سلطان: 270 مليوناً لتطوير «أمريكية الشارقة»

أخبار

كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن رصد 270 مليون درهم لتطوير الجامعة الأمريكية في الشارقة، للارتقاء إلى مرحلة البحث العلمي، وتوفير كل ما تحتاج إليه من مختبرات وكفاءات إدارية، وكذلك تطوير جامعة الشارقة، كما أعلن عن حزمة مشاريع تطويرية في الإمارة تضمنت شواطئ مغلقة للنساء، ومماشي مطاطية للنساء، وأخرى للرجال، ومثلها مماشي «مكيفة»، إضافة إلى إنشاء قاعات جديدة للنساء والرجال في حدائق الضواحي الخاصة بهم باسم «المنتدى الاجتماعي»، على أن يتم تجهيزها بكل الوسائل الرياضية والثقافية التي تتيح لهم التجمع واستقبال الضيوف فيه كمتنفس للمجتمع، كما أعلن سموه أن العمل جار في تطوير مراكز الناشئة الحالية، وإنشاء مراكز جديدة.

وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مداخلة هاتفية من خارج الدولة، عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام،: نعمل الآن لتطوير الجامعة رأسياً، وليس أفقياً، وذلك للارتقاء إلى مرحلة البحث العلمي، وهو ما يحتاج إلى مختبرات، وكفاءات إدارية، بتوظيف مختصين لإبراز وسيلة البحث العلمي للطالب في الجامعة، وجار الآن تنفيذ توسعات كبيرة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، رصد لها 270 مليون درهم، وكذلك جار العمل على تطوير جامعة الشارقة، بإذن الله، وهو ما يرتقي بالجامعة لإعداد البحث العلمي، والماجستير، والدكتوراه، في المواد العملية المادية، وليست النظرية.

وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: نحن نستمر في بناء الأجيال ابتداء من الأطفال، ثم الناشئة، ثم الشباب، ويمكن للناس ملاحظة التغيير والتطور الذي طرأ على المجتمع، والذي كان سيختلف إذا كنا تركنا له الحبل على الغارب ليسير كما يهوى، ويتضح لنا الأمر في المثال التالي: كانت الجامعات في السابق تقبل الطلبة ابتداء من معدل نسبته 60%، وتقوم بمعالجة مستوى الطالب على مدار عام دراسي كامل، تحت مسمى «متطلبات الجامعة»، أما الآن فيتنافس لدينا الطلاب للالتحاق في الجامعة من أصحاب المعدلات بنسبة 90%، ويمكن للناس ملاحظة هذا النجاح في سعادتي عندما أقوم بتسليم الشهادات للطلبة، فيقول البعض: «الشيخ مبتسم»، وهذه الابتسامة ليست مصنعة، بل هي من القلب لأنني فرحان، فمن المفرح أن تخرج جامعة الشارقة 23 ألف خريج وخريجة، إلى جانب ما يزيد عن 10 آلاف طالب وطالبة تخرجهم الجامعة الأمريكية بالشارقة، وكل هذه الأعداد التي تخرجت هي الآن في سوق العمل مطلوبة، ولديهم الكفاءة، حيث إننا لا نخرج الطالب إلا إذا وصل لدرجة التمكين من العلم الذي درسه بالجامعة.

وتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حديثه قائلاً: ولكي لا يجبر الطالب على إحدى المواد، فلدينا نحو 50 مؤسسة اجتماعية لكل جامعة، فيها الأنشطة الثقافية والرياضية والموسيقى والمسرح وغيرها من الهوايات والفنون، ونهتم بشخصية الطالب، وصحته، لدرجة أننا نحرض على توفير جميع أنواع الأطعمة، وذلك ليرى هذه الجامعة كأنها بيته، ويستطيع الحصول على كل احتياجاته، ونحن نهتم بذلك ابتداء من نوع المباني التي ترسخ في عقله بتصميمها الكبير الذي يوضح رفعة العلم وشموخه، فيفتخر الطالب بأنه ينتمي لهذا المبنى الشامخ، ويشعر بالشموخ، وكثيراً ما أشاهد من مكتبي أحد الطلاب في الجامعة الأمريكية واقفاً رافع الرأس ويشاهد المبني لقمته.

