حلب ضمن الهدنة.. واتهام أممي للنظام بعرقلة المساعدات

أخبار

أعربت الإمارات مجدداً عن بالغ قلقها إزاء تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سوريا خاصة في مدينة حلب، بما في ذلك استهداف الطيران الحكومي بصورة لا أخلاقية للمشافي والخدمات الطبية الضرورية، وذلك تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة، مشددة على أن هذا المشهد يستصرخ الضمير العالمي لكي يتحرك سريعاً لحقن دماء السوريين. وقال خليفة الطنيجي القائم بالأعمال بالإنابة للمندوب الدائم للدولة لدى الجامعة العربية أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين أمس في القاهرة، إن الهجوم الوحشي على حلب، يعد تطوراً خطيراً ومتصاعداً في الأزمة السورية التي تزداد تعقيداً وتفاقماً يوماً بعد يوم. وأشار إلى تخوف دولة الإمارات من تقويض المسار السياسي جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين ومن ضمن ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار والذي ساهم بشكل إيجابي في تراجع وتيرة العنف التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق. وقال إن دولة الإمارات تطالب الأطراف المتحاربة في سوريا بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية ووقف العنف الموجه ضد المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة. وأكد الطنيجي ضرورة تحمل مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته خاصة تنفيذ القرار رقم 2254 ومطالبة الحكومة السورية بالالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أمام مجلس الأمن الليلة الماضية أن وقف النار يجب أن يشمل كل سوريا، وشدد على أن الحل لن يكون إلا بمرحلة انتقالية، في وقت أعلنت الخارجية الأمريكية امس الأربعاء ان الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى اتفاق مساء الثلاثاء للعمل مع الأطراف على الأرض لتوسيع وقف الأعمال القتالية في سوريا بحيث يشمل مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين النظام ومعارضيه، مشيرة إلى ان الجانبين سينسقان معاً بشأن الترتيبات الجديدة، وأوضحت أنه منذ ان بدأ سريان هذه الهدنة أمس الأربعاء في الساعة 00,01 بتوقيت دمشق، لاحظنا تراجعاً عاماً للعنف في هذه المناطق، رغم ان هناك معلومات تتحدث عن استمرار المعارك في بعض الأماكن. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتوقع ان تضغط روسيا على نظام الأسد، وأشار في مؤتمر صحفي مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الى أن الأسد ملتزم بوقف النار في حلب ل48 ساعة اعتباراً من مساء أمس.
وأعلن الجيش السوري، مساء أمس، أن «نظام التهدئة» في مدينة حلب، سيبدأ صباح اليوم (الخميس) لمدة 48 ساعة وفق ما نقل الإعلام الرسمي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة: يطبق نظام التهدئة في حلب لمدة 48 ساعة بدءاً من الساعة الواحدة صباح اليوم الخميس».
وفي وقت تكثفت الجهود الدبلوماسية سعياً لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا مع عقد محادثات في برلين بمشاركة ألمانيا وفرنسا والأمم المتحدة والمعارضة السورية، توقعت روسيا استئناف محادثات جنيف في مايو/أيار الحالي، لكنها اتهمت جبهة النصرة بأنها تعمدت تعطيل هدنة حلب، وجددت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة انه ليس حليفاً ولكنها تدعمه ضد الإرهاب.وحذر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في ختام اجتماع في برلين مع وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة رياض حجاب، من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هرباً من المعارك الدائرة في حلب في حال عدم توصل الأسرة الدولية إلى إعلان الهدنة في المدينة شمال سوريا. وكان المسؤول عن المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة يان ايغلاند اتهم الحكومة السورية بأنها ترفض السماح بوصول المساعدات الإنسانية الى نحو 900 الف شخص بما في ذلك الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في حلب، معرباً عن خشيته من ظهور منطقة محاصرة اخرى.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك آيرولت أمس نظراءه الإماراتي والسعودي والقطري والتركي إلى اجتماع في باريس يوم الاثنين المقبل، لبحث الوضع في سوريا كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول، وحمّل الرئيس السوري مسؤولية خرق الهدنة في حلب.
يأتي ذلك، فيما أعلنت روسيا امس أنها سحبت نحو 30 طائرة من سوريا بما في ذلك كل طائراتها الهجومية من طراز سوخوي-25، مؤكدة عدم حاجتها لقاعدة جوية ثانية في سوريا، وتواصلت المعارك العنيفة ليل الثلاثاء/الأربعاء بين قوات النظام والفصائل المسلحة على أطراف مدينة حلب في شمال سوريا، وأوقعت عشرات القتلى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تجددت الغارات والاشتباكات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق مع انتهاء اتفاق تهدئة مؤقت تم فرضه في المنطقة بموجب قرار روسي أمريكي.

المصدر: الخليج