استمرار حرائق قرى الروهينجا وتدفق اللاجئين على بنجلاديش

أخبار

قال مصدران معنيان بمراقبة الوضع في ميانمار إن مزيداً من القرى جرى إحراقها أمس في شمال غرب ميانمار لجأ إليها عدد من مسلمي الروهينجا هرباً من القتل. وأضاف المصدران أن الحرائق اجتاحت أربعة تجمعات سكنية جديدة في راثيدونج لتدمر بذلك كل قرى المسلمين في المنطقة.

وقالت كريس ليوا من جماعة (أركان بروجيكت) المعنية بمراقبة أوضاع الروهينجا «رويدا رويدا يجري إحراق قرية تلو الأخرى. أعتقد أن الروهينجا لم يعد لهم وجود بالمرة في راثيدونج».

وأضافت «كانت توجد 11 قرية للمسلمين في راثيدونج وبعد اليومين الماضيين يبدو أن جميعها تعرض للدمار».

ويقول مراقبون معنيون بحقوق الإنسان وأفراد من الروهينجا الفارين إن الجيش وأفراد لجان شعبية من عرقية الراخين شنوا حملة لإضرام الحرائق بهدف إجبار المسلمين على الفرار.

وأعلن مسؤولون أمس أن حوالي 300 ألف من الروهينجا فروا من راخين خلال 15 يوماً منذ اندلاع العنف فيها بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها تتوقع وصول المزيد منهم، مع تزايد الانتقادات لنظام ميانمار.

وقال ناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين جوزف تريبورا إن «نحو 290 ألفاً من الروهينجا وصلوا إلى بنجلاديش منذ 25 أغسطس». وصرح رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أن الروهينجا يواجهون أعمال عنف منظمة تشمل التعذيب والاغتصاب والقتل.

وكانت أعمال عنف جديدة اندلعت في 25 أغسطس بعدما هاجم ناشطون من الروهينجا مراكز للشرطة في ولاية راخين دفاعاً عن حقوقهم وكرامتهم، ما أدى إلى حملة قمع عنيفة من قبل سلطات ميانمار. واتهم الفارون الذين تمكنوا من الوصول إلى بنجلاديش الجيش الميانماري بهاجمة قرى المسلمين.

وأوضح المسؤولون أنهم وجدوا أعداداً من الروهينجا في قرى ومناطق ببنجلاديش لم تكن مدرجة لدى منظمات العمل الإنساني من قبل. وتستعد هذه الوكالات الآن لمعالجة زيادة جديدة في أعداد اللاجئين.

وقال ديبايان باتاشاريا رئيس برنامج الأغذية العالمي بالنيابة إن «الوضع متقلب جداً». وأضاف «خططنا في البداية لمواجهة تدفق 120 ألف شخص، ثم لموارد لـ300 ألف شخص.

وتعتبر حكومة ميانمار هؤلاء المسلمين مهاجرين من بنجلاديش مع أنهم يعيشون فيها منذ أجيال. وكانت مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود بين ميانمار وبنجلاديش تضم 300 ألف شخص قبل بدء دوامة العنف الأخيرة.

وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن عدد الروهينجا الذين دخلوا إلى بنجلاديش منذ اندلاع العنف في نهاية أكتوبر الماضي، بلغ 377 ألف شخص.

وتحدث القادمون إلى بنجلاديش عن جرائم قتل واغتصاب وإحراق من قبل جيش ميانمار. لكن ميانمار تنفي ذلك.

ودعت سلطات بنجلاديش أمس المنظمة الدولية للهجرة إلى بناء مخيم جديد مؤقت. وتخشى السلطات أن يتسبب انتقال روهينجا إلى مناطق أخرى في بنجلاديش، إلى مشاكل جديدة.

وطلبت دكا مرار من ميانمار إعادة الروهينجا ومعالجة أسباب نزوحهم. كما طالبت بنجلاديش بوقف الهجرة عبر تأمين «منطقة آمنة» داخل البلاد للروهينجا النازحين.

