«الجامعة» تحذر من تحديات الإرهاب وتطالب بسن قوانين لمواجهته

أخبار

انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس الأحد، أعمال المؤتمر ال23 للاتحاد البرلماني العربي، بحضور واسع لرؤساء البرلمانات العربية، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية.

وناقش المؤتمر «الوضع العربي الراهن» والدور البرلماني في مواجهة المخاطر والتحديات الراهنة في المنطقة، والتعاون المشترك بين البرلمانات للنهوض بالجوانب التشريعية في الدول العربية، بما يلبي تطلعات شعوبها، بجانب دعم علاقات التعاون العربية خاصة في المجالات البرلمانية.

وشاركت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، برئاسة الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس في المؤتمر. وضم وفد الشعبة البرلمانية كلاً من أحمد يوسف النعيمي، وعائشة راشد ليتيم، وأحمد محمد الحمودي، وخلفان عبدالله بن يوخة، وناعمة عبدالله الشرهان، أعضاء المجلس، والدكتور محمد سالم المزروعي، الأمين العام للمجلس.

وأكدت القبيسي أن التضامن والتعاون العربي هما السبيل الوحيد للخروج من المأزق العربي الراهن. وقالت في كلمة الدولة في المؤتمر: «لا يخفى علينا جميعاً ما تعيشه منطقتنا العربية منذ عام 2011 من ظروف استراتيجية معقدة وأحداث واضطرابات بلغت الذروة في بعض حالاتها بدفع دول عربية عريقة إلى حافة الانقسام والتفكك، بينما انزلقت دول أخرى إلى حالة اللادولة، حيث استطاعت تنظيمات الإرهاب والتطرف بسط سيطرتها على مناطق جغرافية شاسعة، كما تآكل مفهوم سيادة الدولة في إطاره المعرفي المتعارف عليه، ولاشك في أن الانتشار الجغرافي الوبائي لتنظيمات الإرهاب وجماعاته، وكذلك الطموحات التوسعية البغيضة لقوى إقليمية تحاول استغلال الظروف الراهنة في تحقيق أهدافها ومراميها التآمرية مسببات رئيسية أسهمت في تعميق هذه الحالة من التشتت والتفكك غير المسبوق في تاريخنا العربي المعاصر، وإذا أضفنا إلى هذه التطورات تلك الإشكاليات والقضايا التي تحتل صدارة الاهتمامات العربية منذ عقود مضت، وفي مقدمتها الاحتلالان الإسرائيلي والإيراني لأراضٍ عربية من دون أفق واضح للحل والتسوية السلمية، فضلاً عن قضايا التنمية والبطالة وغيرها من القضايا العربية الملحة، فإن مجمل الواقع العربي المؤلم، بما يموج به من تحديات وتهديدات استراتيجية بالغة الخطورة يقلقنا في دولة الإمارات، وبالدرجة ذاتها نثق بأنه يثير قلق بقية الدول العربية الشقيقة، ولاسيما التي تشاركنا الرؤى والتصورات نفسها حيال ما يواجهه عالمنا العربي من تحديات وأخطار استراتيجية جمة».

ونبهت إلى الأولويات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى، مطالبة بإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، وأن تعمل الدول العربية على تفعيل القرارات الصادرة من الجامعة العربية، والاتحاد البرلماني العربي، والبرلمان العربي وكل المؤسسات الأخرى بشأن اتخاذ ما يناسب من إجراءات لضمان الاستجابة الإيرانية لمساعي دولة الإمارات المشروعة دولياً، في إنهاء هذا الاحتلال، إمّا بالتفاوض الجاد المباشر وفق أجندة محددة، أو عبر آليات التحكيم الدولي. وأن يتم وقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها إيران في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة.

وأكدت القبيسي، إيمان دولة الإمارات بأن التضامن والتعاون العربي هما السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن وقيادة الدولة الرشيدة وعلى رأسها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أدركت منذ بدايات التأزم الذي تعانيه المنطقة الآن ما يحاك للشعوب والدول من مؤامرات وخطط، وما يدبر لها من مكائد ينفذ الكثير منها من خلال وكلاء يتدثرون برداء الدين تارة ورداءات إيديولوجية مغايرة تارة أخرى، فكانت مشاركة القوات المسلحة لدولة الإمارات، في عمليتي «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل» بمنزلة تجسيد لثوابت ارتكزت عليها سياسة الدولة الخارجية منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر/‏كانون الأول 1971 على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فمساعدة الأشقاء في حفظ الأمن والاستقرار نهج ثابت وراسخ في سياسة الإمارات الخارجية، ونحن نثق في أن هذا النهج كان بمنزلة طوق النجاة الذي حفظ الشعب اليمني في مواجهة اعتداء غاشم تعرض له، ولا يزال على يد فئة باغية انقضت على الشرعية الدستورية والعملية السياسية وأرادت التحكم في مصير هذا الشعب العربي الأصيل.

