د. ميثاء سيف الهاملي
د. ميثاء سيف الهاملي
كاتبة و شاعرة إماراتية

الشمس الغربية

آراء

في كل مرة تلتقيهم تشعر انك ولدت من جديد بقلب طفل وروح ملاك هؤلاء هم الملائكة في هيئة بشر، قلوبهم تعانق قلبك بدهشة مختلفة لا يشبهون فيها سواهم ، خلق الله لهم حب لا تستطيع وصفه أو تصنيفه تحت أي تعريف هكذا هم حالة خاصة جداً فالنفوس الرضيّة الحييّة كنسمة الفجر العذبة البكر الطاهرة لا تمر بقلوبنا إلا وتزرعها فرحا وطمأنينة ، هكذا كانت هي ، هالة من النور السماوي ، تنشر الفرح و البهاء أينما حلت هذه هي سمو الشمس / الشيخة شمسه بنت حمدان آل نهيان يتبعها الضيآء في حلها و ترحالها ، لا تستطيع إلا أن تحييها بصباح الخير في كل أوقاتها ، لأنها شمس لا تتوارى بغروب أبدا . هي من القلوب التي تهدينا إياها الحياة لتكون أجمل و أصدق قصيدة في أعمارنا .

في زيارة سموها الأولى ازدادت قمم تلال ليوا سموا و فخرا و اعتزازا بإبنتها الغالية التي عادت لها بعد طول غياب ، لتعيد لها مجد أجدادها و ذكراهم الخالدة ، و التي احتضنتها واحات ليوا عقودا من الزمن حبا و وفاء ( للفلاحي و أولاده ) .

نعم عادت الشمس لتطرزالغربية بخيوط الذهب و توشيها بالأحجار الكريمة رعاية و تحنانا ، مذهلة طيب ، مدهشة ذكاء و ثقافة ، لماحة كضوء الفجر لحال كل ذي حاجة ممن تشرف بالسلام عليها .

ترعى المسن و ترق لحاله ، و توقر الكبير و تكرمه ، تشد من عزم الشباب و تبث فيهم روح العطاء ، و تحتضن الطفل و تقبله مردده لذكر الله عليه حبا و عطفا .

فنحن وسط هذه الدروب القاسية من اللهث خلف متطلبات الحياة نفقد في كل محطة نمر بها جزءاً عظيماً منا ، تموت وريقات صغيرة في القلب ، تخبو جذوة مقدسة للحب و تُصلب آه ، وحدها هذه القلوب العظيمة من تلملم شتات أرواحنا وكأنها تربت عليها قائلة : كونوا بخير فالعالم لازال بخير ونحن هنا نشد من أزركم و نساندكم دوما .

لقد كانت الزيارة الأولى لسموها ، و لم تكن قطرة الغيث الأولى ، بل كانت أول الأنهار العذبة لهذه السحابة المنهمرة بالخيرعلى روابي الغربية و شواطئها ، حاضرتها و بواديها .

عندما تلتقي بشخص يُجسد الحب في صورة إنسان كيف لك ان تقاوم دهشة تفرده ، فيسكنك حبا ووفاء ؟ هكذا كانت أم زايد حفظها الله .

خاص لـ ( الهتلان بوست )