آراء
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
إذا كان حسن نصر الله قد أبدى أوضح أشكال الخيانة للمبدأ الأساسي الذي كان يحاول إيهام الناس أن حزبه يقوم عليه ويتمسك به، أي مبدأ المقاومة، بعد أن شاركت ميليشيات حزب الله النظام السوري في مجزرة القصير ضد مقاومة الشعب السوري، فإن ذلك لا يجب أن يسبب الدهشة والإستغراب من هذه الفعلة إلى حد إعلان الشيخ يوسف القرضاوي اكتشافه المتأخر بأنه كان مخدوعا بحزب الله عندما كان يؤيده، وأنه أصبح يؤيد رأي كبار علماء المملكة في هذا الحزب. كما أنه لا يوجد سبب منطقي للإحتفاء الكبير والإحتفالية الصاخبة بتصريح الشيخ القرضاوي في إعلامنا على خلفية ترحيب بعض علمائنا بتصريحه. أتمنى كثيرا لو أستطيع تصديق الشيخ القرضاوي بأنه كان مخدوعا في ممارسات حزب الله التي اكتشف الآن أنها عمالة وخيانة وتكريس للطائفية وخدمة لمخططات صانعيه. أتمنى بلع هذه الحكاية لكني لا أجد نفسي قادرا على ذلك لأن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية لا يستهان بها فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف جيدا ألاعيب السياسة بل وتمارسها بدهاء تحت غطاء الدين، ولا أحد يستطيع القول بأن القرضاوي ليس لاعبا أساسيا مهما في ما حدث ويحدث في مصر بعد ثورة يناير حتى وإن كان غير موجود بشكل مباشر في المؤسسة السياسية الرسمية. كما لا يمكن لأحد أن ينفي " النفس السياسي " في…
أخبار
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
لم يَدُر في خُلدي وأنا أجول في شوارع إسطنبول الجميلة و ألتقط الصور التذكارية في ساحة تقسيم الشهيرة منذ حوالي الأسبوعين أن المكان الذي أقف فيه الآن سُرعانَ ما سيَعُجُّ بحشود غاضبة من الأتراك الساخطين على حكومتهم والمطالبين بإقالتها في صورة تستدعي تلقائيًا تلك الاضطرابات التي مرّت وما زالت تمر بها بعض دول المنطقة والتي انتهت في بعض الحالات إلى قلب أنظمة الحكم فيها كماحدث في مصر وليبيا واليمن. بدت الأوضاع خلال زيارتي لإسطنبول هادئة للغاية ولم تكن هناك أية إرهاصات تُنبئ بغضبة أواحتجاجات قادمة.... ناهيك عن أن تُحدث شرارتها الأولى "حديقة". الأسباب التي منعت معظم المتابعين للمشهد التركي من التنبؤ بإمكانية حدوث مثل هذا التحول المفاجئ في الوضع السياسي هي الموشرات الإيجابية التي تحققت للاقتصاد التركي منذ حوالي عقد من الزمان. فعلى عكس دول "الربيع العربي" التي شهدت تدهورًا مزمنًا في أوضاعها الاقتصادية خلال الفترة التي سبقت انتفاضاتها الشعبية، كان الاقتصاد التركي يصعد بثبات ويحقق نجاحات اقتصادية باهرة رغم وقوعه ضمن منطقة زلازل سياسية واقتصادية. ففي الغرب تجاورها دول أوروبية أنهكتها الأزمات الاقتصادية الأخيرة، ومن الشمال والشرق والجنوب تحده دول تتآكلها الحروب والاضطرابات السياسية. كان من اللافت والمثير للإعجاب حقًا أن يبرز من وسط هذه العواصف والقلاقل السياسية والاقتصادية المحيطة اقتصاد ناشئٌ بدأ في الصعود سريعًا وبخطوات ثابتة، بحيث…
منوعات
الأربعاء ٠٥ يونيو ٢٠١٣
تصوير: محمود أبولبدة خاص لـ ( الهتلان بوست )
آراء
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