«المنتدى الاجتماعي»

وأعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عن حزمة مشاريع تطويرية جديدة بالإمارة قائلاً: نحن لدينا الآن حدائق الضواحي، وحديقة الضاحية منفذة على مساحات كبيرة، فيها ممشى مطاطي، والعديد من الوسائل الترفيهية، والرياضية، والآن سنباشر في إضافة منتدى للنساء في الحديقة المخصصة لهن، وآخر للرجال في الحديقة المخصصة لهم، باسم «المنتدى الاجتماعي»، وقمنا بتجهيز أربعة مواقع لهذا المشروع، في منطقتي الرحمانية والسيوح، وسيتم توزيعها، بإذن الله، على البلديات الأخرى، وسيحتوي هذا المنتدى على جميع الوسائل الرياضة والثقافة، والمكتبات، وغيرها من الوسائل التي تمكن الفرد من استقدام ضيوفه، واستقبالهم في هذا المنتدى، ونظراً لصعوبة وضع مثل هذه المعدات في كل حي، فسنضعها في هذه الحدائق لأنها ستجمع تقريباً 12 حياً، والآن جار تجهيز حديقة للرجال، وأخرى للنساء في منطقة الرحمانية، وتحتوي كل منهما على ممشى مطاطي خاص لمرتاديها، ولكل حديقة منهما منتدى خاص بها يسمى «المنتدى الاجتماعي»، وستكون هذه المنتديات كفرصة للمجتمع ليتنفس قليلاً.

شواطئ مغلقة للنساء

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، حديثه عن المشاريع التطويرية قائلاً: كذلك نقوم الآن بإعداد شواطئ مغلقة خاصة للنساء، وجار العمل في تنفيذ شاطئ في مدينة خورفكان، أوشكنا على الانتهاء من تجهيز الشاطئ، حيث كانت الرمال ملوثة قليلاً، فأخذنا رمالاً من منطقة الحمرية ونقلناها إلى خورفكان، وأنشأنا شاطئاً جميلاً مستوراً من جميع الجهات، ولا يمكن كشفه من خلال مباني أو غيرها، وكذلك الوضع في مدينة كلباء في منطقة شمال ميناء الصيادين في الولية، توجد هناك الوسائل وتستطيع السيدات من خلال استخدامها أن يتنفسن قليلاً.

مماشٍ مكيفة

تابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حديثه قائلاً: نظراً لأن فصل الصيف لدينا يمتد إلى أربعة، أو خمسة أشهر، وتصعب ممارسة الرياضة خلال هذه الفترة، فعملنا على تنفيذ مشروع آخر، وهو إنشاء مماشٍ مكيفة إلى جانب المماشي المطاطية الأخرى، فنحن الآن لدينا ممشى واسط، الواقع بالقرب من محمية واسط، وفيه اختلاط، لذا نقوم الآن بإعداد ممشى آخر خاص للنساء في منطقة الحومة، وستغلق أبوابه بالحراسة النسائية، وسيحتوي على مكان للرياضة الخارجية في الهواء الطلق، وفيه كذلك الممشى المكيف، وكذلك الوضع في منطقة القرائن نقوم بمعالجتها، حيث سيتم إنشاء ممشى مكيف للنساء، ولن يبلغ الممشى المكيف طول الممشى المكشوف نفسه، ولكنه سيكون أكثر راحة لممارسة رياضة المشي خلال فصل الصيف، وسنقوم بإنشاء مثلها للرجال.

مراكز الناشئة

وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: كما أنه جار العمل على تطوير مراكز الناشئة، وإضافة مراكز جديدة، وهذا بدورة سيساهم في حماية الشباب، ونحن لدينا مركز للناشئة في مركز واسط، وهو تابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهو كان من تصميمنا في البداية، ولكن المجلس اجتهد وأنشأ مركزاً أجمل مما أنشأناه، وهو مركز «سجايا» للسيدات بمنطقة القرائن، الذي أُنشئ بصورة جميلة وجذابة تستقطب الفتيات، وسيتم تكرار هذه التجربة للشباب في منطقة القرائن، كما سيتم تطوير المركز الموجود في منطقة واسط، والرفع من كفاءاته في جميع النواحي، لكي يتماشى مع المشروع الجديد الذي نعمل عليه، هذا إلى جانب معاملة جميع مراكز الناشئة في المناطق الأخرى بهذه الطريقة، فنحن نهتم بالمجتمع لأنه إذا صلح المجتمع صلحت الحياة كلها، والحمد لله، ونحن نريد من الأب والأم والشباب أن يكونوا جميعهم متعاونين في شيء واحد، وهو حماية هذا العقل الذي وضعه الله سبحانه وتعالى في الإنسان، وذلك برعايته منذ الولادة إلى أن يكبر، بإذن الله، ونأمل من الناس أن يكونوا على مستوى المسؤولية، فالوطن يريد العطاء الفعلي وليس المادي، ولكل إنسان يرى خللاً، لن نكلفه كي لا يتصادم مع الناس، ولكن نطلب منه أن يخطر عنه، بإبلاغ المسؤولين، فإذا كان الأمر خطراً يخبر عنه الأمن، وإذا كان الأمر أخلاقياً بالنسبة للدين فيبلغ عنه الشؤون الدينية، وهكذا، فكل هذه الأمور تخلق من المجتمع تعاوناً إيجابياً يؤدي بدوره إلى إصلاحه.

