمة وتقليدية، ولم تخضع لتعديلات مهمة استجابة للمتغيرات التي طرأت على الوظيفة الحكومية، بالإضافة إلى إغراقها بالتفاصيل وعدم ترك مساحة أو مرونة للإبداع والتجديد. كما ذكر الباحث نقطة مهمة وخطيرة تتعلق بالأنظمة واللوائح لم يتم الالتفات إليها ولم تأخذ حقها في النقاش والدراسة رغم أنها تتكرر في كثير من الدراسات والأبحاث والمؤلفات، وهي أن الأنظمة واللوائح تحمل بذورا تاريخية من نظم إدارية في بلاد أخرى ولم تستطع التخلص من تبعات هذا الإرث حتى مع ظهور "الحاجة العملية لوجود مرونة أكثر في مواجهة المستجدات"!. قد اختلف مع زملائي الباحثين حول عدم مرونة الأنظمة وجمودها رغم وجاهة ومنطقية هذه النتيجة نظريا، ولكن في واقع بعض الجهات الحكومية، أستطيع القول بأن هناك مرونة كاملة للجهات الحكومية في تطبيق هذه الأنظمة، بل وبصلاحيات مطلقة دون أدنى مسؤولية؟!. فالأنظمة واللوائح تتسم بالغموض وعدم الوضوح ولها تفسيرات متعددة متروكة لاجتهادات الموظفين كيفما شاءوا، وبالتالي فإن بعض المسؤولين يسخّرون هذه الأنظمة لخدمة أهدافهم الشخصية، وذلك من خلال الإدارة القانونية التي يركن إليها الرئيس البيروقراطي الذي يحرص كل الحرص على اختيار الأشخاص الذين يستطيعون وضع الأنظمة واللوائح في خدمة الرئيس! في كل جهة حكومية إدارة قانونية تؤدي مهاماً متعددة تتمثل في دراسة المعاملات والتقارير وصياغة العقود والقرارات وإبداء…

آراء

أبرز أصحاب «المال والجاه» في العقد المقبل

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥

لو قدر الله، وكشف لنا من أبرز شخصيات مجتمعنا وأكثرهم ثراءً ووجاهةً في العشرة الأعوام المقبلة، ومن نتوقع أن يكونوا سادة السجاد الأحمر، وخاطفي الأضواء، ونجوم الشاشات؟ لا شك، أن ما حصل للمجتمع من تغيير قاسٍ في تركيبته الاجتماعية والثقافية، وتغير أولوياته؛ كنتيجة طبيعية لحرمانه من مصادر الفرح والخيارات الإنسانية «الحلال»، واستبدالها برؤية وعظية واحدة، إضافة إلى انهيار البنية التحتية للثقافة والفنون؛ بسبب حرب الصحوة عليها طوال ثلاثة عقود، وهو ما أدى إلى تهميشٍ للنخب وتأخير مكانتهم، وتقديم الهامشيين والدهماء و«الديموغوجيين» وأرباع الموهوبين، بل ربما أخماسهم وأعشارهم، وهو ما أسفر عن طبقة جديدة من سادة المجتمع وقادته. لو كانت الحياة سوية وعادلة لما بلغوا مبلغاً. إذاً، الذين سيتسيدون مشهدنا المالي والاجتماعي خلال الأعوام العشرة المقبلة، لن يخرجوا عن الأشخاص في القائمة التالية. أولاً: نجوم التكفير والعنصرية والفئوية والطائفية، ممن جمعوا حولهم ملايين المتابعين والأتباع، وهم الذين سيقومون باستثمار تلك المجاميع مالياً واجتماعياً، وسيحولون كل حركة ونفَس إلى آلة لصنع المال والجاه. ثانياً: نجوم الشيلات، فبعد طارق عبدالحكيم وفوزي محسون وطلال مداح وابتسام لطفي ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم، ابتلينا بأصوات وهمهمات، تحل معها الكآبة والتوحش، بدلاً من صفاء الروح وتهذيبها. ثالثاً: نجوم تكسير الأعواد والسمسمية وبقية الآلات الموسيقية، وهم كائنات خرجت فجأة في الأعوام القليلة الماضية، ولا ينشطون إلا…

