جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

رسالة إلى صديق.. مع التحية

آراء

«البعض يلجأ للكهنة والبعض يلجأ للفلاسفة والشعراء لكنني ألجأ إلى الأصدقاء».. فيرجينيا وولف

دائماً معك أينما كانوا، حاضرين في الذاكرة، عدم وجودهم لا يعني غيابهم، قريبين جداً رغم بعدهم، في حديقة قلبك مكانهم يفهمون لغتك رغم صعوبتها، يحللون بسهولة تعابيرك، يقبلونك بكل أخطائك وتقبلهم بكل سلبياتهم.

هذا ليس لغزاً لكنك ستعرف الجواب إذا قرأت معي وتدبرت معنى هذا المثل القديم: «أمسك الصديق الحقيقي بكلتا يديك»

لا تدعه يفلت منك ولابد أن يكون صديقاً حقيقياً، فالأصدقاء المزيفون حولك مقيمون في صالة حياتك!

من البساطة في علاقات الصداقة أنك لا تحتاج أحيانا أن تشرح بتعمق مشاعرك وما يقلقك وإذا كنت تملك الصديق المناسب ستصبح المسألة نوعاً ما سهلة.

(«عندما يرحل الذي نحبهم يأخذون معهم كل أشياءهم الصغيرة الا ابتساماتهم واسئلتهم فهي تبقى معنا».. واسيني الأعرج).

كل صديق مخلص تفقده سيرحل ويأخذ معه أجزاء منك، كل جزء يحمل قصص حياتكم وأوقاتكم الخاصة والتفاصيل المشتركة بينكم.

وأعتقد أن أي صديق جديد لا يستطيع أن يملأ ثقوب الماضي أو يعوضنا عن صديق رحل، من يستطيع أن يرجع اللحظات معهم؟ من يعوضنا عنهم؟

كل من رحل، نحمل في دواخلنا اسمه الذي لن يتكرر.

لكل قادم مكانته ودوره المهم في حياتنا، لكن بعض من غادرنا يبقى مكانه شاغراً، نفتح بحب قلوبنا، نستقبل القادمين الجدد ونهمس برفق، هذه قلوبنا ملكاً لكم إلا تلك الزاوية البعيدة بقيت لهم!

في مسيرة حياتنا يمر علينا الكثير من الأصدقاء وفي زحمة الحياة نلتف حولنا ولا نجد إلا القليل وأحيانا لا نجد أحدا، هناك من أخذهم الوقت كما أخذك، وآخرون انشغلوا بمصالحهم، وأصدقاء اختاروا أصدقاء غيرك، ومن الصعوبة أحيانا أن تفسر غرابة دورة الحياة، قد تكون السبب وقد يكونون هم الأسباب، ما يهم الآن فقط الذين هم حولك، من استمر رغم الظروف وبقى في قائمة حياتك، انظر إليهم وأنصت جيدا لهم، تذكرهم بحب وقدم لهم أجمل تحية.

◆◆◆

رسالة خاصة

إلى صديقي..

تحية طيبة وبعد،

شكراً لظلالك وأمطار سعادتك، شكراً لكل الفرح الذي اضفيته على حياتي.

أقدم لك ألف تحية، لجميل إنصاتك وحنان صبرك، لدفء نظراتك وطول بالك.

شكراً لأنك مددت يدك وقدمت الكثير، رغم إني لم أطلب منك إلا القليل.

وجودك معي ولي يعن الكثير، أشكرك لجمال حضورك.

شكراً لكل الأمسيات الرائعة معك، نجوم ترعانا وأوقات تنسانا.

مدين لك بالتفاصيل التي لا يعرفها غيرنا، أثقلت عليك بأسراري وضايقتك بسذاجة أحلامي

شكراً لك من الأعماق يا صديقي

صديقك المخلص

المصدر: صحيفة الاتحاد