إصلاح المجتمع

وعن تغير المجتمع، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: نحن لم نعد كما كنا في السابق، حيث كانت مجتمعاتنا بسيطة، فكان إذا أخطأ أحد أبناء الفريج كان يقوم بتأديبه من هو في مقام والده، وكان والد المخطئ يشكر المؤدِب على ذلك، بينما الآن إذا وجه أحدهم كلمة لولد الآخر فربما يشكوه في الجهات المختصة، لدرجه أن أصبح بعضهم يعتدي على المدرسة، باحثاً عمن ضرب ولده، ونحن نريد، بإذن الله، إصلاح هذا المجتمع، وهذا لن يتحقق بكلمة، أو في خلال عام، أو حتى عشرات السنين، فإصلاح المجتمع يحتاج إلى زمن، والإنسان المصلح هو الذي يفكر في تطوير «الإنسان»، ولن يستطيع المصلح أن يفعل ذلك من منطق السلطة لأنه مرفوض، فإن العرض والترغيب وتبيان الحاجة والضرورة لها، هي التي تعطي الناس مكتسبات تصلح المجتمع، لأن الإنسان ليس لديه إلا قول، ومن الصعب عليه أن يفرض هذا القول، فاليوم أصبحت عقول الناس أكثر انفتاحاً، وليست كما كانت سابقاً، لدرجة أن الأطفال أصبحوا يدركون أكثر من الكبار في بعض الأمور الحديثة، فهذا الطفل الذي يستوعب عقله الكثير من الأمور، نحن نريد أن نحصن له عقله، وهذا التحصين بمقام التطعيم الذي يعطونه للطلاب في المدارس لحمايتهم من الأمراض، والمطلوب من الأم والأب أن لا يقسوَا على الأبناء بالنهر والحرمان مما لديهم من أجهزة وتقنيات يمكنهم استخدامها لدى أقرانهم، لأن هذا يولد لدى الطفل رد فعل، ونحن نحافظ على المجتمع ونبنيه من خلال تربية الجيل الصالح، وللوصول إلى هذا الهدف لابد أن نبدأ معهم منذ الصغر، فكما قلت في كلمتي التي ألقيتها في منتدى الشارقة الدولي للاتصال: «بدأنا من الحضانات»، حيث يبدأ الإصلاح الصحيح، وهذا كله لأجل إصلاح المجتمع.

وعن إصلاح المجتمع قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: إن الجريمة في الشارقة قلت حتى أصبحت لا توجد، كالخلافات، والاختناقات، والمشاحنات، فكل هذه الأمور أرصدها، الصغير منها والكبير، وأرى كيفية تأثير هذه التجربة، ومع ذلك، وبالرغم من الذي وصل إليه المجتمع، فإنني لم أسترح لأنني أتحمل مسؤولية مجتمع كاملة، فأنا مسؤول إذا حزن أحدهم، فكلفت الإمام في المسجد بسؤال المهموم عن مشكلته، وسبب همه وإيصاله لنا، من خلال مدير دائرة الشؤون الإسلامية، حيث وجهنا بأن يجتمع مع الأمة ويرصد لنا هذه المشكلات لحلها، فلا نريد أن يأتي أحد إلى المسجد ليقابل ربه وفي قلبه حزن.

سيف سلطان

واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حديثه قائلاً: يجب علينا مواكبة العلم والعالم الحديث، وألا نقول إننا في آخر الطابور، فلابد أن نتفاعل معهم، ونبدأ من حيث انتهوا هم، فربما نتعثر.. نقف.. نخسر.. لكن نستكمل المسيرة بصبر وإيمان، من دون كلل، أو ملل، وأنا إنسان واهب نفسي كأني مُعالج.

وتوجه سموه بالشكر لكل الأشخاص الذين يساعدونه على تنفيذ خططه العلاجية والإصلاحية، وقال: نتمنى من المجتمع أن يعي هذه المرحلة التي يمر بها، وإنني أسلحهم بالعلم والثقافة، فعندما بدأت في ذلك لم يكن هناك تنظيم «داعش» الإرهابي، ولكنني الآن أشحذ سيفي، فكلما أزداد ظهور هذه الأمور، كلما أنا زدت حدادَ سيفي، وكما قلت سابقاً أمام الجميع في إحدى جلسات المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: «من يقترب من أولادي.. أستشرس عليه»، أخاف عليهم.

المصدر: الخليج