منوعات
الخميس ٠١ سبتمبر ٢٠١٦
يعتبر محمد عزيز الحبابي (1923 - 1993) من أوائل المتفلسفين في المغرب بعد ابن رشد وابن خلدون. ولد في مدينة فاس، درس في جامعة القرويين، ثم انتقل الى باريس حيث حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، ليعود الى بلده ويتسلّم أعلى المناصب الأكاديمية والثقافية. من يقرأ مشروع الحبابي الفلسفي كما فعل يوسف بن عدي في كتابه «محمد عزيز الحبابي وتأسيس الفلسفة الشخصانية الواقعية» (منشورات مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث)، يكتشف كيف أن كتابات هذا المفكر المغربي تعجّ بخصائص التفكير الفلسفي الأصيل كالاختلاف، والتفاعل، والمحاورة، وتنمّ عن فرادة فلسفية تتمثّل في جمعه بين التأثير الديني السلفي المتنوّر، وبين تأثير المفكرين الغربيين أمثال بشلار ومونييه وبرغسون وسارتر. ويكتشف قارىء مشروع الحبابي أنّ هذا المفكر المغربي يسعى الى رؤية فلسفية مزدوجة. الأولى ترنو الى الحوار مع الفلسفات الإسلامية ومن ثمّ تشييد الشخصانية الإسلامية، والفلسفة الثانية تروم إلى بناء توجّه غدوي (عالم الغد) يراهن فيه الحبابي على فلسفة عربية معاصرة ومبدعة. ويلاحظ أخيراً قارىء مشروع الحبابي الفكري والإسلامي ثلاث لحظات أساسية: وهي الشخصانية الواقعية التي كانت نتيجة أطروحة الدكتوراه في الفلسفة حصل عليها الحبابي من جامعة السوربون في أوائل الخمسينات، وفيها فسح في المجال لفكرة الشخص والكائن والتشخصن والتعالي والزمان. ثمّ اللحظة الثانية وهي لحظة تأويل الحبابي للتراث الإسلامي قبل - وبعد -…