آراء
السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥
هل كان من الضروري أن يدلي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات على غير الحقيقة ليرضي الحكومة العراقية التي أغاظتها تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن تقصير الجيش العراقي، عندما تحدث عن «استبسال وبطولات الجيش العراقي» يوم الثلاثاء الماضي؟ لم يكن هذا الكلام إشادة بهذا الجيش بمقدار ما كان نوعًا من السخرية الضمنية التي لم تتناول حيدر العبادي فحسب، بل تناولت بايدن نفسه الذي يعرف جيدًا أنه كان يسوق الأكاذيب! الغريب أن العبادي اعترض غاضبًا على تصريحات آشتون، الذي قال إن الجيش العراقي لم يبدِ أي إرادة بالقتال في مدينة الرمادي، التي بدا وكأنها سُلّمت تسليمًا إلى تنظيم داعش، مضيفًا: «لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال تنظيم (داعش) وفي الدفاع عن أنفسهم»، والواقع أن الجنود العراقيين الذين فرّوا من المدينة، لم يكن لديهم أي نقص لا في العديد ولا في العتاد، إلا أنهم انسحبوا من مواقعهم تاركين عددًا من الدبابات والأسلحة الثقيلة، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة! العبادي نفسه كان قد أعلن قبل ساعات من تصريح آشتون أن قواته انسحبت من الرمادي من دون صدور أوامر عسكرية، وأنه فتح تحقيقًا لمحاسبة المقصرين، وهو ما يذكرنا بالتحقيق الذي قيل إنه فتح بعد سقوط الموصل في يونيو (حزيران) من العام الماضي، ومن المثير أن سقوط الرمادي اعتبر كارثيًا في…
آراء
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥
تنسج النساء من حائكي السجاد الرحل في ايران سجاداتهن وهن يستوحين البيئة المحيطة بهن مثل الاشجار والجداول والطيور والاشخاص العابرين وكل ما في محيطهن فتصبح السجادة مثل القصة او السيرة. ومع تغير المكان وعناصره، لا تتشابه اي سجادة مع اخرى صنعتها ذات الانامل، كما ان تغير الازمان يجعل السجادة مثل السيرة المفتوحة. يبدو ان نقوش السجادة الايرانية ستتغير قليلا لأن ثمة رواية جديدة تكتب. ربما ان فصول الرواية الجديدة بدأت قبل سنوات، عندما اخذ مسؤولو ادارة اوباما يدرسون ويقلبون الخيارات حول الكيفية التي يتعين بها مواجهة ايران. ما الذي اسهم في ذلك؟ قد تكون حقيقة مهمة: ايران ليست العراق. وقدرة ايران على الرد او الايذاء اكبر من قدرة العراق في آخر سنوات حكم صدام حسين. فالعراق المنهك وقتذاك من حربين متتاليتين وحصار اقتصادي محكم طوال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان بالمقاييس الاستراتيجية والعسكرية خصماً يمكن التعامل معه بأقل قدر من الخسائر، وهذا ما اثبته على الاقل الغزو الامريكي للعراق عام 2003. لا ننسى ايضا ان امريكا نفسها كانت بعد غزو العراق منهكة من حربين: افغانستان (2001) والعراق (2003) قبل ان تأتي الازمة المالية العالمية في 2008 وتزيدها انهاكاً. وفي اغسطس 2012، نشر كل من جيمس دوبينز وعلي رضا نادر وهما على التوالي زميل ومحلل بمعهد راند مقالا في…
آراء
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥
ثلاثة خطابات متوالية، قتالية النزعة، أنعم بها الأمين العام لحزب الله على حزبه وعلى الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين والسوريين. ومؤدَّاها أنه مستعدٌّ للقتال في كل مكانٍ، ولو أدى ذلك لهلاك نصف الطائفة الشيعية أو ثلاثة أرباعها من أجل الحياة الحرة والكريمة (!). لكنه وهو يقاتل من أجل الحياة الكريمة هذه (يعني هل هو ذليلٌ الآن؟!) توعَّد فئاتٌ من شبان الطائفة الشيعية وكهولها سمّاهم: «شيعة السفارة» الأميركية في بيروت، بالويل والثبور وعظائم الأمور. فحبكت