ميساء راشد غدير
ميساء راشد غدير
عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان

سقيا الإمارات.. مساهمات بالملايين

آراء

بالأمس اكتمل الإعلان عن مبادرة «سقيا الإمارات» لإيصال المياه النظيفة إلى خمسة ملايين شخص في العالم، وقد بدأت التبرعات بالفعل تصل هذه المبادرة، من قبل مؤسسات وطنية ورجال أعمال وأفراد سارعوا لدعمها، إيماناً منهم بأهميتها وأهمية المجال الذي تدعمه، فوجود إحصائيات تثبت وفاة ما يزيد على أربعة ملايين نسمة سنوياً بسبب شح المياه وتلوثها أمر مؤسف، وإيجاد مبادرة توفر السقيا لخمسة ملايين أمر رائع لا ينبغي إلا المشاركة فيه والمساهمة بكل جهد نستطيعه.

بداية التبرعات كانت بمليون درهم من مؤسسة «الأنصاري»، ومليونين ونصف من «اتصالات». وحسب هيئة الهلال الأحمر، فإن كلفة حفر بئر مياه واحدة تبلغ 25 ألف درهم، ويستفيد منها نحو أربعة آلاف شخص. فإذا كانت الثلاثة ملايين والنصف كافية لحفر 140 بئراً، فستكفل سقيا نحو نصف مليون شخص، ما يعني أن الحملة ما زالت بحاجة لمزيد من التبرعات لتحقق هدفها وهو خمسة ملايين شخص في العالم.

سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، أصدر توجيهاته للهيئات والدوائر الحكومية في دبي بالمشاركة في المبادرة، وهي توجيهات سامية لا بد من دعمها بالمشاركة، لا سيما أن هناك الكثير من الدول النامية تتوفر المياه فيها لكن تلوثها يتسبب في الأمراض للسكان، وفي وفيات أعداد كبيرة منهم. والمبادرة ستكون ذات آثار إيجابية، لأنها ستخلق حياة جديدة في دول أخرى لا ذنب لها في قلة الموارد وضعفها، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الموقع الجغرافي، وهذا النوع من المبادرات الإنسانية ستكون له انعكاسات إيجابية، ليس على مستوى الإمارات التي عرف شعبها بقيمه الإنسانية وتعاضده مع جميع الشعوب، بل إنها ستكون دافعاً لإطلاق مبادرات إنسانية على المستوى العالمي لإنقاذ البشرية من أخطار تحدق بها.

نبارك إطلاق هذه المبادرة التي انطلقت من دار زايد الخير، والتي تزامنت مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بمساعدة باكستان في تنفيذ 76 مشروعاً لتوصيل المياه النقية لعدد من المدن.. هذه دار زايد، وهؤلاء أبناؤه.. وهكذا عرفهم العالم وسيظل يذكرهم..

المصدر: البيان