صلاح منتصر
صلاح منتصر
كاتب وصحفي مصري شهير بجريدة الأهرام وصاحب عمود يومي بعنوان مجرد رأي

الرئيس مرسي الأسد‏!‏

آراء

بدلا من أن ينهي الرئيس محمد مرسي صفحة حكمه بسلام ويستجيب لصوت الشعب ويعطي جماعته فرصة أخري ربما تتكرر في المستقبل البعيد علي أساس أنهم هذه المرة لم يكونوا يعرفون‏,

فإنه بحجة الشرعية أعلن وبإصرار اختياره طريق الرئيس السوري بشار الأسد الذي يضع مصر في حرب أهلية.

وهو قرار لا يبدو في الواقع مفاجئا فالإخوان منذ بدايتهم لم يتركوا حكما لم يصطدموا معه بالعنف والضحايا, سواء مع حكم الأحزاب السابقة علي ثورة52 أم بعدها مع عبد الناصر والسادات وحسني مبارك. وأخيرا عندما حكموا بأنفسهم, جاء الاصطدام مع الشعب طبيعيا في سياق نهجهم, ورغم ماسيكون له من ضحايا إلا أنه كما نبه أحد قياداتهم سيمنع الإخوان من الحكم لخمسين سنة قادمة علي الأقل.

الرئيس مرسي وأنا أكتب هذا ظهر أمس قبل ساعات قليلة من انتهاء مهلة الفترة التي أعطيت له لتلبية طلبات الشعب, استخدم في خطابه الذي ألقاه آخر الليل كلمة الشرعية الدستورية عشرات المرات وهو يعرف أو لايعرف.

إنه حاول مع الفريق أول السيسي تصوير تدخل الجيش بأنه إنقلاب علي الشرعية, ولكن الفريق السيسي طلب إليه الفرجة علي إسطوانة تسجل حشود الشعب غير المسبوقة التي خرجت إلي الميادين قائلا إن من يتجاهل صوت هذه الملايين هو الذي يخون شعبه ووطنه وهو مالن تفعله القوات المسلحة.

إن القضية ليست جيشا يسعي إلي سلطة وإنما شعب ينهي حكما ثبت فشله. بصورة أوضح أننا إخترنا مرسي ليقود سيارة الحكم أربع سنوات, ولكننا من أول سنة اكتشفنا جهله القيادة وإرتكب سلسلة حوادث دستورية وقانونية وأمنية ومزق علاقات الدولة مع مختلف السلطات والفئات, فهل بحجة السنوات الأربع نتركه حتي يقتلنا؟

إن كان علي حجة الشرعية لكان لمبارك أن يقولها زاعما أنه جاء بالانتخاب وأنه حقق نموا إقتصاديا بدون أزمات وقود أو مياه أو كهرباء, ولكن أمواج فساد العصابة وتزوير الانتخابات وتوريث الحكم كانت أقوي مما جعله يستجيب لإرادة الشعب. واليوم يتصور مرسي أنه يمكن أن يقف في وجه هذه الإرادة ويكون مرسي الأسد!

المصدر: صحيفة الأهرام