سأتحدث هذه المرة عن البنوك، ليس عن طريقة عملهم أو عن تساهل المصرف المركزي معهم، وإنما عن جودة خدماتهم قبل وبعد الأزمة المالية – بالتحديد عن بطاقات الائتمان. منذ بضعة أسابيع، واجهت مشكلةً مع بطاقة الائتمان الخاصة بي حيث أودعت مبلغًا من المال فيها باستخدام جهاز الصراف الآلي إلا أن الجهاز رفض إعطائي إيصالاً بالعملية لسبب غير معروف كما أن المبلغ لم يتم إيداعه في البطاقة أصلاً. وكأي مواطنٍ حريص، قمت (ثلاث مرات فقط) بتعبئة طلب التحقق من عدم إيداع المبلغ، وأرسلته للبنك من خلال البريد الإلكتروني والفاكس (الذي صُدمتُ أنه ما زال في الخدمة لديهم). وبعد شهر من إرسال الطلب والاتصالات المتكررة من قِبَل البنك للحصول على رقم الصرّاف الآلي، على الرغم من إنه لا علم عندي عن اسم الشركة المُصنعة أو بلد الصنع إلخ. تفاجأت بأن البنك قام بالتدقيق على التاريخ والوقت الخطأ في سجل الصرّاف! قبل أن يبعث لي برسالة نصية مفادها بأنه تم حل المشكلة بينما المشكلة لم تحل أصلاً وإنما تم إلغاء الطلب. لو كان النقاش في هذا المقال متمحورًا حول قطاع الاتصالات لكنتُ فهمتُ أن التنافسية ضئيلة مما يفسحُ المجال للشركة الموجودة أو الشركتين من التحكم بالأسعار دون أن يكون للمستهلك رأيٌ في ذلك. لكن الحديث هُنا عن قطاع البنوك؛ يوجد في الإمارات أكثر…
أخبار
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
في مكانٍ ما, يتوسط المسافة ما بين الواقع والحلم. ثمة لحنٍ جميل يلوح من بعيد , لحن يتميز بثراء غريب, تمتزج فيه إيقاعات العيالة والحربية واليولة والرواح, وغيرها من الفنون الإماراتية الأصيلة. مشيت باتجاه الصوت, فاقتربت شيئاً فشيئاً من مكانٍ أنيق, يعبق برائحة القهوة والكتب, اصطبغت جدرانه بألوان جميله, يغلب عليها اللون الأزرق. تعمقت أكثر باتجاه الصوت فلمحت أوركسترا شابة, تتكون من باقة رائعة من المواهب الواعدة, يتنوعون ما بين الإناث والذكور. بعضهم يحمل الكمان, وبعضهم الفيولا, وبعضهم الشيللو, وبعضهم الفلوت, وبعضهم الترومبيت. يقودهم مايسترو شاب, طويل القامة, مشرق الوجه, دائم الابتسامة. أخذت مكاني بين الحضور, وبدأت أفكر في هذه السيمفونية, فهي مختلفة عن بحيرة البجع, ولا تشبه كسارة البندق, ولا علاقة لها بشهرزاد. سألت من كان يجلس على يميني عن اسمها, فرفع كتفيه وعقد حاجبيه وكأنه يقول لي: لا أعرف! يبدو أنه لا يريد أن يتكلم, حتى لا يخرج من حالة الانسجام التي يعيش فيها. سألت من كان يجلس على يساري عن اسمها, فاكتفي بالإشارة إلى المايسترو, ثم أدار يده في الهواء وكأنه يقول لي: أجل سؤالك إلى ما بعد انتهاء العزف! بعد دقائق لمحت إشارة من المايسترو, وكأنه يقول لي: انضم إلينا, واختر أي آلة تشاء, وخذ مكانك في الأوركسترا. احترت أي آلة أختار, وبعد تردد قصير, جلست…
أخبار
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