آراء

أين كنا.. أين صرنا؟

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥

لن ينهزم السعوديون أمام الإرهاب، ولن يفرّطوا في وحدة وطنهم وسلامه الاجتماعي، مهما حاول «داعش» أو غيره. هذا أمر لا نقاش فيه ولا تبرير ولا أدلة. هو هكذا؛ لأن السعوديين يريدونه هكذا. لن نسأل أحدًا إن كان هذا الإيمان صالحًا أو غير صالح، ولن نسأل أحدًا إن كان يصلحنا أم يضرنا. لقد سألنا قلوبنا تكرارًا فوجدناها على الدوام معًا في نفس الدائرة. تتمايز ألوانها وتختلف وجوهها، لكنها تبقى في الجوهر واحدة. لكن الناس يتساءلون، وهم على حق: ماذا دهانا؟ وكيف صرنا نتلقى الصدمة تلو الصدمة، فنكتفي ببليغ القول ونرفع أصواتنا بالدعوة لاستدراك الأخطاء، ثم تمر أيام فننشغل بغير تلك الصدمة، وننسى الثغرات التي دخل منها غربان الشر، ثم لا ننتبه إلا بعد الصدمة التالية، فنعيد الكرّة، وهكذا. هل تحولنا من التفكير الجاد في فهم وتفسير مشكلاتنا إلى التسلي بالكلام المكرر حول تلك المشكلات؟ أم عجزنا عن إصلاح أمورنا، فعوضنا عن هذا العجز بالبحث عن مشاجب نعلّق عليها فشلنا أو قلة رغبتنا في الإصلاح؟ في مثل هذه الأيام قبل أربعة أعوام كنا نناقش تصورات متقدمة حول المجتمع المدني والإصلاح السياسي والحريات العامة وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد وصيانة المال العام وإصلاح التعليم وتطوير القضاء ومكافحة البطالة وتغيير المسار الاقتصادي، وأمثال هذه القضايا الكبرى. أما اليوم فصحافتنا مشغولة بالتنديد بالقتلة، ومجالسنا مشغولة بالجدل…

آراء

لوزارة الصحة وهيئة الدواء.. قصة جهاز

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥

تدور هذه الأيام رحى مساجلات طاحنة ما بين مجموعة من الأطباء الاستشاريين السعوديين في صف واحد، وما بين زميل مهنة ذائع الصيت والانتشار في التخصص ذاته. ودون أن أنحاز لأي صف أو طرف، سأكتب "القصة" اليوم، لا لذاتها فقط، بل لأنني أعدها وأنظر لها كمفصل جوهري حاسم في العلاقة ما بين المريض والطبيب خصوصا أن المعلومة الطبية تقول بالحرف: إن المريض السعودي يبلع في العام الواحد 20 صنفا من الدواء ولا علاقة لها بمرضه، وإنما تدخل جسده من باب جشع التسويق وضغط شركات الأدوية. نعود إلى سجالات القصة المذهلة: مجموعة الأطباء، في التخصص ذاته، يقولون إن زميلهم يبيع إلى آلاف مرضاه جهازا بالغ الثمن يضعه المريض على "نقطة" من جسده ليقوم الجهاز بامتصاص وتخفيف أعراض المرض الذي ذهبوا إلى عيادة هذا الطبيب الشهير جدا من أجله. مجموعة هؤلاء الأطباء يقولون إن الجهاز وكل العملية برمتها ليست سوى مجرد خداع وتدليس واستغلال لعواطف آلاف المرضى مستندين إلى البراهين الدامغة بأن هذا الجهاز لم يحصل أبدا على موافقة "هيئة الغذاء والدواء" السعودية، التي تعتمد في الأساس على قرار ورؤية "FDA" الأميركية. مجموعة الأطباء تنشر بالبراهين أن "الأخيرة" هيئة الغذاء والدواء الأميركية قد سجلت هذا الجهاز، كجهاز آمن لا يضر المريض، ولكنها رفضته كجهاز "فعال" في مكافحة المرض. بالتقريب والتشبيه: هو مثل أن…

آراء

إنهم يقصون عليكم!