وأضافت القبيسي: «نقف جميعاً وقفة إجلال وإكبار لشهداء الإمارات الأبرار وبقية شهداء دول التحالف العربي، وأن تضحياتهم ودماءهم التي سالت على أرض اليمن الشقيق خطت بحروف من نور في أنصع صفحات التاريخ أسماءهم، وأن المجد لهؤلاء الشهداء وكل الاعتزاز بجنودنا من القوات المسلحة البواسل والشكر والتقدير للقادة الذين اختاروا الاصطفاف والتوحد وراء هدف الدفاع عن الشعب اليمني الشقيق في مواجهة هذه الظروف العصيبة فهذه الدماء الطاهرة ستظل رمزاً قومياً استثنائياً للعروبة ووحدة الدم والمصير».

وقالت القبيسي: «إننا في دولة الإمارات نؤمن أيضاً بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ وسنواصل العمل جنباً إلى جنب مع الدول العربية في أداء واجبنا والتزاماتنا القومية من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والتصدي للمخططات والأجندات الأجنبية التي تسعى إلى فرض واقع معين على شعوبنا وتنشر الفرقة وخطط التقسيم العرقية والمذهبية».

وأكد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أن إلحاق الهزيمة بالإرهاب والفكر المتطرف يحتاج أولوية قصوى على أجندة العمل العربي المشترك في البرلمانات وصياغة القوانين والتشريعات الرادعة لدحر الإرهاب بتدابير جماعية رادعة تقتضي التعاون الأمني والسياسي والقضائي وإعمال الفكر الخلاق.

وأضاف أن الهم المشترك الذي يجمع العرب يستدعي التحرك السريع لتشكيل رؤية عربية مشتركة خاصة للتعامل مع الأوضاع في سوريا واليمن ليبياً والعراق، مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» .

وأكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي الحالي رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برى، أن حل القضايا العربية يكمن في إرساء مفهوم الحوار وإطلاق دبلوماسية برلمانية.

كما طالب بري، بإنشاء لجنة برلمانية دائمة برئاسة مرزوق الغانم وعضوية رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ومن يرغب من الأعضاء لدعم الشعب الفلسطيني، وإعادة إحياء لجنة السوق العربية المشتركة. وأعلن، دعمه لدعوة شيخ الأزهر أحمد الطيب، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتوحيد الأمة العربية، ونبذ الإرهاب والتطرف.وتعهد بري، الذي تولى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، خلفاً لمرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، ببذل كل الجهود للدفع قدماً بدور الاتحاد البرلماني العربي بالارتكاز على الدبلوماسية البرلمانية الفعالة وإرساء مفهوم الحوار لحل القضايا الخلافية وإقرار الحلول السياسية.

وطالب مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمه الكويتي، رئيس الدورة السابقة للاتحاد البرلماني العربي بتحرك دولي منظم، يؤدي إلى طرد «إسرائيل» من الاتحاد البرلماني الدولي، ووضع حد للغطرسة «الإسرائيلية» بالأراضي الفلسطيني والعربية المحتلة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية في صلب الاهتمام ومقدمة الأولويات.

وطالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، المؤتمر، بتبني خطة عمل لفضح الجرائم «الإسرائيلية» بحق الشعب الفلسطيني لينال المجرم جزاءه .وحذر رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال لدى افتتاحه المؤتمر من خطورة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب، واصفاً إياه بأنه سرطان مدمر يهدد حاضر ومستقبل الدول العربية.

. وجدد الدعوة إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات العربية لمكافحة الإرهاب والبروتوكولات ذات الصلة لتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله وتتبع مرتكبي الجرائم الإرهابية ومعاقبتهم العقاب الرادع.

وأكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أهمية العمل العربي المشترك، وإعلاء قيم التضامن والوحدة، لتجاوز التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يواجهها الوطن العربي.

وتم خلال الجلسة الأولى منح جائزة التميز البرلماني للعدد من الأعضاء والبرلمانات وحصد الدكتور عبدالرحيم عبداللطيف الشاهين، عضو المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الخامس عشر جائزة التميز البرلماني العربي عن فئة عضو برلمان، تسلمها نيابة عنه الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس.

المصدر: صحيفة الخليج