سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

أنا وهو كهاتين!

آراء

صديقي عبدالرحمن المطوع روى قصة عجيبة حدثت له، يقول: «اتصلت امرأة ـ بالجمعية الخيرية التي أعمل فيها ـ مستفسرةً عمّا إذا والدتها تكفل يتيماً؟ فاعتذرت عن تلبية طلبها حرصاً على سرية المعلومات، لكنها ردّتْ بأنّ والدتها توفّيَتْ منذ مدة وأنّ الإجابة عن استفسارها ضروري، وبعد التأكد من صحة كلامها بحثنا في مركز المعلومات فوجدنا أنّ للأم كفالة يتيم ـ حقّاً ـ وقد توقفت عن دفعها منذ وفاتها قبل ستة أشهر».

من هنا تبدأ الحكاية، حيث أشارت المرأة إلى أنّ حلماً راودها في منامها، دفعها إلى البحث والاستقصاء، فقد رأتْ أمها معرِضةً عنها، حزينةً وبجانبها طفل يبكي، فتعوذت من الشيطان في المرة الأولى، إلا أن هذا الحلم تكرر، وبعد الرؤيا الثالثة استفسرت، فقيل لها: ابحثي في الجمعيات فربّما تكون والدتك كفلت يتيماً، وهذا ما وجدته لديكم بعد السؤال في أكثر من جمعية خيرية.

يقول عبدالرحمن: بعد أن أرشدتها للذهاب إلى فرع للجمعية قريب من منزلها لتجديد الكفالة، وبمجرد مشاهدتها لصورة اليتيم انخرطت في بكاء شديد، فقد كان هو ذلك الطفل الذي رأته في المنام!

قبل سنوات عندما انضممت إلى كلية الشرطة سنَّ زميلٌ لنا سنة حسنة، إذ كان يأتي باستمارات أيتام ويقوم بتوزيعها مع نزول أول راتب لكل دفعة جديدة، بهذه الطريقة تمت كفالة العشرات من الأيتام! ذكّرني ـ منذ أيام ـ صديقٌ بهذه السنة الحسنة التي تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، فقال: مرتْ 20 عاماً ومازالت تلك الكفالة سارية.

شهر رمضان فرصة لتعزيز المبادرات المجتمعية في محيط العمل، ولعمل مشترك في الدنيا، لنجد أثره في الآخرة. في إدارتنا هذا العام طرحنا للتصويت مشروعين إنسانيين بالتعاون مع جمعية خيرية، الأول: بناء فصل دراسي في موريتانيا. والثاني: بناء منزل لأسرة فقيرة في بنغلاديش. وقد حاز الأخير أكثر الأصوات، وبدأت التبرعات تتوالى. قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً».

المصدر: الإمارات اليوم