السعودية: ضاحية «رافال» تقدم نموذجا جديدا للإسكان من خلال برج سكني

أخبار

ينتظر أن تشكل ضاحية رافال السكنية نموذجا وتجربة جديدة في قطاع الإسكان السعودي، وذلك مع قرب الانتهاء من برج شركة «رافال» السكني، والذي يصل ارتفاعه إلى 303 أمتار. ويتضمن البرج 70 طابقا خصصت جمعيها للسكن، في الوقت الذي أشارت فيه الشركة إلى أن مختلف المؤشرات ساهم في تغير استراتيجية البناء في البرج والذي كان من ضمنها طوابق مخصصة لإنشاء مكاتب تجارية.

وبحسب مسؤولين في شركة «رافال» العقارية مطورة المشروع فإن من المتوقع افتتاح البرج رسميا في يونيو (حزيران) 2013، مؤكدين أن الأعمال الإنشائية واكبت متطلبات المرحلة الحالية من تقنية ومن احتياجات تلائم البيئة، خاصة بما يتعلق بالتقليل من هدر الطاقة في البرج.

وقال ماجد الحقيل الرئيس التنفيذي لشركة «رافال» العقارية أن السعودية لا تزال بحاجة إلى المزيد من تجارب الإسكان، حيث لا يزال الإسكان التقليدي مسيطرا على المشهد في قطاع المساكن، موضحا إلى أنه ومع تطور الوقت وانحسار المساحات داخل المدن، فإن ذلك شكل تحديا لمواصلة ذلك النموذج على ما كان عليه.

وأضاف: «نحن نطمح في برج (رافال) من خلال فهم ما يحتاجه الأفراد، حيث عملنا على إجراء دراسات متوسعة تسويقية غيرت مفاهيم كانت مرتكزة سابقا، حيث كانت دراسات سابقة تشير إلى أن الفرد في المملكة لا يحبذ السكن في الشقق السكنية، ومن الضروري أن يمتلك الفرد منزلا كبيرا»، مؤكدا إلى أن هناك شريحة من المجتمع في مدينة الرياض بحاجة إلى منتجات جديدة، خاصة أن تلك الشريحة أقبلت بشكل كبير على منتجات برج رافال في الوحدات السكنية.

وزاد الرئيس التنفيذي لشركة «رافال» العقارية بأنه في بداية المشروع كان هناك جزء مخصص من الطوابق لاستخدامات المكاتب التجارية، وكان ذلك القرار من واقع الدراسات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، حيث كان هناك جدوى من تخصيص تلك المكاتب.
وكانت شركة «رافال» للتطوير العقاري قد أعلنت الأسبوع الماضي عن الانتهاء من الأعمال الإنشائية في أعلى طابق سكني بالرياض ضاحية برج «رافال»، وبيع المرحلة الثالثة من المشروع بكاملها، في الوقت الذي بدأ البيع بالمرحلة الأخيرة.

وأكد الحقيل أن تحول المشروع إلى أبراج سكنية جاء لكون الشركة من الأساس مخصصة لبناء المساكن المتميزة والمختلفة، إضافة إلى زيادة عرض الأبراج المخصصة لقطاع المكاتب والتي تقدم منتجات جيدة، وهو الأمر الذي سعى في تحول شركة «رافال» إلى تخصيص تلك الطوابق إلى طوابق سكنية.

وكشف رئيس شركة «رافال» العقارية عن أن الشركة ستفصح عن مشاريع جديدة خلال الفترة المقبلة في العاصمة السعودية الرياض وغيرها من مدن المملكة، لافتا إلى أنه عند الإعلان عن برج «رافال» كان هناك تحد في تنفيذ المشروع، وأن ذلك كان مخاطرة كبيرة، إلا أن الكثير من المطورين العقاريين اتجهوا إلى تنفيذ مشاريع مشابهة، وقال: «نعتقد أن وجود مشاريع مشابهة لبرج (رافال) سيثري القطاع العقاري بشكل كبير، في الوقت الذي تحتاج فيه المدن السكنية إلى المزيد من الوحدات السكنية بمختلف أشكالها لتغطية الطلب الموجود».

من جهته، قال علي القويز الرئيس التنفيذي لشركة «الرياض المالية» إن شركته تنظر إلى مقومات جدوى المشروع قبل الدخول في الاستثمار به، حيث إن «الرياض المالية» تسعى إلى العمل لطرح صناديق جديدة في القطاع العقاري أو مشاريع مشابهة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف القويز أن «فكرة إنشاء برج سكني وتجهيزه بكل مقومات الراحة، هو أجدى من إنشاء منازل منفصلة، وسيحقق عوائد أفضل للاقتصاد»، مؤكدا أن فكرة تملك شقق سكنية في مبنى والتعايش مع قاطنين المبنى هي فكرة مبتكرة، لافتا إلى أن الفكرة هذه ستكون على حساب الوحدات السكنية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن برج «رافال» يطرح هذه الفكرة لأول مرة في العاصمة السعودية الرياض.
وكانت شركة «رافال» للتطوير العقاري و«الرياض المالية» قد أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010، عن طرح صندوق الرياض العقاري برج «رافال» للاكتتاب العام، حيث بلغ حجم الصندوق نحو 350 مليون ريال (93.3 مليون دولار) ومن المقرر له أن يمتد لأربع سنوات، وربما يمدد سنتين إضافيتين.

