العاهل السعودي يدعو إلى عمل عربي جماعي بعد سنوات التشتت

أخبار

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته أمس لمجلس النواب المصري، أهمية التعاون الوثيق بين البلدين، لتحقيق التوزان في المنطقة، بدلاً من التشتيت لخدمة قضايا الأمة، فيما جرى توقيع نحو 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون، لتنمية سيناء.

وقال الملك سلمان، في كلمته أمام مجلس النواب، إن القضية الفلسطينية، والعمل على محاربة الإرهاب، والقوة العربية المشتركة، وتعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، في مقدمة قضايا التعاون بين مصر والسعودية، لاسيما بعد التوقيع على عدة اتفاقيات خلال زيارته للقاهرة.

وأضاف: إن التجارب أثبتت أن العمل المشترك يجعلنا أقوى من خلال تحديد آليات واضحة تتحمل السلطات التشريعية والتنفيذية مسؤولياتها من أجل شعوبنا ومستقبل أمتنا وتحقيق أهدافنا المنشودة التي تخدم أوطاننا.

كما قال «إن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري، بأن بلدينا شقيقان مترابطان، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على كافة المستويات».

وأضاف الملك سلمان «لقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم».

ولفت، إلى أنه شهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم والعقود الاستثمارية خلال زيارته الحالية لمصر، ومن بينها إنشاء جسر بري يربط البلدين الشقيقين، والذي سيربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وسيكون بوابة لتعزيز الحركة الاقتصادية داخل مصر، ومعبراً للمسافرين من الحجاج والمعتمرين، كما سيسهم في توفير فرص عمل، لافتاً إلى العمل أيضاً على إنشاء منطقة تجارة حرة شمال سيناء، وهو ما سيعزز فرص التنمية.

وقال «إن معالجة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي ــ المصري الوثيق الذي نشهده اليوم، انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة».

وأضاف «من المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا».

وقال «إن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما».

وقال الملك سلمان «إن المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها معاً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة، فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً. كما أننا نعمل معاً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة».

من جانبه، قال الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، إن العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية هي علاقة أشقاء لا أوصياء، يربطهما دم واحد وتاريخ واحد وعقيدة واحدة ومستقبل واحد. وأضاف عبد العال، في كلمة أمام مجلس النواب، أن خادم الحرمين الشريفين واصل مسيرة الحب والوفاء لمصر التي بدأها مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود، حيث وقفت المملكة مع مصر ضد كل ما يحاك ضدها وزعزعة أمنها والنيل من استقرارها في أعقاب ثورة عظيمة ضد حفنة حاولت اختطافها. وتابع عبد العال أن المملكة وقفت واستخدمت نفوذها السياسي وقدراتها الاقتصادية ضد عزل مصر. وأكد عبد العال أن هناك وعياً مشتركاً وتوافقاً كاملاً بين مصر والمملكة في جميع القضايا العربية والإقليمية.

ومن جانب آخر، بحث سامح شكري، وزير الخارجية المصري، مع عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، متابعة مسار العلاقات الثنائية، وعدداً من الملفات الإقليمية المهمة.

ووقعت سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، عن الجانب المصري، والأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتمويل مشروعات جديدة ضمن مشروع تنمية شبه جزيرة سيناء، تستهدف إنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء، وتشتمل على إعداد الدراسات والجدوى الاقتصادية لإنشاء المنطقة، والتي تتضمن ميناء بحرياً، بهدف الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في هذه المنطقة.

الجبير: تدخلات إيران أهم مشكلات المنطقة

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن التدخلات الإيرانية في الشأن السعودي أهم مشكلات المملكة، وإن رؤية الرياض تتطابق مع الرؤية المصرية في التحديات، وإن البلدين يعملان سوياً بتنسيق مشترك في الملفات الإقليمية والدولية كافة.

وأوضح الجبير خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، أن جزيرتي تيران وصنافير دخلتا ضمن اتفاقية كامب ديفيد، وأن المملكة مثل أي دولة تريد تحديد حدودها، وسبق وأن قامت بذلك مع الإمارات والعراق والبحرين وعمان واليمن. واستشهد الجبير خلال اللقاء بعرض فاروق ملك مصر على الملك عبد العزيز حماية هذه الجزر، وشكر الملك السعودي مصر على ذلك آنذاك.

المصدر: صحيفة الخليج