معي النكتة، وتذكرتُ فيلمًا لعادل إمام اسمه: «السفارة في العمارة»، عن المشكلات التي تعرض لها رجل مصري اكتشف أنه يسكن في عمارةٍ بالقاهرة استأجرت فيها أيضا السفارة الإسرائيلية بعد اتفاق كامب ديفيد. لقد دخلت السفارة إذن إلى قلب الطائفة، ونصر الله يهدد الذين يعارضونه من الشيعة بالاستئصال باعتبار أنهم جواسيس للولايات المتحدة، التي تجهد إيران من سنوات لعقد اتفاق معها حول كل شيء وليس حول النووي فقط! إنما إيران في نظر الأمين العام للحزب فوق الشك والمساءلة، أمّا كل الآخرين فهم كما يقول اللبنانيون تحت الغربال. يقيم نصر الله تقديره بأنّ الحرب طويلة، وأنها يمكن أن تُفني نصف الطائفة الشيعية، على أمرين اثنين: أنّ أميركا متآمرة على إيران وعلى المقاومة وعلى الإسلام، وأنّ السعودية وقطر وتركيا اتفقت على العمل معًا ضد إيران والحزب في سوريا والعراق. وإذا…
آراء
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥
آخر أنباء السعادة من «الجمهورية الديمقراطية الاشتراكية» في بلاد الزعيم المبجل كيم جونغ - أون، الطافح فرحًا وحبورًا وضحكًا، أن عبقرية التصنيع توصَّلت إلى تعليب الأسلحة النووية في عبوات صغيرة، يمكنك - إذا شئت - أن تقدمها هدية في حفل عيد ميلاد. أنا شخصيًا، لن أصدق ذلك قبل أن أرى صورة الزعيم المبجّل، ضاحكًا، حليق الفودين، وهو يداعب قنبلة نووية ومن حوله الجنرالات يصفّقون. الزعيم المبجّل لا يتصور إلا إلى جانب مدفع، أو حاملاً رشاشًا. هواية. وبسبب الانصراف إلى التعليب النووي، لا تعرف كوريا الشمالية، إلى الآن، علب التونة والسردين والبولابيف. ترف استعماري، إمبريالي، رجعي، ذيلي، انحرافي، مضاد للثورة. جميلة، المصادفات العفوية. تقرأ لائحة الدول السبع الأكثر فسادًا في العالم، فتذهل للإنجاز: من ليست دولة منّا، فهي دولة صديقة، جمهورية، ديمقراطية، اشتراكية، حرّة. من ليس ليبيا، والسودان والصومال، فهو أفغانستان وفنزويلا وبلد الزعماء المبجّلين. لطالما شعرنا بالاعتزاز ونحن نسمع الرئيس السابق إميل لحود يهتف للصداقة الخالدة مع هوغو شافيز. النضال يقرّب البعيد ويبعد القريب، على قول الأغنية في وصف حال المحبين. ومحمود أحمدي نجاد كان ضيفًا دائمًا في فنزويلا، ينسق لتحرير العالم من الإمبريالية، أو بقاياها. يجمع بين هذه الدول الصديقة ألف رابط، ورابطين. لا إحصاء للبطالة، لا أرقام للنمو، لا موازنات، لا صحف، لا إنترنت، ولا تلفزيونات خارجية.. ولا…
آراء
الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥
يفتش خصوم «حزب الله» على ما يمكن أن يقنعهم في خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله الأخير عن تبريراته للهجوم الذي ينويه على المسلحين السوريين في جرود عرسال ومطالبته الجيش اللبناني والحكومة بتحمل مسؤولياتهما في السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية. يرغب هؤلاء في تجنب المزيد من الخلافات مع الحزب ومن التصعيد في الحساسيات المذهبية التي يتوخّون خفض منسوبها عبر حوار الحزب مع تيار «المستقبل». فالسيد نصرالله برّر «المرحلة الجديدة» من حربه في منطقة القلمون السورية وجرود عرسال، بدحر التكفيريين لمنعهم من الانتقال إلى لبنان، وبأن تدخله في سورية حال دون ذلك، واتهم الشيعة الذين لا يأخذون برأيه بالتبعية للسفارة الأميركية وبالخيانة والعمالة والغباء، ووصم بعض السياسيين اللبنانيين الذين «يجاملون» الإرهابيين بالجهل. يلقى خطاب الحزب التعبوي قبولاً لدى جمهوره وبعض الأوساط الشعبية المسيحية، بأن التكفيريين قادمون وهو يمنعهم. لكنه لم يعد يحتمل الآراء الشيعية التي تعارض تورطه في سورية. وهو لا يقبل استمرار حملة خصومه الآخرين على خياره. فالحد الأدنى المطلوب منهم هو السكوت إذا لم ينسجموا معه. لم يجد الخصوم سوى التناقضات في خطابه المتدرّج، من ذريعة إلى أخرى منذ اندلاع الأزمة السورية، بدءاً بـ «حماية أبناء القرى الشيعية اللبنانيين» على الحدود، مروراً بحماية مقام السيدة زينب في دمشق وبالدفاع عن بشار الأسد، «منعاً لإسقاط…
آراء
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
ليس مهماً أن نعرف كلفة مساهمة الجهات الخاصة والحكومية التي تفاعلت مع المبادرة الصحية، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لدعم صحة الفم والأسنان لفئة العمال، ليس مهماً أبداً أن نعرف حجم المبالغ التي دُفعت، فسواء كانت عالية أو متوسطة أو حتى بسيطة، فالقيمة الحقيقية لا تكمن في حجمها المالي، بل في حجم القيمة المعنوية الكبيرة التي خلفتها هذه المساهمات في قلوب العمال، والشعور النفسي ذو الأثر الطيب عليهم، ما سينعكس إيجاباً من دون شك على أدائهم وإنتاجهم. بلدية دبي وشركة «دو» للاتصالات وجمعية الاتحاد التعاونية، جهات حكومية وخاصة، فكرت قبل غيرها، وبادرت قبل غيرها، وتفاعلت من دون أن يطلب منها أحد ذلك، فلها كل الشكر والتقدير والاحترام والثناء، ليس من أجل المشاركة العينية الفعلية في المبادرة فقط، بل من أجل مسارعتها إلى دعم المبادرات الإنسانية، وحرصها على الوجود دائماً في المناسبات المجتمعية. قد لا يستوعب كثيرون أهمية وفائدة وقيمة مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد الصحية، التي من خلالها تكفل سموه شخصياً بإجراء فحوص مسحية لأكثر من 2000 عامل، وإجراء علاجات فورية لكل من يحتاج إليها منهم، لمدة تستمر لغاية نهاية العام الجاري، ضمن مرحلتها الأولى، وهذا العدد من العمال قد يكون بسيطاً مقارنة بإجمالي عدد العمال في الدولة، لكنه بالتأكيد ليس كذلك عندما…
آراء
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
انفردت "الوطن" بنشر خبر عن قيام الجهات المختصة بالتحقيق مع سبع قيادات إدارية في وزارة الصحة بسبب هدر 200 مليون ريال تتمثل في بدلات غير نظامية، وتهم أخرى تتعلق بالتنفع والتربح من الوظيفة العامة. وتتمثل وقائع القضية، حسب ما جاء في الخبر، في "أن الوزارة تعتمد سنويا صرف مبلغ 3 مليارات ريال بدلات لموظفيها تحت بنود الإشراف والتميز، وأن المتهمين بتبديد المال العام استغلوا هذه البدلات بغير وجه حق، واحتالوا على الأنظمة عبر صرف مبالغ طائلة.. يتقاضاها قياديون ببعض مديريات الشؤون الصحية تحت مسمى "بدل جبلي" و"بدل نائي"، في الوقت الذي استمروا فيه بالجلوس على مواقع عملهم داخل المدن". هذا بالإضافة إلى استقدام أطباء أجانب دون أن يمارسوا عملهم الفعلي، واستيراد أجهزة طبية تكلف عشرات الملايين من الريالات دون استخدامها وتخزينها في المستودعات، كما توجد برامج ومشاريع طبية لم تحقق أهدافها المطلوبة، و"مخالفة أنظمة التعيين والتوظيف في بعض البرامج، إضافة إلى إقامة مؤتمرات وندوات مقابل مبالغ طائلة، والصرف عليها من بنود أخرى بالموازنة". المخالفات والتهم السابقة تمثل حالة الفوضى الإدارية التي تعاني منها بعض الجهات الحكومية عموما وليست وزارة الصحة وحدها، ولكن الجيد في هذا الموضوع هو قيام الجهات المختصة بالتحقيق في هذه المخالفات ومحاسبة المسؤولين عنها، وبما أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، فإن نتائج التحقيق هي التي سوف…
آراء
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
المتابعون للشأن الرياضي بشكل عام، ولنادي النصر على وجه الخصوص، تابعوا - بالتأكيد - تركي العجمة، مقدم برنامج «كورة» على «روتانا خليجية»، وهو يشرح الخطأ الوارد في ترجمة خطاب «الاتحاد الآسيوي» حول عقوبة «فابيان» لاعب النصر، بعدما حول الاتحاد مدة ال6 مباريات إلى 6 شهور.. وغضبوا! الحقيقة، وهذا ليس تبريرا، أن أخطاء الترجمة لم تكن وليدة اليوم، وإنما وجدت منذ سنوات طويلة، وقد تسببت بمشكلات وحروب، وخلافات سياسية بين الدول، بسبب اجتهادات - غير متعمدة - أحيانا، ومتعمدة لتحوير قضية ما (غالبا). وفي فضاء أخطاء الترجمة، لا بد من التطرق لاتفاقية «ويتانغي»، المترجمة بشكل خاطئ - مع سبق الإصرار-، «والتي تمثل اتفاقا مكتوبا بين التاج البريطاني وبين شعب «ماوري»، السكان الأصليين في نيوزيلندا، والذي تم توقيعه عام 1840 من قبل 400 من زعماء القبائل.. حيث إن عبارات متعارضة في النصين الإنجليزي «والماوري»؛ أدت إلى نشوب نزاعات، عبرت عن نفسها في الشعار الذي يرفعه «الماوريون» في نيوزيلندا أثناء احتجاجاتهم، ويقول: «الاتفاقية مزورة». وعند استعراض التاريخ، عبر فصول ترجماته الخاطئة، نجد أن من أشهر تلك الكوارث؛ «ترجمة نص القرار 242 في عام 1967، عندما أقر مجلس الأمن الدولي القرار 242 حول الصراع العربي الإسرائيلي، وقع العرب ضحية خطأ ترجمة النص بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان الخطأ يدور حول «ال» التعريف، فالنص الفرنسي…
آراء
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
كتب المغرد عبدالله السبيل تغريدة ساخرة في "تويتر" تقول: "وقت اللياقة لو يتحمس فتح بحوشنا"، في إشارة إلى أحد المراكز الرياضية الشهيرة التي توسعت شبكتها بشكل ملحوظ، فجاء رد طريف منها يطلب تزويده بموقع ومساحة الحوش. تبعه ردود تسويقية من شركات ومطاعم ومواقع إخبارية، إضافة إلى وزارات ومراكز حكومية عبر حساباتها الرسمية! فـ"قطار الرياض" طلب موقع الحوش لفتح محطة مترو، ووزارة العمل ناشدت صاحبه إبلاغها عند وجود مخالفات لأنظمة الإقامة والعمل بالحوش، أما "موبايلي" فحجزت واجهته الشرقية لفتح فرع لها، بينما طلبت شركة "الغاز" مساحة من الحوش لخزان الغاز، وأشار "طيران ناس" على "السبيل" السفر عبره حتى ينتهي تجهيز بيته.. هذا عدا المطاعم التي حجز بعضها المطبخ من أجل تقديم وجباتها لمرتادي الحوش! اللافت رد وزارة الإسكان الذي جاء متأخرا كحال مشاريعها، إذ أعلنت استعدادها طرح الحوش للتطوير العقاري، لكنها "ما عيّنت خير" بعد هذا الرد، إذ نالت "غسيل شراع معتبر" ممن ينتظرون مشاريعها الإسكانية! كلنا يعلم أن ما قدم للسبيل من عروض غير حقيقي، وإلا لأصبح صاحبنا "بيل غيتس" السعودية وتحول حوشه إلى مدينة اقتصادية، لكنها وجبات تسويقية بنكهة الطرفة لجذب العملاء، وهي أكثر تأثيرا وأوسع انتشارا من الإعلان التقليدي. ما حدث هنا من تحول في الإعلان التجاري، يمكن قياسه على تطوير بعض الأجهزة الحكومية خدماتها المقدمة للجمهور كـ"التجارة"…
آراء
الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥
كان غريباً عنوان وغلاف كتاب ثروت الخرباوي، القيادي السابق في جماعة «الإخوان»، فقد حمل الكتاب اسم «أئمة الشر.. الإخوان والشيعة أمة تلعب في الخفاء»، وتقاسم الغلاف مع حسن البنّا، مؤسس «الإخوان»، الخميني، المرشد السابق للثورة الإيرانية، في ترسيخ لفكرة أن التشيع تنظيم سياسي يتدثر بحب آل البيت، كتنظيم «الإخوان» الذي يستغل الدين لمآرب سياسية. وفي الاتهامات المتبادلة في مواقع التواصل بين بعض السُنة والشيعة بشأن ما يجري في سوريا والعراق، يمكن ملاحظة عبارة «جرائم الشيعة» في مقابل عبارة «جرائم داعش». وعند الحديث عن النظام الإيراني، يستبدل بعضهم الشيعة بملالي طهران، فيتحدث مثلاً عن «التقارب الأميركي الشيعي»، وهو في الحقيقة يقصد