الياس الديري
الياس الديري
كاتب ومحلل سياسي لبناني

استقالة من “الإخوان” أو من الرئاسة!

آراء

مرّة أخرى، وفي غضون أشهر قليلة، تجد وسائل الإعلام نفسها مجمعة على التساؤل بقلق ظاهر: “مصر الإخوان” إلى أين؟ بل مصر الى أين بلا “الإخوان”، و”الإخوان” الى أي مصر بلا قبضتهم!

كل المؤشّرات، والإحداث، والصدامات، والاضطرابات المنتشرة على نطاق واسع جداً، توحي أن حكم “الإخوان المسلمين” سيواجه موجة جديدة من الاعتراضات والتظاهرات العارمة.

وقد لا تتفرّق بعد الاعراب عن سخطها وغضبها. بل قد تتطوّر الى شبه ثورة جديدة على المقيمين في قصر الاتحاديّة (… باعتبار أن “الإخوان” باتوا يعتبرون الاتحادية “مقرهم الرئيسي”. بل ملكهم.

ولا يستبعد مراسلو الفضائيات والصحف العربيّة الإجنبيّة عودة الملايين الى الاعتصام في الميادين والساحات، وربما الذهاب الى أبعد من ذلك بكثير.

والمناشدات والنداءات التي تصدر تباعاً في جميع الاتجاهات، ولليوم الثاني على التوالي… بلوغاً الجسم القضائي الذي خصه مرسي بخطاب خاص واصفاً القضاء بدرع الديموقراطية الاولى، منتقداً بعض رجالاته و”الانجذاب نحو المعترك السياسي والشرب من الماء السياسي العكر”… مع التأكيد أن “لا خصومة معكم”، هذه المناشدات ليست إلا علامات ومؤشرات تنمُّ عن عدم اطمئنان “حكم الإخوان”، بل تخوُّفه العميق مما يُحضّره المعارضون ليوم الإحد.

كل يوم أكثر من يوم يظهر “حكم الإخوان” كأنه يسابق الإحداث، والمعارضين، في محاولاته المكشوفة لوضع يده على كل مقادير السلطة والمؤسسات والقوى العسكرية التي تحمي ميمنته وميسرته من غدرات الزمان. ومن حشود الملايين التي يبدو أنها اتخذت قرارها بعد مغادرة الساحات والميادين الا بعد سقوط من “خطفوا الثورة” وسرقوا السلطة من مستحقيها، ومن الذين صنعوا الربيع المصري، وحققوا لمصر انتصارها التاريخي… وبواسطة الشعب وأصواته، واصراره، وصموده.

لكن الجيش لن يكون لفريق ضد آخر، كما أعلن أمس مصدر في وزارة الدفاع، و”بناء لطلب الاركان”.

من هنا، ربما، كان الاعلان الإميركي الإول الذي يجاهر بخوف واشنطن من التطورات المصريّة. وكان تحذير وزير الدفاع ووزير الخارجية من “أن الوضع في مصر خطير جداً”. وكانت التعليقات التلفزيونية المباشرة التي تحدثت بصراحة عن فقدان خطب الرئيس مرسي وكلامه الكثير من صدقيته، وتأثيره شعبياً، وأهميته بالنسبة الى المعارضة التي أصبحت في واد آخر.

في انتظار موعد “الربيع المصري الجديد”، في الساعات المقبلة، يستطيع مرسي أن يحقق أمراً من اثنين واحلاهما مرّ: أن يعلن استقالته من “الإخوان المسلمين”… أو أن يستقيل من رئاسة الجمهورية.

المصدر: صحيفة النهار