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥

تقول القصة العباسية الشهيرة إن أميراً ما للمؤمنين خرج في صيد، وأضاع حرسه، وبلغ منه العطش مبلغه، فدخل بيتاً من بيوت المؤمنين، الذين هو أميرهم بالطبع، وطلب ماء، فلما شرب الأولى قال لصاحب الدار: أتعلم من أنا؟ فأجاب الرجل بالنفي، فقال له الأمير ممازحاً: أنا أحد قواد جيوش أمير المؤمنين، ثم شرب الثانية وقال: أتعلم من أنا، فأجاب الرجل نافياً ثانية، فقال له: بل أنا وزير من وزراء أمير المؤمنين، فلما شرب الثالثة قال الحقيقة للرجل: أنا أمير المؤمنين، فما كان من الرجل إلا أن أسقط الكأس من يدي الأمير وقال له: إليك عني يا عدو الله، لو شربت الرابعة لقلت إنك رسول الله، يقال إن الدولة العباسية انتهت والوزراء يحاولون إقناع الأمير بالتوقف عن الضحك، على أنك تعرف بالطبع أن أخبار الرجل قد انقطعت تماماً واختفى! لا تنس أن عاصمة العباسيين كانت بغداد! أتذكر هذه القصة اللطيفة وأنا أتساءل كيف يمكن للمسؤولين أن يعرفوا آراء الناس الحقيقية في القرارات والمبادرات والاقتراحات، والناس لا تعبر عن آرائها إلا طبقاً لمن صدرت عنه، فحين يخرج مدير دائرة أو أي مسؤول أعلى أو أصغر في اجتماع رسمي ليطرح أفكاره.. استراتيجيته.. رؤاه، فهو يطرحها بشكل رسمي، ومن الطبيعي أن تصبح المجاملات هي سيدة الموقف، تبدأ السكرتيرة بكلمة: واو.. شو هيدا! ويتبعها الجمع: خطير..…

آراء

أسئلة للتفجير!

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥

الأجوبة السليمة ليست وليدة ذكاء المجيب، بل وذكاء السائل أيضاً. لذا فتوليد الأسئلة لا يقل أهمية، في خوضنا لحل المشكلات، عن استدرار الأجوبة. وهو الأمر الذي نغفل عنه كثيراً حين نواجه مشكلات طارئة فننطلق بانفعال وحماس للبحث عن حلول عبر أسئلة خاطئة لا يمكن أن تنتج حلولاً صائبة. هذا ما تبدّى في أعقاب التفجيرين الإجراميين في مسجدي القديح والعنود، على التوالي. ارتبك الناس، وحُقّ لنا أن نرتبك، من الألم والخوف... الألم من قتل المصلين الأبرياء والخوف على أمن وطننا المتماسك. تركزت أسئلة التفجير حول المشكل الطائفي، عطفاً على أن القاتل سنّي والمقتول شيعي. من دون شك أن الطائفية داء مستشرٍ الآن ولا يمكن لأحدٍ أن ينكره أو يستصغره، والتأجيج والتحريض الطائفي موجود في الخارج والداخل ببشاعة متناهية، ويجب تجفيف منابعه التي يمكن الوصول إليها، على الأقل داخل الوطن الواحد. لكن سؤال الطائفية وحده لا يكفي لتوصيف دوافع منفذ الجريمة واختياره مسرحها ووقائعها، فـ «الدواعش» الذين صنعوا القاتل قد تجاوزوا مرحلة الفرز بين السنّة والشيعة والمصلي وغير المصلي والمسجد والكباريه، فهم يرون كفر كل من سواهم ومشروعية قتله، لكنهم يُفرّعون في مبررات جرائمهم، وإن كان الأصل التبريري واحداً ومشتركاً لكل مستحقي الموت خارج دائرتهم. لو كانت دوافعهم الإجرامية في التفجيرين طائفية بحتة، إذاً: لماذا قاموا بتفجيراتهم الإرهابية في تجمعات سنيّة خارج…

آراء

شكراً دولة الإمارات

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥

أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله تعالى، بالإفراج عن المواطنين القطريين اللذين صدر بحقهما حكم من محكمة أمن الدولة، وذلك تأكيداً لحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. وقد لقى هذا القرار السامي ردود أفعال مجتمعية إيجابية، أشادت بقيادة الدولة الحكيمة، الحريصة على تعزيز علاقاتها بأشقائها من الخليجيين والعرب والساعية دوماً لما يحفظ ويصون المصالح العليا لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولما فيه سعادة شعبها والشعوب الخليجية عامة. وإني كمواطن قطري، إذ أُقدِّر وأشيد، امتناناً وعرفاناً، بصدور هذا العفو السامي من لدن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، فإني أرى أنه ليس بالأمر الغريب على الدولة وقيادتها الحكيمة، والتي عرفت بالعفو والتسامح منهجاً راسخاً في سياستها الداخلية وعلاقاتها الخارجية. إن العفو والتسامح سجية أخلاقية سامية ومتوازنة لدى هذه القيادة، فهي تتعالى على الصغائر وتعفو عند المقدرة وتتناسى الإساءة وتتجاوز عن العثرات وتصفح الصفح الجميل، انطلاقاً من تعاليم ديننا السامية وامتثالا لقول الله تعالى: «فاصفح الصفح الجميل»، ولقوله عز وجل، موجهاً رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام: «فاعف عنهم واصفح، إن الله يحب المحسنين». إنه تراث الشيخ زايد -رحمه الله تعالى- حكيم العرب وأحد عظماء قادة العالم، وقد…

آراء

التعليم الذي نريد

الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥

في سعيها نحو تحقيق الريادة دائماً، والوصول لاستحقاقاتها العالمية، تنطلق دولة الإمارات العربية المتحدة من ركيزة رئيسية، في نهضتها وتقدمها وتفوقها، وهي الإنسان، ومن أجل ذلك أولت الدولة- منذ أن وضع لبنتها الأولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه- الإنسان جل اهتمامها، وحددت لبناء الإنسان وإعداده الأسس والقواعد اللازمة، وفي مقدمتها جاء التعليم بمفهومه الشامل والمتكامل، الذي ينبغي أن يكون أداة الدولة في تحقيق الاستثمار الأفضل لمواردها البشرية، وأن يكون مسارها الرئيس لمجتمع المعرفة، وبالتالي كان للتعليم– وحتى يقوم بدوره المنوط به– أن يرتكز على آخر ما جاد به العالم من علوم حديثة وتكنولوجيا عصرية، على أن تتحدد أهدافه وتوثق بتوجهات الدولة واستحقاقاتها في الريادة. هذا هو التعليم، الذي ينبغي أن تتصل مساراته ليس بما تمضي فيه دولة الإمارات وتحققه من إنجازات في شتى المجالات، وفقط، وإنما بمستقبلها، وتطلعاتها في غد أفضل، وفي مراكز أولى هي هدفها وهي لها، هذا هو التعليم الذي يجب أن تفوق حصيلته ونتائجه سقف التوقعات، حتى يمضي بأهدافه إلى حيث وجه وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي…