التقارب مع نظام ولاية الفقيه في إيران. ورغم أن التشيع مذهب إسلامي، فإنه يتم ترسيخ فكرة أنه تنظيم أو دولة، وليس مذهباً تعبدياً يمكن أن يعتقد به أي شخص ولا يكون له أية صلة بأي تنظيم أو دولة، ليكون حتى المسيحي الذي تحوّل إلى الإسلام على مذهب التشيع، داخلاً تحت واحدة من تلك التصنيفات التي تنضوي جميعها تحت الأيديولوجية الخمينية، رغم أنه يمكن أن يعيش الشيعي منعزلا عن بقية الشيعة، ولا يعترف أساساً بمرجعية الخميني، ويكون في الوقت نفسه شيعياً حسب تصوّره لنفسه. وما يهم هنا شيعة الخليج والتصوّر الذي يأخذونه عن أنفسهم بسبب تصنيفهم بتلك الطريقة، وكذلك التصوّرات التي…
آراء
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
تفجير المصلين في مسجد الإمام علي بالقديح قد يكون مجرد مبادرة جنونية معزولة، وقد يكون جزءًا من مخطط واسع النطاق. ثمة كلام كثير يشير إلى الاحتمال الثاني، لكن ليس لدينا معطيات مادية تؤكده. في الوقت ذاته، يصعب تخيل أن هذه الجريمة فورة غضب محدودة أو منفصلة. اكتشاف حقيقة الهجوم ومغزاه الفوري مهم دون شك، لكن الأكثر أهمية هو التفكير في انعكاساته الموضوعية؛ أي تلك الآثار التي تترتب بشكل طبيعي على مثل هذا العمل، سواء كانت مقصودة بذاتها أو غير مقصودة. يقولون عادة إن الحرب تستخرج أسوأ ما في الإنسان. ذلك أنها – على خلاف الصراعات السلمية المعتادة – تثير الخوف الغريزي على الوجود. وليس في الغرائز ما هو أقوى من غريزة البقاء، عند البشر والحيوان على السواء. إذا شعر الإنسان بأن وجوده مهدد فسوف يفعل أي شيء لمقاومة هذا التهديد، ولن يفرق آنذاك بين الأفعال العاقلة وتلك الجاهلة التي لا تليق بالإنسان. الخوف على الوجود يبدأ كحالة شعورية، فإذا صادف تمثيلات واقعية لذلك التهديد، فإن الشعور يتحول إلى انشغال ذهني وروحي بالبحث عن وسائل الدفاع عن الذات وانشغال مواز بالانفصال عن جهة التهديد المفترضة. تبدأ الصراعات على هذا النحو، ثم تتطور وفق ديناميات جديدة، قد لا تكون ذات علاقة بالدافع الأول. خلال السنوات الثماني الماضية، وبالتحديد منذ عام 2006 كشفت…
آراء
الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠١٥
كل ما بان لنا حتى الآن مقتضب، ومذيل بكلمة «من حيث المبدأ»، ومع هذا هو تطور مثير ولأول مرة في معادلة الصراع في سوريا. فقد اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة على أن يقدم سلاح الجو التركي الحماية لقوات المعارضة السورية في داخل سوريا. لم يقدّم وزير الخارجية التركي بعد توضيحا كافيا حول الاتفاق مع الأميركيين، لكن يبدو أن حكومة أنقرة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم المعارضة السورية التي دُربت على أراضيها، وسيتم إرسالها لتعبر الحدود لتحرير مناطقها التي استولى عليها تنظيم داعش، وسيقوم سلاح الجو التركي بتقديم الغطاء وربما دعمها في القتال. وقد يفهمها البعض بأن الهدف ليس نظام بشار الأسد، ولا المناطق التي تحت سيطرته، وهذا صحيح حتى الآن، وستصيب البعض بالخيبة على اعتبار أن صورة المعارضة في ذهن الكثيرين تختصر في القتال ضد نظام دمشق. إنما لو وضعنا التطور الجديد في إطار الواقع السوري كما هو اليوم يبقى مهما لصالح المعارضة. من دون هذه الخطوة سيأكل الأشرار المعارضة السورية، مثل «داعش» وحزب الله. فسوريا الآن تَحْت ثلاث قوى رئيسية تتصارع فيما بينها، النظام والمعارضة والجماعات الإرهابية، وأي فريق يأكل أحد الفريقين المنافسين ستكون له الغلبة. أما لماذا تريد تركيا، وبدعم غربي، استهداف «داعش» وليس النظام السوري، فلأنه الفريق الأقوى والأسرع انتشارا، والذي يسيطر على أكبر مساحات سوريا، والأخطر…