مقابلات
الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦
في كل أسبوع تستضيف «عكاظ» مغرداً في «تويتر» وتجلسه على منصة المواجهة، ثم ترشقه بالأسئلة المضادة والمشاكسة.. هو حوار ساخن هنا كل يوم ثلاثاء، وضيفنا هذا الأسبوع هو الأكاديمي والكاتب والسياسي اليمني ورئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات الدكتور نجيب غلاب. • هل حقاً ماتت الأيديولوجيا؟ •• الأيدولوجيا تموت لتولد من جديد بعد أن تعدل أخطاءها، وكلما ماتت تفككت وتوالدت بأشكال متنازعة ومتنوعة من العقائد والأفكار. عادة ما تندثر الأيدولوجيات الجامدة، وتتكسر بحكم الدوغمائية التي تتحكم فيها، وكلما كانت الأيدولوجيا أكثر مرونة تمكنت من تجديد نفسها، إما بالانقسامات أو بالتفكيك وإعادة البناء ثم التجاوز وخلق أيديولوجيا بديلة. المشكلة عندما يصبح الدين أيديولوجيا، فإنه يفرز تناحرات داخلية ويتخلق بشموليات تنتج عنفاً وغير قابلة للتفكيك إلا بالحرب. كلما بلغت الأيديولوجيات الشمولية والقهرية ذروتها تحاول أن تتعقلن، وإن لم تتمكن انهارت. يبدو أن الإنسان لا يتمكن من العيش إلا بالأيديولوجيا على الأقل في مرحلته الراهنة، وإذا غابت المنظومات العقائدية والفكرية لتفسير الوجود تبعث الأصوليات ويتم أدلجتها. الأيدولوجيا العملية التي تخلقها التجربة والحاجة عادة ما تكون قادرة على التحول والتغير، لكنها بحاجة إلى وجود المعنى؛ لذا تحاول أن تستند إلى مفاهيم وقيم كلية وخلفيات حضارية وعادة ما تكون أكثر قدرة على التعامل مع الانبعاثات الأصولية وتتمكن من إخضاع انفعالاتها المتطرفة فتوظفها وتتحكم بمسارات حركتها لتصبح…