آراء
الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦
بنى السلطان المملوكي حسن بن محمد بن قلاوون المسجد الذي يحمل اسمه بين عامي 1356 و 1363 ميلادية. وكان المسجد كبيرا للغاية بحيث ان المؤرخين يحدثوننا بأنه أوشك على إفراغ الخزينة المملوكية الكبيرة، كما يعتقدون باحتمال استخدام بناة المسجد لحجارة جلبت من أهرامات الجيزة. بدأت عمليات بناء المسجد عام 1356، وأخذت مكانها على أحد أكثر المواقع بروزاً، والذي يواجه الساحة الممتدة أمام القلعة. وأمر السلطان حسن ببناء مسجد بأربعة إيوانات مستقلة، تحصر بينها أربع مدارس لمختلف المذاهب الإسلامية، والتي كانت معقودة في زوايا البناء، إلى جانب ضريح ضخم مقبب، يقع وراء القبلة، فضلاً عن سوق على مستوى منخفض، وبرج مائي. يقدر طول مسجد السلطان، الذي يعد أحد أكبر المساجد في العالم، بنحو 150 متراً، ويغطي مساحة قدرها 7,906 أمتار مربعة. ويصل ارتفاع جدرانه إلى 36 متراً، فضلاً عن أن أعلى مآذنه تشمخ 68 متراً. ويروي لنا المؤرخون أنه كان من المعتزم بناء مئذنة في كل زاوية من زوايا المسجد، ولكن تم التخلي عن هذه الفكرة بعد أن أسفر انهيار المئذنة الواقعة في أعلى الواجهة مباشرة عن مقتل 300 شخص. كما تداعت مئذنة أخرى في عام 1659، لتنهار بعدها القبة التي نالها الضعف. وجرى اغتيال السلطان حسن عام 1361، أي قبل عامين من الانتهاء من بناء المسجد، وكان السقف يستخدم كمنصة…