منوعات
السبت ١٨ مايو ٢٠١٩
يعرفان بعضهما جيداً لذلك لديهما شيء مختلف، يريد أحدهما أن يسأل الآخر عنه، أو أن يكتب عن أحد أعماله وهنا نفتح النوافذ لهما في إطلالات خاصة تشرع منها الأخيلة لتأملات جديدة.. أحاديث صادقة منبعها قلبان يتوشحان البياض لتلخص للقراء حكاية علاقة إنسانية. هنا حوار قلبين.. مساحة حرة خارج سلطة المحرر «هياء» الرواية الأولى لزينب الخضيري بعد عدة أعمال نثرية وقصصية.. رواية تقعيرية نسجتها من حكايات الأمس باليوم.. لتقدم للقارئ مجتمع شرق الجزيرة ووسطها وحتى غربها تحكي حيوات عدة أجيال. بدايةً بالغلاف الذي سيطر عليه لون البن المحمص.. ليحتل عمقه باب قديم من الخشب منفرج على عمود طيني يفضي إلى شارع ترابي.. مستهلك تطل عليه من الجهة المقابلة نافذة أو باب من جدار أبيض.. منظر يبعث على التساؤل.. إضافة إلى عنوانها الذي يزيدها إبهاماً. هياء ليست الرواية السعودية الأولى التي تغوص في ماضي المجتمع.. بهدف استجلاء هويته التي يُعرف بها اليوم.. والمسار الذي خرج من خلاله من حياة بداوة الصحراء إلى ما هو عليه اليوم. فقد سبقت عدة أعمال لعبده خال ويوسف المحيميد ورجاء عالم وعبدالعزيز الصقعبي وغيرهم. إلا أن ما يميز هذه الرواية الاتكاء على الحكائية المتعددة.. من خلال أصوات أجيال مختلفة تلون تلك الانساق. فشيخة صوت جيل والدها ما قبل البترول.. وفي الوقت نفسه صوت صباها وحتى بداية النهضة..…