عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

بماذا يهتم الناس عادة ؟؟

آراء

قال لي أحد القراء، هناك تعليقات كثيرة جداً على هذا المقال، يقصد مقال البارحة حول عدم التزام الكثير من النساء والرجال بالآداب والتعليمات الخاصة بالملابس في الأماكن التي يفترض أن يرتدي فيها الإنسان ملابس تتوافر فيها مقومات الأدب والاحترام والذوق، وكانت إجابتي ببساطة أن الناس في كل الدنيا يهتمون بما يعنيهم، أو ما يشكل لهم هاجساً معيناً، وما يتداخل مع مصالحهم وأمور دنياهم الآنية والمباشرة، لهذا يتفاعلون مع كل أمر شديد وقريب الصلة والتلامس مع واقعهم، ولا يعيرون أي التفات أو انتباه لكل شأن بعيد عنهم ولا ينعكس عليهم أو على مصالحهم أو محيطهم القريب!

الناس ستقيم الدنيا ولن تقعدها عندما ستزيد أسعار الطماطم أو الأرز أو الطحين أو البترول مثلاً، وستظل تتابع كل ما يكتب حول هذه السلع الحيوية التي لا تستقيم حياتهم بدونها، وأي ارتفاع في أسعارها سيؤثر عليهم حتماً، والأمر ينطبق على تجاوز قواعد الاحتشام من قبل غير المواطنين رجالاً ونساء، فهناك للأسف رجال يحضرون للمراكز التجارية والمستشفيات والجمعيات التعاونية بثياب غير لائقة!

لا بد أيضاً من الرد على من يقول إن اللباس مسألة شخصية والإنسان حر فيما يلبس !! لهؤلاء نقول بأن حرية الإنسان المطلقة في بيته، في فضائه الخاص به عندما يختلي بنفسه، أما في الفضاء العام حيث يتشارك المكان مع الآخرين فالمطلوب منه، بحكم القانون، أن يحترم هؤلاء ولا يتسبب في إيذاء مشاعرهم وعيونهم، وأولاً وقبل كل شيء، عليه، واجباً وقانوناً، أن يحترم دين وعادات وتقاليد البلد الذي يعيش فيه أو يزوره، ولقد زرنا بلداناً في غاية الانفتاح فلم نجدهم يرتدون مثل هذه الملابس الفاضحة في الحدائق أو المراكز التجارية أو المستشفيات أو المؤسسات! فمثل هذه الملابس المثيرة تشكل إهانة للمكان ولمن فيه.

وهذا الذي نقوله ويقوله الجميع، ليس أمراً مستحيلاً، إنه قانون مشرع ومطبق عندنا كما في كل مكان، والأمر محكوم بالمتابعة والتطبيق أولاً وبالاعتدال والوسطية دائماً، شرط عدم التشدد حد التنفير، وعدم التساهل الذي يصل إلى التجاوز وإيذاء مشاعر أهل البلاد وثقافتهم.

المصدر: البيان