وإضافة إلى الروهينجا، تهجر قرابة 27 ألفاً من البوذيين والهندوس جراء هجمات شنها متمردون من الروهينجا، وهم يتلقون مساعدات حكومية ويتوزعون على الأديرة والمدارس.

في كوالالمبور، صرح رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أن الروهينجا المسلمين يواجهون أعمال عنف منظمة تشمل التعذيب والاغتصاب والقتل. وانتقدت ماليزيا بحدة ميانمار بسبب معاملتها لأقلية الروهينجا.

وقال نجيب لصحفيين في قاعدة سوبانج الجوية «استناداً إلى التقارير التي تلقيناها فإن الروهينجا يتعرضون للتمييز ولا رأفة بهم». وأضاف «حالياً يجري الأمر وفق خطة مرسومة وهم يتعرضون للتعذيب والتمييز والقتل والاغتصاب».

وحضر نجيب عبد الرزاق قبل ذلك إرسال طائرتي شحن تحملان مواد غذائية وطبية إلى مرفأ مدينة شيتاغونغ في بنجلادش. وتابع أن فريق استطلاع يضم دبلوماسيين وعسكريين سيصل غداً الاثنين إلى دكا لتقييم احتياجات الروهينجا.

وأكد نجيب أنه سيبحث في المأساة الإنسانية للروهينجا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 12 سبتمبر خلال لقاء بينهما في البيت الأبيض.

في واشنطن، أعلن مسؤول أميركي أمس أن بلاده تريد التعاون مع ميانمار لحل الأزمة، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده لا تلوم حكومة ميانمار على أعمال العنف. وقال باتريك مورفي المكلف شؤون جنوب شرق آسيا في الخارجية الأميركية «نحن مستمرون في إدانة هجمات من شتى الأنواع، هجمات ضد قوات الأمن وضد المدنيين ولكن أيضاً هجمات يشنها مدنيون».

وأضاف أنه إذا استدعت هذه الهجمات رداً من السلطات فيجب أن يتم ذلك «في احترام للقانون وحقوق الإنسان».

دكا تخشى تصاعد التطرف

دكا (أ ف ب)

وضعت قوات الأمن في حالة تأهب في بنجلاديش تحسباً لاستغلال جماعات متطرفة لديها العنف الذي يتعرض له مسلمو الروهينجا في بورما لتجنيد مقاتلين جدد، وفق مسؤول أمني. وانتشرت في بنجلاديش صور عن الفظاعات التي تعرض لها الروهينجا على مواقع التواصل الاجتماعي، فأثارت موجة من التأييد والدعم.

وقال منير الإسلام، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة دكا، إن القوات تراقب أي تحركات لاستغلال العنف ضد الروهينجا لتجنيد متطرفين.

وأضاف للصحفيين: «اتخذنا التدابير الملائمة للمراقبة، ونرصد أي تحرك لخلايا نائمة مستوحى من هذا (العنف) أو لاستخدامه لغرض التجنيد».

تنشط في بنجلاديش جماعات متطرفة، بينها من قاتل إلى جانب متشددي أفغانستان ضد القوات الروسية قبل عودتهم إلى بلادهم وتأسيس جماعات خاصة بهم.

وقال مسؤولون، إنهم يخشون من تجنيد طلاب من خلال آلاف الحلقات الدراسية في البلاد من أجل النضال دفاعاً عن حقوق الروهينجا.

وتدارك: «لكننا متيقظون حتى لا يتم استغلال الأزمة الإنسانية لإشاعة الفوضى».

ودعا قادة إلى تسليح لاجئي الروهينجا لتحرير أراكان، وهو الاسم البنجالي لولاية راخين.

ولا تبدي حكومة بنجلاديش أي تهاون حيال المتطرفين من أي بلد كانوا، واقترحت القيام بعمليات عسكرية مشتركة مع بورما ضد مقاتلي الروهينجا.

المصدر: الاتحاد