وشدد القويز على أن «الرياض المالية» درست جدوى المشروع قبل اتخاذ القرار لإنشاء صندوق يستثمر فيه، وكانت الشركة تملك الثقة بأن المشروع مجد، مؤكدا أن التنفيذ ساهم بشكل كبير في تحقيق تلك الجدوى التي درستها الشركة.
وبالعودة إلى الحقيل الذي قال «ستبنى الضاحية على مساحة أرض تبلغ 20 ألف متر مربع، وتعلو على ارتفاع 70 طابقا فاخرا بوجود فندق كمبينسكي أحد أهم الفنادق العالمية المترفة كمشغل للفندق بفن العمارة النجدية الحديثة وغرف وأجنحة وشقق فندقية مترفة ومطاعم ومقاه راقية ومجلس للسيجار وقاعة احتفالات كبرى ومراكز للأعمال، بالإضافة إلى منتجع صحي ومركز سبا فاخر بإدارة ريسانس الأشهر عالميا، وضاحية سكنية من 440 شقق فاخرة بأسلوب المجمع السكني على 39 دورا وبوليفارد راق لنخبة النخبة من العلامات التجارية الفارهة بأسلوب البوتيك، حيث خصصت جميع المكونات بمداخله ومخارجها المنفصلة».

وأضاف: «انتهينا من الأعمال الإنشائية في أعلى طابق سكني بالرياض معلنين بذلك المرحلة الأخيرة وهي التشطيب لتكون الضاحية جاهزة للسكن في يونيو (حزيران) 2013».

وتابع: «للضاحية أسلوب حياة فريد وهي على مسافة قريبة من مركز الملك عبد الله المالي وهي أول ضاحية عمودية متكاملة بالمملكة وأعلى مبنى سكني بالرياض وتحفة معمارية وفنية وإطلالة لا مثيل لها ومعلم بارز بمدينة الرياض بإطلالة رائعة لا مثيل لها مع إنارة طبيعية واستغلال أمثل لها، عدا عن طريقة البناء الحديثة ضمن أعلى معايير التقنية الذكية. كما صممت لـتعكس الرقي والرفاهية التي طالما يحلم بها الجميع في أكثر المواقع جاذبية وأهمية لأنه يمثل النمو الطبيعي والمستقبلي».

وأكد بدء العمل في سبتمبر (أيلول) 2010. ويتطلـع لتطوير نمط الحياة للأجيال المقبلة من خلال الإبداع في تطوير الضواحي السكنية، وتقديم فرص استثمارية وقيمة مضافة للعملاء والمستثمرين من خلال ضواح سكنية عمودية وأفقية نقدم من خلالها بيئة سكنية متجانسة عالية الجودة.

من جهته، قال عبد الله يبرودي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «دبي للمقاولات» المقاول الرئيسي، إن برج «رافال» يعكس قوة القطاع العقاري في السعودية، من حيث المنتجات الحديثة وتميز المباني النوعية، مشيرا إلى أنهم دخلوا السوق السعودية من أوسع أبوابها من خلال مشروع ضاحية برج «رافال».

وقال: «درسنا وضع السوق بشكل كامل وفهمنا الاحتياجات وحددنا أهدافنا وعملنا وما زلنا نعمل مع (رافال)، ومشروع ضاحية برج (رافال) كان السبب للشركة بالاستثمار في السوق العقارية السعودية لتوسيع نشاطاتها، وهي جزء من توسعها الإقليمي والعالمي، مما يشكل نقلة نوعية وفرصة طيبة لتطوير مستوى العمل وتقديم كل ما هو جديد من تكنولوجيا بناء وأسلوب عمل متطور للسوق».
وأضاف: « تعتبر (دبي للمقاولات) واحدة من أكبر خمس شركات مقاولات في الإمارات وتأسست الشركة سنة 1962 وعلى مدى العقود الأربعة الماضية ساهمت في مشاريع متنوعة ومتعددة، وأبرز نشاطاتها المجمعات السكنية والتجارية، القصور والفنادق».

وأضاف: «إن إنشاء ضاحية برج (رافال) له إنجازاته بطابعها الخاص حتى تاريخه، حيث بلغ إجمالي عدد العمال أكثر من 2.500 واستعمال أكثر من 19 ألف طن من الفولاذ العالي الجودة منها عالي السماكة ولأول مرة بالمملكة وأكثر من106.5 ألف طن من الإسمنت».

من جهته قال أولريك إيكهارد الرئيس والمدير العام لكمبينسكي الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهندي: «نحرص على خلق حضور متميز لمجموعتنا داخل السعودية من خلال افتتاح فندق برج رافال كمبينسكي والذي يعتبر جزءا هاما من استراتيجيتنا للنمو المستمر في المستقبل».

وأضاف: «نجاحنا في أعمالنا لأكثر من قرن من الزمان يعود إلى حرصنا على عدم التنازل فيما يتعلق بالتميز والتفرد في النهج الذي نسير عليه في اختيار استراتيجية النمو التي تركز على إنشاء وتشغيل الفنادق المتميزة والفاخرة في المناطق الرئيسية في العالم، وتقديم الخدمات المبتكرة ذات الجودة العالية. هذا الفندق الراقي والمتميز ما هو إلا انعكاس مثالي لإصرارنا على تحقيق هذه الأهداف».

وزاد: «نستعد أيضا لافتتاح فندقين آخرين في السعودية، واحد في منطقة الخبر (شرق السعودية) مع بداية عام 2013، والآخر في مدينة جدة (غرب البلاد) في عام 2015، ولدينا أيضا فنادق أخرى لا تزال تحت التشييد في قطر، وعمان، ولبنان، وكلها تعكس أهدافنا بالتركيز على منطقة الشرق الأوسط باعتبارها منطقة نمو رئيسية، بالإضافة إلى كونها سوقا هامة للسياحة الصادرة لمجموعتنا في مختلف أنحاء العالم».

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط