منوعات
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠١٦
عاش ابن خلدون معظم مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى، وهو الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأديب، يعد في نظر الباحثين حجّة في كل ما يتعلق بالحياة الإنسانية والاجتماعية، وستبقى نظرياته الواردة في مقدمته صالحة للاستفادة منها إلى وقت غير معلوم، ولعل هذا من أسرار خلود فكره المستنير. ولد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي بن أبي بكر، المعروف بـ«ابن خلدون» في تونس يوم الثاني من رمضان عام 732 هـ/ 1332م، لأسرة أندلسية الأصل من مدينة إشبيلية، هاجرت إلى المغرب، ثم قدمت إلى تونس أثناء بداية حكم الحفصيين، ونشأ في كنف عائلة تميزت بالعلم والأدب وشغل أفرادها مناصب سياسية رفيعة داخل البلاط الحفصي، درس النحو واللغة والفقه والحديث والشعر في جامع الزيتونة، وحفظ القرآن على يد والده، وأكابر علماء تونس، حيث اشتغل بالتدريس في جامع الزيتونة، وكتب الجزء الأول من مقدمته الشهيرة في قلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل في جامعة القرويين بفاس المغربية، لكنه اعتزل الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه، إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هـ/ 1348م، ومن حسن الطالع أن هذا الأمر جعله يتفرّغ مدة أربع سنوات للبحث والتنقيب في العلوم الإنسانية، ليقدّم للعالم سفره الخالد المعرف بـ«مقدّمة ابن خلدون»، مؤسساً بها لعلم الاجتماع بناءً على الاستنتاج والتحليل…