آراء

عن مشاريع التعليم والتنمية

الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥

تابعت بإعجاب مشروع "وظيفتك وبعثتك" الذي تبنته وزارة التعليم. هي بلا شك أول وأهم خطة استراتيجية تتعلق ببرنامج الابتعاث الخارجي منذ نشأته. المشروع الذي أطلقه الوزير عزام الدخيل هو مشروع تنموي متنامي الأثر يتعلق بالتنمية الوطنية عامة. إنه من ناحية يعبر عن طموحات الدولة في التخطيط إضافة إلى متطلبات سوق العمل القادم، ما يضع حدا لتزايد نسبة العاطلين من خريجي الابتعاث. من ناحية أخرى مهمة هي أن هذا المشروع يأتي في مرحلة فاصلة وحاسمة تتطلب مصادر متنوعة تتجاوز الاعتماد على المصدر التقليدي الرئيس؛ النفط. هذا ما يمكن أن نسميه التخطيط للتنمية الاقتصادية من خلال التنمية البشرية. وقَّع الوزير عزام خلال أسبوع اتفاقيات مختلفة تتضح منها نوعية التخصصات التنافسية التي تعكس رؤية محددة للسياسة المستقبلية، منها توقيع اتفاقية مع "الخطوط السعودية"، ومؤسسة النقد العربي السعودي، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، وغيرها. ويبقى التساؤل في إمكانية أن تشمل هذه الخطة المبتعثين الحاليين وممن هم على وشك التخرج، بوضع خطة لاستيعابهم. ليس فقط في مجال التوظيف، بل في مجال الصناعات والأعمال وتطوير فكرة العمل التقليدي للتخصصات المختلفة. قرأت أخيرا دراسة وتوقعات منشورة على مجلة "فوربس" الاقتصادية، تقول إنه بحلول 2020 سيكون 50 في المائة من الأمريكيين قد اتجهوا…

آراء

علي صالح.. بين «الكبدة» و«الكبسة»

الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥

في مقابلته مع قناة الميادين، كان الرئيس اليمني المخلوع يقدم مشهداً فكاهياً، ويعكس خيبة المشاهدين لرجل بهذا المستوى من السذاجة حكم اليمن أكثر من 30 عاماً، ويظهر نفسه أنه الطاهر النقي الزاهد في السلطة. إن ما قاله علي عبدالله صالح يمثل جنون العظمة، فهو يرى أن كل أبناء الشعب اليمني هم علي صالح، فلو قُتل فهو باقٍ في ضمائر الشعب اليمني، وكلنا يعرف أن من أوصل اليمن إلى هذه المرحلة هو قاسم مشترك فيها، فهو من تلاعب بمقدرات الشعب اليمني واختزلها في أقربائه، وكان همه هو أن تبقى السلطة في أقاربه، أما اليمن وشعبه فهو يدغدغ مشاعره وعواطفه؛ لتسويق ذاته، إذا كانت له أي صدقية باقية في بلده. استغربت من تكراره أن ما يمر به اليمن هو مؤامرة أميركية إسرائيلية، وفي المقابلة نفسها يكرر أنه على استعداد للتطبيع مع إسرائيل. أما أميركا التي يروج بأنها تقف خلف ما يمر به اليمن فالكل يعرف أن علاقته مع واشنطن كانت إستراتيجية، والآن أصبحت أميركا هي العدو له ولليمن كما يزعم، وهذا يذكرني بالخطاب الإيراني منذ الثورة الخمينية، والتي ترفع شعار «الشيطان الأكبر»، وهي تتسول لإرجاع علاقتها مع واشنطن، ويبدو أن علي صالح قد ارتمى في أحضان طهران، فهو كما قال لا يرى أن طهران تمثل تهديداً للعالم العربي، ونحن قد سمعنا تصريحات…

