الياس الديري
الياس الديري
كاتب ومحلل سياسي لبناني

عَسْكَرَة الحلّ أَم عودة العسكر؟

الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٣

لم يعد السؤال هل يبقى الرئيس محمد مرسي في قصر الاتحاديّة طويلاً، ومن حوله جموع منوّعة من "الأخوان" والأصوليين والتنظيمات المتطرّفة، بل أصبح هل يعود العسكر الى السرايات والقصور، ويعسكرون الحكم والسلطة والنظام مرة أخرى، جديدة، مختلفة، موقّتة، أخفّ وطأة؟ لا انقلاب عسكرياً خلف تحرّك قيادة الجيش، كما صدرت التأكيدات أو هي سٌرِّبت من "عواصم القرار". ولا نيّة لاسترجاع مشاهد تعيد الى الأذهان انقلابات الماضي، ودباباتها، واستيلاء ضباطها على مقاليد الحكم، بعد الانتهاء من إذاعة مسلسل البيانات وفرض الأحكام والقرارات، وما الى ذلك... لا، لن يكون شيء من هذا. و"البيان" التمهيدي الذي أهدته قيادة الجيش الى المصريّين يشير الى أسلوب مختلف في عملية التغيير والتصحيح، واشتراك ممثلين للمتمردين والثائرين في العملية... التي لا بد من إبراز دور الجيش فيها، وبكل قوته وآلياته وأركانه وضباطه. هكذا يصبح الانقلاب أقرب الى "الكوكتيل". أو الثورة المختلطة، والتي تبعد صيغة الانقلاب بكل حدتها ومعناها ومضمونها... في كل حال، هذا الكلام، وهذا التصوّر، وهذا الاحتمال، لا يشبه اختراع البارود. فهو حديث كل الأوساط، وعَبْر كل وسائل الاعلام والاتصالات. وليس في مصر وحدها، أو في بعض العواصم العربية، إنما هو "المادة" الأساسيّة في الحوارات والنقاشات التي عبرت المنطقة والبحار السبعة. ولتحتل الصدارة، والمانشيت الأولى، والخبر الأول في المقروء والمرئي والمسموع... ثمة سياسيّون وصحافيون ومحلّلون لم يترددوا…

استقالة من “الإخوان” أو من الرئاسة!

الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣

مرّة أخرى، وفي غضون أشهر قليلة، تجد وسائل الإعلام نفسها مجمعة على التساؤل بقلق ظاهر: "مصر الإخوان" إلى أين؟ بل مصر الى أين بلا "الإخوان"، و"الإخوان" الى أي مصر بلا قبضتهم! كل المؤشّرات، والإحداث، والصدامات، والاضطرابات المنتشرة على نطاق واسع جداً، توحي أن حكم "الإخوان المسلمين" سيواجه موجة جديدة من الاعتراضات والتظاهرات العارمة. وقد لا تتفرّق بعد الاعراب عن سخطها وغضبها. بل قد تتطوّر الى شبه ثورة جديدة على المقيمين في قصر الاتحاديّة (... باعتبار أن "الإخوان" باتوا يعتبرون الاتحادية "مقرهم الرئيسي". بل ملكهم. ولا يستبعد مراسلو الفضائيات والصحف العربيّة الإجنبيّة عودة الملايين الى الاعتصام في الميادين والساحات، وربما الذهاب الى أبعد من ذلك بكثير. والمناشدات والنداءات التي تصدر تباعاً في جميع الاتجاهات، ولليوم الثاني على التوالي... بلوغاً الجسم القضائي الذي خصه مرسي بخطاب خاص واصفاً القضاء بدرع الديموقراطية الاولى، منتقداً بعض رجالاته و"الانجذاب نحو المعترك السياسي والشرب من الماء السياسي العكر"... مع التأكيد أن "لا خصومة معكم"، هذه المناشدات ليست إلا علامات ومؤشرات تنمُّ عن عدم اطمئنان "حكم الإخوان"، بل تخوُّفه العميق مما يُحضّره المعارضون ليوم الإحد. كل يوم أكثر من يوم يظهر "حكم الإخوان" كأنه يسابق الإحداث، والمعارضين، في محاولاته المكشوفة لوضع يده على كل مقادير السلطة والمؤسسات والقوى العسكرية التي تحمي ميمنته وميسرته من غدرات الزمان. ومن…

مصر و”الإخوان”: يأسٌ فـ”حروبٌ”

الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣

لا تزال "مصر الإخوان" تبحث عن ذاتها، بل عن مكان لها بين المصريين الذين يواصلون "مقاومتهم" لها ولحكم "الإخوان المسلمين" منذ اليوم الذي سَفَر فيه الرئيس محمد مرسي عن وجه حكمه، ومَنْ هم خلفه، وإلى ما يرمون ويخطّطون. منذ اللحظة الأولى لدخول الرئيس مرسي قصر الاتحادية ومصر في حال غليان. في حال اعتراض ورفض لما يسمونه "خطف الإخوان للثورة"، وخطف الآمال والأحلام التي دفعت ملايين المصريين الى الميادين والساحات والشوارع. كل ما يفعله ويقرّره مرسي يرفضه المصريّون، ويقابلونه إما بالعصيان، وإما بالتظاهرات والاعتصامات، وإما بهذه كلها معاً. فالحال ليس ماشياً، كما يقول الناس العاديّون في مصر. ويبدو أنه من العسير جداً، وربما من المستحيل أن يمشي. فالمصريون لم يتقبّلوا حكم "الإخوان". ويبدو أنهم لن يتقبّلوه. ولن يدعوا مرسي يهنأ في التربّع على كرسي الرئاسة، والتنعّم بالعيش في قصر الاتحادية. كل يوم تظاهرة. أو اصطدام بين المتظاهرين وقوى الأمن. حيث يسقط جرحى، ويُساق شبان وكهول الى السجون. فإلى متى؟ وهل يظن مرسي و"الإخوان" أن "اطمئنان" واشنطن إلى وجودهم في السلطة يتعدى ويتجاوز اعتقادها أنهم يوفرون "الحماية" والأمن لاسرائيل... وفق ما يدلي به الناطقون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية؟ الالتباس كبير بين الأكثرية الساحقة من المصريين و"الإخوان المسلمين". فالودّ مفقود بين "الإخوان" والشعب بكل طبقاته، وانتماءاته، ومناطقه. وما من حلّ وسط…