حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

إنه “كورونا” يا وزارة الصحة!

آراء

منذ عام 1433 ظهرت 185 حالة إصابة بفيروس “كورونا” في السعودية، توفي منهم 68 حالة، آخرها كما أعلن موقع وزارة الصحة قبل يومين لمقيم عمره 45 عاما في مدينة جدة، التي بدأ يُكتشف فيها الفيروس مؤخرا بإصابة عدد من الحالات، هذا الفيروس كما يعلم الجميع لا يُعرف له حتى الآن علاج، وما تزال طريقة تكوينه وظروفه غامضة، وليس له مضاد!! ويُتبع في علاج المصابين به الوسائل الطبية التي تتبع في علاج فيروسات الأنفلونزا الأخرى بحسب توجيهات الصحة العالمية، يعني “يا صابت يا خابت”، هذا ما يفهمه المتابعون مما يُنشر في الصحافة عن هذا المرض المعدي الذي بدأ يقلق سكان مدينة جدة، وهو أمر طبيعي، فنحن أمام مرض خطر ينتشر بالعدوى من أشخاص ربما هم أنفسهم يجهلون إصابتهم به!

هذا يعني أننا أمام أمر لا يمكن التهاون فيه أو التقليل منه، لأنه يقضي على حياة إنسان ما، وهو ما يعني ضرورة وضع أسوأ “السيناريوهات” حذرا وتحذيرا، فـ”من حذر سلم” كما يقولون، خاصة أن المسألة ليست حالة وفاة واحدة فقط، ومع ذلك أجدني مندهشة وأرفع حاجبيّ استغرابا من تصريح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بعد أن قام بجولة تفقدية لعدد من مستشفيات جدة التابعة للوزارة والتعرف على جاهزيتها واستعداداتها!! فكما نشرت “سبق” الإلكترونية عنه قوله “إن الوضع بالنسبة لفيروس كورونا مطمئن ـ ولله الحمد ـ وأن عدد الإصابات به في معدلاته الطبيعية” أمام هذا السطر أضع مائة علامة تعجب!! كيف يمكن أن يكون الوضع مطمئنا وهناك إصابات يتم اكتشافها في مدينة جدة آخرها قبل يومين كما أعلن موقع الوزارة!! وكيف يمكن أن يكون عدد الإصابات بالفيروس في معدلاته الطبيعية ونحن أمام وفاة 68 حالة!؟ ألا تكفي وفاة حالة واحدة بمرض معدٍ مجهول العلاج كي نضع الخط الأحمر حتى يأخذ الناس الحيطة والحذر!! فالناس لا يحتاجون إلى طمأنة يا وزارة الصحة، بل إلى برامج توعية جادة تقيهم من الإصابة في ظل عدم وجود ترياق مضاد له! فأين برامج الوزارة التوعوية في المدارس ووسائل الإعلام والشوارع؟! إننا نعاني من الازدحام في الأماكن العامة والأسواق والمقاهي والشوارع وحتى المستشفيات نفسها ومصاب واحد فقط قد يؤدي إلى كارثة وبائية لا قدر الله.

يا وزارة الصحة نحن أمام فيروس غامض وبدلا من استقطاب مكتشفه وتسخير كافة الجهود والأموال والمعامل لأجل مساعدته على اكتشاف علاج له تم التضييق عليه من قبل الوزارة التي لا تريد تخويف الناس بل بقاءهم في حالة اطمئنان ونوم حتى يستيقظ أحدهم على إصابته كي يصبح مجرد رقم ضمن إحصاءات الوزارة التي تعلنها عبر موقعها!!

إننا لا نريد طمأنة و”طبطبة” بل نريد أن نشعر بأن الوزارة جادة في القضاء على هذا الفيروس الذي يظهر من مدينة لأخرى منذ عامين!! في ظل معاناة المواطن من خدمات علاجية متواضعة ومتباعدة المواعيد نتيجة ضعف القدرة الاستيعابية في مستشفيات الوزارة!!

باختصار، وفاة 68 حالة بهذا الفيروس الخطر والمجهول لا يمكن اعتبارها ضمن المعدلات الطبيعية لأن حياة الإنسان يا وزارة الصحة ليست رخيصة!!

المصدر: الوطن أون لاين