منوعات
الأربعاء ٠٨ يونيو ٢٠١٦
حظي الفيلسوف والطبيب والعالم ابن باجه بلقب (أب الفلسفة العقلانية العربية) استناداً إلى جهوده البحثية الواسعة وتحليلاته الفكرية العميقة، انطلاقا من نزوع شخصي لتغيير الواقع الإسلامي في مجتمعه الأندلسي والمغاربي وتخليصه من قبضة الفقهاء المتشددين، وسعيا منه أيضا لنقل أطر التفكير في المجتمعات الإسلامية من حيز الانغلاق، إلى أفق الانفتاح، ومن ضيق التفسير الأحادي الماضوي، إلى فضاء التأويل الواعي لظروف المكان المختلف والزمان الجديد. ولد أبو بكر محمد بن يحيى بن باجه، حسب غالبية الكتب التي تبحث في سيرته، في أواخر القرن الخامس عشر الهجري، ونشأ في سرقسطة في الأندلس، وكان مولعاً بالموسيقى والموشحات، وأصبح وزيراً للمرابطين مدة عشرين عاماً حتى مات مسموماً في مدينة فاس المغربية، بعد معاناة وحصر وتضييق من قبل خصومه من الفقهاء. من أهم مؤلفات ابن باجه: «شروح أرسطوطاليس»، و«التجربتين على أدوية ابن وافد»، و«اختصار الحاوي للرازي» و«كلام في المزاج بما هو طبي» وله مصنفات عديدة في الطب والرياضيات والحكمة والطبيعيات والحيوان، كما ترك كتباً غير منجزة، منها كتاب في النفس والمنطق، وعدد كبير من الرسائل. أما أشهر مؤلفاته فهي كتاب تدبير المتوحد ورسالة الوداع، وترك مدرسة فلسفية كبيرة تتلمذ فيها من العلماء ابن رشد وأبو الحسن الغرناطي وغيرهم. قسم ابن باجة الموجودات إلى متحرك وغير متحرك، «فالمتحرك أجسام متناهية وحركتها أزلية ومن ثم يكون لها…