منوعات
الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦
سؤال: ما العلاقة بين بانا العابد الطفلة السورية الصغيرة التي استطاعت قبل أيام الهرب من حلب، ووليام هاوارد المراسل الصحفي البريطاني المولود أوائل العقد الثالث من القرن 19؟! جواب: للوهلة الأولى لا علاقة البتة.. هاوارد يعد أول مراسل صحفي عسكري محترف في العصر الحديث، كلفته جريدة «تايمز أوف لندن» بتغطية حرب القرم عام 1854 عندما كان يبلغ من العمر 33 عاماً.. وبانا طفلة عمرها 7 أعوام عاشت خمسة منها تحت القصف ووسط الدمار في المدينة السورية المنكوبة. لكن، الجمع بين الاثنين في جملة واحدة ، داخل مشهد واحد ، مثير للاهتمام.. لأن المقارنة بينهما، تكشف كيف تغير العالم وتبدلت الصحافة ، حتى لو استمرت الحروب على حالها.. بشعة كما كانت دوماً. وبطريقة أو بأخرى، يمكننا اعتبارهما زملاء .. نعم زملاء لأنهما، كل بطريقته، قدما باللغة الإنجليزية صورة مروعة للحرب في أبشع حالاتها. وفي الحالتين كانت روسيا وتركيا طرفاً أساسياً في الحربين التي تفصل بينهما نحو 160 عاماً. كان هاوارد صحفياً محترفاً ، ولد في إيرلندا ثم انتقل إلى ليفربول ببريطانيا، وبدأ مسيرته كمراسل عسكري مع «تايمز أوف لندن» عندما أوفدته لتغطية الحرب في الدنمارك عامي 1849 و1850. ثم أرسلته لتغطية حرب القرم التي اندلعت بين الإمبراطورية العثمانية (تدعمها بريطانيا وفرنسا) والإمبراطورية الروسية. أما بانا العابد فقد ناضلت من أجل البقاء…