محمد حسن المرزوقي
محمد حسن المرزوقي
كاتب اماراتي

أبوظبي قادمة

آراء

قبل عشرة أعوام فقط كان الكورنيش هو أهم متنفس سياحي لسكان مدينة أبوظبي، وبجميع أطيافهم، فعدد ونوعية المرافق السياحية وقتها كان محدوداً ولدرجة كبيرة.
اليوم تغيرت الصورة تماماً وبدرجة بات سكان أبوظبي أنفسهم لا يلمون بالخيارات الترفيهية المطروحة أمامهم كافة، لتعددها وتميزها وسرعة طرحها في فترات متقاربة، فما الذي جرى يا ترى خلال عشرة أعوام فقط؟ وما هي الجهة التي كانت خلف كل هذه التغييرات؟
كانت أبوظبي تعاني سابقاً من قدم وقلة عدد الفنادق الفخمة التي تليق بسمعتها كأغنى عاصمة عربية، لكن وفي خلال الفترة الماضية القريبة أتوقع أنه قد تم افتتاح أكثر من عشرين فندقاً ومنتجعاً سياحياً في أبوظبي، وباتت هذه الفنادق الملاذ المفضل للعديد لقضاء أوقات راحة سعيدة في العاصمة، ويجري العمل الآن لإنشاء وافتتاح مثل هذا الرقم في المستقبل.
كانت أبوظبي تعاني من قلة مراكز التسوق فيها، لكن تم افتتاح سبعة مراكز تجارية ضخمة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وجرى توزيعها باحتراف رائع لتخدم هذه المراكز كافة، المراكز السكانية في المدينة وما حولها، كانت أبوظبي تعاني من غياب اسمها عن الساحة العالمية للسياحة، لكنها استطاعت أن تبرز اسمها بقوة عن طريق استضافتها لواحد من أهم المسابقات الرياضية العالمية المرتبطة بالسياحة، وهو سباق الفورميولا ون، وليتردد اسم أبوظبي تلقائياً كل عام في أوساط محبي هذه الرياضة، كما أنشئت شركة طيران الاتحاد لتكون السفير والناقل الرسمي لزوار أبوظبي من العالم.
كما أن خطة تطوير أبوظبي السياحية والعمرانية والذكية قد ركزت على تخصيص نشاط معين للجزر المحيطة بالجزيرة العاصمة، وخصصت جزيرة ياس لتكون مركز أهم النشاطات السياحية، بسبب كم ونوعية المشاريع التي تم إنشاؤها هناك والمخطط إنشاؤها قريباً، فإن هذه الجزيرة ستعد أهم جزيرة سياحية في المنطقة إن لم يكن في العالم أجمع. وغير بعيد عنها يتم إنشاء العديد من المشاريع الثقافية في جزيرة السعديات والمخصصة لاستضافة العديد من المتاحف العالمية التي سيكون زوارها النخبة الأرقى من فئة السياح.
كل المؤشرات تدل على أن أبوظبي هي المنافس القادم لدبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال السياحة، والجميل في الموضوع أنها علاقة تنافسية تكاملية بين مدينتين متجاورتين في دولة الإمارات، وكل الوقائع تدل على أن هيئة أبوظبي للسياحة هي خلف أغلب مسببات هذه النهضة الشاملة في مجال السياحة، وهي من وضع خططاً مميزة وهائلة تليق باسم العاصمة.
أبوظبي قادمة يا سادة وبقوة في مجال السياحة، وهي قادمة بهدوء وثبات وكعادتها في المجالات كافة، فشكراً إلى هيئة السياحة في أبوظبي، وإلى كل من كان أسهم في هذه التحولات.

المصدر: صحيفة الرؤية