في مدينة المستقبل تبدو الأشياء مختلفة نوعا ما ووتيرة الحياة أسرع من المعتاد، في مدينة الخيارات المتعددة لابد أن تعرف وجهتك مسبقاً لأنك ستضيع لاحقاً في كومة الخيارات وستكتشف مثلي بتعجب ومتأخرا ً أنك اكتشفت مكانا جديداً جميلا تقضي فيه وقتاً سرقته من وقتك! مدينة تباغتك بالجديد، وجمال الحب في المباغتة. أحيانا آخذ أخبار المدينة من السياح! بشوق يزوروننا وبفضول مسافر يعرفون الأماكن الجميلة. لكنني اليوم قررت أن أكتشف بنفسي وأقوم برحلة مختلفة في هذه المدينة المختلفة. المحطة أمامي و دراهمي في جيبي وكتاب "ومضات من فكر" بيدي أحمله و يحملني، أقف متكئاً على زمن جميل عشت لحظاته في هذه المدينة الساحرة، أنتظر أن يلقي بي المترو في أي مكان.. في أي زمان، مستسلما تماما لخيارات المحطات، كل محطة قصة، تقرأها أنت وأقرؤها أنا كيف نشاء. لا زلت أنتظر.. وبعدها بدقائق يأتي كمنقذ بلون الاحتواء الأزرق والسلام الأبيض. وللألوان دلالات وفنون، يتدافعون أمامي بلطف، كموجة هادئة يدخلون قبلي، أبحث بينهم عن لغتي بين عشرات اللغات وأجدها حاضرة، ملكة متوجة.. وأبتسم كعالم أنثروبولوجي يؤمن أن المستقبل لمدينة الثقافات. أراقب أعينهم، كلاًّ له وجهة وقصة مختبئة، مثلهم أنا أبحث عن وجهتي وقصتي، مترو الزمن يعبر بنا عبر الزمن، نجتاز مدنا، حدائقا، مباني و بحيرات، أنظر بشغف طفل وأنا أرى انعكاس رحلتنا على…
آراء
الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣
كثيراً ما تتردد عبارة "ابن ناس" كمدح أو كإشادة لشخص ما، وغالباً ما نعتقد أن من يستحقون لقب ابن ناس حصرياً، هم أولئك الأشخاص المنحدرين من سلالة الدماء الزرقاء الملكية، أو سليلوا أسر من الطبقة البرجوازية، أو أقلّه أبناء لتجار يمتلك ما يربو عن خمس أو ست بقالات. مما يدخل البقية منا الذين لا ننحدر من تلك الأسر، ورأس مالنا، معاش على "قد الحال" ننتظره بفارغ الصبر في آخر الشهر، في حيرة من أمرنا، فنحن أيضاً أبناء ناس، ونحن متيقنون أن آبائنا وأمهاتنا ينتمون لفئة البشر، ولكن هل يكفي ذلك أيّاً منا لكي يمنح لقب "ابن ناس" رغم بساط الفقر الذي نجلس عليه؟ يكمن الإبداع في عبارة "ابن ناس" في كونها ترتقي في مفهومها، بنوع العائلات إلى مصاف الإنسانية، وفي كونها تختزل المدح والإطراء في ضربة واحدة على الآباء والأمهات والأبناء، بينما معيارها الوحيد لاستحقاقها: هي تصرفات الأبناء فقط، فالذي يحدد ما إذا كان والدا شخصٌ ما، ينتميان الى فئة الناس، وهي صفة كما تعلمون عظيمة، وخاصة في مواقف معينة، هو تصرفات وأخلاق الأبناء فقط، بغض النظر عن انحداره الأسري، أوعن حساب الوالد أو الوالدة في البنك. تصرفاتك وطريقة معاملتك للآخرين، هما معيار الاستحقاق لتكون ابن ناس يشار إليه بالبنان، الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق، هي ما تجعل الآخرين يثنون…
أخبار
الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣
ما الذي يحصل للذهب؟ أو بالأحرى، ماذا حدث للذهب كاستثمار؟ لماذا انخفض سعرهُ من 2000 دولار للأونصة إلى 1400 دولار للأونصة؟ بدايةً، هل كان الذهب استثمارًا جيِّدًا؟ بما أنكم تستلمون الآن عوائد الأسهم لشركاتٍ مُختلفة، سأقوم بمقارنةٍ بسيطة بين الذهب والأسهم وبعض الاستثمارات الأخرى بهدف شرح وجهة نظري. ما هو وجه الشبه بين الذهب والأسهم وما هي أوجه الاختلاف؟ للعلم؛ الاستثمار في الذهب ليس له عوائد سنوية بسبب تحسن المردود السنوي كما هو الحال مع الشركات كما أن الذهب ليس له طرح أولي للاكتتاب وهو بلا شك أقل في مستوى السيولة من الأسهم. أيضًا، توفر الذهب مرهونٌ بمناجم الذهب واستخراجه بعكس الأسهم التي يتم إصدارها حسب أداء الشركة المالية ومصداقيتها لتكون مؤهلة لطرح أسهمها للاكتتاب. إذًا مرةً أخرى، ما هو الشيء المُشترك بين الذهب والأسهم؟ حقق الأفراد الذين قاموا بالاستثمار في شركات Apple وIBM وDell عالميًّا وإعمار ومصرف أبوظبي الإسلامي وبنك أبوظبي الوطني محليًّا مكاسب على رؤوس الأموال المُستثمرة في الأسهم ويمكننا هُنا أن نجزم بأن ذلك كان بفعل التضخم إلا أنها مكاسب على أي حال. الشركات المذكورة بعضًا من الأمثلة للشركات التي أتاحت للمستثمرين فيها جني الأرباح من ارتفاع سعر السهم وليس من الأرباح المدفوعة بشكل سنوي فقط. ما يميز الذهب عن الشركات هو أنه لا يمكن حصول احتيالات…
آراء
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣
حضرت مؤخراً جلسة في منتدى الاعلام العربي لهذا العام بعنوان "مذبحة الضاد: الاعلام شريكاً"، وددت لو كان العنوان كيوت أكثر، فما أكثر المذابح البشرية في وقتنا هذا وما أقل حيلتنا تجاهها. كما أنني تساءلت هل فعلاً ذبحت اللغة ؟ من نحرها؟ واين؟ ومتى؟ وكيف لم نحرك ساكناً حين ذبحت وسالت دماؤها في كل مكان. ثم تذكرت أن اللغة لا تنزف ولا تتألم.. وأهم من هذا كله، أنها ليست مذبوحة. المذبوح الحقيقي هو الكتاب العربي والرواية العربية، والذي فعلاً ينزف هو قلم الكتّاب العرب. اللغة ما هي الا وسيلة تواصل، دعونا لا نحمّلها أكثر مما تحتمل، فإذا كان التواصل باللهجة العامية كاف وواف فلتكن العامية لغتنا الأم وكتابتنا. قال فاروق شوشة خلال الندوة وهو أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة: "نتكلم عن العامية بازدراء شديد وننسى أنها اللغة التي ربينا عليها وتعلمناها ونستخدمها..كما أنتجت (العامية) شعراء مبدعين مثل الرحابنة في لبنان وصلاح جاهين في مصر وغيرهم الكثير" نعود للضحية الحقيقية وهو الكتاب.."نحن شعب لا يقرأ" سئمنا هذه العبارة على قدر صحتها. هل تسببت اللغة الفصحى في تراجع القراءة أم هل تسببت قلة القراءة بتراجع اللغة؟ كان في مصر منذ فترة قريبة تجارب عديدة في الكتابة العامية، أهمها كتاب تاكسي: حواديت المشاوير لخالد الخميس. حصد هذا الكتاب شهرة ونجاح كبيرين. لم…
آراء
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣
حدثنا شَعَبْ بن عَرَبْ قال: بعد أن طالت مدة سجننا، وانكسر الأمل في خروجنا، وبات الذل طعامنا، والقسوة أساس يومنا، والإهانات شعار وجودنا، قررت ومعظم زملائي الهرب. سجننا لم يكن بالسجن العادي، وإن كان حارسه سادي، يتلذذ بالآلام، وينتهك الأحرام. كان السجن واسع الرقعة، إلا أنه قذر البقعة، خبيث الهواء، به أعداداً غفيرة من بشر وحيوانات كثيرة، يزاحم بعضنا بعضاً، كلٍ يتلمس طريقه ليمضي يومه، حتى إذا حل الظلام، يستسلم لنومه، عالم آخر، به السيارات تسير، والظلم هو السيد الذي يدير، ولا محاسبة لفساد الوزير، ولكن الويل كل الويل إذا سرق الفقير! سجن بلا جدران مادية، ولكن يمتليء بأعين استخباراتية، لها السلطة النهائية، والأحكام الانتهازية. طلبت من المسجونين الاجتماع، وفتح آذانهم والاستماع، وإن أعجبهم حديثي؛ فالانصياع، ولهم الحق بأن يدلوا بدلوهم، ويقترحوا رأيهم. يقول شعب بن عرب: فتحلقوا حولي، واشرأبت الرقاب نحوي، وقبل أن أنطق، صرخ أحدهم أنهم موافقون على ما سأخططه، وعلى كل ما سأرتبه، فنهاه زعيم الدراويش، يسمى بـ أخ بن مسلم، ويكنى بالمرشد، يترأس مجموعة منظمة، كانت من ضمننا، وكأنها ليست مننا، تسيطر على البقالات، وتبيعنا الخضروات، وتعرف كيف تتحدث بلسان أهل السنة والجماعة، وتلحن القول وتظهر السماحة، تحبب الإحسان، وتخاصم النكران، تتلون حين يتطلب التلوين، وتتلوى بعذابات المسجونين، حين تعلو صرخات المظلومين، تطلق على نفسها اسم…