آراء

يا شيعة القطيف: وما ظلمناكم ولكن

الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠١٥

مرة أخرى وحيثما يتجه بصرك ويتناهى سمعك فإن وسائل التواصل والوسائط الحديثة تعج بتحريض مذهبي نتن بين الشيعة والسنة في المملكة، وصولاً إلى إيقاع الفتنة وضرب الوحدة الوطنية في مقتل، والواقع أن كثيرا من المعرفات والأسماء الوهمية في تويتر قد سخرت ودفعت لمثل هذا الهدف وهي بدورها موجة مندفعة تجر خلفها قطيعا من المواطنين الذين لا يرون أبعد من شراك نعالهم. وكنت في مقال الأمس أشرت إلى بعض الاستهداف والتحريض الجاهل من قبل بعض مشايخ ودعاة السنة السعوديين، واليوم سأتحدث عن بعض شيعتنا وخاصة في القطيف الذين لديهم إرث تاريخي قديم من الشعور بالمظلومية والاضطهاد وقد تكرس هذا الشعور حتى توطن في النفوس حتى صار إخواننا الشيعة يسعون للتطهير والتكفير عن تقصيرهم في مذبحة الحسين في كل عاشوراء وتبعاً لهذا الشعور المترسخ فقد جاءت الثورة الإيرانية، والسعي المتوالي لتصديرها لتشكل لدى بعض الشيعة العرب حالة من الحضور والانتصار في ظل الهيمنة السنية على العالم الإسلامي، وزاد على ذلك كثير من الشعارات "الشعبوية" التي ترفعها إيران في وجه "الشيطان الأكبر"، وكذلك الحال مع رفع قميص فلسطين، وقد تولت رفعها وتسويقها الميليشيات المتطرفة التي حرص الحرس الثوري الإيراني على إيجادها في لبنان (حزب الله)، والحوثي، وفيلق بدر، وجيش المهدي، وعصائب أهل الحق، وجيش المختار ولواء أبوالفضل العباس وتطول قائمة الميليشيات الشيعية المسلحة…

آراء

لقاء مع الجولاني

الإثنين ٠١ يونيو ٢٠١٥

تجاوزت مقابلة قناة «الجزيرة» مع زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني جدلية ما إذا كان يجدر بالإعلام إعطاء مساحة لشخصيات مرتبطة بأعمال جرمية إرهابية أم لا، فتلك حسمتها منذ زمن قواعد الصحافة في العالم التي تتيح هذا الأمر بل وقد تحث عليه. ففي تاريخ العمل الصحافي سجلت الكثير من المقابلات مع شخصيات وقادة ارتبطوا بأعمال قتل وإبادة ومجازر وآراء متطرفة. فها هي مثلا وسائل الإعلام الغربية تتهافت للحصول على لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد المسؤول عن مجازر كبرى في سوريا فلماذا لا تتاح مساحة مماثلة لقادة متطرفين مثل الجولاني. إذن لنحسم نقاش لماذا كان يجب إعطاء مساحة لهؤلاء؟ فتلك ضرورة خبرية معرفية، لكن يبقى الجدل حول كيفية تقديم تلك الشخصيات وكيف تتم مساءلتها؟ في حالة الجولاني كانت مقابلته سبقا صحافيا، لكن في المقابل سقطت المقابلة في فخ الدعاية، فهذا اللقاء لم يتم لإجراء مساءلة ومحاججة. إنه ببساطة لقاء يأتي في سياق الترويج والمدح. وهذا الأمر لم تكرسه مقابلة الجولاني وحدها بل هو مسار شرع منذ بدء الترويج لقادة «القاعدة» وزعيمها أسامة بن لادن واستمر مع شخصيات قاعدية كأبو مصعب الزرقاوي وصولا إلى نسخة «النصرة» في الحالة السورية. وطبعا هذا يحصل أيضا مع شخصيات كثيرة أخرى يجري مقابلتها لتلميع صورتها وموقعها. طبعا ليس مجحفًا القول إن الحوار لم يطرح أصلا…