فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

سيارات تروع أمن الناس

آراء

قبل أيام اقتحمت سيارة إحدى الشركات في الشارقة ودهست عاملاً حاول مساعدة سائق السيارة لصفها في مواقف خاصة، فإذا بها تصدم العامل وترديه قتيلاً، ثم اخترقت الحاجز الزجاجي، حيث كان يجلس موظفو الشركة وتصيب آخر في موقف سبب الهلع لهم ولمن رأى المشاهد المصورة للحادث.

وليلة أمس الأول فجع المجتمع وروّع الناس بحادث آخر وقع في عجمان، حين اقتحمت سيارة كبيرة مطعماً في محطة وقود، وأخذت في طريقها أرواحاً بريئة كان أصحابها يتناولون طعام العشاء، وقتلت في تلك الحادثة سيدة وطفل ووقعت 5 إصابات، تسبب في ذلك سائق مصاب بالصرع.

حادث لم نشهده رأي العين لكن الصور التي نقلتها أجهزة الهاتف كانت بشعة، بل فظيعة بمعنى الكلمة، لم نستسغها، ولم يراع من التقطها وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي أبسط قواعد حرمة الميت، ولا مشاعر أسر وذوي من راحوا ضحية ذلك الحادث الذي فجع الجميع، بل وخلّف حزناً كبيراً.

أكثر من هذا هناك حوادث مشابهة لاقتحام السيارات المطاعم ومحلات تقع على الشوارع الرئيسية، وحالات انتابت السائقين فيها نوبات صرع أو دخلوا في إغماء، ولم يتمكنوا من السيطرة على سياراتهم وأدت إلى وفيات، وهناك حوادث وقعت نتيجة أخطاء بشرية داس خلالها السائقون على دواسة البنزين بدلاً من دواسة المكابح فتطير السيارة إلى الأمام مخلفة ضحايا.

حوادث نتمنى ألا تمر على إدارات المرور، بل تتخذها مبرراً لإجراءات تمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وتحفظ للناس أمنهم وأمانهم أينما كانوا، وتحميهم من أخطاء تقع رغماً عن أصحابها، أو تقع نتيجة رعونة وإهمال البعض، نتيجتها واحدة هي وقوع ضحايا بشرية.

في حادثة الأمس والتي نشكر، في ثنايا ما حدث، شرطة عجمان، ليس على تفاعل رجالها السريع مع الحادث فحسب، بل على رقي أسلوب رسالتها الإعلامية التي تنصح وتدعو الجماهير بمراعاة حرمة المتوفى ومشاعر أسرته بعدم تناقل وتداول صور ضحايا الحوادث بعيداً عن لغة التهديد والتحذير الذي بلا شك كان له أثر كبير على نفوس من قام بذلك عن قصد أو من غير قصد، وتهيب بأصحاب الأمراض توخي ما يمنع وقوع حوادث مؤسفة.

أكثر من ذلك لا بد من إجراءات تقي الآخرين أعراض أمراض يعاني منها بعض الأشخاص ممن يقودون سياراتهم، قد يقعون في لحظة تحت تأثير تلك الأعراض، هنا لا بد من شروط تحمي هؤلاء والآخرين كشرط وجود مرافق مع من يعانون أمراضاً بعينها، وتحديد سيارات أقل خطراً وقوة بدلاً من تلك السيارة التي تصنف بـ»heavy duty«، وتدرس كذلك وضع حواجز أسمنتية صلبة تمنع أو على الأقل تحد من حدة الاندفاع بقوة نحو الأمام.

المصدر: البيان