آراء
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
الفكر الذي يتربى عليه الناس، ويتشبعون به، يغدو مع مرور الوقت، المعيار الأوحد للحكم على حوداث الحياة، بل على الحياة نفسها، يتطورهذا الفكر ليصيرَ فلسفة و أيدلوجيا، لا يستطيع معتنقوها التفكير أو الرؤية خارج إطارها. لذلك يقتنعون قناعة تامة، أن الحق وكل الحق، هو مع من يؤمن بفكرهم، وغيرهم بلا استثناء على خطأ، وأنهم أي أتباع فكرهم، هم الطيبون، الغيورين على مصالح مجتمعهم، الأبطال، المغاوير المضحين بحياتهم من أجل مصلحة الأمة، ومصلحة وطنهم، التى لن تتحقق إلا على أيديهم. تجدهم يغالون في إقصاء كل من يخالفهم الرأي، ويتفنون في تشويه سمعة من يتركهم، ولديهم خبرة في تدمير كل إنجاز لم يخرج من تحت عباءتهم، ولهم وجهة نظر خاصة بالنسبة للتاريخ: فالتاريخ يتوقف ثم يبدأ من جديد مع بداية فكرهم، والعالم يتخذ منحنى جديداً في لحظة ولادة أفكارهم، فنراهم على كل منبر يمجدون فكرهم، وأبطالهم، وإنجازاتهم التى مازالت وستزال على الأرجح، حبرا على ورق، ويدافعون باقتناع ويقينٌ تام، عن أهدافهم، بخطابات إنشائية، لا تغني ولا تسمن من جوع، كلمات رنانة ترسم أحلاما وردية، تُحْمل سامعيها على التحليق في سماء خرافة المدينة الفاضلة. من الصعب جداً، بل يكاد يكون مستحيلاً في معظم الأحيان، إمكانية إقناع مثل هؤلاء، أنه ربما ولعل وعسى، هم مخطئين في فكرهم، أو أقلةً مخدوعين، وأن الواقع مغاير لما…
آراء
الأربعاء ٠١ مايو ٢٠١٣
هذه العبارة ليست عنوانًا لقصيدة غزلية صاغها شاعر ذو حس مرهف في لحظة تجلٍّ عشقية تخيل معها أن المكان "جسد" ميّت مالم تسكنه روح المحبوبة. و هي كذلك ليست اسمًا لمقطوعة موسيقية رقيقة ألّفها موسيقيٌّ بارع لتنساب ألحانها العذبة في المساحات المقفرة فتدُب الروح فيها وتزهر البساتين. كما أنها ليست لوحة فنية لرسام تراءى له لفرط تعلّقه بالمرأة أن يُجسدّها بفرشاته كائنًا مضيئًا بأجنحة بيضاء يفردها في مساحة حالكة الظلام. صاحب هذه العبارة الجميلة ليس أيًا من هؤلاء، ولكنه مزيجٌ فريد منهم جميعًا. كان من أوائل من باح بإعجابه وتقديره للمرأة: سرًا وجهرًا، شعرًا ونثرًا، قولاً وفعلاً حتى كاد الناس يخالونها كل المجتمع لا نصفه الأجمل فقط. دعمه السخي واللامحدود للمرأة جعلها تعيد اكتشاف نفسها من جديد. هي الآن تعلم أكثر من أيّ وقت مضى أنها متميزة، متمكنة، ذكية، متعلمة، مستقلة، مؤثرة، مبدعة، قائدة، قادرة...والقائمة تطول. لقد رفع سقف توقعاتها وأمنياتها حتى تراءى لها بلوغ النجوم! سألتني صديقة أجنبية مرة عن سر الحفاوة الباذخة التي تستقبله بها نساء وفتيات الإمارات في الجامعات والمستشفيات و حتى المراكز التجارية، فأجبتها: نحن نحبه لأنه يحبنا بصدق ! المرأة بالنسبة لهذه الشخصية الفذة ليست مجرد نصفٍ مكمّلٍ للرجل، بل هي كيانٌ قائمٌ بذاته يسير جنبًا إلى جنب معه. لها ما للرجل، وعليها ما عليه.…