ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

عرعر وماهية الإرهاب

آراء

الحادث الجبان الذي وقع الأحد الماضي وأودى بحياة عدد من رجال حرس الحدود في عرعر، هو مؤشر جديد على أن خطر الإرهابيين لا يزال ماثلا، وأن زواله ما زال أمرا لم يتحقق.

وقد أعاد ذلك الحادث للذاكرة الأحداث الجبانة التي وقعت مؤخرا في بلدة الدالوة في الأحساء وغيرها من الأحداث التي قامت بها مجموعة من حاملي السلاح، الخارجين على النظام وعلى الدولة الذين لا بد لنا كمواطنين أن نقف سدا منيعا أمامهم من أجل حماية الوطن والمواطن.

إن الإرهاب الحقيقي الذي يشكل خطرا على بلادنا هو ذلك الذي يحمل السلاح ويعمل على الإطاحة بنظام الدولة، ويسعى إلى الفوضى والدمار وسفك الدماء وتقسيم البلاد وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ليس بالضرورة أن يكون تابعا لمذهب اليمين أو مذهب اليسار أو أن يكون ذا نزعة دينية أو عبثية، فكل إرهابي له ذات المواصفات التي وصفناها وخطره على الوطن هو ذات الخطر.

عندما عاد الإرهاب إلى المشهد الدولي في بداية الألفية باعتباره العدو الجديد بعد سنوات من الركود، كان الجميع يستخدم هذا التوصيف بشكل جعل من أي مخالف في الرأي إرهابيا بالضرورة، فبدأت أميركا بعد أحداث سبتمبر بإلقاء القبض على الكثير ممن لهم مواصفات رأوها تتطابق مع “بروفايل” الإرهابيين، مما جعل كثيرا من دول العالم الإسلامي بما فيها المملكة للدعوة بضرورة تعريف ماهية الإرهاب وتحديد الفرق بينه وبين مقاومة المحتل، وكان ذلك ـ وربما ما زال ـ أمرا مختلفا عليه، فكل طرف يرى الأمر من وجهة نظره ومن المنظور الثقافي والسياسي الذي ينطلق منه.
تعريف الإرهاب في قاموسي البسيط لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد، فهو بكل بساطة من حمل السلاح أو ساند في ذلك وعمل على الإطاحة بالنظام وتقويض الاستقرار والأمن والسلام، وتهديد وترويع المواطنين والمقيمين على حد سواء، وقتل الأنفس وإتلاف المال الخاص والعام.

الإرهاب هو الإجرام الذي اشتكت منه عرعر وقبلها الدالوة وقبلها الرياض والجبيل والظهران، وهو التحدي الذي يجب أن يتم التعامل معه باعتباره الخطر الحقيقي الذي يهدد بلادنا، والتأكد من أن جميع مكونات المجتمع تفهم جيدا الوصف الدقيق لماهية هذا الخطر القاتل، فعندما يحيد المجتمع ويتجه نحو صراعات جانبية وفرعية على حساب القضايا المركزية والمحورية للوطن، فإن ذلك سيجعله مجتمعا أكثر تشتتا وبعدا عن مواجهة الأخطار الحقيقية.

المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=24591